منتدى الناقد الإعلامي

السلام عليكم , للمشاركة اختر ( دخول | تسجيل )



ملتيميديا

مقتطفات فيديو من انتاج الشبكة

الخلافة خلاصنا
المشاركة Oct 16 2017, 02:18 PM
مشاركة #1


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



المسلم والأعداء الأخفياء


المسلم عندما يعيش حياته ليعبد الله تعالى ويسير على الطريق القويم فإن الأعداء لا يتركونه في حاله، فإما أن يتغلب عليهم أو يهزموه أو يستمر في صراع معهم حتى يفصل بينهم الموت، والمشكلة الكبرى ليست في الهزيمة بل المشكلة الكبرى هي في افتتان المسلم عن دينه، إذ أن التعذيب والقتل والضنك في الحياة للمسلم من أعدائه أو من ابتلاء في الحياة مع ثبات على الدين شيء جيد ويكفر السيئات، أما المشكلة فهي إن فتن المسلم عن دينه وعصى الله عز وجل.

والأعداء الظاهرون للمسلم هم الكفار والظالمون والمنافقون، وهنا لن نتحدث عن هؤلاء بل سنتحدث عن الأعداء الأخفياء للمسلم وهم: الشيطان والنفس وهواها والدنيا والجهل.

هؤلاء الأعداء الأخفياء هم أخطر على المسلم من الأعداء الظاهريين، فالعدو الظاهري تستطيع معرفة أنه عدوك ويريد النيل منك ومن دينك ومن بلدك ومن مقدساتك ويؤذيك جسديا ومعنويا ويبعدك عن دينك، أما الأعداء الأخفياء فهدفهم الوحيد إبعادك عن دينك فقط ولا يتعرضون لجسدك أبدا.
Go to the top of the page
 
+Quote Post
 
Start new topic
الردود
الخلافة خلاصنا
المشاركة Oct 16 2017, 02:39 PM
مشاركة #2


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



الأعداء الأخفياء في معركة دائمة مع الإنسان المسلم حتى الموت


إن الأعداء الأخفياء كثيرا ما يكون عملهم متداخلا، فهم لا يقومون بعدائهم للمسلمين بالترتيب، وإنما يتداخل عملهم، فلا تدري من هو الذي يهاجمك، وأحيانا لا تدري أنك تحت الهجوم، فتظن نفسك مصلحا عاملا للخير، وهذه المعركة مع هؤلاء الأعداء تستمر حتى تفارق الحياة، فلا تظن أنك ستستريح منهم لحظة، بل هم مستمرون بالهجوم عليك، وسيدهم ورائدهم في الهجوم إبليس اللعين، الذي أقسم أن لا يترك بني آدم حتى يغويهم ويدخلهم النار معه.

الأعداء الأخفياء لهم أساليبهم وطرقهم التي لا يمكن إحصاؤها، وهي متجددة متنوعة متطورة لا تنتهي، وتتطور حسب الأفكار التي تنتجها عقول الشياطين من الأنس والجان، ولنأخذ بعض الأمثلة للنظر كيف يأتي الشيطان الإنسان وهي للمثال وليس للحصر لأنها كما قلت كثيرة أكثر من أن تحصى:

• المرأة

المرأة لا يتركها الشيطان في حالها، لأنه يدرك انه إن أفسدها افسد الشباب وافسد الجيل المستقبلي، يأتي المرأة وهي صغيرة في موضوع اللباس الشرعي وانه سيخفي جمالها ويظهرها متزمتة جاهلة، وهذا قد يؤدي إلى عدم إقبال الشباب لخطبتها، وان قاومت شيطانها ونفسها فإنها ستتعرض لشياطين الإنس، من الاستهزاء عليها والضحك عليها، وأحيانا تكون الضغوط اشد إذا جاءت من الأم والأب الذين يرون أن التزام ابنتهم قد يؤدي إلى عدم زواجها فيضغطون عليها لعدم لبس اللباس الشرعي، وأحيانا في دول الغرب تمارس ضغوط اشد على المرأة المسلمة في مجتمع اغلب أهله غير مؤمنين بالإسلام.
وإذا أفلتت من هؤلاء فإن الدنيا تحاصرها وذلك بالنظر إلى زينتها وبهرجها وأن لباسها هذا سيحرمها من الكثير من ملذات الدنيا، كيف ستخرج إلى السوق في هذا اللباس وكيف ستحضر حفلات قد يكون فيها اختلاط، وكيف ستكون يوما من الأيام عروسا إن لم يقبل عليها أحد، وكيف ستلبس أجمل الألبسة والحلي وكيف ستضع الزينة وكيف ستظهر جمالها والعمر يمضي وهي تكبر.
وإن أفلتت من هؤلاء فلن تفلت من شياطين الإنس المتمثلين بالإعلام الحالي الذين لا يفترون عن نشر الفاحشة بين المسلمين، فكل ما يعرض في التلفزيون يشجع على الفساد والفاحشة، ويظهر المرأة الملتزمة أنها جاهلة غبية متخلفة، ويظهر المرأة المتبرجة أنها امرأة ذكية متعلمة متصدرة لمثيلاتها من النساء في ريادة المجتمع وحل مشاكله.
وإن أفلتت من هؤلاء وهي جاهلة فإن جهلها سيقتلها وجهلها سيجعل الشيطان والهوى والدنيا تدخل عليها وهي تظن أنها تحسن صنعا، فجهلها جعلها تكشف شعرها أمام أقارب زوجها لأنها تظنه لا باس به، وجهلها جعلها تدخل حفلة عرس مختلطة لأنها تظن ذلك لا باس به، وجهلها جعلها لا تعرف شروط الجلباب الشرعي فادى هذا إلى لبس لباس غير شرعي، وجهلها جعلها تظن أن حمل الدعوة عمل خاص بالرجال ولا شأن لها به، فجعلها تترك الفاجرات من النساء يتصدرن إفساد المرأة وهي جالسة في بيتها لا تعمل شيئا لدينها وإسلامها.

• المجاهد

الشيطان يأتي المجاهد في صورة ناصح له أن يترك الجهاد لأن هذا يعني موته ويعني أن أولاده وزوجته قد يضيعوا من بعده، وأحيانا يأتيه الشيطان أن زوجتك قد يقبل عليه الرجال رغبة فيها ويأخذوها منك، وقد يؤدي هذا إلى ضياع الأولاد، وأحيانا يقوم الشيطان بتعظيم القتال والموت وإخافة المسلم من القتال ويعظم له قوة الأعداء، وأحيانا تأتيه الوساوس انك قد تصاب ولا تستشهد فتستريح، وعندها ستعيش معاقا طيلة حياتك، وحديث النفس أيضا ووساوسها تكون قوية لأنها ترى نفسها مقبلة على الموت، وأحيانا يرى المجاهد أن مكوثه فترة طويلة في القتال في سبيل الله قد يؤدي إلى عيشه عيشة كلها خوف وقلق من المصير وانه بالجهاد ترك الراحة في البيت والنوم المريح على فراشه وبين أهله.
وأحيانا يأتيه الشيطان انك إنسان مرائي، فاترك الجهاد خير لك أن تموت وأنت مرائي وعندها لن يقبل الله منك الشهادة.
والأخطر هم شياطين الإنس الذين يخذلون عن الجهاد والذين يصفون من يفكر هذه الأيام بالجهاد بأنه إرهابي مجرم متطرف، وقد تلاحقه المخابرات، فاترك القتال والدفاع عن بلدك وعرضك خير لك.
أما الجهل فهو الطامة الكبرى على المجاهدين في سبيل الله هذه الأيام، إذ أن جهلهم جعلهم يأخذون الأموال من الكفار والمجرمين ليستعينوا بها على قتال مجرمين آخرين، وما دروا أن هذا المال هو مال سياسي مسموم له ثمن وثمنه هو التبعية للجهة الداعمة وهذا يعني أن يصبح الإنسان عميلا للمجرمين ينفذ خططهم وهو لا يدري أو يدري، وعندها ومع الوقت يتحول الإنسان إلى إنسان مأجور ينفذ خطط الكفار وهو في البداية كان من المجاهدين في سبيل الله تعالى، ولكن جهله بالشرع قتله.
وأحيانا يجعل الجهل بعض المجاهدين يستبيحون الدماء المعصومة في الأمة الإسلامية كقتلهم لأفراد الجيش أو العصاة من المسلمين، وهذا هو الجهل القاتل الذي يجعلك تصل مرحلة سفك الدم الحرام وأنت تظن انك تحسن صنعا.
أما خطر الدنيا فهو أن كثير من المجاهدين هذه الأيام عندما تطول بهم الأيام في القتال وتعرض عليهم العروض من المجرمين ويمنونهم بالمناصب والدولارات فإنهم يستجيبون لهؤلاء الفاتنين ويلحقون بهم ويبيعون دينهم بعرض من الدنيا زائل.
والدنيا ونعيمها والشيطان ووساوسه والنفس وهواها تجعل من يقع في المعصية من المجاهدين يستصعب الرجوع إلى الحق، مثل أنه بنى جماعته العسكرية على أخذ الأموال من المجرمين، أو انه قد وصل مناصب يراها مهمة تؤمن له مركزا وجاها، ولكن كلها مخالفة للشرع، فيستصعب ذلك المقاتل أن يعود لجادة الحق لأنه بعودته لجادة الحق سيخسر الكثير الكثير من متاع الدنيا، ولذلك ترى إصرارا على المعصية والاستمرار فيها وعدم العودة للحق عند كثير من الحركات العسكرية التي انحرفت عن جادة الحق.

• العلماء

العلماء هم أكثر من يعمل الأعداء الأخفياء على النيل منهم، لأنهم إن نالوا منهم نالوا من الكثير من المسلمين ممن يأخذون العلم عنهم، لذلك يعمل الشيطان بكل قوته على إغواء العلماء والنيل منهم، صحيح أن علمهم يشكل حصنا لهم من الشيطان لكن الشيطان لا يفتر ولا ييأس من النيل من العلماء وجرهم لمعصية الله.
ومن الأبواب التي يدخل الشيطان فيها على العلماء، باب التكبر والعجب بالنفس والتعالي عن عامة الناس، في انه يفهم أكثر منهم وأنهم لا يفهمون الدين مثله، وباب آخر يدخل الشيطان منه على الإنسان وهو الفتوى في كل الأمور فمن العيب أن لا يستطيع الإجابة على كل الأسئلة، ومن الأبواب التي يدخل بها الشيطان على الإنسان عدم الاعتراف بخطئه وبالذات إذا كان من يناقشه شخص اقل منه علما، وأحيانا يرفض بعض العلماء أن يتابع الغير إذا ثبت للعلماء أن غيرهم على صواب، وأحيانا يزين الشيطان للعلماء أن العمل مع جماعة للعمل لإقامة الخلافة غير واجب، لأنه بذلك سيذوب ضمن تلك الجماعة ولن يظهر شخصه.

وأما الدنيا وزينتها فإنها أيضا قتلت الكثير من العلماء عندما أصبح همهم هو المال والمناصب والكراسي، فأصبحوا يسترزقون بالدين ويطلبون به الدنيا، فأصبحوا يفتون للظالمين مقابل لعاعة من الدنيا لن تفيدهم يوم القيامة.

أما الجهل وكيف يقضي على العلماء فهو الجهل بحقيقة رسالتهم كعلماء، فإذا غفل العلماء عن حقيقة رسالتهم وأصبح علمهم للتكسب الدنيوي، فإنهم بذلك سيخسرون خسرانا مبينا، صحيح أنهم قد يخبرونك بعاقبة من يتبع هواه ومن يتبع شيطانه ومن تأسره الدنيا، ولكن هذا الأمر عندهم مجرد معلومات، وليس حقائق ومفاهيم مرتبطة بالسلوك، إذ لو كان العلم عندهم عبارة عن حقائق ومفاهيم مرتبطة بالسلوك لما رايتهم يهون في الدرك الأسفل في السقوط وخدمة المجرمين.
وكل عالم يؤتى العلم وينسلخ منه ويتاجر بدين الله فانه يشبه عالم بني إسرائيل الذي آتاه الله الآيات والعلم فانسلخ منه ولحق الشيطان وأخلد للدنيا وحارب دين الله وهو يعلم انه يحارب دين الله بما آتاه الله من العلم، نسأل الله أن يجيرنا من ذلك.
قال تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ۚ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ۚ ذَّٰلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [الأعراف]

• الزهاد

طيلة تاريخ المسلمين ظهرت مجموعة من المسلمين تريد التقرب إلى الله تعالى، فعصوا الله بعملهم للتقرب لله تعالى وكان اشد الأعداء الأخفياء خطرا عليهم هو جهلهم بدين الله مما جعل للشياطين والهوى والدنيا طريقا إلى قلوبهم، فجهلهم بدين الله جعلهم يعصون الله من حيث لا يشعرون، فظهرت قديما فرق الصوفية، وما شاب عملهم من جهل جعلهم يعصون الله وهم لا يشعرون، وظهرت حديثا حركات كل عملها وتركيزها على العبادة والصلاة والذكر واللباس المتأسي بالرسول على حد زعمهم، وهم يشبهون الصوفية نوعا ما في نظرتهم.

فنظرتهم أنك يجب أن تعذب الجسد كي تسمو الروح، وهذه للعلم أفكار من الحضارة الهندية القديمة لا أصل لها في الدين، فلم يرد أن المسلمين يعذبون أجسادهم كي تسموا روحهم، إلا بسبب الجهل الذي خالطهم، وهؤلاء تركوا الدنيا وعمارتها ظانين أن البعد عن كل ملذات الحياة هو المطلوب، مع أن المطلوب فقط أن لا تلهيك الدنيا عن الآخرة، ولو عشت في أفخم القصور ولبست أجمل الثياب وبنيت وعمرت العمارات والحدائق، فهذا ليس بحرام، لان من الحرام أن تركض خلف درهم تبتغي الدنيا وتنسى الآخرة، أما لو ركضت خلف الملايين ولم تهمل دينك فلا شيء في ذلك.

ومن أفكارهم الهدامة في ترك الدنيا ترك الحكام وما يفعلون وما يعيثون فسادا في الأرض، لأنهم كما يقول بعضهم أنهم لا يتدخلون بالسياسة، مع أن محاسبة الحكام وقول كلمة الحق للحكام من أعظم فروض الإسلام، ومن قتل وهو يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر أمام ظالم فهو بمنزلة سيد الشهداء، فقاعدة لا سياسة في الدين ليست من الإسلام، بل إن الأخذ بها فيه إثم عظيم لأنه ترك للظالمين أن يفعلوا ما يحلو لهم.
وبسبب الجهل استطاع الشيطان أن يدخل عليهم ليوهمهم، أنهم أفضل المسلمين وأنهم أولياء لله تعالى، وان دعائهم مستجاب، وان الله قد كشف لهم بعض الحجب فهم يعلمون ما لا يعلمه المسلم العادي، وأن الله قد جعل لهم بعض الكرامات، فاتبعهم على ذلك خلق من المسلمين وأصبحوا مع الوقت يقدسون بعض القبور ظانين أنهم يتوسلون بأصحابها الأتقياء، وظهرت وظهرت الكثير من البدع عندهم بسبب جهلهم بدين الله تعالى.

• حملة الدعوة

حملة الدعوة ومن يعملون لدين الله تعالى هم الآخرين يتعرضون لحرب شرسة من الأعداء الأخفياء، كونهم يعملون لدين الله تعالى ونصرته وإظهاره، فالحرب عليهم شرسة من الأعداء الأخفياء ومن الأعداء الظاهريين.
فالشيطان لا يفتر عنهم وهو يعمل جاهدا على إبعادهم عن عملهم في حمل الدعوة، فهو يبدأ بالوسوسة لحامل الدعوة أن هذا عمل شاق ومضني وقد تتعرض فيه للاعتقال والسجن والطرد من الوظيفة، فهذا العمل مضر لك، وان لم ينجح يبدأ بالقول له أن غيرك يقوم بهذا العمل وأن عملك لن يقدم ولن يؤخر، وإن لم يفلح طلب منه الشيطان التخفيف من أعباء الدعوة وعدم نسيان الدنيا وعائلته.
وأحيانا يأتيه من باب أن الناس لا تستجيب، ولذلك فاقلل من عملك فان أكثرت أو أقللت فإن وضع الناس صعب وهم لا يستجيبون، وأحيانا يعمل الشيطان على زرع اليأس في قلب حامل الدعوة من الناس ومن استجابتهم لدعوته، وبالذات إذا عمل في الدعوة مدة طويلة من الزمن.
وأحيانا يأتي الشيطان حامل الدعوة أنه يكفيك عشرين عاما مثلا في حمل الدعوة، فقد عملت ما عليك، واترك الأمر لغيرك من الشباب الصغار، وأحيانا يوهم الشيطان حامل الدعوة أنك قدمت الكثير فلا مانع من استراحات واستراحات في الكبر.

وأحيانا يعمل على زرع بعض النظرات الخطيرة في حامل الدعوة مثل نظرة الطبقية عن الناس، وان الناس جاهلة وهو العالم التقي النقي الورع، وانه يفهم أكثر من الناس وان الناس أغبياء، ولا يمل الشيطان من العمل الدؤوب على ثني حامل الدعوة عن حمل دعوته.

ولا يقتصر الأمر على أمور حمل الدعوة بل يعمل الشيطان على النيل منه في مجال العبادات والطاعات والقربات مثله مثل أي مسلم، فان قصر في تلك الأمور جاءه من باب أنك لا تصلح لحمل الدعوة لأن حامل الدعوة لا يقع فيما وقعت فيه من أخطاء، فاترك الدعوة فانك لست من أهلها، فالشيطان خبيث مجرم.

وأما النفس ووساوسها وهواها وشهواتها فانه تأتي حامل الدعوة أيضا انك تبذل جهدا كبيرا للدعوة وانك مقصر في بيتك واهلك، فارفق بنفسك وأهلك، وان طريق حمل الدعوة طويل قد يستغرق كل حياتك، فإياك أن تنسى اهلك ودنياك ومستقبل أولادك، وبقدر سيطرة النفس على حامل الدعوة بقدر بعده عن أعمال حمل الدعوة التي ميزانها الوحيد الشرع.
والدنيا أيضا تتجلى لحامل الدعوة بقوة، فان ثبت أمامها فان أهله يضغطون عليه للاهتمام بهم أكثر وان يخفف من الدعوة وان ينظر في مستقبله ومستقبل أولاده، فأهله هنا هم أعداء له بطريقة غير مباشرة، يظهرون بشكل الناصحين وهم فعلا يحبونه ويريدونه ولكنهم يظنون بسبب جهلهم أن ابنهم حامل الدعوة يضيع نفسه بهذه الدعوة وهذا العمل لدين الله.
وأما الجهل فانه أحيانا يضر حامل الدعوة في إيصال فكرة خاطئة، أو تصرف غير سليم، أو إيذاء الكتلة أو الحزب الذي يعمل معه، فالأصل أن لا ينطلق حامل الدعوة لأي عمل يخدم الدعوة أو أي عمل أو سلوك إلا بعد معرفة الحكم الشرعي فيه.

وهكذا فان الحمل الإضافي لحامل الدعوة يجعل الأعداء الأخفياء يحومون حوله بقوة، ولكنه إن ثبت وفهم دينه ودعوته جيدا فان هؤلاء الأعداء سيخسرون معه بإذن الله تعالى.

التوبة والاستغفار


التوبة والاستغفار باب خير فتحه الله لعباده المؤمنين لشدة الحرب عليهم من الأعداء الأخفياء ومن الأعداء الظاهريين كالكفار والمجرمين، وإن حياة المسلم كلها جهاد وكد وصعوبة في مواجهة هؤلاء الأعداء، ولأن المسلم بطبعه إنسان قد يصيب وقد يخطئ فان الله تعالى الغفور الرحيم العليم الخبير بهذا الإنسان، جعل له باب التوبة مفتوح أن يستغفر الله إن تم النيل منه من الأعداء الأخفياء، وكل مسلم لا بد أن يصاب كبر هذا المصاب أو قل، ولذلك طلب الله من المسلمين الاستغفار والتوبة والإنابة إلى الله تعالى والله يقبل ذلك منهم ويغفر لهم، قال تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} [آل عمران]

فالمعركة مع الأعداء بشكل عام معركة لن تتوقف حتى يوم القيامة، ومعركة لن تتوقف حتى يتوفى الله المسلم، فهي معركة دائمة على المسلم أن يستعد لها وأن يتسلح لها بالوعي والعلم الشرعي وبالحكمة وبالقربات إلى الله تعالى وكثرة الإنابة والاستغفار، وحسن التوكل على الله تعالى.

وختاما هذا الموضوع نسأل الله تعالى أن ينفع به المسلمين، فإن أصبت فبتوفيق من الله تعالى، وإن أخطأت فمن نفسي الخطائة ونسأل الله المغفرة، وأسألكم النصح ولا تبخلوا علي وبارك الله فيكم.

انتهى

Go to the top of the page
 
+Quote Post



Reply to this topicStart new topic
1 عدد القراء الحاليين لهذا الموضوع (1 الزوار 0 المتخفين)
0 الأعضاء:

 

RSS نسخة خفيفة الوقت الآن: 27th July 2025 - 02:35 AM