الفرق بين من يسعى للنصر ومن يسعى للشهادة• الذي يكون هدفه الشهادة فانه ينطلق بما عنده من مقدرات لقتال الأعداء حتى لو كانت غير كافية نهائيا، لأن هدفه الشهادة وتحقيقها ميسور جدا حتى لو امتلك سكينا فقط فانه يستطيع إيذاء العدو ونيل الشهادة، ومن يكون هدفه الشهادة فان موضوع الإعداد والخطط الحربية في العادة غير موجودة لديه ولا ينظر لنصر شعبه وأمته بل ينظر لشهادته هو فقط، ولذلك كانت النظرة للشهادة وتقديمها على النصر أو عدم إيلاء موضوع النصر الأهمية غير مفيد للأمة الإسلامية وان كان صاحبها ينال الشهادة في ذلك، وذلك ما نحسبه عليه ولا نزكي على الله أحدا.
• أما موضوع أن يكون النصر على الأعداء هو الهدف، فان هذا الأمر يجعل المسلم يعد العدة والخطط الحربية لمواجهة العدو، ومعروف أن العدو يجب أن يواجه بقوة مثله أو نصفه أو عشره على الأقل حتى يمكن تحقيق النصر عليه، وان كان موضوع النصر من عند الله ولا علاقة له بالعدد والعتاد، ولكن من باب "الإعداد" يجب إعداد عدد موازي أو النصف أو العشر على اقل تقدير مع إعداد العدة العسكرية والخطط الحربية، ومع وجود حاضنة أيضا للمقاتلين تكون سندا قويا لهم، وهذه الحاضنة متمثلة بالعمق الجغرافي والديموغرافي لهم وهذا لا يتصور تحققه إلا بدولة إسلامية تدعم وتمول وتسير تلك الجيوش لقتال الكفار، أما موضوع الشهادة هنا فهو تحصيل حاصل لأنه لا يوجد قتال للكفار إلا ويكون فيه شهداء من المسلمين، ولكن الشهادة ليست هي الهدف وان كان كل مسلم يتمناها، بل يكون الهدف تحقيق النصر على الأعداء.
https://www.facebook.com/145478009128046/ph...e=3&theater