ما دخلك في بلدنا خليك بحالك؟؟؟
جملة نسمعها كثيرا عندما نتحدث عن البلدان في العالم الإسلامي، فعندما تتحدث عن الأردن أو عن مصر أو عن تركيا أو السعودية أو عن قطر أو عن الجزائر أو عن غيرها ينبري لك البعض من سكان تلك الدول فيقولون لك: "أنت شو دخلك ببلدنا، خليك في حالك وفي مشاكل بلدك"
هذا القول سببه جهل في الدين وهو قول محرم شرعا، فالإسلام لا يعترف بوطنيات أبدا، فالأصل أن يكون المسلمون جميعا دولة واحدة هي دولة الخلافة ولا حدود بينهم، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما)) هذا الحديث يطلب من المسلمين إذا كان لهما حاكمان اثنان واحد يحكم آسيا جميعها بالإسلام وواحد يحكم أفريقيا بكاملها بالإسلام فيجب أن يتخلى أحدهما للآخر عن الحكم حتى يتوحد المسلمون، وإن رفض الأمر فيجب أن يقف المسلمون مع الخليفة الأول لقتال الخليفة الثاني حتى يتم إنهاء حكمه ولو سفكت في سبيل ذلك الدماء، فما بالنا بأكثر من 60 دولة للمسلمين كلها لا تحكم بشرع الله.
هذا أولا... وثانيا إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس لها حدود، فمن يعيش في الأردن مثلا ورأى منكرا عظيما يحصل لأهل سوريا، فلا يقول: "المنكر في أهل سوريا فلا شأن لي به"، فهذه معصية كبيرة جدا، بل كل مشكلة تحصل في العالم الإسلامي مسؤول عنها كل مسلم في أن يتخذ اتجاهها موقفا شرعيا حتى لو سكت أهل تلك المنطقة عن ذلك المنكر.
ثالثا الإسلام وهو ضعيف في مكة كان يتحدث في شأن دول الكفر مثل سورة الروم تحدثت عن الروم وانتصاراتهم وهزائمهم والمسلمون ما زالت المشاكل تثقل رؤوسهم في مكة ولم يقيموا دولة لهم بعد، فلو قال قائل: "وما شأنكم بالروم وماذا سيفيدنا الحديث في شأن الروم ونحن ضعفاء؟"، ربما لاقتنع الناس بقوله، ولكن الإسلام علمنا أن معرفة شؤون الدول الأخرى واجب على المسلمين والمعرفة لا تظهر إلا بإصدار موقف لما يحصل في العالم من أحداث.
لذلك إخوتي إن تحدثت عن تركيا ونقدت حاكمها فهذا لا يعني أني من جماعة الانقلابيين أو غولن او عبدالله غل أو من أي دولة تناكف حكام تركيا، وان تكلمت عن معارضي أردوغان فهذا لا يعني اني مؤيد لاردوغان، وان تكلمت عن السيسي فهذا لا يعني أني اخونجي أو من التيارات السلفية او من دولة مناكفة لحكام مصر، وان نقدت تصرفات الإخوان في مصر فهذا لا يعني تأييدي للانقلاب وللسيسي المجرم، وان تكلمت عن ملك السعودية فهذا لا يعني أني مع قطر والعكس صحيح، وان قلت بعدم كفر الشيعة على العموم فهذا لا يعني أني شيعي، وان ايدت الجهاد ضد الكفار فهذا لا يعني أني ارهابي على حسب الطرح الامريكي او من تنظيم الدولة، وان طالبت باقامة الخلافة تاج الفروض فاني لا انتمي لتنظيم الدولة، وان ..... وان.....
عندما أتكلم عن أي منطقة حتى عن المنطقة التي أنا منها أتكلم من منطلق واحد فقط وهو باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكشف الحكام الخونة المجرمين في كل مكان ونشر أي فكرة اراها تخدم الاسلام لا غير، واني متاكد ان البعض ممن لا يستطيعون مجابهة الفكرة في أي منشور لا يرون امامهم الا التبرير... ومن التبرير "من أنت" و"لم تتحدث عن زعيمنا" و"خليك بحالك وبلدك" وغيرها من الردود، ومن تتبع هكذا ردود فهي لا تنم –مع احترامي للمتابعين- إلا عن جهل عند المتابع.
https://www.facebook.com/145478009128046/ph...e=3&theater