إزالة بعض الصخور المعيقة للتغيير [5]
---------------------
أساليب خبيثة مضللة يتبعها المجرمون أسلوب التجريب: وهو أسلوب يتبع لتجريب الأمور المخالفة للشرع عل وعسى أن تصلح الأحوال.
ومعلوم أن تطبيق أي أمر مخالف للشرع لن نجني منه إلا الشقاء حتى لو لم نجربه اعتمادا على السنة الإلهية {ومن أعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا} فلا حاجة لي كمسلم لتجريب أمر مخالف للشرع وانتظار النتائج الجيدة، فالنتيجة لي كمسلم معروفة وهي الضنك والشقاء حتى قبل التجريب.
ولكن الإعلام الخبيث والأتباع المضللين يصرون على موضوع التجريب، وهذه بعض الأمثلة على موضوع التجريب:
• عندما وصل مرسي للحكم في مصر وسار على نفس الدستور الوضعي العلماني، النتيجة للعارفين بالسنن الإلهية معروفة سلفا حتى قبل سقوط الإخوان وتجريب سنة كاملة، فالنتيجة هي الشقاء، حيث كان الشخص عندما يتحدث عن خطأ ذلك الأسلوب ومخالفته للشرع ينبري لك الأتباع المضللون بالقول: "يا أخي أعطه فرصة قبل الحكم عليه" وكان يصمون آذانهم ولا يسمعون، والنتيجة هي فشل وإفشال وسقوط مريع ودموي للإخوان ووصول سادة الإجرام في مصر للحكم وقمع كل من يفكر بالثورة في مصر.
• في المغرب وتونس والأردن وغزة في العراق في اليمن في كل مكان وصل فيه الإخوان أو الإسلاميون للحكم على حسب المنظومة الديمقراطية وساروا على نفس الدساتير الوضعية كانت النتائج بعد وصولهم أسوأ مما هي عليه قبل دخولهم الانتخابات، فهم بعملهم هذا من حيث يعلمون أو لا يعلمون يمدون عمر الباطل ويلصق بهم النظام كل قاذوراته ويسكتون الناس عن الثورة على النظام لأن الإسلاميين بدخولهم هذا أعطوا شرعية للمجرمين، حتى أنهم في الأردن صرحوا علنا أن الثورة على الملك خط احمر، والنتيجة التي تهمنا هنا هي أن تجريب دخول البرلمانات على نفس الدساتير مع بقاء جذور النظام موجودة فإن نتيجته ضنك وشقاء وبدون تجريب.
• اجتماعات القمم العربية والإسلامية كونها تصدر من عملاء للغرب فان النتيجة سلفا تكون معرفة وهي خدمة مشاريع الكفار، حتى بدون تجريب نستطيع الحكم على هذا الأمر، وآخر قمة إسلامية في اسطنبول التي خرجت بنتيجة رفض القرار الأمريكي ظاهريا والاعتراف من قبل كل الدول في العالم الإسلامي بأكثر من 80% من فلسطين ليهود والسذج يظنونه انتصارا، والعالمين بإجرام الحكام وعمالتهم يدركون أن أي اجتماع لهم هو مصيبة أخرى على رؤوس المسلمين.
• انتظار الخير من أي زعيم لا يحكم بشرع الله، وهذه مصيبة أخرى، فترى البعض يقول: "حكمة الرئيس" و "الرئيس سيرفض.." و "أردوغان لن يقبل..." و "الملك سيدعمهم بالمال و...."، مع أن العالم بالأحكام الشرعية يدرك قبل أي عمل يقومون به أن النتيجة ستكون خدمة مخططات الكفار حتى قبل أن يقوموا بأي عمل، فلا حاجة لتجريب الحكام، فالحل معهم كما قلت في منشور سابق في نفس الموضوع هو العمل الجاد لخلع الحكام وإقامة الخلافة على أنقاض عروشهم.
• تجريب الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن، فمن ظن أن هذه المرة ستختلف عن سابقاتها فهو واهم واهم، فلم يجن المسلمون من هذه المجالس إلا الشقاء، وهذه المجالس أداة بيد الدول الكبرى لتنفيذ سياستها الاستعمارية.
• تجريب اخذ الأموال من الكفار أو من الدول في العالم الإسلامي مثل السعودية وقطر وتركيا وغيره كما في الحالة السورية، فان العالم بان الظالم لا يجوز الركون إليه وان هؤلاء عملاء للكفار، يدرك أن كل من أخذ المال منهم سقط في فخاخهم مهما كان ذكيا متذاكيا، فالقول: "دعونا نجرب ولا تحكموا علينا مسبقا" هو قول ساذج مليء بالنفاق والخيانة، فهذه أمور لا تحتاج تجريب.
والمصيبة الكبرى في هذا الموضوع هي تجريب الأمر مئات المرات والسقوط مئات المرات، وتجد من يقول: "دعونا نجرب" "دعونا نعطه فرصة" "ربما هذه المرة تختلف عن سابقاتها"، فلو أن الأمر جرب مرتين مثلا مع أن هذا لا يجوز شرعا ربما لكان من ناحية عقلية أمرا مقبولا، ولكن المصيبة هي التجريب مئات المرات والوقوع في كل مرة في مصيبة أعظم واشد من سابقاتها.
يتبع إن شاء الله تعالى.....
https://www.facebook.com/145478009128046/ph...e=3&theater