إزالة بعض الصخور المعيقة للتغيير [10]
---------------------
بعض القواعد الخاطئة أو التي تم تفسيرها بشكل خاطئ• قاعدة "خذ وطالب": وهذه القاعدة خاطئة من جذورها وتعني خذ ما تستطيع من عدوك أو المجرمين وسالمهم وسايرهم ثم طالب بما تبقى لك من حقوق، وعن طريق تلك القاعدة تم عمل السلام مع يهود، وتمت مسالمة المجرمين والدخول في حكوماتهم، وتم التفاوض مع المجرمين والقبول بما يعطونه للخونة من فتات، وتحول المناضلون لحراس للاحتلال، وتحول الإسلاميون لمدافعين عن العلمانية، وتحول الثوار إلى معارضة شكلية للمجرمين، فهذه القاعدة تعني تنازل للعدو وأعلن أنك ستأخذ الباقي ولو بعد 1000 سنة، المهم اقبل بشروط العدو.
• قاعدة "إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت": هذه القاعدة "كقاعدة وليس كآية كريمة" أعطت المبرر للإسلاميين كي يحكموا بالعلمانية بحجة أن هذا أقصى ما يستطيعونه، وهم يدعون أنهم بعد وصول الكرسي سيعملون عن طريق الكرسي لإصلاح البلاد، ولكن التجارب أثبتت أنهم بعد أن وصلوا الكرسي تعلمنوا مثل الحكام ولا فرق بينهم.
وللعلم ما هو مكتوب ليس تفسير للآية التي وردت في القران الكريم [هود 88]، ولكن الوصوليين يستخدمون الآية كذريعة وقاعدة لتنازلهم عن كل ثوابتهم، فقولنا هذا ليس تفسيرا للآية "حاشا وكلا"، بل هو رد على الوصوليين الذي يبيعون ثوابتهم بكرسي معوجة قوائمه حتى لو كان تحت الكرسي بضعة دولارات.
• قاعدة "أهون الشرين": هذه القاعدة لها أصل وأصلها عند من يأخذ بها من الفقهاء أن المسلم إن وقع بين شرّين ولا خيار ثالث أمامه إلا الوقوع في احد الشرين، فيختار أهونهما، مثل شخص خير بين الزنا وبين قتل كل أهله، فهنا قال الفقهاء يزني وهو كاره للزنا ويحمي أهله.
أما المجرمين اليوم فيستخدمون تلك القاعدة لتبرير وقوعهم في المحرمات، مثل أن يقول لك البعض من المقاومين: أمامنا خياران إما الاستسلام للعدو أو الركون للمجرمين والظالمين وموالاتهم كي يدعمونا لمقاومة العدو، وهذا خطأ محض لان أمامهم خيار ثالث وهو ترك المجرمين وموالاتهم وليس عليهم واجب القتال وهم شديدي الضعف، فيتركون الأمرين، لأن القتال مفروض على من عنده قوة، أما هؤلاء فيستخدمونها للقول: أهون الشرين أمامنا هو موالاة المجرمين كي يدعمونا، والواقع أثبت أن دعم المجرمين لهم كان من أجل الوصول لصلح مع العدو وليس دعما لإزالة العدو، وأثبت الواقع كيف أصبحوا ينافقون للمجرمين بحجة أنهم يدعمونهم، وقس عليها الكثير من الأمثلة والتي يعمل هؤلاء المجرمون فيها على تغييب الخيار الشرعي أمامهم ويوهمون عامة الناس أن أمامهم خياران اثنان لا ثالث لهما.
• قاعدة "الدين لله والوطن للجميع": هذه القاعدة تؤسس للحكم العلماني، أي أن الوطن للجميع المسلم وغير المسلم ولهم حق الحكم والتشريع على حسب الأغلبية، ومن أراد الدين فمكان الدين في المسجد أو الكنيسة ولا يدخل الدين في الحياة، أي بالمختصر هذه القاعدة تدعو للعلمانية.
• قاعدة "كما تكونوا يولى عليكم": قاعدة خاطئة وهي تعني أن شدة ظلم الحكام سببه فساد الناس، وهي خطأ من باب أن فساد الحكم سببه عدم الحكم بشريعة الإسلام وان أردنا أن نصلح النظام والحكم فيجب إزالة الحكام الذين يحكمون بغير شريعة الإسلام وإقامة الخلافة نظام الإسلام لإصلاح البلاد والعباد، ومعلوم أن الصواب فيها هو: "إذا صلح الحاكم صلحت الرعية" وعكسها غير صحيح.
وتستخدم تلك القاعدة لإلهاء الناس بصلاح أنفسهم تحت قواعد خاطئة :
"أصلح الفرد يصلح المجتمع" و
"أقم دولة الإسلام في نفسك تقم على الأرض" وهذا مستحيل للجميع، لأن الناس يرون أنهم يحاولون إصلاح أنفسهم ويفشلون فيقولون لماذا نعمل على إزالة الحكام والفساد منتشر فيتركون العمل لإزالة الحكام ظنا منهم أن المطلوب أن يصلح كل البشر قبل إقامة حكم الإسلام، وهذا مستحيل مستحيل مستحيل، "فلا صلاح للبشر دون تطبيق الإسلام" مهما حاولوا أن يصلحوا أنفسهم، حتى الرسول الكريم وهو خير البشرية أقام نظام الحكم الإسلامي في المدينة وبعدها بدأ صلاح المجتمع في المدينة.
• قاعدة "الكف لا يناطح المخرز": هذه القاعدة صحيحة للأفراد بفرديتهم، ولكن ليست صحيحة لمن يعملون للتغيير، فمن يطلقها في موضوع التغيير فانه يقصد أن لا تعمل لإقامة الخلافة لأن جبهة الحكام أقوى منك، وان لا تعمل للخلافة لان أمريكا ودول الكفر ستبيدك عندما تعلن الخلافة من أول دقيقة، فهم يقصدون بتلك القاعدة أن يوهنوا من عزيمة العاملين للتغيير، أو يبرروا عدم عملهم، أو هكذا يعتقدون أنهم لا يستطيعون العمل للتغيير لأن الظالمين والكفار لن يسمحوا لك بالتغيير.
أقول لهؤلاء: ومتى سمح الظالمون لأهل الصلاح بالتغيير؟؟؟
الجواب: لم يسمحوا لهم أبدا بل دائما يحاربونهم!!
وهل أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة كانت بعد السماح له من قريش والروم والفرس بالعمل أم عمل وهو مستعد لمواجهة العالم؟؟؟؟!!!!
الصواب أنك ما دمت تعمل للتغيير فإنك ستواجه من قبل الظالمين فإن وثقت بنصر الله لعباده المؤمنين وإن سرت بالطريقة الشرعية فحتما ستنتصر وستصل.
• قاعدة "الضرورات تبيح المحظورات" : قاعدة لها وجود في الشريعة الإسلامية، ولكن واضعيها وضعوها لموضوع إن وقع الإنسان في جوع شديد أو عطش شديد يفضي للموت فيجوز له حينها أكل المحرمات من اجل أن يعيش، أما اليوم فعلماء السوء عمموها فأصبح الشخص جبانا من بابا أن الضرورات تبيح المحظورات وأصبح الشخص يأكل الربا من باب الضرورة وأصبح الشخص منافقا من باب الضرورة وأصبح الشخص يتعامل مع الكفار ويقاتل إخوانه من باب الضرورة، وهكذا تم تعميمها من أجل أن يقع الإنسان في المحرمات، ولو قسناها على العموم لما بقي للشريعة الإسلامية وجود ولأصبح كل واقع في الحرام يعلل وقوعه بالضرورة.
هذه بعض القواعد وليس كل القواعد، وهذه القواعد بعضها خاطئ فاسد من الجذور، وبعضها موجود في الشريعة الإسلامية ولكن واضعي تلك القاعدة لم يفسروها كما فسرها المجرمون هذه الأيام، ولذلك يجب دراسة كل قاعدة يقيس الناس عليها أفعالهم دراستها دراسة شرعية وافية للحكم عليها بالخطأ، أو لوضع قيود لتلك القاعدة حسب الشريعة الإسلامية.
يتبع إن شاء الله تعالى.......
https://www.facebook.com/145478009128046/ph...e=3&theater