إزالة بعض الصخور المعيقة للتغيير [12]
---------------------
أساليب شيطانيةأحيانا الحدث لا يحكم عليه ظاهريا فقط بان يقال بان الدخول في الانتخابات التشريعية حرام ونقف عند هذا الحكم، فهناك أهداف وراء الأحداث يجب إدراكها جيدا، وهذه تعتمد على تحليل الخبر، ولا يستطيع تحليل الخبر إلا المتابع السياسي الواعي على الأحداث، أما الشخص العادي أحيانا فلا يستطيع تحليل الخبر، ويحتاج المحلل السياسي إلى متابعة يومية للأخبار ودراسة كل دولة وأركان حكمها ولمن يتبعون وما هي مصادر قوتهم ومن هم الذين يديرون الحكم حقيقة وما هي الجماعات الفاعلة على الأرض وارتباطاتها وكيفية تفكيرها وغيره الكثير من العوامل ليستطيع الشخص تحليل الخبر وإصدار تعليق صحيح على الأحداث، والشخص العادي يستطيع أن يكون محللا سياسيا وذلك إذا كان عضوا في حزب سياسي مبدئي، فانه عن طريق هذا الحزب سيتوفر له شريان يمده بالتحليلات السياسية.
وهنا لن نطرح موضوع التحليل السياسي، بل سنطرح بعض الأساليب الخبيثة أو الشيطانية التي يتبعها المجرمون والتي لا يدركها إلا الواعون والمحللون السياسيون، وعوام الناس في العادة لا تدرك تلك الأهداف بل تنخدع بظاهر الأحداث.
• الدخول في انتخابات تشريعية أو رئاسية في ظل الأنظمة الحالية لا يجوز من ناحية شرعية، ولكن لا نقف هنا ونقول أن هذا الأمر لا يجوز، فأحيانا يكون النظام في حالة خوف من ثورة عليه فيوعز النظام لبعض الأحزاب وبالذات الإسلامية منها أن تشارك في الانتخابات وتصل للبرلمان، هنا عوام الناس تظن أن الحركة الإسلامية قهرت الحزب الحاكم وأجبرته على القبول بالدخول في الانتخابات ولكن الحقيقة أن الحركة الإسلامية تنفذ خطة الحاكم في تهدئة الناس، وهنا الناس ستنتظر عدة سنوات وهي تنتظر السمن والعسل من تلك الحركة الإسلامية، فتمر السنين ولا يجدون شيئا تغير، فتبدأ الحركة الإسلامية بالقول أن الحاكم لم يمكنها وانه قد وضع أمامها عراقيل كثيرة، فيقول الناس لعلها تتمكن مستقبلا، وهكذا استطاع النظام تهدئة ثورة الناس عليه بدخول تلك الحركة في الانتخابات، وإذا هدأ الناس فان النظام سرعان ما يلفظ تلك الحركة كما يبصق الشخص الدم من فمه.
فالحركة هنا هدأت الناس عن النظام وأمدته بعمر جديد وأمدته بدماء جديدة يغلب عليها الطابع الإسلامي، وهنا استطاع النظام بسبب جهل الناس وخبث قادة تلك الحركة الإسلامية أن يهدأ الناس بطريقة غير مباشرة.
• أحيانا يكون السبب في دخول الانتخابات أن النظام العلماني قد اهترأ كثيرا وفاحت رائحته النتنة ولم يعد هناك أي حدث يقنع به الناس أنه يريد مصلحتهم، فيطلب من بعض الحركات الإسلامية الدخول في الانتخابات حتى يتأمل الناس خيرا في السنين القادمة.
• أحيانا تحصل مظاهرات ضد النظام تريد إسقاط النظام فيوعز النظام لبعض الحركات ومنها حركات إسلامية بالخروج بين المتظاهرين والسيطرة على الهتاف، فبدل المطالبة بإسقاط النظام يحول هؤلاء المجرمون الهتاف ليكون إسقاط الوزير أو حل الحكومة أو إجراء انتخابات، وهنا حرفوا التظاهرات عن هدف جيد وهو إسقاط النظام إلى هدف فرعي يمكن للنظام أن يتعامل معه ويحتويه وهو إسقاط وزير أو رئيس حكومة أو إجراء انتخابات، فيقبل الناس على تلك الحركات وبالذات الإسلامية منها وينسون موضوع إسقاط النظام، وإذا بالحركة الإسلامية تعلن في احد الأيام أنها أجرت مفاوضات مع النظام وقد رضخ لمطالب الجماهير بإجراء انتخابات، فيكون النظام عن طريق هؤلاء الشياطين قد احتوى حركة الناس من حيث لا يشعر الناس.
• في بعض المظاهرات أحيانا يوعز النظام لحركات إسلامية بالدخول فيها حتى يعتمد الناس عليها ثم يأمرها فجأة بالخروج من المظاهرات بحجة أن التظاهرات مخترقة وتسيرها جهات خارجية، وهدف هذه الحركة هو شق صفوف الثائرين ضد النظام بالقول أن الثوار بدؤوا بالتراجع عن الثورة.
• من الأساليب الشيطانية هو وجود بعض الفصائل المسلحة التي تأخذ دعما من المجرمين فتقوم بتنفيذ عمليات نوعية فيظن الناس أنها تجاهد في سبيل الله، حتى إذا قدمت شهداء وقويت شعبيتها وقضت على الحركات الصغيرة، أوعز لها الداعمون بضرورة الجلوس للتفاوض مع العدو لان قوته كبيرة، وان المفاوضات ستقدم نتائج للمقاتلين وللشعب أفضل من الاستمرار في القتال وان الظروف الدولية أجبرتهم على هذا الأمر، وان مسايرة دول العالم أفضل من معاداتها جميعا.
وفعلا تبدأ تلك الحركة بالتفاوض وإعلان الهدن وجلسات التفاوض برعاية دولية وتبدأ تبطش بأي حركة تستمر بمقارعة العدو لأنها في نظرها تهدد السلم والأمن في المنطقة، وفعلا مع الزمن تتحول تلك الحركة إلى حراس للكفر والاحتلال والمجرمين، وهذا ما حصل مع الفصائل الفلسطينية وما تسير فيه كثير من الفصائل السورية في الوقت الحالي.
ومن الأهداف الخبيثة للهدن أحيانا هو تفرغ العدو للقضاء على المخلصين من المقاتلين، فتطلب من حركة مهادنة (خائنة) أن تمدك بالمساعدة فترفض بحجة أن الله أمرها بالمحافظة على الهدن بينها وبين العدو، وتكون تلك مؤامرة وليست هدنة فيتفرغ العدو للنيل من المخلصين أو الرافضين لحلوله الاستسلامية.
• ومن الأساليب الشيطانية أيضا قيام أجهزة المخابرات بقتل مجموعة من حركة مسلحة باسم حركة مسلحة أخرى، والهدف يكون واضحا وهو جر الحركتين للاقتتال ويحصل في كثير من الأحيان الاقتتال بين الحركتين وذلك لارتباط قادة الحركتين بالمجرمين في بعض الأحيان، والأخبث من ذلك والأشد جرما أن كلا الحركتين تقران أن هذا عمل مخابراتي ولكنهم أيضا يتقاتلون من اجل مكاسب أو بسبب اعتقالات بين الحركتين.
فهم هنا يحققون للعدو هدفا إجراميا خبيثا يجعل الناس تسبهم وتسب كل من يفكر بقتال العدو ويصبح القبول بشروط العدو أهون من الاقتتال بين الحركتين.
• من الأساليب الخبيثة والتي يشارك فيها الكثير من الناس أحيانا دون وعي، خروجهم بمسيرات تصرف الأنظار عن الحلول الحقيقية للمشكلة، فما يحصل مثلا في فلسطين من اعتداءات متكررة من يهود على المسلمين... الأصل أن يتم فيه تحريك الجيوش لتحرير فلسطين وهذا هو الحل الوحيد، والذي يمنع الجيوش من التحرك الأنظمة.... إذن يجب العمل على التحريض على الحكام لخلعهم من كراسيهم، ولكن النظام والحركات الموالية له تخرج في مسيرات تسب يهود ومن يدعم يهود مثل أمريكا وتطالب الأمم المتحدة باتخاذ خطوات في هذا المجال.
هذه المسيرات صرفت الأنظار عن الحلول الحقيقة وهي تحريك الجيوش ونفست مشاعر الناس وهدأ الناس واستمر يهود في عنجهيتهم التي لن ينهيها إلا جيوش جرارة تبيد كيان يهود وكل من يواليه.
• من الفطنة أحيانا التساؤل لماذا تسمح الحكومات لحركات خيرية تطعم الفقراء والمساكين بالعمل بينما تمنع حزبا سياسيا يدعو لإسقاط النظام؟؟
قد يتبادر للذهن أن هذا لا يدعو لإسقاط النظام فلا تؤذيه وذاك يدعو لإسقاط النظام فتعتقله؟؟؟؟؟
الجواب ليس بهذه البساطة...!!!
الجواب: أن هذا الذي يقوم بأعمال خيرية يصرف أذهان الناس عن عدم رعاية النظام لأحوالهم، فمعلوم أن رعاية شؤون الفقراء والمحتاجين مسؤولية النظام، وإذا قصر النظام فالأصل محاسبته، أما أن تقوم أنت بعمل هو في الأصل من صلاحية النظام وتجعل الناس تهدأ عن النظام ولا تثور عليه، فأنت في هذه الحالة تقدم خدمة للنظام بطريقة غير مباشرة، إذن لو أردنا أن نجيب على التساؤل مرة أخرى فيكون الجواب:
من يقوم بأعمال خيرية فإنما يقوم بها بإيعاز من النظام المجرم ليصرف الناس ويليهم عن سيئات وإجرام النظام، فهو احد دعائم النظام ولكن بطريقة غير مباشرة، والحزب السياسي الذي يحاسب النظام فإنما يفضح النظام ويمهد لثورة على النظام إذن هذا يجب قمعه بقوة.
والذي لا خلاف فيه إلا عند أعمى البصر والبصيرة أن هذه الأنظمة يجب إزالتها لا ترقيع عيوبها.
------------هذه بعض الأساليب الشيطانية، وللعلم فإن كل حادث يجب تحليله على حدة وأن لا يعمم إلا إن كان مما يعمم، فمثلا عند دخول حركة إسلامية البرلمان فإن أول أمر يجب تبيانه حرمة المشاركة في المجالس البرلمانية التي تشرع من دون الله فهذا يعمم ولا خلاف فيه، أما الهدف السياسي من ذلك فقد يكون لامتصاص غضب الناس على النظام وقد يكون لمنع ثورة وقد يكون لإطالة عمر النظام وقد يكون لتمرير مشاريع خيانية يوقع عليه الإسلاميون وقد يكون شيء آخر يفهم عند حصول الحادثة.
والنقطة الأخرى أن الحركات الإسلامية أحيانا تدرك الهدف الخبيث للنظام، وأحيانا لشدة غباء قادتها وحبهم للكراسي لا يعلمون أهداف النظام فيدخلون في برلمانات ووزارات النظام فيقوم النظام بخطته ثم يبصقهم من فمه، فتراهم يهيجون وربما يتهمون النظام بأنه مجرم لفترة من الزمن، ثم ينسون ثم يعود لاستخدامهم مرة أخرى وهكذا.... والسبب عدم مبدئية تلك الحركات وإنما سعيها وراء الكراسي، ومن الأمثلة على علم الحركات بأهداف النظام الخبيثة ما حصل مع حركة الإخوان المسلمين في الأردن عندما صرح احد قادتها أن الملك خط احمر، فهذا يدرك ما تقوم به حركته ويدرك الأهداف الخبيثة للنظام من جراء إشراك حركته في البرلمان أو الوزارات أو خروجها في مسيرة ضد بعض الوزراء لا ضد الملك.
وللعلم حصر الأساليب الشيطانية صعب... ولكن طرحت أبرز ما حصل وأبرز ما تكرر –للأسف- رغم وضوحه وضوح الشمس، ونسأل الله اللطف لأمته وأن يفضح كل المنافقين والمجرمين.
يتبع إن شاء الله.....
https://www.facebook.com/145478009128046/ph...e=3&theater