كاتب وباحث إسلامي
![صورة المجموعة](http://naqed.info/gaza/writer.jpg)
المجموعة: الكتّاب
المشاركات: 378
التسجيل: 26-September 11
رقم العضوية: 55
![](style_images/n/spacer.gif)
|
إلى الشيخ القرضاوي نقول: إن الشريعة الاسلامية هي الثابت الوحيد في هذا العالم, والمتغير والزائل هو أنظمة الكفر الغربية في برنامج الشريعة والحياة بالأمس والذي كان تحت عنوان "الشريعة الاسلامية, معناها ومبناها" تحدث الشيخ القرضاوي بأمور خطيرة لا تبقي للشريعة الاسلامية لا معنى ولا مبنى!!! 1- سأل عن الثابت من الشريعة والمتغير 2- تكلم عن التدرج في تطبيق الشريعة 3- ثم سئل عن حكم الشرع فيما تقوم به دول الخليج من تقديم القروض والمساعدات للدول الغربية لإنقاذها من أزمتها المالية, بدل أن تساعد بلادا مسلمة هي بأمس الحاجة كمصر وتونس والسودان. تكلم بأمور أخرى ولكن نكتفي بالوقوف على هذه الثلاث, والله المستعان على مشايخ آخر زمان. المسألة الأولى أجاب عليها بالآتي: قال أن الثابت من الشريعة هو ما ثبت بالدليل القطعي, وذكر على ذلك مثالا فذكر أحكام الميراث, ثم تكلم كعادته بكلام خطير, قال إن جُل الشريعة من الأمور الظنية الخلافية والمتغيرة وأن الثابت منها الذي لا يتغير هو بعض الأحكام القطعية. هذا الكلام يعني أن الشريعة الاسلامية بشكل عام يمكن أن يكون لها في كل زمان أو مكان مضمون وشكل غير الآخر, ونحن هنا نتحدث عن جُل أحكام الاسلام, وهذا ينسجم مع قول الشيخ "أن الأحكام تتغير بتغير الزمان والمكان" ما يعني عمليا لو طبيق هذا الكلام, أن للاسلام مضامين وأشكال مختلفة في كل عصر ومكان, فلا شكل محدد للاسلام, ولا لون وطعم ثابت, بل هو يتشكل مع الزمان والمكان ولا يُشكل الزمان والمكان!!! ما هذه الشريعة المائعة يا شيخ قطر, ما هذا الدين العظيم الذي حولته بفكرك المنهزم إلى ثوب فضفاض يتسع لكل أوساخ الأرض ومخلفات الحضارات والنظم الوضعية؟ ألا تتقي الله؟ أو تستحي من عباده؟ الم تدرك بعد أن الاسلام يعلوا ولا يعلى عليه. إن الشريعة الاسلامية بمجملها قطعية وليست ظنية وثابتة لا تتغير وممن ينكرها أو يجحده جملة كافر تماما كمن ينكر وجوب الحكم بالاسلام أو إقامة الصلاة أو ينكر حرمة الزنا أو الربا, ولو كانت معظم تفاصيل أدلتها الفرعية ظنية, والسبب في ذلك يرجع إلى أن الشريعة الاسلامية ورغم ظنية معظم أدلتها التفصيلية إلا أنها تنحصر في إطار ثابت لا تخرج عنه, ويبقى نفسه شكلا ومضمونا بشكل عام بغض النظر عن المكان والزمان, بل إن الاسلام جاء ليشكل الزمان والمكان وفق منهجه هو, ليخرج الناس من كل أشكال الجاهلية والنظم الوضعية ليعيشوا في ظل قيم ربانية ثابتة لا تتغير أبدا, لأن الاسلام قائم على حقائق قطعية في تصوره للوجود, وهذا ينعكس على منهجه في ثبات شكله ومضمونه, الاسلام والعقل يرفضان فكرة أن الحق نسبي, هذه فكرة شيطانية خبيثة وخاطئة ومخالفة للواقع, لا تبقي للناس أي أساس ثابت يقفون عليه, بل تيه وضلال, فالحق في نظر العقل, هو شيء محدد ملموس, وهو كل فكر صحيح مطابق للواقع قامت عليه الأدلة القاطعة, ولا ينقض هذه الفكرة الاختلاف الفقهي, بل على العكس تماما بل هو يؤكدها, أولا لأن الإختلاف الفقهي يبقى في إطار دلالة اللفظ والسياق حسب قواعد اللغة العربية, وهذه ثابتة لا تتغير, فالفظ العربي المستخدم للتعبير عن معاني الوحي قرآنا وسنة, لا يمكن تأويله على مائة معنى, ولا علاقة بتاتا لمعنى ودلالة اللفظ والسياق بالزمان والمكان, بل فهمه محصور فقط بالمعاني التي استعمل العرب اللفظ للتعبير عنها, فقد يكون للفظ معنى واحد, كالفظة إله, وقد يكون للفظ معاني ودلالات متقابلة, مثل القرء أو بدا, وقد يكون من الألفاظ التي تحمل معاني متعددة مثل لفظة العين, ولكن هذا لا يعني أن يأتي شخص جاهل أو عميل يعطيه حكام السوء وصف شيخ أو عالم ليعطي للفظة القرء معنى جديد من عنده لم يستعمله العرب, فيجعل القرء مثلا, ساعة من نهار, فتصبح عدة المرأة ثلاث ساعات, تطلق قبل الظهر وتتزوج بعده كي يكون الاسلام مرنا ومتحركا ومنسجما مع حضارة العهر الغربية التي لوثت فكرك وقلبك يا شيخ الجزيرة, الجزيرة التي لا تفتأ تروج للدولة المدنية الديمقراطية وتعمل على تشويه الدولة الاسلامية. الاسلام يا شيخ الاسلام الأوروبي, هو الثابت الوحيد في هذه الحياة, وهذا مالم تدركه أنت, لأن ثقتك بالله اهتزت وركونك للظالمين قد طال أمده. لتعلم أيها الشيخ أن المتغير الزائل, هو الأنظمة الوضعية من ديمقراطية وعلمانية وحضارة غربية مفلسة سَمَمت كل شيء. إن الألفاظ التي تحمل معان متعددة ليست فقط محصورة في معان محددة حسب اللغة والشرع, بل إن الذي يرجح معنى على آخر في الآية أو الحديث هو اللغة العربية والشرع وليس أهواء الذين لا يؤمنون. حرام وحلال محمد صلى الله عليه وسلم هو الحلال والحرام الى يوم الدين. الأمر الثاني الذي يؤكد على الثبات في المنهج الاسلامي, هو أن العقيدة الاسلامية بوصفها فكرة كلية عن الكون والانسان والحياة تشكل أساس الاسلام, وبوصفها قاعدة فكرية ثابتة تحدد نظرة الانسان إلى كل شيء في الحياة, وتضع قواعد وضوابط لكل علم ومنحا ومنهج في هذه الحياة, فالقطعي يا شيخ, ليس ما قَصُر عليه عقلك في نظرته, حيث لم تجد لضرب مثل عليه سوى أحكام الميراث, بل هو يشمل كل قواعد وأسس أنظمة الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمالة والسياسة الداخلية والخارجة وشكل الحكم وقواعده, وسياسة التعليم و أصول القضاء, ما يجعل للمجتمع الاسلامي شكلا ومضمونا وطعما ونكهة ثابة في كل العصور, مجتمع الهداية الربانية والشرع اللإلهي, المجتمع الوحيد الذي تتحقق فيه الطمأنينة والاستقرار الحقيقي, والذي يوجد الانسجام في حياة البشر فيعالج فطرتهم بشكل متوازن لا إفراط فيه ولا تفريط. النقطة الثانية التي تكلم الشيخ عنها هي فكرة التدرج في تطبيق الشريعة, فقال بجواز أن نطبق الاسلام بالتدرج, بل قال بوجوب ذلك, لأن ذلك من سنن الحياة, ثم إن الاسلام نزل بالتدريج. ليس غريبا على من يقول أن للاسلام كل يوم لون ونكهة وأن شريعته متغيرة ومرنة متطورة, ليس غريبا على من يفهم الاسلام هكذا أن يقول بالتدرج!!! نقول للشيخ ولغيره أن الاسلام نزل أول أمره على مراحل على قلب محمد صلى الله عليه وسلم لحكمة ذكرها الله في كتابه ولم يترك المجال مفتوحا لتأويلات شيطانية تعبث بدين الله. فقد بين الله أنه أنزل الاسلام على سيدنا محمد - ص- مفرقا ومنجما ليثبت به فؤاده, هذه واحدة. ثم الثانية يا شيخ, إن ما نزل في السنة السابعة أو العاشرة للهجرة من شريعة ودين لم يكن الرسول -ص- ولا صحابته الكرام من بعده, لم يكن ليقبل من القبائل التي تدخل الاسلام أن تتدرج في تطبيقه, بل كان يشترط عليها التنفيذ الكامل, فحين تفاوض مع ثقيف لم يقبل إلا إلتزاما وتطبيقا كاملا ودفعة واحدة دون أي تأخير رغم إلحاح ثقيف على فكرة التدرج, فلم يقبل إلا الخضوع الكامل للشرع, وإن وافقهم في الأسلوب من حيث من يهدم الصنم. والثالثة يا (فضيلة الشيخ) هي أن الأدلة القطعية التي تحفظها جيدا, فرضت على المسلمين تطبيق كل الاسلام دفعة واحدة, ودون تدرج او تسويف. فقد وردت عشرات الآيات التي تؤمر أمرا واضحا جازما أن ينفذ المسلمون كل أوامر الله ونواهيه دفعة واحدة ودون تسويف ولا إنتقاء, ومن الأمثلة على ذلك قوله تعالى (وما آتاكم الرسول فخذوه, وما نهاكم عنه فأنتهوا....) ثم قال في مكان آخر (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم...) ثم جزم وحسم الأمر كي لا تبقى حجة لأحد فقال (فاليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم) لا نفهم كيف تجرؤ على دفع المسلمين لمخالفة أمر الله!!! فالله سبحانه يقول خذوا كل ما جاء به الرسول -ص- وحضرتك تقول لا, لا داعي لذلك, الله يقول أن من لا يخضع بشكل كامل لما جاء به محمد -ص- أنه ليس بمؤمن, وانت تقول لا, المؤمن يجب عليه أن يأخذ ما جاء به محمد -ص- بالتدريج وحسب الظروف, من دون ضابط ولا قاعدة واضحة ولا مفهوم محدد, ما يميع قضية الاسلام, وتصبح طاعة الله مسألة نسبية تخضع للتأويلات والظروف وتقدير البشر حسب أهوائهم متى نطبق وماذا وكيف!!! ثم أيها الشيخ, إن الله الذي يُجري الدماء في عروقك قبل أن يَجري فيها نفط الخليج المنهوب المسلوب من طغمة الفساد من فوقك ومن حولك, الله الذي ستقف بين يديه قريبا, يقول محذرا ومنبها المسلمين من الوقوع في الهلاك بمخالفة أمر واحد له, وأن من يفعل ذلك ستصيبه فتنة وسيصيبه عذاب أليم, ثم تأتي أنت لتقول للناس لا تخافوا, أقبلوا على معصية أوامر الله بالجملة وليس بالمفرق, الله أكبر على ما تصفون!!! كيف تجرؤ على ذلك, بدل أن تُهوّن على المسلمين معصية الله, كان الأولى بك أن تدعوهم لمخافته ولزوم أمره, وكان الأولى بك يا شيخ أن تدعوهم لعدم الخوف من الظالمين الذين لا يملكون من أمرهم شيء ومآلهم إلى مزبلة التاريخ وإلى سعيرا قمطريرا, على هؤلاء يكون التمرد وليس على أحكام الله أيها الشيخ, أم أنكم تخافون من القريب العاجز, وتأمنون من القوي البعيد, الجبار المنتقم والذي يحول بين المرء وقلبه وهو أقرب إليك من حبل الوريد (أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) المسألة الثالثة وهي بخصوص ما يفعله حكام الخليج الذين يعيش الشيخ على فتات ما يسرقونه من أموال المسلمين, حيث سئل الشيخ من متصل من مصر حول حكم الشرع في تقديم حكام الخليج أموال طائلة لدول الغرب الكافر التي تحارب الاسلام ليل نهار على شكل قروض ومساعدات, في الوقت الذي يتضور فيه المسلمون جوعا في مصر وتونس والسودان والصومال. فماذا كان جواب الشيخ المتخم بالأموال المسروقة يأخذها رشوة من حكام الخليج, ليحرف دين الله وليفتي كما تريد لا أقول قطر, فمن هي قطر أصلا, بل من يحرك ويُسير قطر من أوروبا, قال هذه الدول أدرى أين تضع أموالها ومع من تتعامل!!! ليس غريبا على من يفهم الشرع بحسب ما تقدم أن يُحلل ويُحرم كما يشاء. من قال يا شيخ أن هذه الأموال أموالهم؟!!! هل أخرجها الله من باطن الأرض لتكون مالا يبذره العاهرون والفاسدون؟!!! ولكي يسرقها أمام أعيننا غرب كافر لئيم؟!!! ثم في أي آية أو حديث وجدت دليلا على تقديم مساعدة المستعمرين على مساعدة المسلمين المثقلين بالجراح والجوع؟!!! هذا ولا شك هو دين أعور الدجال الذي تفهمه وتنظر من خلاله, وليس دين محمد -ص- فالثروات في باطن أرض المسلمين في دين محمد –ص- هي ملك لكل المسلمين, وهم أحق الناس بها, ولا يجوز حتى لخليفة المسلمين أن ينفقها كيف يشاء, فكيف بالرويبضات العملاء؟!!! قال محمد –ص- "المسلمون شركاء في ثلاث, الماء والكلأ والنار". هؤلاء لا يتصرفون يا شيخ كحكام, هؤلاء عبيد مأمورون ولا يملكون من أمرهم شيء, وهم ليس أكثر من أدوات للغرب الكافر الذي نصبهم وأوكل إليهم حراسة الكفر الذي أقامه في بلادنا قهرا, وحماية الحدود التي مزقت بلاد المسلمين, وحماية كيان يهود من غضبة الأمة, ولكن لتعلم يا شيخ آخر زمان, أن لآخر الزمان خلافة عز عائدة لا محالة ولو كره أسيادك, هكذا شاء ربك وستكون على منهاج النبوة, تماما كما كانت في عهد الأكرمين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي, وستقتلع عروش الظالمين من جذورها المتعفنة, وستكمل المهمة التي بدأتها شعوب الأمة المباركة, فتطهر الأرض من كل كفر وفساد وسلطان للكفر, وستثبت الشريعة الاسلامية لصحاب العقول الصغيرة قبل الكبيرة, أنها كما كانت في عهد رسول الله –ص- شكلا ومضمونا, حيث كانت قد بدأت غريبة وستعود غريبة كما بدأت, فطوبى للغرباء الذين يصلحون ما أفسَدتهُ حضارة الغرب الكافر وعملائه, وسيصلحون بما يحملونه من فكر مستنير وفهم سديد وإيمان شديد بإذن الله, ما أفسدته مدرستك التوفيقية التلفيقية من فكر لوث فكر المسلمين وفهمهم أيها الشيخ. {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} منذرعبدالله || 09-01-2012
--------------------
|