قصة لا تمر قبل قراءتها
وصلت الأنباء أن العدو وصل بسفن كثيرة جدا على شواطئ المدينة وسيبدأ بالاقتحام، فشاع الخبر وهاج الناس وماجوا، لا يعرفون ماذا يصنعون، فذهب اناس الى المساجد للمشايخ يسألونهم، فقالوا لهم: عليكم بالدعاء والصلاة والابتهال الى الله، وفعلا بدأ الناس يضرعون الى الله تعالى ويصلون ويبكون ويقولون يا رب نجنا من عدونا.........
وفي جهة اخرى من المدينة أناس قالوا علينا ان نؤمن أموالنا وتجارتنا، فلا قدرة لنا على رد العدو، وفعلا بدؤوا بحفر الحفر الكبيرة لطمر اموالهم حتى لا ينهبها العدو منهم، وقالوا يجب تحضير رايات بيضاء حتى يدرك العدو اننا مسالمين لا نريد قتالا وأننا مستعدون للسلام معه، فهكذا لا يقتلنا ونبقى أحياء.....
وفي الطرف البعيد عن الناس من المدينة كان هناك اناس منبوذون لفسقهم وفجورهم يعملون السيئات ويجلسون يحتسون الخمر، لان الناس تنبذهم لفسقهم وفجورهم.....
وفعلا نزلت السفن الشواطئ وبدأ العدو انزال جنوده وبدؤوا بالانتشار في المدينة........
والناس التي في المسجد تعبد وتصلي وتدعو الله تعالى، وإذا بالباب يقرع فقال الشيخ: يبدو ان الله ارسل لنا الملائكة تقاتل معنا فابشروا يا عباد الله، وبدا اهل المسجد بالتكبير، فذهب الشيخ ليفتح الباب وإذا بجندي للعدو يقف بالباب فاخرج الجندي سيفه وقتل الشيخ ثم مال الجنود على من في المسجد وبدؤوا يقتلونهم واحدا تلو الاخر وهكذا فعلوا ببقية المساجد........
والناس والتجار الذي دفنوا أموالهم طرق عليهم الجنود الأبواب ورأى الجنود حالة الغنى عليهم، فطلبوا اموالهم وهددوهم بالسيف فاضطر الناس الى اخراج أموالهم المدفونة وبعد ان حصل الجنود على الاموال قتلوا الرجال والأطفال وسبوا النساء........
ثم وصلت الاخبار الى المنبوذين في المدينة، فقالوا: هذه فرصة لنا لنعمل عملا نحسن به صورتنا، فقرروا مقاتلة العدو ثم وضعوا خطة وقسموا انفسهم مجموعات وصنعوا من زجاجات الخمر قنابل حارقة، وجعلوا كل قوتهم في اول فرقتين، والباقي ليس معهم إلا العصي، وفعلا رأوا جنود العدو فانهالوا عليهم بما يملكونه من سلاح ومن زجاجات حارقة فأصابوا من العدو الكثير، فرأى العدو قوة كبيرة تصده، فطلب المزيد من المدد، وعندها تدخلت الفرقة الثانية عليه، فرأوا صدا اعنف.....
فقال قائد العدو: ماذا نفعل، إن لأهل المدينة قوة كبيرة، ثم سمع القائد الاصوات تتعالى اطلبوا الفرقة الثالثة والرابعة، .......
فخاف قائد العدو وقال: اذا كان هذا صنيع فرقتين، فكيف سنقاتل الفرق الأخرى، يبدو ان اهل المدينة جمعوا كل قوتهم في هذه الناحية، ويبدو انها خطة جعلتنا نتوغل كثيرا، يبدو اننا وقعنا في شرك كبير......
فصاح قائد العدو: الانسحاب الانسحاب، فقرروا الانسحاب خوفا من أهل المدينة، وفعلا بدا الانسحاب وتبعتهم الفرق الباقية ترميهم بما لديهم من سلاح قليل وهو يفرون مذعورين من قوة اهل المدينة، وهكذا رد فساق المدينة العدو وخذلها جهل علماؤها وطمع أغنيائها.
https://www.facebook.com/145478009128046/ph...e=3&theater