نعي حزب التحرير أميره الثاني
الشيخ عبد القديم زلوم
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلاً﴾
ينعى حــزب التحــرير للأمة الإسلامية أميره وقائده العالـم الجليل أبا يوسف الشيخ عبد القديم زلوم، الذي قبضه الله سبحانه إليه ليلة الثلاثاء السابع والعشرين من صفر الخير 1424هـ الموافق للتاسع والعشرين من نيسان 2003م، عن عمر يناهز الثمانين عاماً قضاها في طاعة الله سبحانه وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، عالماً عاملاً، حاملاً للدعوة الإسلامية في صفوف الحزب فوق خمسين سنة، وقائداً للحزب خلالها، في ظروف عصيبة، نحو ست وعشرين سنة، دون أن تلين له قناة أو تضعف له عزيمة، مصارعاً للظالمين، بعيداً عن أهله وولده في سبيل الله، باذلاً وسعه وجهده لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخـلافة الراشدة.
إنه وإن كان الله تعالى قد قضى أن يلحق أبو يوسف برفيق دربه الأمير المؤسس أبي إبراهيم العلامة الشيخ تقي الدين النبهاني، دون أن يشهد قيام الخـلافة الراشدة، إلاّ أن إخوانه من بعده مستمرون في السير على الطريق نفسه الذي رسمه رسول الله صلى الله عليه وسلم بوحي من ربه، وإنهم لعازمون بإذن الله على المضي قدماً دون أن يخشوا في الله لومة لائم لكي يقيموا الخـلافة الراشدة، وتخفق رايتها في جنبات الدنيا، فـتُـظِـلَّ الثرى الطاهر الذي ضم قبريهما، ويَعزّ بها الإسلام والمسلمون، ويومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله.
رحم الله الأمير الأول أبا إبراهيم، ورحم الله الأمير الثاني أبا يوسف، وحشرهما الله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً.
إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإنّا يا أبا يوسف لفراقك لمحزونون، ولا نقول إلا ما يرضي الله سبحانه: ﴿الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون﴾.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
حــزب التحــرير
وفاة الشيخ عبد القديم زلوم أحد مؤسسي حزب التحرير في الصحافة المحلية في فلسطين
________________________________________
الخليل-خاص بالمركز الفلسطيني للإعلام:
أعلنت أمس مصادر في حزب التحرير الإسلامي في فلسطين عن وفاة عبد القديم زلوم الأمير السابق و احد مؤسسي حزب التحرير الإسلامي.
و قالت مصادر حزب التحرير إن زلوم توفي في لبنان ليلة أمس إثر صراع مع المرض دام شهرا.و كان زلوم قد تولى إمارة الحزب بعد وفاة مؤسسه تقي الدين النبهاني مؤسس الحزب منتصف السبعينات و قد تنحى عن إمارة الحزب بعد مرضه.
و كان حزب التحرير قد تأسس عام 1952 في القدس و يعمل الحزب لإقامة خلافة إسلامية و هو معادٍ لمعظم الأنظمة العربية و ذلك بسبب مجاهرته لعدائها و أسلوب عمله الذي يقتضي بإقامة الخلافة عن طريق الانقلاب على القيادة.
و قد نشب خلاف داخل حزب التحرير أوائل عام 1999 اثر إصدار الشيخ زلوم فتوى تبيح الدخول في المؤسسات الخيرية و الأهلية بعد أن كان الحزب يحرم الدخول في هذه المؤسسات و قد أثارت هذه الفتوى جدلا في أوساط الحزب مما دعا زلوم إلى العودة للعمل بالفتوى القديمة التي عمل خلالها الحزب مدة ثلاثين عاما.
و زلوم هو أحد ابرز مفكري حزب التحرير و تعتمد كتبه و مؤلفاته .و قد ولد زلوم في مدينة الخليل بفلسطين عام 1923 و درس الابتدائية و الإعدادية في مدرسة الإبراهيمية و أكمل تعليمه الثانوي في مدرسة الحسين بن علي و التحق بالأزهر الشريف و حصل على العالمية بتفوق و لزلوم عدة مؤلفات أبرزها الأموال في دولة الخلافة و كيف هدمت الخلافة و حكم الشرع في الاستنساخ و نقل الأعضاء .
و يعتبر الشيخ من مؤسسي حزب التحرير و خلف تقي الدين النبهاني عام 1978 حتى السابع عشر من آذار 2003 و قد خلفه في إمارة الحزب المهندس عطا أبو رشتا أبو ياسين.