تقرير رئيس بعثة المراقبين برأ النظام بنسبة 70
الدابي: أوقفوا تحريض «الجزيرة» و«العربية» تهدأ الأوضاع
بيروت - الوكالات: كشفت مصادر صحافية في بيروت امس انه «منذ انتهاء رئيس بعثة المراقبين العرب الى سورية الفريق الأول مصطفى الدابي من تلاوة التقرير أمام اللجنة الوزارية بدا التوتر واضحاً على القطريين واعتبروا ما قدم بأنه لا يعكس الواقع بدقة، ورد الدابي عليهم بأن كل ما هو وارد في التقرير موثق و«نحن لسنا مسؤولين عن أي شيء حصل قبل وصولنا، وما فعلته المعارضة السورية أكثر بكثير مما قام به الجيش السوري»، فتطور الموقف بين الدابي ووزير الخارجية القطري حمد بن جاسم الى الحد الذي قال فيه الدابي له «أوقفوا تحريض الجزيرة والعربية، فتهدأ الأوضاع في سورية»، وفق ما نقلت صحيفة «السفير» عن مصادر وصفتها بالمطلعة.
والمفاجأة، بحسب المصادر في اجتماع اللجنة ومن ثم الاجتماع الوزاري العربي، كان موقف وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل «الذي كان هو رأس الحربة وليس القطريين كما كان يحصل سابقاً، والتقديرات أن الانفعال السعودي متصل الى حد كبير بخطاب الأسد الأخير». واضافت ان الفيصل قال كلاماً بحق الأسد في الاجتماع «خرج فيه عن اللياقة الدبلوماسية». واتهمه بعدم احترام أحد من القادة العرب. وفي الاجتماع الوزاري قال حمد بن جاسم إنه «إذا لم يكن سقف البيان عالياً، فسأبادر إلى اتخاذ مواقف أعنف». أما لبنان فاعترض على المقررات، وعندما حصل التصويت أعلن النأي بالنفس، ورد الامير سعود الفيصل متهكماً على الموقف اللبناني، لكن المسؤول القطري أبدى تفهمه وقال هذا ليس اعتراضاً ولا تحفظاً إنما نأي بالنفس. وقالت المصادر ان «العراقيين كانوا ميالين إلى الموقف اللبناني برفض القرار، وعند التصويت أجروا اتصالات وعادوا وصوتوا الى جانب القرار».
واوضحت المصادر ذاتها ان «الانطباع السائد في القاهرة أن تقرير الدابي برأ النظام بنسبة تزيد عن سبعين في المئة». وأن بند الإحالة الى مجلس الأمن «ليس أكثر من علم وخبر». وكان الفريق الدابي قال خلال مؤتمر صحافي له أمس في القاهرة أن التقرير الذي سلمه لجامعة الدول العربية والذي نوقش في اجتماع مجلس الوزراء العرب يغطي فترة 20 يوم والانفتاح الذي تم حصل في هذه الفترة وهذا يدل على رقم قياسي لعمل البعثة.
ونوّه الدابي أنه وبعد تقرير البعثة المبدئي قامت البعثة بزيارة 15 موقعاً إضافياً في سورية، وقال: «لم أتمكن من عمل التحضيرات الكاملة لبعثة المراقبين التي عملت في 5 مواقع رئيسة في سورية».
وقال الدابي: «أنا تكلمت عن مصداقية البعثة أمام الوزراء العرب، وقد أصبحت مصداقيتنا محل شك بسبب ما يثار في الإعلام، ونحن نحترم الإعلام ولكن في بعض الأحيان يقصى علينا ونحن نقلنا كل الوقائع وما شاهدناه ونقلنا الصورة الحقيقية للوزراء العرب».
وقال الدابي: «بالنسبة للإعلام، الحكومة السورية قالت انها صادقت لما يقارب 147 وسيلة إعلام للعمل في سورية، وتقول ان ما يقارب 112 داخل سورية و90 تعمل عبر مراسلين، ونحن راقبنا ورصدنا 36 وسيلة إعلام تعمل فعلياً داخل سورية ووجدنا بعض الشكاوى من بعض وسائل الاعلام عن مدة الترخيص وتحدثنا إلى السلطات السورية وتم التجاوب من قبلهم». وبالنسبة للتظاهرات قال الدابي: «طلبنا من الحكومة السورية إبعاد قوات حفظ النظام ومكافحة الشغب عن المتظاهرين، وتم التجاوب وذلك منعاً للاستفزاز بين الطرفين».
وقال الدابي: «في محافظة إدلب لاحظنا عمليات غريبة وهي التفجيرات، وهذا الأمر غير مقبول إطلاقاً بالنسبة للمجتمع العربي والدولي وهي طالت خطوط أنابيب وناقلات مازوت للتدفئة وباصات عسكرية ومدنية، وهذه الأعمال ظهرت في ادلب وريف دمشق». وتابع: «في حمص ودرعا لاحظنا أن إطلاق النار يتم من بعض المسلحين، الأمر الذي يضطر بعض المجموعات التي تقوم بالحراسة للرد على النيران». وقال الدابي: «بالنسبة للعنف، قلنا انه عندما وصلنا لسورية بدأت تخف حدة العنف التي تتم بين المعارضة المسلحة والقوات السورية، ولكن وضحنا أن هناك بعض المناطق كحمص وحماه توجد بعض الاحتكاكات الغير مباشرة أي ليس قتال مباشر».
كما لفت الدابي إلى أنه لم يشاهد في سورية لا إطلاق مدافع ولا قصفا للطائرات على المتظاهرين عكس ما تقوله بعض وسائل الإعلام وعكس الرواية التي تتبناها بعض الأطراف المعارضة.
http://www.annaharkw.com/Annahar/Article.a...p;date=24012012