نظرات على حزب التحرير (2)
أتباع حزب التحرير
------------------
حزب التحرير لا يقبل في صفوفه إلا من هضم فكرته، فالشخص يمر أولا في مرحلة الدراسة في حلقات الحزب فان هضم الفكرة وفرض نفسه على الحزب أصبح عضوا في الحزب، أما مركز الشخص والوجاهة والغنى فلا ينظر إليه الحزب أبدا، فلا يفرق بين طبيب ومعلم أو عامل بناء أو عامل نظافة أو دكتور يملك شهادات جامعية، فالشخص بهضمه لفكرة الحزب يفرض نفسه على الحزب.
الحزب لا يهمه كثرة الأتباع بقدر ما يهمه هضم الأتباع للفكرة، ولا يجاري مشاعر الناس أبدا ولا عواطفهم ليكثر من أتباعه، فان كانت الناس مثلا تؤيد مجرما مثل جمال عبد الناصر فالحزب لا يتردد ببيان إجرامه ولو تعرض الحزب لنقمة الجماهير الساخطة عليه وانفضاض الأتباع عنه، ولا يسكت عن منكر ولو عاداه بعض الناس مثل قضية العيد لأنه يعتبر ذلك حكما شرعيا تطبيقه أولى من رضا الناس، ويركز الحزب على تغيير الرأي العام في المجتمعات، ولا يعني ذلك إهماله لضم دماء جديدة ولكن التركيز على تغيير الرأي العام في المجتمعات وتحميلها فكر الحزب.
حزب التحرير يدفع أفراده المال للحزب كي يقوم بعمله، أي لا سلطة لأحد عليه، عكس كثير من الأحزاب الأخرى التي تدفع مالا لأفرادها كي يبقوا فيها، وهذا يضع علامة سؤال على الممول لهذه الأحزاب وهدف التمويل.
أتباع الدعوات الفكرية قليلون في العادة، انظر إلى أتباع النبي محمد صلى الله عليه وسلم في مكة وأتباع الأنبياء ستجدهم قلة لأن دعوتهم فكرية ويخاطبون العقول ولا يتبعهم إلا من عنده جلد وصبر وتحمل واقتناع بالفكرة، ولذلك قلة الأتباع لا تطعن بالحزب، ومع ذلك أتباع حزب التحرير ومناصروه كثر والحمد لله، وعلى الجهة النقيضة كثرة أتباع حزب معين لا تعني صحته بل تعني أن الناس تتبع هذا الحزب من اجل أن تقضي بعض مصالحها الدنيوية وخاصة إن أغدق هذا الحزب المال والمنافع على أتباعه خاصة الأحزاب الحاكمة، وفي أول نكسة لتلك الأحزاب يتبخر كل أتباعها.
يتبع..............