نظرات على حزب التحرير (4)
طريقة الحزب في التغيير
------------------
الحزب يتبع طريقة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في مكة للتغيير، وهنا سأتطرق لثلاثة محاور:
الأول: تشابه الواقع
ثانيا: طريقة الحزب
ثالثا: من يعمل للخلافة غير حزب التحرير
...................................
أولا: الواقع مشابه لواقع الرسول الكريم في مكة، فالقوة والأمان كانت للكفار والحكم غير إسلامي، وهذا الواقع يسمى شرعا دار كفر، واليوم الأمان في كثير من بلاد المسلمين بيد غير المسلمين والأهم أن الحكم غير إسلامي، ولذلك يكون الواقع في بلاد الإسلام أن الدار دار كفر، ولا يقصد هنا أن الناس كفار، بل يقصد أن شروط دار الإسلام حتى يكون هناك دولة إسلامية وهي أن يكون الأمان بيد المسلمين والحكم إسلامي غير متوفرة، ولذلك تتبع طريقة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في العهد المكي للتغيير لأن واقع الدار متشابه.
.....................................
ثانيا: طريقة الحزب في التغيير أو خطوات عمل الحزب ثلاث هي:
الأولى: مرحلة التثقيف لإيجاد أشخاص مؤمنين بفكرة الحزب وطريقته لتكوين الكتلة الحزبية.
الثانية: مرحلة التفاعل مع الأمة، لتحميلها الإسلام، حتى تتخذه قضية لها، كي تعمل على إيجاده في واقع الحياة.
الثالثة: مرحلة استلام الحكم، وتطبيق الإسلام تطبيقاً عاماً شاملاً، وحمله رسالة إلى العالم.
وهنا لن أنحى ناحية شرح الخطوات وتفصيلها بل سأنحى جانب المقارنة مع سيرة الرسول الكريم في مكة حتى تصل الصورة للأذهان؛ أي كيف يسير الحزب على طريقة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في مكة.
المرحلة الأولى وهي مرحلة التثقيف وتكوين نواة وكتلة الحزب، فقد قام بها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، حيث أن كل من أسلم كان الرسول بوصفه أميرهم وقائدهم يثقفهم عن الإسلام في دار الأرقم بن أبي الأرقم حتى كون نواة الكتلة المحمدية المكونة من أفضل البشر وهم الصحابة، والحزب كذلك الأمر كون الكتلة الحزبية وكان أميرها الشيخ تقي الدين النبهاني رحمه الله وكان يثقفهم ثقافة الإسلام بشكل نقي صافي كما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
المرحلة الثانية وهي مرحلة التفاعل مع الأمة وهي مرحلة إفهام الناس الإسلام وجعلهم يحملونه ويتخذوه قضية لهم، فقد قام الرسول الكريم بالدعوة للإسلام هادما أفكار الكفر مثل عبادة الأصنام مهاجما حراس الكفر كأبي جهل راعيا مصالح الناس حسب الإسلام مثل بيان حرمة وأد البنات متحملا الأذى في سبيل ذلك سائرا بطريق الدعوة فقط وعدم استعمال الأعمال المادية صابرا محتسبا ما يصيبه من الكفار، والحزب كذلك الأمر يهاجم أفكار الكفر كالديمقراطية والعلمانية مهاجما حراس الكفر كالدول الغربية وأجراءهم حكام المسلمين راعيا مصالح الناس مثل بيانه حرمة الكثير من الأمور التي تقوم بها الأنظمة، متحملا كل ما يصيبه من اعتقالات وتعذيب وتضيق.
والرسول في تلك المرحلة طلب النصرة لدين الإسلام كي يحمي حملة الدعوة ويطبق الإسلام، طلبها من عدة قبائل مثل بنو عامر بن أبي صعصعة وبنو الشيبان والطائف وأهل المدينة وغيرهم، رفضه الكثيرون ولبى الطلب أهل المدينة وأقيمت الدولة الإسلامية عندهم، والحزب يطلب النصرة لدين الإسلام من أهل القوة المنعة في الجيوش والقبائل، ولحتى هذه اللحظة لم يأذن الله بنصرة دين الله، ولكن الحزب سائر بتلك الطريق لأنها طريق الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ولأنها حكم شرعي ورد عن سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم.
وأما المرحلة الثالثة وهي عندما تسلم الرسول الكريم الحكم في المدينة طبق "كل ما" نزل عليه من الإسلام تطبيقا عاما شاملا ولم يتدرج في ذلك، أما تدرج نزول القران فهذا شأن آخر، وعندما يصل الإسلام للحكم فان الحزب لا يرى التدرج كما فعلت كثير من الحركات التي وصلت الحكم بطريق غير شرعي وتدرجت ولم تطبق الإسلام وجرت الويلات على المسلمين، لأنها سلكت طريقا غير شرعي وأعرضت عن شرع الله.
..............................................
وهنا يجب التنويه أن هذه الطريقة بسبب أن الدار دار كفر، ولذلك من يرى رأيا آخر من الحركات الإسلامية وهو أن الدار دار إسلام أي أن الدول الموجودة حاليا دول إسلامية وحكامها ولاة أمر عندها ليكون شجاعا ويصرح أن لا حاجة لإقامة الدولة الإسلامية وأنه يتبع الحكام الحاليين لأنهم ولاة أمر، أما أن يقولوا أن الدار دار إسلام والحكم إسلامي ويريدون في نفس الوقت أن يقيموا حكما إسلاميا فهذا يخرج عن منطق العقل السليم وهو نوع من الضحك على الأتباع والناس.
الحزب يصرح بكل جرأة أن جميع الأنظمة غير إسلامية ويصرح انه يعمل لإقامة الخلافة على أنقاض عروشها، وبعض الحركات الإسلامية متناقضة تدعي أنها تريد إقامة دولة إسلامية كي تستعطف الأتباع والناس وفي نفس الوقت توالي الأنظمة لأنها دول إسلامية، وعندما تدخل البرلمان تطبق العلمانية... فهي حركات شديدة التناقض والغموض.
.............................................................
ثالثا: بما أن العمل للخلافة فرض بإجماع العلماء، لذلك كل من لا يعمل للخلافة آثم شرعا، وهنا سؤال لكل شخص يدعي أنه يعمل للخلافة أو أن حركته وجماعته تعمل للخلافة، فليقدم للناس طريقته وسيره كي نرى كيف يعمل هذا الإنسان للخلافة!!!، أما أني أحب العاملين للخلافة أو أنا اعمل للخلافة دون تقديم طريقة عمل فهذا نوع من الضحك على الناس، ومع ذلك اغلب الحركات الإسلامية تنفي عملها للخلافة وتخلط بين نظام الخلافة والحكم الإسلامي وماذا يعني العمل للإسلام وماذا يعني الحكم بالإسلام، وكما قلت لا فكرة واضحة لها ولا طريقة واضحة تسير بحسبها.
ولذلك ليس مهما بعد الاقتناع بفرضية العمل للخلافة القول: "أن لحزب التحرير طريقته ولنا طريقتنا"، فالأهم ما هي طريقتكم إن كنتم فعلا عاملين للخلافة.
يتبع.........................