نظرات على حزب التحرير (5)
عمل الحزب عابر للحدود
------------------
من المعلوم أنه بعد هدم دولة الخلافة تم تقسيم أراضي الدولة الإسلامية من قبل الكفار إلى دويلات هزيلة ضمن اتفاقية تسمى اتفاقية سايكس بيكو وغيرها من الاتفاقيات، ووجد بعد التقسيم دويلات هزيلة ضعيفة حكوماتها عميلة للغرب وتطبق أنظمة الكفر، ووضع لكل دولة علم، وهذا بلا شك تقسيم محرم شرعا ورفع الأعلام التي وضعها الاستعمار محرم، وهذا رأي لحزب التحرير.
حزب التحرير عند عمله لا يعترف بالحدود الاستعمارية كحدود للعمل، فالحزب يعمل لإقامة الخلافة التي تزيل تلك الحدود، وتكون راية الخلافة هي راية العقاب راية رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا مانع من تنظيم العمل إداريا داخل تلك الحدود تحت مسمى ولايات العمل، ولكن يكون العمل واحدا في كل العالم، ولحزب التحرير أمير واحد يدير الحزب وهو الآن الشيخ عطاء بن خليل أبو الرشتة حفظه الله وأعانه.
كل مخلفات تلك الحدود لا يعترف بها الحزب، فهو مثلا لا يوالي أي نظام من تلك الأنظمة ولا يفرق بينها ولا يقبل منها دعما ويرى ضرورة إزالتها جميعا ولا يفرق بالعمل بين أي قطر وقطر، ولا يعترف بمسمى الشأن الداخلي، ويرى مصاب أي مسلم هو مصاب للمسلمين جميعا، والعمل والفكر والطرح وكل أمور الحزب واحدة في كل مناطق العمل، اللهم إلا بعض التنظيمات الإدارية لتسهيل العمل وضبطه تحت مسمى الولايات ليس إلا.
بينما نرى للأسف كثير من الحركات الإسلامية الأخرى:
• تعترف بالحدود والأعلام التي وضعها الاستعمار وتسمي نفسها بمسمى البلد مثل الحركة الإسلامية الفلسطينية أو الأردنية أو العراقية أو المصرية أو الباكستانية، فتعمل داخل الحدود الاستعمارية ولا تتجاوزها بل تقدس الحدود وترفع العلم الوطني بجانب رايتها الحركية إن كان لها راية.
• لا تعمل على إزالة الحدود وتوحيد المسلمين لأن هذا يعني تصادم مع الأنظمة وأغلبها متوافقة مع الأنظمة، ولا يهم شعاراتها الخادعة بل المهم حقيقة أفعالها ومواقفها الرسمية.
• إن كان للحركة عدة فروع فترى أن لكل بلد قيادة وان لكل بلد رأي مخالف لإخوتهم في البلد المجاور وأحيانا يهاجمون بعضهم البعض البعض.
• لا يتدخلون في الشأن الداخلي للبلاد الأخرى، فلو رأى بعضهم المسلمين يذبحون في بلد آخر فتراهم يلتزمون الصمت لأن هذا شان خارجي لا شأن لهم به، اللهم إلا بعض الدعاء.
• أغلب تلك الحركات ممولة من قبل أنظمة في العالم الإسلامي، ولذلك يكون لها موقف تأييد لهذا النظام وعدم انتقاد له ولو أباد آلاف المسلمين.
يتبع...................................