نظرات على حزب التحرير (10)
هل حزب التحرير جامد أو جاف؟
------------------
عندما تقابل أناسا وتسألهم عن حزب التحرير يقولون لك حزب التحرير جامد لا يغير ولا يبدل وكل أعماله فكرية، وهذا لا يستهويني، فلو غيرتم وبدلتم؟
أما الرد على تلك المقولة فأقول وبالله التوفيق:
• الجمود وعدم التغيير الذي يصف البعض به حزب التحرير هو بمسماه الصحيح: "الثبات على الحكم الشرعي" فالحزب عندما أسس ووضع الفكرة التي يسعى لها والطريقة التي يسير عليها استنبط تلك الفكرة والطريقة من الأدلة الشرعية، ومخالفة الأحكام الشرعية لا يجوز شرعا، وطول الفترة الزمنية لا يغير الحكم الشرعي، إذن حزب التحرير سيستمر على فكرته وطريقته ولن يبدل أو يغير وهذا يسمى ثباتا على أمر الله تعالى وليس جمودا.
• أما الوسائل والأساليب فيمكن تغييرها حسب الحاجة لها وحسب ما يخدم الدعوة، والوسيلة والأسلوب ما لم يرد دليل شرعي للأسلوب أو الوسيلة فيمكن تغييرها وتبديلها، أما الفكرة والطريقة للحزب فلا يمكن العبث بها أو تغييرها أو تبديلها لأنها أحكام شرعية لا تخضع لأهواء الناس.
• الحزب لا يسير حسب ما يطلبه المستمعون بل حسب ما تطلبه الأحكام الشرعية، فالناس إن رغبت بأمر معين وخالف هذا الأمر فكرة وطريقة الحزب فان الحزب لا يقوم به ولو سخط عليه الناس، عكس ما تفعله حركات كثيرة تغير وتبدل حسب رغبات الناس ولو خالفت شرع الله تعالى.
• الناس في العادة ترغب الأمور القتالية والخيرية، والقيام بتلك الأمور يخالف نهج الحزب، فلا يقوم به، فيظنون أن الحزب جامد وجاف جدا.
• الأعمال الفكرية والسياسية ليست سهلة للإدراك لعامة الناس، ولذلك لصعوبة إدراكها يظنون أن الحزب لا يقدم إلا كلاما لا فائدة منه.
• يأس بعض الناس من الأحزاب الموجود حاليا وكثرة الطعنات التي تلقوها من الأحزاب الحالية... عندها يظن الناس أن الحزب لا يخرج عن الأحزاب الموجودة وسيتلقون منه الطعنات إن وصل هو الآخر للحكم.
• الحرب الشرسة من الحكام على الحزب تجعل الناس تنفر من الحزب وتدعي أن نفورها لأنه حزب كلام وليس خوفا من بطش الأنظمة.
• انشغال الناس بحياتهم اليومية يؤدي أن يرجع الناس نفورهم من الأحزاب بشكل عام إلى أنها جامدة وغير صادقة وكلهم غير صادقين ولا حتى يريدون معرفة من هو الحزب الصواب، لأن الحياة الدنيا عندهم مقدمة على العمل الحزبي للدين.
• الأعمال الفكرية وتغيير الرأي العام لا يمكن للكثيرين لمسه أو إدراكه، وطبيعته تحتاج وقتا أطول من الأعمال القتالية والخيرية الملموس أثرها الآني بسرعة، ولذلك تستهوي تلك الأحزاب الناس أكثر من الحزب الذي أعماله فكرية.
والخلاصة أن حزب التحرير ليس جامدا أو جافا في تعامله، بل هو متمسك بالحكم الشرعي ولن يغير ولن يبدل، والله عز وجل لن ينصر إلا من يسير على شرعه ولو بعد حين.
يتبع..........................