نظرات على حزب التحرير (11)
المضايقات التي يتعرض لها حزب التحرير
------------------
حزب التحرير لأنه يعمل لإعادة الخلافة وتخليص المسلمين مما هم فيه، فإنه يتعرض لأشد أنواع المضايقات مثل الاعتقال والضرب والسجن والتعذيب والقتل والتضييق على شباب الحزب في السفر والعمل، وأيضا يتعرض لمحاولة التشويه له ولفكره ولشبابه، فالأنظمة هي الرأس في النيل من شباب الحزب لأنه يسعى لتغييرها، ولولا أن الأنظمة تدرك حقيقة الحزب لتركته لأنه يقدم الكلام فقط على رأي العوام، ولكن الأنظمة تدرك أن أخطر الأحزاب تهديدا لها وللغرب هو حزب التحرير، أما بقية الأحزاب الإسلامية فالأنظمة تستطيع التعامل معها بسهولة ولا تشكل خطرا جوهريا عليها، فيمكن احتوائها أو قمعها بسهولة، ولولا أن الأنظمة تستفيد منها أحيانا لأفنتها بسهولة، ولكن حزب التحرير هناك محاولات حقيقية لإفنائه ولكنها كلها تبوء بالفشل.
الحرب على الحزب لا تقتصر على الأنظمة في العالم الإسلامي بل حتى بعض الأنظمة الغربية التي تدعي الحرية والديمقراطية تحارب الحزب، فدول كروسيا تشن حربا قمعية شديدة على الحزب لإفنائه من بين المسلمين، وكذلك ألمانيا وغيرها تمنع نشاط الحزب، ودول كالدنمارك وبلجيكا وأمريكا وغيرها تضيق على نشاطات حزب التحرير، وكل الدول الغربية تدعم الدول في العالم الإسلامي لقمع حزب التحرير وإفنائه، ولكن كل المحاولات باءت وستبوء بالفشل.
حتى الأحزاب الأخرى تم تجييرها من الأنظمة للنيل من حزب التحرير، فالأحزاب العلمانية تدعم كل محاولة قمعية للنيل من حزب التحرير، وبعض كتاب الأحزاب الإسلامية بدعم مخابراتي وأحيانا بأحقاد داخلية شنت الهجوم على حزب التحرير، فتم تأليف المؤلفات والكتيبات والكتب والمقالات في الصحف والإنترنت للنيل من حزب التحرير، تركوا الأنظمة وإجرامها وسيطرة الكفار على بلاد المسلمين وانبروا ليألفوا في أخطاء حزب التحرير (على حد زعمهم) وان حزب التحرير ضال خارج عن منهج أهل السنة والجماعة، ولو قرأت مقالا لأحدهم لوجدته عند الكثيرين بشكل قص ولصق، أي أن المهم عندهم الطعن في حزب التحرير، حتى أن بعض افتراءاتهم تكون أكاذيب لا صحة لها، وبعضها أحكام شرعية هاجموها لان حزب التحرير فعلها، وبعضها تكون حركاتهم تفعلها بطريقة اشد، ولكن المهم في مقالاتهم الهجوم على حزب التحرير، وحزب التحرير اعتمد معهم رسم الخط المستقيم أمام الخط الأعوج، فأهملهم وقتلهم وذهبت كل جهودهم هباء منثورا بإذن الله ومشيئته.
وهذا لا ينفي وجود الكثير من الصادقين من كتاب وأعضاء في حركات أخرى أنصفوا حزب التحرير وتكلموا بالحقيقة، هذا ليعلم أن في الأمة وحتى في أعضاء الجماعات الأخرى خير كثير، حتى أن بعض العلمانيين وغير المسلمين أنصفوا حزب التحرير لأنهم تكلموا بموضوعية وبحث عن الحقيقة.
من أشد الأساليب التي يعتمدها المجرمون للنيل من الحزب هو التعتيم الإعلامي على حزب التحرير، أي إلغاء وجود حزب التحرير بشكل متعمد في الإعلام حتى يظن العوام انه غير موجود أو أنه غير مهم أو تأثيره قليل، وإلا لتطرق له الإعلام، ومن أدرك حقيقة الإعلام في العالم كله أنه بوق للأنظمة ليدرك أن كل وسائل الإعلام تتبع الأنظمة، أي أن البث عن حزب التحرير سيكون تحت إشراف الأنظمة، ومعلوم أن البث عن شيء يدفع الناس للبحث عنه، فسواء بثوا أمورا تؤيد الحزب أو تهاجم الحزب فالخلاصة أن الناس ستبحث عن الحزب، ولذلك السياسة العامة هي التعتيم على الحزب وأخباره، وأذكر هنا كيف تم معاقبة بعض الصحف في الأردن لإيرادها أخبارا تهاجم حزب التحرير لأنها ذكرت اسم حزب التحرير في الأردن.
وإن ذكرت وسائل الإعلام حزب التحرير لسبب ما فإنها تعتمد أسلوب التشويه للحزب والطعن فيه أو استخدام الخبر للنيل من جهات مناكفة.
فمثلا يتم التقليل من مسيرة للحزب بمئات الآلاف وعدم إبراز الأعداد فيها بينما يتم تضخيم خبر مسيرة مؤيدة للرئيس فيها عشرة أشخاص، وأحيانا يأتون بأعمال حزب التحرير ولا يذكرون اسم الحزب بل ينسبونها لأهل البلد، وأحيانا يتلقفون أي كذبة لتشويه الحزب فيبثونها ويضيفون عليها الكثير من الأكاذيب لتصبح كذبة كبيرة، وأحيانا يثيرون فتنا في البلد والحزب يهاجم تلك الفتن ثم ينسبون تلك الفتن لحزب التحرير وأنه يختلق المشاكل، وفي المقابلات عن حزب التحرير أكثر الأحيان يستضيفون أناسا معادين للحزب للتكلم عن الحزب، وان استضافوا أحدا من الحزب لا يعطوه الفرصة جيدا للكلام، وفي كثير من الأحيان يهاجمون أطروحات حزب التحرير مثل الخلافة والدولة الإسلامية وتطبيق الإسلام المهم أن ينالوا من الحزب وفكره وشبابه، وعند اعتقال بعض شباب الحزب يكون الخبر أحيانا على شاكلة اعتقال مجموعة من الإرهابيين وغيره.
ولكن تبقى السياسة العامة والغالبة هي التعتيم على أخبار حزب التحرير.
أغلب البلاد في العالم الإسلامي مليئة بالمعتقلين لحزب التحرير ولفترات طويلة في بعضها، وفي بعضها حالات تعذيب حتى الموت أو إعدام مثل السعودية وسوريا وأوزبكستان ودول آسيا الوسطى وغيرها، والتعذيب موجود تقريبا في أغلب البلدان، وبعض الدول أعدمت شباب الحزب بالجملة بالتعاون مع الجيش الروسي مثل أوزبكستان حيث أعدمت في يوم واحد أكثر من 6000 شخص وقد عتم الإعلام يومها على الخبر، صحيح انه بعد الثورات التي حصلت في العالم الإسلامي خفت يد بعض الأنظمة مثل تونس ولكن الاعتقالات والتضييق والنيل من الحزب ما زال موجودا أينما يتواجد شباب حزب التحرير.
حزب التحرير لا يباهي بعدد معتقليه عند الأنظمة ولا عدد من استشهدوا تحت التعذيب أو بالإعدام، فالحزب يعمل طاعة لله لإقامة دولة الإسلام، وكل أعمال القمع للحزب لم تثن الحزب عن مواصلة سيره، ولم تجعله تلك المضايقات يغير نهجه لنهج دموي لان ذلك سيكون مقتل الحزب وهو فوق ذلك حرام شرعا، فحزب التحرير سائر في العمل لا يكل ولا يمل رغم كل المضايقات والتعتيم الإعلامي، فحزب التحرير إن ترك امتد وان حورب اشتد، ولن تستطيع كل الأنظمة في العالم منعه، لأنه عبارة عن فكرة تسري بين المسلمين؛ تلك الفكرة هي فكرة إقامة الخلافة وتطبيق الدين، وهذه الفكرة لن تموت أبدا، بل ستولد من جديد وستعاد في العالم الإسلامي، وستحكم دولة الخلافة كوكب الأرض يوما ما، فهي فرض من ربنا سنعيده وهي بشرى من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا بد آتية، ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا.
يتبع..............................