نظرات على حزب التحرير (13)
المشروع السياسي لحزب التحرير
------------------
حزب التحرير الوحيد الذي يملك مشروعا سياسيا للتطبيق في حال وصوله الحكم، بينما بقية الحركات لا تملك مشروعا سياسيا للتغيير، وهذا ليس كبرا ولا عجبا، بل هي حقيقة موجودة، فها هي أغلب التيارات السياسية العلمانية والإسلامية موجودة، لم أرَ أيا منها يقدم مشرعا سياسيا للتطبيق حال وصوله الحكم، فكلهم تقريبا عندما يصلون الحكم يسيرون على نفس النظام المطبق وهو النظام العلماني البرلماني تقريبا في معظم الدول في العالم الإسلامي، فكلهم يدخلون اللعبة الديمقراطية وكلهم يدخلون البرلمانات والمجالس التشريعية ويشاركون في تشريع القوانين، وكلهم يسيرون على الدستور العلماني ويطبقونه ولا يفرقون عن بعضهم البعض، أي كلهم في النهاية يحكمون بالكفر والدساتير الموجودة.
الإخوان المسلمون أبرز الحركات الإسلامية التي شاركت الأنظمة الحكم، عندما وصلت الحكم لم تغير النظم والقوانين الموجودة بل سارت عليها وحكمت بالدستور العلماني الحالي، أي حكمت بالكفر، فمن مصر لغزة إلى تونس والمغرب والأردن والعراق واليمن وغيرهم كلهم عندما وصلوا الحكم أو المجالس البرلمانية لم يفرقوا عن الحركات العلمانية، وذلك أن تلك الحركات لا تملك مشروعا سياسيا للحكم، وقس عليها أي تيار إسلامي وصل البرلمان أو رأس الدولة، كلهم نفس الشيء.
أما الحركات العلمانية فلأنها علمانية شيء طبيعي أن تطبق العلمانية وتحارب أي توجه إسلامي.
حتى الحركات التي ترفض الدساتير الحالية عندما سئلت عما تطبق كما حصل في الجزائر كان جوابهم أننا سنطبق الدستور الذي أعده إخوتنا في حزب التحرير، أي أنهم قبل وصولهم الحكم لم يكونوا يملكون مشروعا سياسيا للحكم.
حزب التحرير أعد دستورا لدولة الخلافة من الأساس الذي تقوم عليه الدولة إلى أصغر التفصيلات فيها، وكل مادة من مواد الدستور لها أدلتها الشرعية، والحزب فصل الأنظمة التي تطبق؛ فقد وضع كتابا لنظام الحكم وكتابا للنظام الاقتصادي وكتابا للنظام الاجتماعي ووضع نظاما للتعليم ووضع الأسس لتعامل دولة الخلافة مع الخارج (السياسة الخارجية) ووضع سياسة للتصنيع، ووضع كتابا عن كيفية إدارة الأموال في دولة الخلافة، ووضع كتابا لنظام العقوبات في الإسلام، ولم يترك أي أمر إلا وتكلم فيه عندما تقوم دولة الخلافة، حتى بدايات الدولة وكيفية مواجهة الكفار حال قيام الدولة وضع لها الكتب والخطط لمواجهتها، والخلاصة أن للحزب مشروعا سياسيا كاملا للحكم حال قيام الدولة الإسلامية، والحزب لن يسير على الأنظمة الموجودة بل سيهدمها من الجذور ليرى الناس نظام دولة الخلافة حال قيام الدولة الإسلامية.
عدم الفهم لتطبيق الإسلام ولمعنى الدولة الإسلامية جعل بعض الحركات الإسلامية المسلحة عندما تسيطر على بقعة معينة من الأرض تقوم بتطبيق بعض الحدود على الناس وتلزم النساء بلبس النقاب وغيره من أنظمة العقوبات، فظنت تلك الحركات أنها تطبق الإسلام، والحقيقة أنها بفعلها هذا شوهت الإسلام، لأن نظاما الإسلام ليس تطبيق عقوبات فقط، فالإسلام نظام كامل متكامل للحياة في جميع الجوانب.
والخلاصة أن الوحيد الذي يملك مشروعا سياسيا كاملا واضحا ومبلورا لنظام الإسلام ولدولة الخلافة هو حزب التحرير، ولا يوجد أي حركة إسلامية تملك مشروعا سياسيا، فأغلبهم كالإخوان المسلمين ساروا على النظام العلماني، وبعضهم اقترح اخذ دستور حزب التحرير إن وصل الحكم، وبعضهم شوه الإسلام عندما ظن انه بتطبيق بعض الحدود ظن انه يطبق الإسلام كما نزل.
يتبع..........................................