نظرات على حزب التحرير (15)
حزب التحرير ثابت تحت الضغوط
------------------
حزب التحرير مهما مورس عليه من ضغوط شديدة جدا ولو وصلت حد القتل والإعدام تحت التعذيب فإنه لا يغير أفكاره أبدا، أما الأفراد فينطبق عليهم ما ينطبق على أي فرد من حيث جواز الأخذ بالرخصة وترك العزيمة، ولكن كحزب لا يغير فكره أبدا ولو تم إفناؤه من منطقة معينة.
صحيح أن الحزب قد لا يقبل في صفوفه من يستنكر الحزب تحت التعذيب الشديد، ولكنه يعامله كأي مسلم لم يستطع الصبر تحت الضغط الشديد والأخذ بالرخصة وأجره وثوابه لن يضيع عند الله تعالى، أما الحزب ككيان فكري فإنه لا يغير نهجه أبدا.
الضغوط الشديدة على الحزب في منطقة معينة لا تجيز للحزب تغيير الفكر أو العمل أو مسالمة النظام، فالحزب لا يسالم أي نظام أبدا ولا يواد أو يركن لأي نظام أبدا، فالحزب يعمل جاهدا لقلعهم جميعا من جذورهم، وهنا عدة ملاحظات يجب الانتباه لها وهي:
• قوة العمل الجماعي الواعي المخلص وعدم قدرة الظالمين على السيطرة عليه نهائيا، فإن قتل أحد من أعضاء الجماعة فان العمل لا يتوقف بل يستمر بالعمل، بينما لو كان الداعية فردا لانتهى عمله بمقتله، والنقطة الثانية أن الشخص لو فتن تحت التعذيب فان الحزب يخرجه بسهولة من صفوفه ويبقى الحزب نقيا، بينما لو فتن داعية يعمل بشكل فردي فان كل دعوته تتشوه.
• جواز التقية والرخصة للفرد وعدم جوازها للحزب، وهذا من ميزة الحزب وقوة كفاحيته ومواجهته للظالمين، بينما نرى للأسف حركات تغير الفكر والمنهج والعمل تحت الضغوط والحرب من قبل الكفار، وتحت الإغراء المالي، وتدعي أن الضغوطات هل التي دفعتها لتغيير منهجها بحجة أنها تريد المحافظة على أفرادها، وهذا لا يجوز للحركة، والدليل فعل حزب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في مكة فقد سكت عن بعض الصحابة عندما اخذوا بالرخصة، ولكنه كقائد للحزب لم يغير ولم يبدل لو بمقدار شعرة، والرسول قدوتنا، ولذلك أي حركة تغير وتبدل تحت التعذيب أو الحرب أو تحت الدعم المالي، فهذه الحركة انحرفت وغيرت وأغضبت ربها.
• قد تتغير الأساليب والوسائل في العمل تبعا لقوة الحرب والهجوم على الحزب، ولكن الفكر والمنهج لا يتغير، فالحزب مثلا على نفس الوتيرة في الفكر والطرح ومواجهة الظالمين، ولكن الأفراد يعملون بشكل علني في بعض الدول وفي أخرى يعملون بالخفاء ولكن بنفس القوة والطرح ودون تغيير للفكر والعمل.
• لو فرضنا جدلا أن الحزب وصلة مرحلة الإفناء من الظالمين مقابل التغير والتبدل... فإن الثبات مقدم على كينونة ووجود الحزب، لأن الحزب ليس هو الإسلام ولا دين الإسلام، ولذلك لا مانع من حل الحزب إن كان الثمن هو تغيير الشرع والتبدل والنفاق للكفار، فيمكن بعد فترة من الزمن أو في مكان آخر إعادة تأسيس الحزب من جديد، ولكن الثبات على الحق مقدم على وجو الحزب، ولذلك كل حركة تغير وتبدل بحجة المحافظة على نفسها ففعلها لا يجوز شرعا، فعدم وجود حزب التحرير أو الإخوان المسلمين أو حركة حماس أو الوهابيين أو أي تيار جهادي أو غيرهم لن يبيد الأمة الإسلامية أبدا، فالأمة الإسلامية هي الأصل، ويمكن تأسيس أحزاب غير تلك، وبذلك يكون الثبات على الدين للحركة مقدم على وجود الحزب، أما الأفراد فحكمهم هو هو من جواز الأخذ بالرخصة والتقية.
يتبع...........................................