نظرات على حزب التحرير (18)
حزب التحرير وتفرده بطلب النصرة من الجيوش
------------------
حزب التحرير الوحيد الذي يوجد في طريقة عمله طلب النصرة من الجيوش للوصول للحكم، وبقية الحركات أو التيارات لا تعرف ذلك، وكلها تقريبا ينكر هذا العمل على الحزب.
في البداية لا بد من التعريج على بعض الأمور في موضوع الحكم والوصول للحكم:
• أي حكم الجيش لا يسنده فهو حكم ضعيف لا يمكنه الصمود، فالإخوان المسلمين مثلا في مصر وصلوا الحكم والجيش ما زالت تسيطر عليه أمريكا فتم الإطاحة بهم بسهولة، والإسلاميون في الجزائر وصلوا الحكم في الجزائر فتم الإطاحة بهم من قبل جنرالات الجيش، وهذا يعني أن الحكم بدون دعم الجيش لا يصمد.
• الحركات التي ترى مواجهة الجيش لم توجد إلا القتل والدمار والدماء والتفجيرات، فطريقتها فشلت، وقادة الدولة والجيش بمكرهم وخبثهم قاموا بتفجيرات نسبوها لتلك الحركات فشوهوها وشوهوا الإسلام وأوجدوا رأيا عاما بين الناس ضد تلك الحركات، فكانت طريقة مواجهة الجيش بالقتال والمواجهة العسكرية طريقة خاطئة ومدمرة وتجر الويلات على أفراد الحركة والمسلمين.
• طلب النصرة من الجيش يعني كسب تأييد ودعم الجيش لمن يحكمون بالإسلام والدفاع عنهم، فلو وصلت جهة إلى الحكم عن طريق الجيش ونصرته لتلك الجهة، فان تلك الجهة ستطبق الإسلام بكل سهولة، وبسبب دعم الجيش القوة الكبرى في البلاد سيكون من السهل التخلص من كل المعارضين للحكم الإسلامي وستتم السيطرة على الإعلام والأهم السيطرة على القوات الأمنية والمخابرات التي عادة ما تكون قد تم تدريبها على كره الإسلام ومحاربته، فالسيطرة على الجيش تعني سيطرة كاملة على البلاد.
• طلب النصرة ليس شرطا أن يكون من الصف الأول في الجيش، فان كان الصف الأول مليء بالعملاء والصف الثاني كذلك فيمكن الاتصال بالصف الثالث للسيطرة على الجيش، ولا يعقل ولا يمكن كما يدعي البعض أن كل قادة الجيش من كل الصفوف عملاء فهذا غير صحيح وغير موجود في أي دولة مهما بلغت من العمالة للكفار.
• طلب النصرة يكون من أبناء المسلمين في الجيش، وقابلية الهداية فيهم موجودة مثل قابلية الهداية فيك أنت أخي القارئ، فالله لم يحجب عنهم الهداية.
• حتى الكفار إذا أرادوا السيطرة على بلد ما وزراعة عميل لهم مكان العميل القديم، فإنهم يلجؤون في كثير من الأحيان للسيطرة على مراكز القوة فيها، وأبرز مراكز القوة فيها الجيوش أي يعملون على زراعة عملاء لهم في قادة الجيش، وان كان هناك مراكز قوة أخرى سيطروا عليها مثل القضاء إن كان قويا أو القبائل إن كانت قوية أو يلجؤون لعمل قوة شعبية ضاغطة على الجيش لإيصال عميلهم للحكم إلى حين تغيير قادة الجيش، المهم أن الكفار عندما يريدون زراعة عميل لهم ينظرون للبلد ومراكز القوة فيها للسيطرة على تلك البلاد، وأي حركة إسلامية تريد الوصول للحكم يجب أن تسعى للسيطرة على مراكز القوة أو تحييد بعضها للوصول للحكم بالإسلام، وبغير ذلك وبالذات في الدول العميقة اليوم من السهل جدا النيل من أي حركة إسلامية وصلت الحكم ومراكز القوة خارجة عن سيطرتها.
وطريقة حزب التحرير تركز على محورين:
المحور الأول: وهو الأمة وبناء رأي عام فيها للحكم بالإسلام، ولذلك يعمل الحزب ليل نهار على تثقيف أبناء الأمة بالإسلام وان فيه نظام حكم وهو نظام الخلافة وان كل مشاكلنا سببها غياب الخلافة، وأعد لذلك الدستور والخطط وكل ما يلزم لدولة الخلافة القادمة، فالحزب يعمل على إيجاد رأي عام قوي في الأمة الإسلامية يطالب بالحكم بالإسلام، وهذه الرأي العام القوي إن انفجر في الأمة فلا يستطيع أحد الوقوف في وجهه، حتى الجيش لا يستطيع مواجهته، فمعلوم أن الشعب إذا انفجر في وجه أي نظام فحتى الجيش لا يستطيع إيقافه.
المحور الثاني: وهم أهل القوة والمنعة مثل الجيوش وكل من يملك قوة في الدول مثل القبائل في بعض الدول، فهذه إن كسبتها كسبت القوة لدعم الحكم بالإسلام.
فان اتحد الرأي العام في الأمة الساعي للحكم بالإسلام مع دعم أهل القوة والمنعة فيمكن الحكم بالإسلام كاملا ومن أول يوم، ويمكن إعداد الخطط الحربية لمواجهة الكفار ومن أول يوم.
الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم سيد الخلق ومنه نأخذ طريقتنا قام بهذه الأمور، فأولا أرسل مصعب بن عمير رضي الله عنه للمدينة المنورة وعلمهم الإسلام وبنى رأيا عاما قويا للإسلام والحكم بالإسلام، ثم اجتمع أهل القوة والمنعة من قادة القبائل في المدينة المنورة وذهبوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة وأعطوه النصرة والحماية له ولدينه وللحكم بالإسلام وطلبوا منه الهجرة للمدينة المنورة ليستلم الحكم فيها، وكان على رأسهم سيد الأنصار سعد بن معاذ رضي الله عنه وأرضاه، فهذه طريقة الرسول الكريم وهي طريقة واجبة الإتباع، وحتى عقلا لا يمكن لأي جهة الحكم بما تريد إلا بعد ضمان ولاء مراكز القوة لها في الدولة أو سكوت بعضها، أما ومراكز القوة معارضة لأي جهة فان حكمها بما تريد غير ممكن، ويمكن القضاء على الحكام بسهولة.
يتبع.......................................