نظرات على حزب التحرير (19)
حزب التحرير يعمل حسب الواقع لتغييره لا حسب الطلب والمنفعة
------------------
ميزة حزب التحرير عن غيره أنه يعمل في كل البلاد، وأنه لا يعترف بالحدود بين الدول، وانه لا يميز المنكرات عن بعضها، وان الدافع لكل أعماله دافع شرعي لا دافع مصلحي نفعي حسب ما تمليه المصلحة والمنفعة، فمثلا:
• كل منكر في البلاد يتصدى له الحزب ولو لم يخطر على بال أحد من الناس ومن المشايخ، فكثير ما تصدى الحزب لأمور مثل نشر العري والاختلاط وتغيير مناهج التعليم وسرقة أموال المسلمين من قبل المسؤولين والكفار ودخول الدولة في خطط غربية، وهذه الأمور يلاحظ أن الحزب يتصدى لها بينما بقية المشايخ والحركات لا يتدخلون فيها ولا يهتمون بها.
• الحزب دائما يذكر الناس بالسبب الرئيسي للمشاكل وهو غياب الخلافة، فيربط الحلول التي يقدمها بالعمل لإقامة الخلافة، ولا يميز أي منكر عن منكر آخر.
• حزب التحرير لا ينساق وراء الإعلام، فالإعلام موجه وإذا ركز على أمر معين فهو يريد هدفا خبيثا قد لا يعي عليه المسلمون، فيقوم الحزب إن رأى أن هذا الأمر يحتاج تدخلا يقوم بالتعليق عليه من وجهة نظر إسلامية وبيان الواجب الشرعي اتجاهه ولا ينساق وراء الحملات الإعلامية مهما كانت قوية، وأحيانا يكون تدخله عكس الحملات الإعلامية الموجهة.
• الحزب بما انه موجود في العالم الإسلامي تقريبا فهو يتحدث في شؤون المسلمين جميعا وينظم لذلك الحملات الرسمية، مثل قضية مسلمي الإيغور والروهينجا وقضية فلسطين وغيرها من القضايا، ولا يسكت مثل البعض بحجة أن هذا شأن داخلي لدولة أخرى، بل ويتكلم الحزب عن أحوال المسلمين في بلاد الغرب والخطط الغربية للنيل منهم وتذويبهم في المجتمعات الغربية، بينما بقية الحركات لا تتعدى تصريحاتها الأمور الداخلية في البلد وما يمسها فقط.
• الحزب الوحيد الذي يتكلم عن هدم الأنظمة الرأسمالية والإشتراكية ويقوم بذلك بشكل مكثف، ويبين فساد وعوار الأنظمة الغربية بشكل عام ويكشف مؤامراتها، بينما الحركات الأخرى لا تتحدث عن ذلك، اللهم إلا كتاب يكتبون في ذلك ولكن ليس بشكل رسمي من تلك الحركة الإسلامية.
بينما المشايخ الآخرين في الأوقاف والحركات الإسلامية يلاحظ عليهم:
• بالنسبة لمشايخ الأوقاف إلا من رحم ربي، لا يتكلمون إلا بما تمليه عليهم وزارة الأوقاف، فيكون عملهم متسقا مع ما تريده الحكومة، وهذا يعني أنهم بطريقة غير مباشرة يخدمون الدولة ويسيرون كما تريد.
• الخروج من مشايخ الأوقاف عن خط الوزارة قليلا ما تراه في مشايخ الأوقاف، مثل أن يتكلم الشخص عن منكرات الدولة، وهؤلاء قلة، وإن تكلم الشخص جلد ظهور الناس ولم يذكر الحكومة المنشئ لهذا المنكرات أبدا، وكأن الناس هي من أوجدت البارات والملاهي، ولكن إن خدع الحاكم الناس بمكرمات كما يدعون كالوا له المديح، وان أنشا الحاكم خمارات جلدوا ظهور الناس لأنهم يشربون الخمر وتناسوا الحاكم.
• بالنسبة للحركات الإسلامية، فكثيرا ما ينساقون للأسف مع ما تريده الحكومات وما تطلبه سواء أدركوا ذلك أم لم يدركوا، فبعضهم لا يتحدث إلا عن الصلاة والذكر والتسبيح ويعلنها جهارا نهارا انه لا يتدخل في السياسة، فهؤلاء هم أحب المشايخ إلى قلوب الظالمين لأنهم لا يأتون على محاسبتهم ويصرفون الأنظار عنهم.
• وبعض الحركات لا تتكلم في المنكرات إلا حسب مصلحتها هي، فان اعتدت الحكومة عليها تكلمت، وان اعتقلت منها تكلمت وان حاربتها في أمر معين تكلمت، ولكن منكرات لا تمس الحركات مثل تغيير المناهج ونشر الدياثة والعبث بدين المسلمين فهذه الحركات لا تتدخل والأمر لا يعنيها، لأن هذا الأمر لا يمسها، صحيح أن بعض الأفراد يتكلمون بدافع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولكن الحركة بشكل رسمي لا تتدخل، وأحيانا تمنع أفرادها من التدخل.
• قد ترى حركات تصدر بيانات رسمية في أمور لا تخصها، ولكن اغلب تلك البيانات لا تكون إلا بعد أن تملأ تلك الأمور وسائل الإعلام، أما والإعلام يهملها فهي أيضا تهملها مثل الإعلام.
• المصالح مع الدول والدعم المادي من قبل دول لتلك الحركات الإسلامية، يجعلها تقلب المعروف منكرا والمنكر معروفا، فمثلا دعم إيراني لفصائل فلسطينية يجعلها تدافع عن إيران، واستضافة قطر وتركيا لحركات إسلامية جعلها تدافع عن جرائم تلك الحكومات، فكانت المصلحة عندها مقدمة على الشرع، وهذه هي سياستها الحقيقة ومنهجها الحقيقي، ولذلك غير صحيح أن الدافع لأعمالهم السياسية هو الحكم الشرعي، بل المصلحة والمنفعة ولو خالفت الشرع.
يتبع...........................................................