نظرات على حزب التحرير (21)
حزب التحرير حصن يحمي من بداخله
------------------
حزب التحرير ككتلة يختلف كليا بالعمل عن الأفراد، ولديه مزايا يجب أن تدفع الجميع لدخوله وترك نظرتهم أنهم يستطيعوا أن يكونوا دعاة ومصلحين بمفردهم، ومن الفروق بين العمل الحزبي والعمل الفردي للإسلام:
1- الحزب فقط أي بوصف الجماعة والتكتل يستطيع العمل لتاج الفروض وهو إقامة الخلافة، أما الأفراد فمهما أوتوا من علم وعبقرية وقوة فلن يستطيعوا العمل لإقامة الخلافة، ولذلك يبقى الأفراد آثمون لعدم عملهم مع الكتلة لإقامة الخلافة، مهما كانوا مجتهدين في الدعوة لدين الله.
2- تأثير الحزب أقوى ملايين المرات من تأثير الأفراد الذي يعملون بشكل فردي، وحزب من 100 شخص يرعب أكثر من ألف داعية كل منهم يعمل منفردا، حتى أن هناك أمورا لا يستطيع الأفراد القيام بها نهائيا مهما بلغوا من عبقرية إلا إن كانوا ضمن حزب.
3- موت الفرد في الحزب لا تنهي العمل الحزبي، بل تعمل دعاية للحزب أن أفرادا أفنوا عمرهم في العمل الحزبي ويستمر العمل الحزبي، بينما الداعية بشكل فردي لو مات توقفت دعوته بموته.
4- لو فتن الشخص من أفراد الحزب فإن من السهولة على الحزب إخراج ذلك العضو من الحزب، وتبقى دعوة الحزب نقية صافية لا تشوبها شائبة، بينما لو فتن الداعية الذي يعمل منفردا فإن دعوته تصبح كلها مكان شك وريبة ولو كانت موافقة للكتاب والسنة.
5- لو فتر شاب الحزب عن العمل فان الحزب يقوم بإعادة تنشيطه وشحنه بالطاقة ليعود للعمل، وان صعب تنشيطه فان بقية الأفراد في الحزب يستمرون بالعمل، ولذلك يظهر العمل الحزبي دائما بقوة ونشاط وعدم فتور، بينما لو فتر الداعية الذي يعمل بشكل فردي فإن دعوته تفتر بفتوره.
6- الحزب إن لاحظ انحرافا عند شابه فانه يبدأ بإصلاح هذا الخلل بنصحه وتوجيهه، فان استقام كان بها وإلا أخرج من الحزب، بينما الداعية بشكل فردي إن بدأ بالحيد عن الطريق المستقيم فان التوجيه له سيأتيه من الناس، وأحيانا لا يتقبل آراءهم بحجة الاختلاف وان هذا رأيه وحياته ولا يحب لأحد أن يتدخل به وانه يعرف مصلحته أكثر من غيره، فيستمر في الانحدار.
7- الحزب تحت الضغوط والملاحقات لا يتغير أبدا، مهما اشتدت تلك الضغوط والملاحقات، وأكثر ما تؤديه هي فتنة فرد أو مجموعة أفراد عن الدعوة، فيعالجهم الحزب حسب الحالة، بينما الداعية بشكل فردي فإن الضغوط والملاحقات والترغيب والإغراء في كثير من الأحيان يحرفونه عن دعوته فيتغير، وان أصر على الحق يقتل أو يسجن وتنتهي الدعوة، بينما الحزب يستمر شامخا في عمله دون تنازل قيد شعرة عن فكرته، لأن الضغوط والملاحقات هي على الأفراد وليست على كل الحزب.
8- الحزب يزود أفراده بالثقافة والفكر والاجتهادات الشرعية والتحليلات السياسية الواعية القوية، بينما الفرد يعتمد على نفسه، وهو معرض بشكل كبير للخطأ بالذات في فهم ما يجري حوله كونه يعتمد على قدراته الذاتية.
9- الحزب يحقق معنى الصحبة الصالحة والرفقة الصالحة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، فينصحوه ويوجهوه وينشطوه ويزجرونه إن فكر بالمنكر ويحثوه على المعروف ويعطوه ثقافة قوية، فالحزب كالحصن الحصين بالنسبة لأفراده، بينما الداعية بشكل فردي لا يجد إلا نفسه وان حصل له شيء فان اغلب المحبين له لا يدعموه لأنهم منفصلين عنه.
10- صحيح أن الداعية يتكلم بالرأي الذي يريد والشخص الحزبي يتكلم برأي حزبه ويترك رأيه الشخصي إن كان له رأي، ولكن ليعلم أن رأي الحزب شرعي وأخذ بعد نقاش أكثر من فرد فيه وهو رأي قوي شديد القوة مسند بالأدلة الشرعية، وميزات العمل الجماعي يجب تقديمها على الرأي الشخصي الشرعي.
يتبع................................................