نظرات على حزب التحرير (28)
حزب التحرير وصفاء ونقاء ووضوح وتبلور الفكرة
------------------
حزب التحرير الوحيد من بين الأحزاب الذين يفصل فكرته وطريقة عمله ويفصل مشروعه السياسي بشكل واضح غير مبهم، ومفصل غير عام، وبشكل نقي نقاء الماء أن كل أفكاره من الإسلام أو مبينة على الإسلام، ويبلورها فكرة فكرة بحيث يستطيع الباحث عن الحق فهم كل تفاصيلها.
ففكرة الحزب واضحة جدا وهي انه أسس بناء على الآية الكريمة { وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} عاملا لاستئناف الحياة الإسلامية بطريقة الرسول صلى الله عليه وسلم بمراحلها المعروفة، وبين مشروعه السياسي (الخلافة) بشكل جلي، ونقض الأفكار كالديمقراطية والرأسمالية والاشتراكية والعلمانية ونقض النظام الجمهوري والبرلماني وكل نظام غير نظام الخلافة، كل جزئية في الفكرة يأتي الحزب عليها بالدليل الشرعي، وكل مرحلة من مراحل عمله يأتي عليها بالدليل الشرعي وكل فكرة يهدمها أو يبنيها يأتي عليها بالدليل الشرعي.
لا يربط الشخص بالحزب إلا بعد نضجه بالثقافة الحزبية والوعي على الفكرة بغض النظر عن مكانته الاجتماعية وغناه وفقره، فالربط لا يتم بناء على أي مصلحة أو بناء على فورة مشاعرية بل بناء على وعي ونضج على الفكرة.
وأما مشروعه وهو إقامة الخلافة فقد بين الحزب أجهزة دولة الخلافة وكيف تعمل وبين صلاحياتها، ووضع نظام للحكم ونظاما للاقتصاد ونظام اجتماعيا ونظاما للتعليم وفصل العلاقات الخارجية، ووضع دستورا لدولة الخلافة، وبين كيف انزل فكرته وطريقته على الواقع الحالي وانه دار كفر مشابه لواقع الرسول في العهد المكي وليس دار إسلام، حتى عند قيام الدولة الإسلامية وضع الصعوبات التي يمكن أن تواجهها الدولة وكيف يتم التغلب عليها.
والحزب يجاري الوقائع السياسية الحالية وله تحاليل سياسية في مختلف القضايا السياسية والأحداث السياسية، ودائما يثبت الواقع قوة تحليل الحزب للأحداث.
الحزب جزء رئيسي من فكرته عدم المداهنة أو التلون أو الركون للظالمين أو أخذ التمويل من أي جهة خارجية، بين نقص فكرة التدرج والتقية والمشاركة في الأنظمة الحالية، وبين أن الحل الجذري هو إقامة الخلافة، لا ينشغل بتكفير هذا أو ذاك، مع انه وضع شروطا للتكفير لأي شخص، ومع ذلك لان الوضع هو حكم جبري فدولة الخلافة هي من تتولى هذا الأمر وليس هو يكفر بعضا ويترك آخرين.
للحزب أجوبة أسئلة في كثير من النواحي الفقهية والاقتصادية والاجتماعية والأسرية والسياسية ومختلف القضايا، وأجوبته دائما موجودة وتواكب الأحداث وما يستجد من أمور.
=================أما بقية الحركات فكثيرا ما يكتنف الغموض فكرتها، فبعضها فكرته " الإسلام هو الحل"بشكل عام، وهذه جملة يمكن لأي مسلم أن يقولها، ولكن كيف؟ وبأي طريقة؟ وما هو المشروع السياسي؟ أو الغاية من العمل؟ وما هو واقع الدار لديهم؟ وأي دستور سيطبقون إن وصلوا الحكم؟ فلا يوجد أي معلومة، وقس عليهم من فكرتهم "العمل لله" أو "العودة لله" أو "أصلح الفرد يصلح المجتمع" وغيره من الأفكار العامة المبهمة الغير قابلة للتطبيق.
أما طريقة العمل فهي ارتجالية ملتوية حسب الواقع والظروف، وهي متغيرة متبدلة مع الزمن، وينتهي أغلبهم بالدخول في برلمانات الدول الحالية ويصبحون مثلهم مثل العلمانيين لأنهم لم يضعوا طريقة لفكرتهم العامة الغامضة المبهمة أصلا، وحتى الفكرة العامة مع الزمن يتركوها أو يؤولوها مع العلمانية.
وبعض الحركات وضعت طريقة قتال الأنظمة الحالية، آخذين بالحديث (أفلا نقاتلهم بالسيف...) ومع ذلك تركوا طريقتهم بعد أن ثبت واقعيا فشلها في التغيير، وبعض الحركات لا تميز بين الدولة والحركة فان سيطرت على بقعة معينة طبقت بعض الحدود ظانّة أنها تطبق الإسلام.
أما طريقة الربط عندهم فلا يوجد شرط النضج والوعي، فبسرعة يدخل الأشخاص إليها ناظرين لمكانته ومركزه وغناه الذي سيستفيدون منه، مما مكن المخابرات من اختراقهم بسهولة.
أما المشروع السياسي فالبعض لا يعرف تلك الكلمة، لان عمله إصلاحي ترقيعي ويعتبر الأنظمة الحالية دول إسلامية، وبعضهم إن وصل الحكم طبق نفس الدستور الحالي العلماني، وبعض التيارات الإسلامية قالت أنها ستطبق دستور حزب التحرير إن وصلت سدة الحكم، وهذا يعني فقدان جميع تلك الحركات للمشروع السياسي للتطبيق.
أما نقض الأفكار الأخرى والدساتير الأخرى والأنظمة الأخرى، فكثير من الحركات لا تستطيع نقضها، وبعضهم يعتبرها شرعية، ومن نقضها نقضها ليس بشكل تفصيلي كما عند حزب التحرير، وسبب عدم قدرتهم على النقض التفصيلي هو عدم قدرتهم على وضع دستور للدولة الإسلامية المستقبلية التي ينوون إقامتها.
وكثير من تلك الحركات كي تستطيع الصمود توالي وتركن للظالمين وتقبل التمويل منهم، وهذا يعني اختراق وتبعية للغير.
أما التحاليل السياسية لديهم فشديدة الضعف، مما يجعلهم ينخدعون بالحكام وأتباع الحكام ويظنون خيرا بالمجرمين ولا يدركون ما يحاك لهم في الخفاء، فيتم القضاء عليهم أو حرفهم عما هم عليه أو احتوائهم أو امتطائهم برهة من الزمن، فلا يعرفون الصديق من العدو، ومع الزمن يوجد عندهم التلون والنفاق والسير بنية خبيثة مع المجرمين ومع مشاريعهم.
يتبع............................................................