المكتب الإعــلامي
ولاية لبنان
التاريخ الهجري 14 من ذي الحجة 1441هـ رقم الإصدار: 1441 / 12
التاريخ الميلادي الثلاثاء, 04 آب/أغسطس 2020 م
بيان صحفي
انفجار بيروت كشف عن عمق الفساد الضارب في أجهزة الدولة هز انفجارٌ ضخمٌ بعد عصر اليوم العاصمة بيروت، ليتبين لاحقاً أنه انفجار وقع في مرفأ بيروت، في أحد مستودعاته، قيل إنه المستودع رقم ١٢...
لقد شاهد الناس عبر الفيديوهات المنشورة حجم وضخامة الانفجار، والذي ظهر بشكل موجةٍ انفجاريةٍ عنيفةٍ جداً، طالت بأذاها كل العاصمة بيروت حتى وصل دوي الانفجار إلى ما لا يقل عن ٤٠ كيلومتراً حول العاصمة، بل أحست بتأثيره دولٌ مجاورةٌ مثل قبرص... وظن كثيرٌ من أهل بيروت أنه زلزال ضرب العاصمة، ما دفع الكثير من الناس، للنطق بالشهادتين، ظناً منهم أنها اللحظات الأخيرة في حياتهم!
وقد وصلت المحصلة الرسمية حتى كتابة البيان، وحسب وزير الصحة إلى ٧٣ قتيلاً و٤٠٠٠ جريحاً، والأمر مرشحٌ للزيادة، وأعلن مجلس الدفاع الأعلى بيروت منطقةً منكوبةً.
وإننا في حزب التحرير/ ولاية لبنان، إذ ندعو الله بالسلامة والأمن لأهل لبنان، فإننا نرجو الله أن يتلطف بالجرحى والمصابين، فالأمر جللٌ، حتى إن مناظر الدمار الصعبة الوصف في مناطق واسعة، أبكت كثيراً من الإعلاميين والمتابعين...
إن الثابت والقطعي حتى هذه اللحظة، هو وجود مواد شديدة الانفجار في هذه المستودعات! سواء أكانت أسلحة لحزب إيران استهدفتها طائرات يهود، أو مواد شديدة الانفجار مخزنةً في المرفأ بكمياتٍ ضخمةٍ وبشكلٍّ عبثي، ففي كلا الحالين، السؤال الجوهري، كيف يُسمح لمواد شديدة الانفجار، بغض النظر عن كونها أسلحةً أو غيرها، أن تكون موجودةً في مرفأ متصل بالمدينة، يعتبر عصباً حيوياً للبلد، ووسط مناطقَ سكنيةٍ مأهولةٍ، كيف أيها الفاسدون؟!!
لقد كشف هذا الانفجار عن عمق الفساد الضارب في أجهزة الدولة، فسادٌ وصل إلى أن توضع العاصمة على بركانٍ متفجرٍ دون حسيبٍ ولا رقيبٍ، سواء أكانت أسلحةً أم مواد شديدة الانفجار.
وكأن الناس لا يكفيهم فقدانهم لأمنهم السياسي في البلد، ثم أمنهم الصحي، وها هو الخطر بات محققاً واقعاً بشأن الأمن على حياتهم وحياة أولادهم وعائلاتهم، دون أن تقوم هذه الحكومة والحكومات السابقة بأي شيءٍ من شأنه أن يجعل الناس آمنين على أنفسهم، أو بشيءٍ عمليٍّ يُحاسب من خلاله كل فاسدٍ في هذه السلطة، التي جعلت مرافق البلد، وعلى رأسها المرفأ، وكراً لفسادها؛ فساد طال حياة الناس بكل جوانبها، حتى وهم يجلسون في بيوتهم... وما زال أمثال هؤلاء الفاسدين متمسكين بالسلطة والحكم... فإلى متى؟!
أما الطبقة السياسية الفاسدة في لبنان، التي خرست ألسنة المسؤولين فيها لساعاتٍ عن أي تصريح!!! رغم أنهم أمراء التصريحات والعنتريات؛ إلى هذه الطبقة، ومن أيدها، أو قوّاها، أو استقوى بها، فنقول لهم بقول رسول الله ﷺ: «اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتي شَيْئاً فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فاشْقُقْ عَلَيْهِ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئاً فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ» رواه مسلم.
الحقيقة المُرّة، أنَّ لبنان، كما كل بلاد المسلمين، يعيش حالةً من غياب الأمن السياسي والاقتصادي والاجتماعي، ربما لم يسبق مثيله في التاريخ... لذلك فالناس مدعوون اليوم، ولا سيما أهل القوة والحل والعقد منهم، لإنهاء هذه الحكومات والأنظمة، فقد بلغت القلوب الحناجر، وما عاد من حلٍّ ناجعٍ لمثل هؤلاء الحثالة، سوى القلع من الجذور، وإلا فإن الانتقال من كارثةٍ إلى أخرى لا نهاية له، بل لا يُدرى على أي شاكلةٍ تكون المصائب على أيدي هؤلاء الفاسدين.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية لبنان