اصمت أو مت ( قصة في قصيدة ) خيارات

[أبو زيد الأمين]

*** اصمت أو مت ***

مناسبة القصيدة : زرت العراق عام 2001 مع بداية انتفاضة الأقصى وهناك دار سجال سياسي مع جماعة من السياسيين العراقيين فجرى تهديدي بأنني سوف أعتقل إن بقيت في العراق ، وفعلا غادرت بعد ثلاثة أيام مضطرا ، وعند الحدود الأردنية بين الأردن والعراق حدثت ملاسنة بيني وبين حرس الحدود الأردني فذكرت الملك واحتُجزت على إثرها سبع ساعات من الساعة العاشرة ليلا حتى الرابعة فجرا ثم غادرت إلى عمان ، وفي اليوم التالي تقدّمت بالطلب من السفارة السورية لزيارة سوريا فقوبل طلبي بالرفض بحجة أنني فلسطيني وفي مقهى الفندق الذي أنزل فيه طالعت جريدة شيحان الأردنية فاستوقفني تقرير يتحدث عن معتقل فلسطيني من المقاومة أفرجت عنه السلطات السورية بعد أن قضى عشرين عاما في سجن تدمر ، وقد كان هذا المعتقل في عِداد الشهداء الفلسطينيين ، حيث أعلنت منظمة التحرير الفلسطينية عن استشهاده في عملية في جنوب لبنان عام 1981 مع اثنين من زملائه ، وإذا به لم يستشهد بل طُرد بعد العملية ولجأ إلى الحدود السورية ، وقد كان مصابا في قدمه وهناك ألقت السلطات السورية القبض عليه ، وعالجته ثم أودعته السجن دون الإفساح عن هويته أو إبلاغ منظمة التحرير عنه ، بل ظل الأمر قيد الكتمان ، مما اضطر منظمة التحرير إلى الإعلان عن استشهاده مع زميليه . ( هذه هي سورية المقاومة والممانعة ) فحسبنا الله ونعم الوكيل

للهـــارب من ســوريّة === مئتان وخمســـون تحيّـة
للهـــارب من بغـــــدادَ === تهنئـــة ٌبــدلَ المــــرثيّة
شعبي مــأسـورٌ منسيٌّ === والعقلُ المخدوعُ ضـحيّة
فأمــامَ النــاقـدِ أخطـاءً === للنـُــظم الدكتــــاتــوريّة
أمران يقرُّهما القاضي === بـــالظّلم السّــائد مـرويّا
إمّا أن تقضيَ مسـجوناً === أو تتـركَ أرضكَ جبـريّا
فـــاخترْ أحــدَ الأمرينِ === أعطيـــكَ الآنَ الحـــريّة
لا تنـــهَ عن منكـرِ أبداً === أو تعــلنَ فكـــرًا ثــوريّاً
واحــذرْ أن تدعــو اللهَ === كـــالدعــوةِ للإرهــابيـّة
فــالقائدُ يخبركَ مـرارًا === لا فكـــــراً بعـدَ البــعثيّة
أتريدُ نضالاً ؟! ناضلنا === ومُنحْنـــا الاســــتقلاليـّة
لكنّ شـــروطاً مــرهقةً === جـعلتنــا نصـــــمتُ كليّاً
فاصمتْ معنا لا ترهقنا === أو فانزلْ تحتَ الأرضيّة
خمسونَ ذراعًا لا يكفي === فبصــــوتِكَ أحـدثتَ دويّا
وضــجيجُ لسـانِك يقتلنُا === فـليُقطـــعْ دونَ الحــلقيـّة
فعلى المسـجونِ بمعتقلٍ === في جوف ِرمالِك سوريّة
رضــوانُ اللهِ ورحمتـُهُ === وتعــــــاز ٍ للأهـــل ِبقيّة
وعلى مَن حَكمَ أراضينا === من غيرِ رضــانا جبريّاً
ســـخطُ الرّحمن ِولعنتُهُ === وجهنــمُ مثـــوىً مقضـيّاً
يـا ربّي أدعــوكَ رضيّا === خذ ْحكّامَ الدّولَ العــربيّة

شعر : أبو زيد الأمين = بيت المقدس – فلسطين
10 / 9 / 2001م

[أم ريم]

قصيدة طيبة ... وإني لأدعو الله فعلاً أن :

يـا ربّي أدعــوكَ رضيّا === خذ ْحكّامَ الدّولَ العــربيّة

حيث أعلنت منظمة التحرير الفلسطينية عن استشهاده في عملية في جنوب لبنان عام 1981

للإعلام الدور الأبرز في توجيه المتلقين بل في تغيير الآراء أحياناً
خاصةً للمتلقين البسطاء الذين تحملهم سفن الإعلام حيث شاءت
فنجدهم يرددون الخبر فقط دون أن يفكروا حتى في مدى مصداقيته ..
خاصةً إن صدر الخبر عن جهة رسمية كمنظمة التخريب ، ولكن لو قرأ
المتلقي خبر خروج هذا الشهيد ، فأين سيقف؟؟ وماذا سيقول؟
أم أن للمنظمة طريقة لتبرير أخطائها دائماً ؟؟!!