السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
سياسة الحل الواحد
تعمد وسائل الإعلام إلى إبراز القضايا المصيرية للأمة الإسلامية من زاوية واحدة فقط - زاوية تخدم مصالح القائمين على الإعلام من انظمة و ساسة - لدرجة مستفزة بتكرار بث برامج تتكلم عن هذا الحل فقط و تبرزه في عدة أشكال أخرى كدعايات متكررة و رسائل إعلامية أو طلقات إعلامية مبطنة و ظاهرة في شكل شعارات توضح أهمية هذا الحل الواحد متغافلين تماما عن تأثير هذا الحل الوحيد و الذي يصرون أن يعتموا على البدائل الاخرى لهذا الحل متجاهلين واقع الرأي العام فعلا وما يهمهم دائما إبراز الحل التي يريد سادتهم فقط !
إلا أن هذه السياسة التي تقمع الفكر و تقمع وجهات النظر الأخرى هي سياسة مستفزة جدا للمتلقي حيث تصل إلى درجة إستغبائه و إلى درجة الهجوم على أفكار هو يحملها ... مع ان وسائل الإعلام تدّعي الحيادية و تدّعي الرأي و الرأي الأخر ..
و السؤال هنا إن كانت وسائل الإعلام تعطي منبرا لجميع الأراء كما تزعم فلماذا تُصر على إبراز حل الجهة التي تخدم مصالحها فقط ؟
هذا لأن خدمة مصالح القائمين عليها هي سبب إنشأ هذه الوسائل الإعلامية في المكان الأول ..
لكن ألن تخدم أي وسيلة إعلامية مصلحة من قام بإنشائها ؟
بلى هذا هو الوضع الطبيعي . لذلك يجب على المتلقي أن لا يصدق كذبة الرأي و الرأي الأخر ..
و أن يعلم أنه هناك حلولا لقضايا معينة تُبرز و حلولا أخرى يُعتم عليها !
و ما يدل على إبراز حل دون أخر هو تكرار الفكرة بشكل متعمد بإصرار و هجوم مبطن عل كل الأفكار الأخرى التي تقابل هذه الفكرة و الهجوم يكون مكشوفا و يصل لدرجة الوقاحة في بعض الأحيان إن كانت الأفكار الأخرى قوية الحجة و تستند إلى أدلة قوية لا مجال للنقاش فيها.
و نلاحظ أن إبراز حل دون أخر يتطلب أن يُلمِع الفكرة وراء هذا الحل و إن كانت ضعيفة وإن كان الحل لا يحل القضية فعلا ! فالهدف هو إرضاء النظام خلف وسيلة الإعلام ! و بأي ثمن ! و عادة ما يكون هذا الثمن حياة الناس !
و لنأخذ مثلا على سياسة الحل الواحد :
فكرة الدولة المدنية التي دفعتها وسائل الإعلام دفعا في وجه المتلقي عندما إندلعت الثورة المباركة في تونس و في مصر حتى أُنشئت قناة خاصة للترويج لهذه الفكرة العقيمة كقناة الجزيرة مباشر مصر !
و ما لاحظناه أن الثورات تنادي بخلع الحكام و بتطبيق شرع الله تعالى في دولة إسلامية .
فكان لزاما للإعلام أن يبتدع فكرة الدولة المدنية لتقابل فكرة الدولة الإسلامية لحرف مطالب الثوار الحقيقية و إخراج الثورات عن مسارها المستقيم . فإستضافوا كل من هب و دب للتحدث عن الدولة المدنية و صار المصطلح يكرر بأسلوب مبالغا فيه و يدفع في وجه المشاهد الذي لا يفهم حتى معنى ذلك المصطلح ! حتى أنهم حاولوا تلبيس المصطلح ثوب إسلامي !! فقرروا أن الدولة المدنية من الإسلام !!!
فكانت القناة تبالغ في فرضها الفكرة على عقل المتلقي فرضا ليقبلها بدون أن يفهم معناها أو يعي أبعادها !! و ذلك حتى ينشغل المتلقي بفكرة الدولة المدنية و يغيب عن ذهنه فكرة الدولة الإسلامية التي يخاف منها الحكام فهي دولة العدل القادمة و بقوة بإذن الله بل هي مطلب الشعوب المسلمة ف يكل أنحاء العالم !!
فهل الحل للثورات فقط الدولة المدنية ؟؟
طبعا لا .
فالحل الجذري لكل هذه المشاكل هي الدولة الإسلامية الني يتوجس حتى الغرب الكافر من قيامها ويعلم جيدا إنها قريبة بإذن الله تعالى ! ولكن لن نشاهد برنامجا واحدا يناقش فكرة الدولة الإسلامية من وجهة نظر شرعية صحيحة و بوضوعية كما يحدث مع فكرة الدولة المدنية التي يبرزها الإعلام كأنها المدينة الفاضلة !!
لذلك يجب الحذر مما تبرزه وسائل الإعلام وبتكرار و بإصرار و بأسلوب تعمية عينين الحمار أجلكم الله تعالى حتى ينظر فقط إلى موطيء قدمه و لا يلتفت يمينا أو يسارا ! بدون شرح وبدون إحترام لعقلية المتلقي !
|