( يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيْهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً ), الإعلام ذلك الشيطان ! خيارات

[أم حنين]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،

الإعلام ذلك الشيطان !

تصور لنا وسائل الإعلام أن دور المرأة في الحياة أن تكون لديها حرية شخصية و حرية رأي فهي الحرة في خروجها و دخولها إلى البيت و هي التي لا يتحكم فيها الرجل فلا يسألها عن هذا الذهاب و الإياب كما تشاء و إن فعل فهو رجل شرقي متزمت تحكمه " عادات و تقاليد " قديمة أكل عليها الزمان و شرب ... فالزوج إن أطاعته زوجته هي متخلفة و إن طلبت إذنه للخروج هي ليست إمرأة " عصرية " و لا تملك حريتها الشخصية ! و إن بقيت في البيت تربي أطفالها و تمارس دورها الطبيعي الذي فرضه الله تعالى عليها هي مغلوبة على أمرها ! بل هي مظلومة و مهضومة الحقوق إن ما قارنا حالها بالمرأة الغربية التي تعيش حياة حرية " رائعة " !! و هل هي فعلا رائعة ؟!

و المشكلة كل المشكلة إن إختار زوج أن يتزوج على زوجته الأولى ! فهذه كارثة و فضيحة و مهانة و مذلة للزوجة الأولى و الثانية معا ! أما إن كان لهذه المرأة عشيق أو صديق أو صاحب تقابله في السر و في العلن بين الناس فلا حرج في ذلك !! و إن كان هذا الزوج يلهو مع نساء أخريات فلا بأس فهذه عصرية و حداثة وقد تغير الزمن و يجب مواكبته !

و يظهر الإعلام المرأة السافرة بشكل المرأة الجميلة التي يركض وراءها الرجال ، فإن هي لبست الحجاب هي ليست على الموضة ولن تجد زوجا ! و إن هي متزوجة يجب عليها أن تنافس النساء الذين يظهرون على وسائل الإعلام في جمالهن ! فإن لبست الجينز و التي شيرت و نفشت شعرها و طلت وجهها بألوان صارخة صارت على الموضة ! وصارت الأن جاهزة لتركب سيارتها و تذهب إلى الجامعة أو العمل حيث الإختلاط مع الرجال بدون حواجز !! و هناك تجد من الإغراءات ما تجد ! فهذه هي المرأة العصرية المرأة الحديدية التي تعرف ما تريد و لا تدع رجلا يتحكم فيها بل تفتن الرجال كما تريد بمظهرها المشين !! بحجة حقوق المرأة و المساواة مع الرجل !

فوسائل الإعلام مسؤولة عن هذه التناقضات التي تعيش فيها المرأة ! إن كانت إمرأة مسلمة تعيش في بلاد المسلمين أم إمرأة كافرة تعيش في أوروبا و أمريكا ! فالمرأة هي في الأصل إنسان و هي أنثى قد حدد لها الخالق عز وجل مهام لتقوم بها و دور فرضه عليها في المجتمعات كما حدده للرجل من حيث ذكورته . فشرّع الله تعالى للمرأة وللرجل أحكاما شرعية تنظم العلاقات بينهما في كل المجالات . و بذلك أزال الضبابية عن هذه العلاقات و نظمها و عالج كل مشاكل الحياة قبل أن تحدث ! إلا أن الإعلام حولها إلى دمية بدون عقل و إلى أداة للمتعة و الربح المادي و مستهلكة من الدرجة الاولى لأدوات التجميل !

أما لماذا يحاول الإعلام قلب الموازين و التأثير على النساء بالذات في بلاد المسلمين ؟

فنلاحظ أن الإعلام يصب هجومه على أحكام شرعية يريد للمرأة المسلمة أن تنسلخ عنها إنسلاخا و أن تتركها لتعيش حياة المرأة ف يالغرب الكافر !

فالهجوم دائما على طاعة الزوج أو الوالد أو الأخ ! هذا ما نجده و بقوة في المسلسلات بكل أنواعها و البرامج التي تتخصص في قضايا النساء !!

و الهجوم دائما على حرية المرأة الشخصية في لبسها و في خروجها بدون الحاجة لإذن ولي أمرها ! بل هم يهاجمون فكرة وجود ولي أمر لها في الأساس ! فمن تلبس الزي الشرعي يجب أن " تعدله " قليلا و تتهاون فيه حتى لا تظهر كأنها متعصبة للإسلام وكأن هذا التعصب فضيحة للقائمين على القناة و هذا ما نراه في المذيعات في القنوات !

و الرسالة دائما إني إمرأة مسلمة " معتدلة " و كأن الإسلام الصحيح " تهمة " !

فظهرت أشكال و أنواع من الحجاب و الخمار لكنه ليس الزي الشرعي الذي أمر الله تعالى به نساء المسلمين . فإما هي متبرجة وسافرة وبذلك ترسل رسالة للمتلقي بإنها " عصرية " و إنها إمرأة " حديثة " و على الموضة ! و إما هي تلبس زي يشبه الزي الشرعي لكنه " معتدل " فترى اجزاء من جسمها و شعرها ! كيف تُخفي شعرها و قد تسمرت في صوالين التجميل بالساعات لتظهر بهذا المظهر البغيض إلى الله عز وجل ! مرة ثانية بحجة إستقطاب المشاهدين بالوجه السمح و الملابس الضيقة !! بينما هي قد إرتكتب إثما يعذبها الله تعالى به يوم القيامة لتركها فرضا من فروض الإسلام !

و الأسواء من ذلك أن الإعلام يبرز دياثة ولي أمر هذه المرأة فيتركها تخرج هكذا أو تظهر هكذا بدون أن يراجعها فيما تقوم من آثام بحجة إن لديها حرية شخصية و هو لا يتدخل في حياتها ! متناسيا فرض القوامة عليه ،، او هكذا يُغيب الإعلام هذا الفرض العظيم ! فقوامة الرجل على المرأة في الإسلام فرض عظيم حفظ الله به المجتمعات . فبالنتيجة إن وسائل الإعلام تشجع و تحث النساء على الإنفلات و النشوز و تعمل على سلب الرجل الحقوق الطبيعية التي منحها الله تعالى له !

فالإعلام يروج لحياة الحريات التي يعيشها الغرب الكافر و يحث النساء و الرجال معا على إتباعها ! مع أننا نعلم أن حياة الغرب الكافر أبعد ما تكون عن الحياة المستقيمة السوية ! و ما عليك إلا أن تشاهد مسلسلا لتعي نوعية حياتهم الهمجية المقرفة وكيف لا و هم علمانيون يفصلون وجود الله تعالى عن حياتهم ؟

وهذا يجعلنا نفهم شيئا واحدا بكل وضوح أن هذا الإعلام له أهداف خبيثة فيما يخص الأمة الإسلامية . فالقائمين عليه يعرفون جيدا أن المرأة هي عماد البيت و هي من تربي الأجيال الجديدة فإن أفسدوها أفسدوا أجيال المسلمين القادمة ! و لقد طال هذا الهجوم قوامة الرجل المسلم على عِرضه و أهله ! وبذلك تفسخت العلاقات السوية بين الزوج و الزوجة و بين المرأة و الرجل وساد التخبط و الهمجية مجتمعات المسلمين حين غابت الأحكام الشرعية التي يستقيم بها النظام الإجتماعي ، وذلك بسبب أنظمة علمانية تحكم بلاد المسلمين و تستخدم الإعلام لتضليلهم !

فإلى كل إمرأة سافرة لا تمتثل لأمر ربها سبحانه بإرتداء الزي الشرعي بحجة الحرية الشخصية .. إنك آثمة وإنك تعيشين حياة حقيقية ستحاسبين على كل أعمالك فيما بعد و لا تعيشين في مسلسل أنت بطلته الوهمية !

و إلى كل زوجة نشزت عن طاعة زوجها و خرجت من بيتها بدون إذنه بحجة إنه رجل متسلط و إنها إمرأة حرة .. إنك تخرقين أحكام شرعية من عند الله عز وجل و لن تنفعك هذه الشعارات المزيفة التي باتت النساء الغربيات ينبذنها و يدخلون في طاعة أزواجهن بعد إسلامهن بالمئات كل يوم !

و إلى كل طالبة في الجامعة أو عاملة في شركة إحذرن أن تتركن حدود الله تعالى بحجة العصرنة و الحداثة فهذا الزميل و هذا الصديق هو رجل بينك وبينه أحكام شرعية يجب أن تطبق ليرضى الله تعالى عنكما !

و إلا تكونوا قد وقعتم فريسة لمؤامرة قد حبكها الإعلام بذكاء فصرتم تلبعون أدوارا رسمها لكم الإعلام وفق مخطط و مؤامرة تمتد خيوطها لأجيال و أجيال قادمة !

و صحيح أن نوجه كلمة للرجل المسلم أيضا فلا تدع الأمور تفلت و أنت راع و مسؤول عن رعيتك !

أما الإعلام فهو الشيطان الذي يعد الناس و يمنيهم وما يعدهم إلا غرورا !

قال تعالى : " يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيْهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً "

و الإعلام لم يفعل إلا أن قام بدعوة المتلقي و زين له الأفعال القبيحة و أثر في أفكاره بتكرار وساوس الإفساد وجعله أمر عادي ليس بمنكر و أقنعه بإتباعه !

قال الله تعالى : " وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِي مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ. "

فهل بعد ذلك نجعل الإعلام مصدر لأفكار و مفاهيم تقنعنا و تؤثر في سلوكنا و تصرفاتنا لدرجة أن نتبعها و نطبقها ؟! فلا يجب أن نستهين بقوة ذلك الوسواس الخنّاس !

[ام عاصم]

بارك الله فيك اختي الكريمة أم حنين على هذا الموضوع الذي لم تتركي لنا ما نضيفه
كلمات قوية شافية وافية في ميزان حسناتك
إصرار الإعلام على تكرار دعوة المرأة على أن تكون صورة طبق الاصل من المراة الغربية من خلال الافلام والمسلسلات وغيرها من البرامج تطبع في ذهن المتلقي رجلاً كان أم إمرأة أن هذا هو الاصل الذي ينبغي ان تسيير عليه المجتمعات .
وبسبب غياب الاعلام البديل الذي يهتم بالمرأة حق اهتمام وتكون كما أراد الله لها ان تكون سيبقى الاعلام الحالي هو المسيطر وليس أمامنا إلا أن نبقى يقظيين ولا نعطي المجال لهذا الاعلام بمسخ هويتنا وقيمنا ومفاهيمنا . والله المستعان