المصداقية والأمانة والموضوعية والتوازن الإعلامي في وسائل الإعلام المرئي الإسلامي
بقلم: يوسف علي أبو قرن – مرحلة الدكتوراه في الفقه وأصوله- الجامعة الأردنية – عمان. عندما نتكلم عن أخلاقيات المهنة لا شك أننا نتكلم عن جملة من المبادئ والقيم التي تحكم طبيعة العمل الفني، وتهدف هذه المبادئ إلى تكوين وتشكيل ذاتية المؤسسة الإعلامية أو الجماعة المهنية الإعلامية، فلقد حظي الإعلام في هذه الأيام بمكانة هامة على الصعيدين المحلي والعالمي، ووصل إلى درجة كبيرة من الأهمية والمكانة، في ظل هذه الوسائل المرئية، من تلفزيون وفضائيات ودور سينما ومسارح، وعالم من الانترنت، الأمر الذي أدى إلى تجاوزات ومخالفات شرعية وأخلاقية ووصل الحد في غالب هذه الوسائل إلى أدنى المستويات. ترتبط فكرة مقومات وأخلاقيات الإعلام في غالب الدول العربية والإسلامية بالتقاليد والأعراف والقوانين المشرعة والمتداولة فيها، ولقد صدر في بعض الدول ما يسمى مواثيق شرف إعلامية، في محاولة للجمع بين هذه الأعراف والتقاليد ومع ما يتماشى مع مبادئ وأفكار هذه الدول، وذلك في محاولة لتكوين ضوابط وقيود عامة للإعلام المرئي. فلكل مهنة أخلاقياتها التي لابد من الالتزام بها، فالإعلام كمهنة يقوم على أسس من الأخلاق، وجب التحلي بها لكل فرد يمتهنها، تقوم عليها مهنة الإعلام ولا ينبغي أن تجاوزها، وعلى هذا لا بد من وضع الضوابط والمبادئ العامة والرئيسية التي من شأنها أن تضبط العمل الإعلامي المرئي، حتى يظل على الدوام في نطاق المشروعية، لا يخرج عنها مطلقاً وأبرز ما في ذلك: أولاً: المصداقية والأمانة. هذه الصفة بالغة الأهمية في الإعلام الناجح، فإن تتبع الحقائق والوقائع والالتزام بروايتها كما وقعت هي الضمانة الأساسية للفوز بثقة الناس الذين هم غرض المادة الإعلامية، وليس أدل على أهمية الصدق وتحري الحقيقة في الإعلام من تاريخ الوقائع الإسلامية نفسها، لقد أثبتت مجريات التاريخ الإسلامي أن الأكاذيب والأساطير التي واجهتها الدعوة الإسلامية قد سقطت كلها أمام الاستقامة والطهارة في مناقب أصحاب الدعوة إلى الله. إن أية مؤسسة إعلامية لا شك أن هدفها الأول هو أن تكون محل ثقة ومصداقية عند الناس، و هذا الأمر من أهم الأمور التي من شأنها أن تعزز هذه الثقة وهذه المصداقية. وانطلاقاً من قوله تعالى: { يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين } – سورة التوبة 119-، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ' عليكم بالصدق؛ فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق، ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً.. وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب، ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً '1، فقد وجب على الإعلام الالتزام بالصدق، والنقل بأمانة من مصادر الحدث والخبر الصحيحة في كل ما ينشره على الملأ من أخبار وأحداث، وعليه أن يتثبت ويتبين من كل أمر يقوم ببثه ونشره، لتجنب التعدي على الآخرين بجهالة، ولا شك أن هذا هو من مبادئ قيم الشريعة الغراء. ولا بد من اجتناب المنهي عنه وذلك أن الكذب من الشخص العادي وإن كان فيه ضرر كبير فإن الكذب من رجل الإعلام فيه ضرر أكبر وخطر أعظم، فقد تترتب عليه أخطر النتائج، وأفدح الأضرار سواء كانوا أفراداً أو جماعات، ولا أدل على ذلك من قوله تعالى: { يا أيها الذين أمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين }- سورة الحجرات 6- ، وجاء في تفسير هذه الآية ما أورده ابن كثير: ' يأمر تعالى بالتثبت في خبر الفاسق ليُحتاط له، لئلا يحكم بقوله فيكون ( في نفس الأمر) كاذباً أو مخطئاً، فيكون الحاكم بقوله قد اقتفى وراءه، وقد نهى الله عن إتباع سبيل المفسدين، ومن هاهنا امتنع طوائف من العلماء من قبول رواية مجهول الحال لاحتمال فسقه في نفس الأمر..'2. فيجب أن تتسم هذه الوسائل بالصدق والدقة وتقديم الحقائق والوقائع دون تحريف أو تزييف. وفي هذا المقام لا بد من أن نتطرق في الحديث عن الموقف من الشائعات وكيفية التعامل معها، فلا شك أنه في هذا الواقع كثير من الشائعات التي تسوق الأماني والأكاذيب على شكل أخبار، تنشرها وسائل الإعلام والفضائيات ومواقع الإنترنت، وتقلبها إلى حقائق وبشائر للمشاهدين فيتلقوها بلا تردد. أما دوافع وأسباب نشر الشائعات3: هي جذب الانتباه إلى هذه الوسائل، والإسقاط، والعدوان، وبث الثقة والاطمئنان في نفس المشاهدين، والميل إلى التنافس والتسابق فيما بين هذه الوسائل، فكان لزاماً أن نحذر من خطورة إشاعة الأكاذيب والأباطيل في المجتمع، ومن أثارها المترتبة عليها، قال تعالى: { إن الذين يحبون أن تشع الفاحشة في الذين أمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون } – سورة النور19-، فلا بد من الدقة والتثبت في النقل، والتزام الصدق، ونقل الحقائق كما هي دون زيادة ولا نقصان، ومن التزام الأمانة العلمية في توثيق وعزو هذه المعلومات والأخبار إلى مصادرها ومظانها الأصلية، وهنا لا بد من الإشارة أن مسؤولية مقاومة الشائعات تقع على المؤسسة الإعلامية بالدرجة الأولى ، وذلك بتجنب ترديدها ونشرها بين الناس، وضرورة إبلاغ المسئولين بها فور سماعها من أجل تفاديها وتجنبها. ثانياً: الموضوعية، والتوازن الإعلامي. لا بد أن تكون وسائل الإعلام قائمة على الحقائق الثابتة، وأن تكون مجردةً عن الميول الذاتية، فبعد مرحلة التثبت من مستند الأحداث والأخبار والتي يجب أن تكون فيها الوقائع مبنية على الصدق لا على الأخبار الكاذبة والوقائع المشوهة، وأن يكون التعليق مبنياً على النزاهة والأمانة، ومن ثم تأتي مرحلة الموضوعية، فيجب أن تكون المؤسسات الإعلامية المرئية موضوعيةً في كل ما تطرح، مجردةً عن الأهواء الشخصية، فتطرح الفكرة التي تعتقد صحتها من غير مصلحة ذاتية أو مؤسساتية. كما وينبغي أن يكون الحديث واضح المراد، دون أن يساق ضمن إطار أو صورة تخفي وراءها تجريحاً أو سباً أو تعريضاً بالذم والقدح بالغير. ومما يؤخذ على وسائل الإعلام أنها لا تفسر الحقائق التي تقدمها بصورة موضوعية، فالخبر قد يجمع عدداً من الحقائق الهامة ولكنه يرى أن المساحة المخصصة له محدودة فيختار من بينها الأكثر أهمية، وفي معظم الأحيان تُقدم هذه الحقائق صامتة دون أن يتبعها بتفسير لها، كبيان الملابسات التي صاحبتها، أو الظروف التي دعت إليها، ولذا يفقد الخبر أهميته ولا يؤدي الغرض الحقيقي منه4، قال تعالى: { وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به } سورة النساء 83-. ومما يندرج في معنى الموضوعية، احترام كرامة الإنسان، ذلك أن النقد المباح هو النقد الموضوعي، الذي هو عبارة عن إبداء الرأي في أمر أو عمل دون المساس بشخص صاحب الأمر أو العمل بغية التشهير به أو الحط من كرامته وقدره، فالنقد الموضوعي شيء والتعرض لسمعة الأشخاص شيء آخر. والمقصود بالتوازن الإعلامي هو مرونة الأداء، وواقعية العرض، وشمولية الفكر، وبالتالي فإن مضمون الرسالة ينطلق من هذه الخصائص والمبادئ. وينبع هذا المبدأ «التوازن الإعلامي» في الإسلام من فكرة الوسطية التي أقرتها الآية الكريمة: { وكذلك جعلناكم أمة وسطا}- سورة البقرة 143- 5، وفي إطار هذا التوازن، تتحقق وظائف الإعلام في المجتمع فيزود القائم بالاتصال الجمهور بالأخبار الصحيحة والمعلومات السامية، لا وفق أهوائه وميوله أو ميول المؤسسات الإعلامية التي يعمل بها، وإنما وفقاً للمبادئ السامية التي تأخذ بيد هذه المؤسسات نحو الموضوعية في الإعلام ، ليست الموضوعية المجردة، وإنما الموضوعية الهادفة التي تحقق الاستقرار للمجتمع6، وعلى وسائل الإعلام المرئي أن لا تبالغ في نقد الآخرين «أفراد ومؤسسات»، فالخطأ وارد من الكل، وقد تؤدي المبالغة إلى انصراف المتلقين عن المتابعة، وبذلك لا يتم الإصلاح، لذا على وسائل الإعلام المرئي أن تبتعد عن الأسلوب الهدمي وهو تهويل الأخطاء أو عرضها بأسلوب ساخر تهكمي7.
- - -
الموضوع تم نقله هنا في قسم الدراسات لسببين : الأول - أن الكاتب وضح معنى المصداقية والأمانة والموضوعية والتوازن الإعلامي , حسب وجهة نظر الغرب وما اتفق عليه الغرب الكافر . الثاني - أن الكاتب يريد دس السم في الدسم , فبعد أن قال أن الغرب اتفق على أسس معينة للتنظيم , يريد منا كمسلمين اتباع نفس الأسس على انها أسس اسلامية وقد استحضر أية قرآنية للتدليل . الخلاصة لنا فائدتين من الموضوع : الأولى - معرفة معنى المصداقية والأمانة والموضوعية والتوازن الإعلامي عند الغرب "وهو نفس المعنى الذي تتشدق به وسائل اعلامنا العربية والاسلامية " الثانية - لنعلم أن مثقفينا يقتفون اثر الغرب ويحذون حذوه لكن ليس جميعهم ويبقى من رحم ربي متمسكاً باسلامه .
أخيراً العنوان وجب أن يكون ( المصداقية والأمانة والموضوعية والتوازن الإعلامي في وسائل الإعلام المرئي الغربي وأسلمتها !!! )
|