******* ثوّرة شباب تحرير سوريا ******* التدخلُ العسكريُّ الأجنبيُّ جريمةٌ وانتحارٌ،
وبالاعتمادِ على الذاتِ المتوكلة باللهِ يكونُ الانتصار
تغييرُ النظامِ وبناءُ الدولِ يحتاجُ إلى إمرين:حراكٌ مجتمعيٌّ ناتجٌ عن التغيرِ في الرأيِ العامِ لصالحِ مشروعٍ سياسيٍّ،و قوةٍ ماديةٍ تساندُ هذا الحراكَ تؤمنُ بذاتِ المشروعِ السياسيِّ، أي ثورةٌ جماهيريةٌ في المجتمعِ، ونصرةٌ من الجيشِ تجتمعان على مشروعٍ سياسيٍّ واحد،هذان هما الشرطان للتغيير. بامتناعِ أحدِهما أو كلاهما لايمكنُ التغييرُ المنتج. وهذه هي الطريقةُ الوحيدةُ للتغييرِ الحقيقيِّ،فإن الانقلابَ العسكريَّ من قبلِ الجيشِ معزولاً عن فكرِ الجماهير،يُنج وصولاً إلى الحكمِ ولكنه لاينتجُ بناءَ دولةٍ ،ولا يُحدثُ نهضةً،و لا ينتجُ تغيراً حقيقياً،و إن ثورةً شعبيةً من المدنيين العزلِ،هي ثورةٌ عرجاءُ بقدمٍ واحدةٍ،طريقُها طويلٌ و اختطافُها محتملٌ،لأنها لا بدَّ لها في النهايةِ من سندٍ قويٍّ يحميها و تلتجئ إليه، و يتنتقلُ بها إلى الحكم،أي لا مفرَّ لها من طلبِ النصرةِ، من أهلِ القوةِ،و إلا سترهقُ و تسحقُ و لن تصل.
وعندَ الحديثِ عن الاستنصارِ بأهلِ القوةِ نكونُ أمامَ أحدِ خِيارين :إما الاستصارُ بقوةِ الداخلِ و إما الاستنصارُ بقوةِ الخارج.وبالأولِ يكونُ التغيرُ الحقيقيُّ و بالثاني يكونُ الارتهانُ و الانتحارُ السياسيُّ، ولن يكونَ تغيرٌ حقيقيٌّ و لا مفر.
إنَّ الاستعانةَ بالخارجِ الأجنبيِّ،يستدعي منا الوضوحَ الكاملَ في تعريفِ من هو الأجنبيُّ،أي من هو الخارجُ، ،والإجابةُ و لا ريبَ تتوقفُ على تعريفِ أنفسِنا نحن،من نحن؟ فإن عرفنا أنفسَنا بالعربِ،فغيرُ العربِ من تركٍ و فرسٍ وغربيين و غيرِهم ،هم الخارجُ،و إن عرفنا أنفسَنا بالمسلمين،و هو الحقُ،لقولِه تعالى :"هو سماكم المسلمين"،كان التركُ و البنغالُ والعربُ وكلُّ من دان بالاسلامِ هم الداخلُ،كما يلحقُ بالداخلِ الأفرادُ غيرُ المسلمين من الأفرادِ ممن ربط نفسَه بجسمِ الأمةِ و قبلت به الأمةُ ،أما غيرُ ذلك من الكفارِ ،غيرِ المسلمين فهم الخارجُ الأجنبي.
و عندنا في الإسلام،يجوزُ أن يُستعان بالكفارِ بوصفِهم أفراداً، وبشرطِ أن يكونوا تحتَ الرايةِ الإسلامية، بغضِ النظرِ عن كونهم ذميين أو غيرِ ذميين، أي سواءً أكانوا من رعايا الدولةِ الإسلاميةِ، أم لم يكونوا.
أما الاستعانةُ بهم كطائفةٍ معينة لها كيانٌ مستقلٌ عن الدولةِ الإسلاميةِ فلا يجوزُ مطلقاً، فيحرمُ أن يستعان بهم بوصفِهم دولةً مستقلةً لقوله عليه السلام:"لا تستضيئوا بنار المشركين"،و نارُهم هنا كنايةٌ عن الحرب،و لقولِه عليه السلامِ إنا لا نستعين بمشرك. و أما الدليلُ على جوازِ الاستعانةِ بالكفارِ في القتالِ أفراداً: «أن قُزمانَ خرج مع أصحابِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم يومَ أحد، وهو مشركٌ، فَقتلَ ثلاثةً من بني عبدِ الدارِ حملةَ لواءِ المشركين، حتى قالَ صلى الله عليه وسلم: إن الله ليأزرُ هذا الدينَ بالرجلِ الفاجر» رواه الطبري في تاريخِه، وان قبيلةَ خزاعةَ خرجت معَ النبيِ صلى الله عليه وسلم عامَ الفتحِ لمحاربةِ قريش، وكانت خزاعةُ حينئذ لا تزالُ مشركة،فقاتلت تحتَ لواءِ الإسلام،و لم تقاتلْ تحت لوائِها المستقل، حتى قال لها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «يا معشرَ خزاعةَ، وارفعوا أيديكم عنِ القتل، فقد كثرَ أن يقع» رواه أحمد. فهذه الأحاديثُ كلها صحيحةٌ تدلُ دلالةً صريحةً على جوازِ الاستعانةِ بالكفارِ أفراداً، أي على جوازِ أن يكونَ الكافرُ في جيشِ المسلمين يقاتلُ العدوَّ مع المسلمين. إلا أنه لا يُجبر على أن يكونَ الكافرُ في الجيش، ولا يجبرُ على القتال، لأن الجهادَ ليس فرضاً عليه،فإذا طلبَ الكافرُ أن يحاربَ مع المسلمين، أي أن يكونَ في جيشِ المسلمين يجوز ذلك في كلِّ ناحيةٍ من نواحي الخدمةِ في الجيشِ إذا كان موثوقاً لا يُخشى غدرُه.
وتنزيلاً للحكمِ على واقعِنا وما يلزمنا في بحثِنا هذا،،في ظلِّ غيابِ الدولةِ الاسلامية، نقولُ بكل ثقةٍ و اطمئنانٍ و وضوحٍ إن الاستعانةَ بأي كيانٍ من كياناتِ غيرِ المسلمين لا يجوز شرعاً، وأن نستنجدَ بهم عسكرياً،بعقدِ الأحلافِ معهم للتخلصِ من استبدادِ و ظلمِ الحكام، ، هو حرامٌ شرعاً وجريمةٌ سياسيةٌ لا تجوزُ مهما كانت المبرراتُ و الضرورات.
إنه لغريبٌ عجيبٌ ذلك التحولُ في الرأيِ العامِ لدى الأمةِ تُجاه الإستعانةِ بالأجنبيِّ،وطلبِ التدخلِ الخارجيِّ،لا سيما العسكريّ،فالجميعُ يذكرُ الموقفَ إبان حربِ الكويتِ ، و حربِ غزوِ العراقِ لإسقاطِ صدامِ حسين،فقد كان الرأيُ العامُ محسوماً و حاسماً ضدَّ أي تدخلٍ في شؤونِنا الداخليةِ،و أن الأمةَ هي أولى باقتلاعِ شوكِها من أرضِها،و أن الاستعانةَ بالأجنبيِّ خيانةٌ و جريمةٌ.أما اليومَ فلم تعد الاستعانةُ بالأجنبيِّ خيانةً ولا جريمةً،و لا حتى شيئاً مستهجناً!
إنه لعجيبٌ أيضاً رأيُ من يتصدرون للإفتاءِ في الأمة،من علماءَ و مشايخَ،إلا من رحم ربي،فعندما أفتى ابن باز،مطلعَ التسعينياتِ من القرنِ الماضي بجوازِ الاستعانةِ بالكفار،بدعوى الضرورةِ، و باشتراط أن يكون في المسلمين قلة، بحيث تدعو الحاجةُ إلى الاستعانةِ وباشتراطِ أن يكونوا ممن يوثقُ بهم في أمرِ المسلمين ،عندما أفتى هو و غيرُه بمثل هذه الفتوى،صدمت الأمةُ،و سلقتهم بألسنةٍ حدادٍ و تصدى لتلك الفتوى فتاوى مضادة . أما اليومَ فقد أفتى من مشاهيرِ العلماءِ على الفضائياتِ بجوازِ الاستعانةِ من غيرِ ايرادِ دليلٍ و لم يعقب أحدٌ على كلامِه، ومر َّكأنه عاديٌّ جداً غيرَ مستغرب ،و ليس ينكرُ عند هؤلاءِ العلماءِ تغيُر الفتوى بتغيرِ الزمانِ و المكانِ والعرفِ و الحالِ، ،معَ أن الفتوى إخبارٌ بحكم ِالشرع، والشرعُ هو حكمُ الله،و حكمُ الله لا يتغير،طالما أن الواقعَ هو هو لم يتغير،حيثُ مستعمرٌ كافرٌ لا يوثقُ به في أمر المسلمين، أوغل في ثرواتِنا نهباً ، وفي أمتِنا قتلاً و تشريداً وعداءً،و في مقدساتِنا تدنيساً،لم يتغيرْ زمانُه ولا مكانُه ولا نعتُه ولاحالُه، و إنما من تغير هو نحن، المتغيُر الوحيدُ الدائمُ في زمانِنا في معادلةِ الصراعِ معَ الاستعمار.
و على ما يبدو أن المقدمةَ الدمويةَ الهائلةَ التى قدمها نظامُ الإجرامِ في سوريا، و مَن قبلَه في ليبيا، مهدت الطريقَ لتلك الفتاوى و المواقفِ المستدعيةِ للمستعمرِ القديمِ الحديثِ ليستلمَ قضاينا من جديد،ذلك أن حجمَ الدماءِ التى سالت كبيٌر جداً،فرأوها ضروراتٍ ملحةً تبيحُ الاستعانةَ المحظورةَ ،و من الواضحِ بالاستقراء،أن فقه الضروراتِ بات يستخدمُ بشكلٍ واسعٍ لتليينِ المواقفِ عند الشدائد،و نقلِها عن مبدئيتِها لتصبح برغماتيةً مرنة،و لتصبحَ قابلةً للمساومة،و لم تعد فكرةُ الثباتِ على المبادئ الكبيرةِ،في المواقفِ العظيمةِ وتحملُ فاتورتَها الكبيرة، ذات معنى مادام فقهُ الضروراتِ يلاحقُها ليُحَلحِلها عن مكانِها ويحلحل الأمةَ معها عن مكانتِها،فيرجعها القهْقَرى.
إن تلك الفتاوى هي جزءٌ من الفكرِ العام الذي ينبغي تغييرُه، و تثبيتُه على ما يرضي الله تعالى ،ويحصنُ للأمةِ حاضرَها و مستقبلَها،و يحفظُ لها مصالحَها الحيويةَ،و ليست تلك الفتوى الصبغيةُ سوى سنداتٍ شرعيةٍ لواقعٍ غيرِ شرعي.
وبالطبعِ إن المستعمرَ الكافرَ ليس جمعيةً خيرية،تحركُه القيمُ الانسانيةُ و الأخلاقيةُ و الروحيةُ،حتى ننتظرَ منه أن يمدَّ لنا يدَ الانقاذِ بلا مقابل، بل هو شركةٌ رأسماليةٌ نهمةٌ شرسةٌ،تحسبُ تحركاتِها بالربحِ والمصالحِ، ولا تحركها عذاباتُ و دموعُ المظلومين،فلعلنا لم ننسَ شنَّ الصربِ حربَ ابادةٍ على مسلمي البوسنةِ، استشهد فيها 300 ألفِ مسلمٍ، واغتصبت فيها300 ألفِ امرأةٍ وطفلة، وهجّرَ مليونٌ ونصفُ مسلم،استمرت حربُ الابادة 4 سنواتٍ أمامَ أعينِ الغربِ المتفرج، و الغربُ عينُه هو من غزا العراقَ و أفغانستانَ،و وهو من يمتصُّ ثرواتِ أفريقيا ويرميها عظمةً جافةً وقائمة أعمالِه السوداءُ تطولُ و تطولُ ولا تتوقفُ . فعلى الذين يستدعون الخارجَ للتدخل،و يناشدون العالمَ أن يكفوا عن هذا العبثِ،و يعرفوا لنا و لأنفسِهم من هوالخارجُ الذي يستدعونه،و من هو المجتمعُ الدوليُّ الذي يستعطفونه،و العالمُ الذي يستنجدونه،أهو أمريكا أم بريطانيا أم فرنسا أم إيطاليا،أم غيرُهم،فليكونوا واضحين،أي المستعمرين يرغبون؟
لعل اعتقادَ البعضِ أن استدعاءَ الأجنبيَّ في ليبيا كان مشروعاً ناجحاً فأحبَّ استنساخَه في سوريا، ففوجِأ بالصدمةِ، وتبينَ له أن سوريا هي ليست ليبيا ، ومعادلتُها السياسيةُ،أعقدُ بفعلِ الجيو-سياسة،و انعدامِ البديلِ الداخلي،المرضيِّ عنه غربياً و شعبياً،إذ نظف الأسدُ القبورُ البلدَ من أيِّ بديلٍ،أو عميلٍ، لذا و جدنا أن روسيا و الصين أراحتا أمريكا و الغرب من عناءِ المطالبةِ بالتدخل،لأنهم لا يريدون التدخلَ،لإسقاطِ النظام،إلا بعدَ سقوطِ الدولة،فهم جميعاً مختبؤون خلفَ يدِ الفيتو الروسيِّ الصيني، وما هم عن روسيا بعاجزين، وليسوا بمقتلِ العبادِ و تدميرِ البلادِ بعابئين.
و لتذكيرِ من نسيَ أو تناسى نقولُ: إن الإستبدادَ الداخليَّ،بظلمِه و ظلامِه و ارهابِه هو امتدادٌ لذالك الذي نسميه بالأجنبيّ،إذ أن الأجنبيَّ المُستدعى هو عينُه عدونا،و هو من أتى لنا بالمستبدِّ الداخليِّ و دعمَه و مكَّنه،فهذا المستبدُ المجرمُ هو من تركه الأجنبيُّ المستعمرُ وراءَه ليقومَ عنه بوظائفِ الاستعمارِ بالوكالة، و لربما استفاقَ منا من استفاقَ على حجمِ التحكمِ الأجنبيِّ الاستعماريِّ الغربيِّ بأنظمتِنا في بلادِنا من خلالِ ما تكشفه ثوراتُ ما يسمى بالربيعِ العربيِّ،حتى بدا واضحاً أن البلادَ لم تنلْ استقلالهَا حقيقةً،و لم وتحررْ،و إن الاستعمارَ لم يخرجْ،و إنما خرج عسكرُه و وجهُه، وأبقى مكانَه وكيلَه و عبدَه.
إن استدعاءَ المستعمرِ الخارجيَّ ليحلَ محِلَّ المستبدِ الداخليِّ هو هروبٌ من تحتِ دلفِ ظلمِ الاستبدادِ إلى تحتِ مزرابِ الارتهانِ والاستعباد،واستجارةٌ من رمضاءِ الاستبدادِ الداخليِّ بنارِ التدخلِ الخارجيِّ،لربما يرى البعضُ الاستعانةَ بالخارجِ أقلَّ تكلفة دمويةً من ابقاءِ الاستبدادِ الداخليِّ في الوقتِ الحاضر،و لكنَّها أكثرُ كارثيةً على الحاضرِ و المستقبل، إذ الأممُ لا تثورُ كلَّ يوم،أو حتى كلَّ عقد، فتكونُ إن استعانت بالخارجِ ضمنت عبوديتَها و تبعيتَها له عقوداً مديدة،و حكمت على نفسِها بضياعِ البلادِ و مَن فيها و ما فيها،إن من يستنجدُ بحبلِ الأجنبيِّ الكافرِ المستعمرِ،ليخرجَه من الحفرةِ،فحبلُه في رقبتِه،يشنقُ به نفسَه بنفسِه.
الإستقواءُ بالخارجِ هو نتيجةٌ حتميةٌ لحالةِ الاستضعافِ التي يشعرُ بها المستقون،فهم يرون أن لا حولَ لنا ولا قوةَ إلا بالغرب،و أن الغربَ هو القوي العزيز،و أن لا ملجأ من الغربِ إلا إليه،و ليس عندهم واضحٌ عملياً مصدرَ العزةِ الحقيقيِّ، بأنه هو اللهُ عز وجل بالاعتمادِ على الذاتِ المتوكلةِ عليه،و أن العزةَ للهِ جميعاً.و من كان هذا فكرُه وظنه،فقد حكمَ على نفسِه بالعبوديةِ الدائمةِ للآخر،و ليس بمقدورِه وهو بهذه العقليةِ،أن يصنعَ نهضةً أو تحريراً حقيقياً للبلاد.و سيبقى في محِل المجرور دائماً.
نجدُ اليومَ الرأيَ الرافضَ بشدةٍ لتدخلِ الخارجِ بقضايانا الداخليةِ، يجابهُ من قطاعٍ من الرأيِ العامِ لا سيما في سوريا، بأنه من مصطفٌ إلى جانبِ النظام،إذ من هو المستفيدُ من عدمِ تدخلِ الغربِ غيرُ النظام،ثم لمَ حلال على النظامِ الاستعانةُ بإيرانَ و روسيا و الصين حرامٌ علينا الاستعانةُ بالغرب ؟إن الاستعانةَ بالخارجِ جريمةٌ و الابقاءَ على المستبدِ جريمةٌ،و الاعتمادُ على الذاتِ واجبٌ، والذات هنا ذاتٌ متوكلةٌ على اللِه تعالى، من جماهيرِ الناسِ و المخلصين في الجيش و المنشقين الأبطال.
إن هذا التغيرَ في الرأيِ العامِ لا يخيفني كثيراً، لأنه رأيٌ عامٌ مؤقتٌ،و ليس ناتجاً عن قناعةٍ عامةٍ إنما ناتجٌ عن حالةِ الهروبِ من الجحيمِ،و من حسنِ القدرِ في الوضعِ السوريِّ أن الخارجَ أدار ظهرَه للثورةِ،و لعبَ مع الناسِ لعبةً وقحةً مجوجةً، لعبةَ المباداراتِ و المهلِ المكشوفةِ التي جعلت الناسَ توقِنُ أنه كاذبٌ مناورٌ ومشاركٌ في قتلِه أو صامتٌ عنه،فجعلت الناسَ تفرُّ منه ومن النظامِ القاتلِ إلى جهةٍ واحدةٍ وحيدةٍ هي "اللهُ تعالى"،و جعلت الناسَ يوقنون أن الاعتمادَ على الداخلِ و العونَ من اللهِ هما المخرجُ الوحيدُ،فثمةَ انقلابٌ سريعٌ نسبياً في منحنى الرأيِ العامِ لصالحِ الاعتمادِ على الذاتِ،وإني أرى الوعيَ في سوريا في حالةِ بناءٍ قويةٍ، وإن كان من المؤسفِ أن نجدَ خِيارَ إلإلتجاءِ إلى اللِه تعالى هو الخِيارُ الأخيرُ و ليس الِخيارَ الأول.
و في الخلاصةِ نقول:آن الوقتُ لقطعِ ذلك المسلسلِ المملِ المذلِ من التبعيةِ للكافرِ المستعمر،و أن ندرك عملياً بأن من لا يأكلُ بيمينِه لايشبعُ،و أن المفتاحَ موجودٌ في الداخلِ،و أهلُ القوةِ عنوانُه،فاللهَ تعالى نسألُ،أن يجعلَ من بعدِ هذا الضيقِ فرجاً و مخرجاً للبشريةِ جمعاء،بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوة،اللهم آمين.و صل اللهم على نبيِنا محمدٍ، و الحمدُ لله رب العالمين.
أبو الهمام الخليلي ******* ثوّرة الكرامة نت *******