إقتباس(نايف ذوابه;330147)
لا بأس أخي طالب .. هو الحق الذي يفضح باطلهم ويجالدهم بأنفاس مخلصة صادقة ناصحة
دولة الباطل ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة بإذن الله
هي مسيرة يحفرها المؤمنون الصادقون المخلصون بأظافرهم بالصخر حتى يأذن الله بظهور الحق ونصرته
مقاومة الفكرة يزيدها صلابة ولفت أنظار الناس إليها ويجعلهم يميزون بين الجواهر والمعادن المزيفة .. فتقوى عارضة الفكرة ويؤيد أصحابها بالناس الجادين المخلصين ممن يراقبون دروب النهضة ..
نسأل الله أن ينصر العاملين لنصرة دينه وأن يؤيدهم بمنعة يسفر فيها فجر الحق وتعلو راياته المظفرة
إن الله لطيف خبير وعلى ما يشاء ربي قدير
يا رب ..!!
بارك الله في الأخ نايف ذوابة
والمعركة بين الحق والباطل معركة قديمة تتجدد كل يوم بوسائل جديدة
ومحاولة الحكام الخونة الحيلولة بين دعاة الحق وبين مخاطبتهم الأمة لم تنتهي.
فبعد تأسيس الخلية الأولى للحزب توجه الحزب للمخاطبة المباشرة العلنية للناس، فقام الشيخ النبهاني بإلقاء خطبتين، كانت الأولى في المسجد الأقصى المبارك، والثانية كانت في المسـجد الإبراهيمي في الخليل، هاجم فيهما الحكام العملاء " السـاسـة الخوالون " الذين يريدون أن يضعوا المسلمين كأكياس رمل لحماية الكافر المستعمر، مما ألهب مشاعر الناس وأكسب الحزب دخول عناصر جدد، وأوجد تفاعل في المجتمع وصراع شديد مع الحركات الأخرى، فاستدعاه الملك عبد الله بن الحسين ملك الأردن، وحضر الاجتماع وقتها رئيس ديوانه الشيخ عبد الله غوشه. وفي ختام الاجتماع العاصف مدّ الملك يده للشيخ طالـبـاً منه أن يعاهده بقوله:" أعاهدك على أن أوالي من واليت وأعادي من عاديت " ولما لم يجبه كررها ثلاث بعصبية بالغة، فأجابه الشيخ بقوله: " إني قد عاهدت الله من قبل على أن أوالي من والى الله ورسوله وأعادي من عادى الله ورسوله" فاستشاط الملك غضباً وأخذته العزة بالإثم قائلاً: أنت شيخ خطر، زجوه في السجن. وأذكر أن الشيخ غوشه تدخل لإقناع الملك بعدم سجن الشيخ لأنه محبوب جداً بين الناس، ولأن سجنه سيثير الناس، وهكذا كان، إلا أن الشيخ قد أرسل لمعتقل الجفر الصحراوي بعد ذلك بأسابيع بأمر من الجنرال جون كلوب باشا قائد الجيش والحاكم الفعلي للأردن، وبقي معتقلاً به لعدة أشهر، ومعتقل الجفر الصحراوي، معتقل في موقع الجفر، في البادية المحيطة ببلدة معان جنوب الأرردن، وهو خاص بالمعتقليين السياسيين، لا يرسل اليه السجناء العاديين ، ممن دخله فيما بعد من رجال الحزب الشيخ أحمد الداعور، والحاج صالح المحتسب، والاستاذ حارث كاتبه.
...... والصراع مع الحكام والعملاء ومحاولاته العديدة الفاشلة للحيلولة بين حملة الدعوة وبين مخاطبة الأمة ، قصة قديمة بدأت - كما مر - ببزوغ نور من المسجد الأقصى يعللن على لسان أمير الحزب الشيخ تقي الدين انطلاق مسيرة حزب التحرير، حيث أمر ملك الأردن عبد الله بن الحسين باعتقاله وارساله لمعتقل الجفر الصحراوي.
بعد الإفراج عن الشيخ تقي الدين وخروجه من معتقل الجفر غادر الأردن للإقامة المؤقتة في سوريا وبعدها في لبنان، وكان شباب الحزب يسافرون لدمشق وبعدها لبيروت لكي يقوم بالإشراف عليهم شخصياً في حلقات مركزة وخاصة في كتاب التكتل وكتاب المفاهيم. ومن لم يسافر كان يكفيه ذلك على يد الشيخ عبد القديم، وبعد مغادرة الثاني إلى بغداد كان يقوم بالمهمة كل من الشيخ عزالدين الخطيب ( قاضي القضاة الحالي في الأردن)، والشيخ أحمد الداعور والحاج عبد القادر زلوم ووجيه الخطيب وأمين شنار ونظام حسين وغانم عبده وغيرهم.
في سنة 1954 أصدر الحزب جريدته الأسبوعية " الـرايــة " التي كان رئيس تحريرها سماحة الشيخ عبد القديم زلوم وسكرتير التحرير بها منير شــقير، وكانت تصدر كل يوم ثلاثاء، كانت تصدر بصورة مغايرة لبقية الصحف، إذ كانت تخلو من الإعلانات والصور، وتتناول نشر أفكار الحزب وكشف خطط الاستعمار، قامت الجريدة بمهاجمة فكرة وجود رجال دين والزي الاوكليروسي الذي يميز المشايخ عن غيرهم محاكاة لرجال الكهنوت في الديانة النصرانية. وهاجمت ما يسمى " الهيئة العلمية الإسلامية " وهي مجموعة علماء السوء التي أقرت بأمر من الجنرال كلوب على " قانون الوعظ والإرشاد والتدريس والخطابة في المساجد". مما دعا لإغلاقها بعد صدور 14 عدد منها. فقام الحزب باستئجار عدد العطلة الأسبوعية للجريدة اللبنانية " الحـضارة " لتحل محل الراية لفترة من الزمن، وقد تمكن عدد من شباب الحزب من الكتابة في الصحف والدوريات في الأردن ومصر ولبنان، مثل جريدة " الجهاد " المحلية، ومجلة " الأزهر " المصرية.
أما بالنسبة للنشرات السياسية فقد كانت توزع بالصورة الكفاحية وفي وقت محدد في جميع مدن المملكة، وكانت التعليمات في النشرة الأولى في جميع المناطق لمن يضبط متلبساً بالعمل أن يعترف بأن المصدر " الحاج توفيق اسحق أبو خلف " وفي النشرة الثانيـة كانت التعليمات أن المصدر هو " أحمد مسك " في جميع المناطق، ولما حكم في المرة الثانية على أحمد مسك بالسجن الفعلي لمدة عام فقد اسـتبدلت التعليمات في النشرات اللاحقة بأسماء غير معروفة للمخابرات من مثل :" طالب عوض الله " و"شاكر فضل الله " إحدى النشرات في شهر تموز سنة 1958 أرسلت بالبريد للمسئولين بالخليل، فقام رجال الأمن بمداهمة محلات وبيوت الشباب، فوجد بعضها عند بعض الشباب وتم اعتقالهم وتعذيب بعضهم بالضرب المبرح في الاصطبل كما حدث مع خالد أحمد أحمرو وحاتم مصباح ناصر الدين على يد جاويش المباحث " الحاج محمد حجه " وتم حكمهم بالسجن لمدة عامين. كما قامت المباحث باعتقال عدد من الشباب على ذمة التحقيق منهم: الحاج عبد القادر زلوم،الأستاذ عيد حامد بدر، ناصر أحمد ألشرباتي، حاتم ناصر ألشرباتي، يعقوب شاكر ألشرباتي، يونس حماده قنيبي، الحاج زهير عبد القادر مرقه ( بدل عن ضائع ) ، خليل زيادة، أمين حسن الهنيني، صالح عبد السلام المحتسب، سلمي برهم، عفيف إدريس الخطيب، محمد بدوي ألنتشه الملقب بالشاعر، عبد السلام مصباح ناصر الدين. وقد قدموا للمحاكمة أمام متصرف الخليـل " محمود الهنداوي " الذي حكمهم بالإقامة الجبرية واثبات الوجود لمدة عام بموجب قانون منع الجرائم.
أما الجلسة الشهرية التي عقدت في أحد المنازل في البلدة القديمة من الخليل في صيف عام 1959 وكان الحضور بها حوالي الأربعين شخصاً والتي فر معظمهم عن طريق أسطح المنازل المتلاصقة اثر مداهمة رجال الشرطة والمباحث لها بقيادة ضابط مركز شـرطة المدينة " محمد سليم – أبو عادل " فقد حدثت بعد ذلك بعام وقدم المعتقلين السبعة للمحاكمة أمام المجرم " حسن الكاتب " الحاكم العسكري العام، وكان منهم : وجيه الخطيب التميمي، ناصر أحمد ألشرباتي، يعقوب اسحق الهنيني، عبد القادر الكفراوي، ياسين الجنيدي..... وصدر الحكم عليهم بالإقامة الجبرية لمدة عام مع إثبات الوجود في مركز شرطة المدينة أربع مرات يومياً وعدم مغادرة المنزل ليلاً. وفي جلسة التحقيق التي سبقت المحاكمة قام جاويش المباحث " الحوساني " في مركز شرطة الخليل الواقع في شارع باب الزاوية بتهديد الرجل المسن " ياسين الجنيدي " بالاغتصاب إن لم يتجاوب معهم، فاستغلها الرجل فرصة لتقريعهم وإثارة الناس عليهم، واعتلى شرفة المركز المطلة على ساحة سيارات الأجرة في شارع باب الزاوية، لينادي الناس ويعلمهم بفحوى الحادثة، حيث أخذ يصرخ: ألنجدة يا مسلمين الحكومة تريد أن تفعل بي فاحشة الاغتصاب، مما كان له أبلغ الأثر بين الناس....
تبعها بعد أشهر اعتقال عدد من الشباب حوالي العشرة أشخاص بتهمة الانتساب لحزب التحرير، وكان منهم: وجيه إدريس الخطيب التميمي، ربيع بركات الأشهب، حاتم ناصر ألشرباتي، يعقوب شاكر ألشرباتي، بدوي محمد بدوي ألشرباتي، محمد بدوي ألنتشه الملقب بالشاعر، حارث عبد الله كـاتبه، صالح عبد السلام المحتسب.... وفي أثناء زيارة الحاكـم حسن الكاتب للسجن تصادم مع حارث كاتبـه حيث طالبه بتحكيم كتاب الله بيننا وبينه، وأخبره أنه ظالم ومجرم ومتحدي لله ورسوله، وأنه من حطب جهنم بالتأكيد، طالباً منه أن ينظر في المرآة ليرى غبرة جهنم مرسومة على سحنته..... فجن جنون المجرم وأوعد بالويل والثبور، متهما الحزب ورجاله بالعمالة للأمريكان والشيوعية العالمية على السواء.... وفي جلسة المحكمة انبرى للحاكم كل من حارث كاتبه وصالح المحتسب وتحدوه بأنه يحكم بالكفر وأن مصيره جهنم، مطالبين إياه أن يكون من أنصار الله وأعداء هذا النظام الكافر بدل خدمته للكفر وظلمه للناس، مما أثار انفعاله وأخرجه عن طوره، فوجه لهم وللحزب الشتائم والاتهامات بالعمالة للأمريكان والشيوعيين، وحكم على صالح المحتسب وحارث كاتبه بالاعتقال لمدة عام في معتقل الجفر الصحراوي، وعلى البقية بالإقامة الجبرية مع إثبات الوجود مرتين يوميا في مركز شرطة المدينة ولمدة عام.
وللسبب نفسه تم اعتقال عدد آخر من الشباب بعد ذلك وطولبوا بإعلان البراءة من الحزب أذكر منهم: ربيع بركات الأشهب، محمد ألشرباتي، أمين حسن الهنيني، محمد بدوي ألنتشـه الملقـب بالشـاعر. وقد تدخل النائب المعين تعييناً في البرلمان إسـماعيل حجـازي ( وزير الزراعة فيما بعد ) لإقناعهم داخل السجن بإعلان البراءة من الحزب والخروج من السجن، مما حدا بمحمد بدوي ألنتشه بتقريعه وطرده ووصفه بأنه من جنود إبليس.....
اثر الضغط المتزايد على شباب الحزب وخاصة المعلمين في المدارس الحكومية من ملاحقات إلى سجون وطرد من الوظائف، فقد غادر المنطقة عدد غير قليل للعمل في سلك التعليم في مدن الخليج العربي، مثل عبد القادر زلوم وأمين الهنيني، الذين تم ملاحقتهم من قطر إلى الأمارات إلى البحرين من قبل أفراد في حركات أخرى، لقد تم مطاردتهم لدى الحكام بالوشاية عليهم أنهم من أعضاء حزب التحرير، فما يكادون يستقرون في بلد حتى يطردوا منها، وهكذا في غيرها، وقد امتد نطاق الملاحقة إلى طلاب الحزب الذين يدرسون في جامعات الحجاز من قبل نفس الجماعات، فغفر الله لهم وهداهم لما فيه خير.
على أثر تزايد الإقبال المتزايد على حضور دروس الحزب في المساجد، والصراع الكري الذي أحدث دوياً هائلاً وتفاعلاً شديداً في المجتمع أكسب الحزب العدد الوافر من المنتسبين، أصدرت الحكومة قانوناً بتاريخ 25/10/81955يمنع الخطابة والتدريس في المساجد بدون الحصول على رخصة من الجهات الرسمية أسمته " قانون الوعظ والإرشاد والخطابة والتدريس في المساجد لسنة 1954 " وفرضت عقوبات السجن والغرامة على المخالف، فهاجم سماحة الشيخ الداعور ذلك القانون في خطبة له بالمسجد الإبراهيمي مشبهاً ذلك القانون بقانون رخصة بيع الخمور في البارات والخمارات، ولما أقرت القانون هيئة مشايخ السلاطين المسماة " الهيئة العلمية الإسلامية " بأمر من الجنرال كلوب قام سماحة الشيخ عبد القديم بمهاجمة فكرة جعل رجال دين في الحياة الإسلامية، كما هاجم فكرة الزى اللأوكليروسي المميز للعلماء، في خطبة نارية في المسجد الإبراهيمي في الخليل، ومما جاء فيها:" ولولا أنّ حزب التحرير لا يؤمن بالجزئيات لوضعت هذه العمامة تحت قدي احتقارا لها ولمن يلبسـها". – الشيخ وقتها ومنذ تخرجه من الأزهر كان يلبس اللباس المخصص للعلماء وهو الجبة والعمامة – ومع أن الشيخ رحمه الله كان مشهوراً بالحلم الشديد وعدم الانفعال، إلا أن الانفعال كان ظاهراً في خطبته لهول الأمر الذي تناولته، وكانت تلك هي المرة الوحيدة التي رأيته فيها بالغ الانفعال. وقد تحدى الحزب الحكومة بإلقاء عدد من الخطب بعد صدور القانون، وتم سجن عدد من شباب الحزب لهذا السبب، منهم الأستاذ عبد الله أبو زاكية وآخرين، وفي مرات أخرى كان الخطباء يلقون الحماية من المصلين كما حدث لأحمد بياعه الذي حماه المصلون من أيدي رجال الأمن داخل المسجد وقاموا بتهريبه من المسجد والبلد، وكان ذلك حين ألقى بيان لحزب التحرير في المسجد الإبراهيمي بمناسبة زيارة بابا روما للقدس والأردن. وقد عوضّ الحزب ذلك بخطب الجمعة التي كان يلقيها الشيخ حامد عبد الغفار طهبوب في مسجد القزازين في الخليل، حيث كان الشيخ معلماً في مدارس المعارف، وإماما للمسجد معيناً من قبل الأوقاف، وبعدها بخطب الجمعة التي كان يلقيها الشيخ وجيه الخطيب التميمي في المسجد الإبراهيمي في الخليل، وخطب الجمعة التي يلقيها الشيخ جميل الخطيب الكناني في المسجد الأقصى. وفي هذا المقام أذكرقيام شيوخ السوء أعضاء الهيئة العلمية الاسلامية بالموافقة على قانون الوعظ والارشاد والتدريس والخطابة، ذلك القانون الظالم الذي فرضه الجنرال كلوب باشا للصد عن سبيل الله، تلك الواقعة يجب نشرها وفضح علماء السوء الذين وافقوا عليها بأمر سيدهم كلوب بأسمائهم دون وجل.
والقانون الجائر هو ( قانون رقم -1- لسنة 1955 .... قانون الوعظ والارشاد والخطابة والتدريس في المساجد ) الذي أقره مجلسا النواب والأعيان في عهد ابراهيم هاشم رئيس الوزراء ونائبه خلوصي الخيري وصدقه كل من سليمان طوقان وأحمد الطراونه ووزير العدلية القائم بأعمال قاضي القضاة - هزاع المحالي –
وفي مؤتمر القمة العربي الثالث المنعقد في : الدار البيضاء، المغرب (13 - 17 سبتمبر / أيلول 1965). أقر اقتراح جمال عبد الناصر بالتعتيم الاعلامي على حزب التحرير وحجب أخباره في مصادر الاعلام.