منتدى الناقد الإعلامي

السلام عليكم , للمشاركة اختر ( دخول | تسجيل )



ملتيميديا

مقتطفات فيديو من انتاج الشبكة

> محاور الهدم الثلاثة, مختارات / فضايا اعلامية مطروحة للنفد
طالب عوض الله
المشاركة Jul 10 2012, 03:41 PM
مشاركة #1


كاتب وباحث إسلامي
صورة المجموعة

المجموعة: الكتّاب
المشاركات: 378
التسجيل: 26-September 11
رقم العضوية: 55



محاور الهدم الثلاثة


الشيخ صفوت الشوادفي

الحمد لله الذي يهدي من يشاء بفضله، ويضل من يشاء بعدله، والصلاة والسلام على رسوله الذي بلَّغ ما أنزل إليه من ربه، وأقام الحجة على خلقه، وأنذر من خالف أمره، ولم يتبع النور الذي أنزل معه.

وبعد:
فقد تعجبتُ كثيرًا عندما قرأت - كما قرأ غيري - عددًا من الأخبار التي طالعتْنا بها الصحف، فبعد أن تنافستْ بعضُ الصحف وبعض المجلات في الهجوم على اللحية والنقاب؛ لتشويه صورة الإسلام في نفوس أتباعه وأعدائه، بعد هذا، بدأت المرحلة الثانية من تجفيف منابع الإسلام وليس التطرف! وذلك بالتشكيك في الكتب والأشرطة الموجودة بالأسواق؛ وذلك تمهيدًا لاستبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير، بإبعاد الثقافة الإسلامية من الميدان، وإحلال الثقافة العلمانية، وأخذتُ أبحث عن خيوط هذه الجريمةِ التي تدبَّر لشعبنا المسلم، فوجدتها تقوم على محاورَ ثلاثةٍ، كلها تعمل في اتجاه واحد، يهدف إلى إبعاد الدين عن الحياة، وليس القضاء على التطرف كما يعلنون!

والأول من هذه المحاور؛ الإعلام:
وتقوم خطته في الهدم على تقديم المزيد من الأفلام والمسلسلات الهابطة، وتقليص مساحة البرامج الدينية الهادفة إلى أقل قدرٍ ممكن، وتجاهُل دور الأزهر تمامًا في الرقابة الشرعية، مع السماح بنشْر الإعلانات ذات الصور العارية والمثيرة جدًّا في الشوارع والميادين العامة، والهدف من وراء ذلك: نشرُ الرذيلة وإشاعة الفاحشة في الذين آمنوا، وقتلُ الفضيلة في هذا المجتمع المسلم، وبذلك يصدق فيهم قولُ الحق - جل وعلا -: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [النور: 19]، ومحاربةُ الدين والأخلاق في وسائل الإعلام قد باتْ أمرًا واضحًا، لا يفتقر إلى دليل، ولا يَنقصه مزيدُ بيان.

وأما الثاني من هذه المحاور؛ الثقافة:
وهو من أخطر معاول الهدم، وتقوم الثقافة المشبوهة التي تقدم للمسلمين بما يسمونه "غسيل المخ"، وتعمل هذه الثقافة تحت شعار "التنوير"!

وقد وقفتُ طويلاً أمام تصريح فضيلة الشيخ فتح الله جزر بأن سلسلة كتب "التنوير"، التي طبعتْها وزارة الثقافة من خلال هيئة الكتاب، لم تمرَّ على مجمع البحوث الإسلامية، وليس مسؤولاً عن شيء مما نُشر بها، إلا كتابًا واحدًا.

وعندما رجعت إلى هذه السلسة المشؤومة، رأيت السببَ الذي من أجله تجاهلتِ الهيئةُ المصرية للكتاب - وما زالت - دورَ الأزهر وحقَّه في الرقابة الشرعية، ومصادرة ما يسيء إلى عقيدة وأخلاق وأعراف المسلمين، في الوقت الذي يُنادَى فيه بضرورة تنقية الكتب التي في الأسواق مما فيها من تجاوزاتٍ ومخالفات، وكنت أظن أن التنوير يعصم من التطرف والإرهاب في كل صوره، وأنه يخاطب جميع فئات المجتمع وطبقاته؛ ولكن خاب الظنُّ، وانقلب البصر خاسئًا وهو حسير!

فإنني قد نظرت في جانبٍ من كتب التنوير، فوجدتها تجعل من هدْم الدين غايةً تنتهي إليها، وهدفًا تسهر على تحقيقه!

وإليك بعضَ الأدلة الواردة في كتب التنوير:
1- أول خطوة للتنوير هي أن يستبدل العقل بالنقل، وهذا يعني الخروج من ظلامة النقل، إلى استنارة العقل!

2- ضرورة الشك بوصفه المقدمةَ الأولى للمعرفة اليقينية، ولماذا أصبح من يتحدَّثون باسم الدين - يعني: علماء الأزهر - يحرِّمون مبدأ الشك؟! هكذا يقول العلمانيون!

3- الدفاع المستميت عن طه حسين في اعتقاداته الفاسدة، والدفاع عن أبي العلاء المعري في إلحاده، والدفاع عن نجيب محفوظ في "أولاد حارتنا"، مع أنه أبدى رغبته في الآونة الأخيرة في التراجع عنها والتخلص منها؛ ولكن دعاة التنوير يريدون إغراق الأمة في ظلام دامس!

4- الطعن في مصادر الشريعة وكتب العلوم الشرعية:
فهم يشكِّكون في أحاديث البخاري ومسلم بصفة خاصة، وغيرهما من كتب السُّنة بصفة عامة، ويقولون: إن كثيرًا من الروايات قد نُسبتْ إلى الرسول زورًا وكذبًا في هذه الكتب، ومنها عند دعاة الظلام: ((من بدَّل دينه، فاقتلوه)) باطل عندهم، وحديث: ((أمرت أن أقاتل الناس...)) عندهم مدسوس وباطل! مع أنه قد رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه والدارمي! ولكن دعاة التنوير يريدون تجفيف منابع الإسلام، من خلال القيام بدور المستشرقين في الطعن في مصادر ديننا الصحيحة!

وقد ذكروا في كتبهم أحاديثَ كثيرةً في أعلى درجات الصحة، ثم وصفُوها بالدسِّ والكذب! وخرجوا من ذلك بقاعدة جديدة تقول: إن الحكم على الحديث بالقَبول أو الرد، يكون من خلال عرضه على القرآن، وجعلوا ذلك حقًّا لكل أحد، يستوي في ذلك العالم الراسخ، أو الجاهل المدقع في جهله كأمثالهم!

وهم كذلك يشككون في الكتب المعتبرة المعروفة، فيطعنون في "تفسير الطبري"، وكتاب "أحكام القرآن" لابن العربي، وكتاب "الناسخ والمنسوخ" للنحاس، وكتاب "الناسخ والمنسوخ" لهبة الله بن سلامة، وكتاب "مناهل العرفان" للزرقاني، وكتاب "زاد المسلم فيما اتفق عليه البخاري ومسلم"، وكتاب "فقه السنة" للسيد سابق، وكتاب "التفسير الواضح" لمحمد محمود حجازي، وكتاب "الاختيار لتحليل المختار" المقرر في المعاهد الأزهرية!

وهم كذلك ينكرون الناسخ والمنسوخ في الكتاب والسنة ويقولون: لا ناسخ ولا منسوخ؛ لأن النسخ سيفضي إلى الإقرار بأن آيات الأمْر بالقتال ناسخة، وهذا غير سائغ في عقيدة دعاة التنوير، وإنكار النسخ يحقق لهم الغاية المنشودة: "هدم الدين، وقيام العلمانية"!

5- الطعن في علماء الأزهر ورجاله، بحيث تنعدم ثقة المجتمع فيهم، فقد طعنوا في العلماء بصفة عامة، ثم طعنوا في الإمام الزرقاني والشيخ سيد سابق، وعلماء مجمع البحوث وإدارة البحوث والتأليف، ثم قاموا هم بخبثٍ ودهاء بتفسير وتأويل نصوص الكتاب والسنة كما يحلو لهم!

وهذا من علامات الساعة: أن يوسَّد الأمر إلى غير أهله، وأن يكون أدعياء التنوير هم علماءَ الأمة!

وأما ثالث المحاور الهدامة؛ فهو التعليم:
بعد أن خلا من التربية، فأصبح تعليمًا بغير تربية، وليته كان تربية بغير تعليم، وقد اتَّخذوا لهم شعارًا ينطلقون منه، اسمه "التطوير"، فنحن نتقلب بين التنوير والتطوير، وقد بدأ هذا التطوير المزعوم بتغيير جوهريٍّ للمناهج الدراسية، بحيث يدرس الطالب تاريخ الفراعنة الذين لعنهم الله، بدلاً من تاريخ الدولة الإسلامية، ويقرأ في كتب القراءة الترغيب في الغناء والموسيقا، بدلاً من حياة الصحابة.

وتقوم سياسة التطوير على أن الخمر من الممنوعات، وليست من المحرمات، وقد ذكرتْ بعض وسائل الإعلام أن لجان التطوير الحقيقية كانت مستوردةً وليست محلية، مما يعني أنها من النوع الجيد الذي يُحسِن الذبحَ والقتل لكل ما هو إسلامي!

ولما كان تطوير المناهج الدراسية في جميع المراحل غيرَ كافٍ في تحقيق الهدف غير المعلن؛ قام كبار المسؤولين بالوزارة بجهود متتالية في محاربة النقاب على جميع المستويات، وأخذوا على عاتقهم القضاءَ على النقاب وأعوانه، وإقرار التبرج بجميع ألوانه؛ لأنه يعبر عن الوجه الحضاري لمصر المسلمة، ولأن الوزارة مختصة بالتعليم فقط، والنقاب صورة من صور التربية التي لا تدخل في اختصاص الوزارة، وفي هذا الإطار تحارب الوزارة اللحيةَ والتدين بصفة عامة بين المدرسين، وتقوم بتحويل المدرس إلى وظيفة إدارية إذا ثبت تدينُه!

ولا تتدخل الوزارة بأي حال من الأحوال لوضع الحلول اللازمة لمشكلة اعتداء الطلاب على المراقبين بلجان الامتحان آخر العام؛ لأن هذه المشكلة تدخُل في إطار الحريات الشخصية التي أطلقها القانون، ولا يمكن أن تسمى "إرهاب الطلاب"، وهو نوع جديد من الإرهاب؛ لكنه ليس باسم الدين؛ فلا يحاربه أحد، وقد نشرت الصحف - مؤخرًا - أن وزير التعليم قد قرَّر إعدام مليون كتاب وشريط تدعو طلاب المدارس للتطرف، ونحن نتساءل والعجبُ يحيط بنا من كل جانب: كيف اكتشف الوزير هذه الكمية الهائلة؟! وكيف عرَف أنها تدعو للتطرف؟! ولماذا لم يصرِّح ببعض أسمائها؛ حتى تحذر منها الوزارات والمؤسسات الأخرى؟! وهل الأشرطة تدعو للفتنة الطائفية، مثل ذلك الشريط الذي كان يتحدث عن فتنة القبر؟!

لقد همس بعض الظرفاء بهذه العبارة: "إعدام مليون كتاب تدعو للتطرف، نصفها مصاحف".

وبعد، فهذه محاور هدم ثلاثة: الإعلام يهدم الأخلاقَ ويشيع الفاحشة، ووزارة الثقافة تهدم الدينَ، والتعليم يهدم التربيةَ!

ووسط هذه الفتن التي تحيط بنا كقطع الليل المظلم، ينبغي على كل مسلم أن يبحث عن الحق، ويسعى إليه، ويتمسك به؛ ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [الأنعام: 153].

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه.


منقول عن / منتدى الزاهد
http://www.sharabati.org/vb/showthread.php...sted=1#post1099


--------------------
Go to the top of the page
 
+Quote Post
 
Start new topic
الردود
محمود من القدس
المشاركة Jul 12 2012, 04:19 PM
مشاركة #2


ناقد متميّز
****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 202
التسجيل: 27-September 11
رقم العضوية: 1,358



شيئ طبيعي و لا يدعونا للإستغراب أن نجد جيوشاً مُجيشه من وسائل الإعلام تهاجم دُعاة الإسلام سواء كانوا مخلصين أو حتى أولئك الذين يعتبرونهم وسطيين فهم لا يهاحمون اللحية و النقاب أو دعوة منع الخمور و الربا و لا دعاة الخلافة بل هم يرفضون الإسلام فكرة و طريقه فحتى شخصاً يعتبره الكثيرون معتدلاً بدرجة إمتياز مثل عمرو خالد يُهاجم من وسائل الإعلام هنا و هناك و السبب في هذا الهجوم على الإسلام و الإسلاميين واضح كل الوضوح و اعطي هنا مثلاً كيف ان برامج التوك شو و التي إنتشرت بشكل مخيف كانت في الماضي تناقش أموراً تافهه مثل المسلسلات و الأفلام و مباريات كرة القدم و التي كانت ترفع ضغط الدم وتصيب بالسكر أقول هذه البرامج تحولت بعد الثورة المصريه الى خندق مهاجمة الإسلام بقناع الخوف من الإخوان و السلفيين و التحريرين فقد ثبت للجميع بأن الأمة ظمئى بشدة للإسلام العظيم حتى و هم يجهلون اي عامة المسلمين ان الإسلام دولة و خلافه و ليس فقط نظام عدل و مساواه و الموضوع يحتاج كثيراً من الإسهاب و لعل هناك فرصة للعودة ثانيه بإذن الله رب العالمين ./center]
Go to the top of the page
 
+Quote Post
طالب عوض الله
المشاركة Jul 13 2012, 03:35 PM
مشاركة #3


كاتب وباحث إسلامي
صورة المجموعة

المجموعة: الكتّاب
المشاركات: 378
التسجيل: 26-September 11
رقم العضوية: 55





أعلم أخي محمود أن مهاجمة الاسلام واقع خلقه حقد صليبي في نفوس أزعجها ظهور الاسلام وانتشاره لدى التصارى، وبين المسلمين انبهار بالتقدم العلمي لدى الغرب فعلله اللاهثون وراء سراب بأن التخلف العلمي لديتا زرعه فينا عقيدة الاسلام. حتى أت هؤلاء السخفاء قد أثبتوا فشل ما يزعمونه من حريات في مبدأهم الديموقراطي الرأسمالي.
في زيارتي الأخيره لمدن تفخر بديمقراطية ترى أينما تقلب وجهك نساء كاسيات عاريات يظهرن من عوراتهن أكثر مما يسترن.. حتى تكاد تظن أنهن لبلا لباس يستر أسجادهن خاصة في المسابح والحدائق التي يمارسن بها ما يسمونه ( الحمام الشمسي ) حيث يعرضن أجسادهن العارية لأشعة الشمس الحارقة حتى تكتسب لونا مميزا ... يتم الأمر في الساحات المطنظة وبين التجمعات البشرية دون أي خجل أو حياء . ومن المارة دون أي اعتراض. وفجأة تبرز مسلمة بالنقاب فينبري الجمع رجاءا ونساءا على اظهار الاستنكار والاشمئزاز وشاهدت قبل يومين حالات تم فيها الشتيمة والتقريع بموافقة الجمع الشيطاني المفتخر بالديموقؤاطية العفتة ضاربين عرض الحائط بما يعتبرونه من أهم ما تحتويه ديموقراطيتهم العفنة أقصد ( الحرية الشخصية ).
وفي بلاد المسلمين التي أعمل فيها مشرط سايكس بيكو تقطيعا وتحويلا لمشيخات ودويلات حرص الكافر المستعمر على تجهيل المسلمين لحقيقة دينهم وأحكامه وأعانه عملاء لا يتقون الله منهم قاسم أمين ... كان قاسم يرى أن تربية النساء هي أساس كل شيء، وتؤدي لإقامة المجتمع المصري الصالح وتخرج أجيالا صالحة من البنين والبنات، فعمل على تحرير المرأة المسلمة، وذاعت شهرته وتلقى بالمقابل هجوما كبيرا فاتهمه مهاجميه بالدعوة للانحلال.
كان منذ شبابه مهتما بالصلاح الاجتماعي فأصدر سنة 1898 كتاب "أسباب ونتائج وأخلاق ومواعظ وتبعه بكتاب "تحرير المرأة" نشره عام 1899، بدعم من الشيخ محمد عبده، سعد زغلول وأحمد لطفي السيد الذي ترجمه الإنجليز -أثناء وجودهم في مصر - إلى الإنجليزية ونشروه في الهند والمستعمرات الإسلامية. الذي تحدث فيه عن الحجاب حيث زعم فيه أن حجاب المرأة السائد ليس من الإسلام، وقال إن الدعوة للسفور ليست خروجا عن الدين. وتحدث أيضا عن تعدد الزوجات والطلاق، وقال أن العزلة بين المرأة والرجل لم تكن أساسا من أسس الشريعة، وأن لتعدد الزوجات والطلاق حدودا يجب أن يتقيد بها الرجل، ثم دعا لتحرير المرأة لتخرج للمجتمع وتلم بشؤون الحياة. بهذا الكتاب زلزلت مصر وأثيرت ضجة وعاصفة من الاحتجاجات والنقد ورد على قاسم في نفس السنة زعيم الحزب الوطني آنذاك مصطفى كامل حيث هاجمه وربط أفكاره بالاستعمار الإنجليزي، ورد عليه أيضا الاقتصادي المصري محمد طلعت بكتاب "فصل الخطاب في المرأة والحجاب" ومما قاله: "إن رفع الحجاب والاختلاط كلاهما أمنية تتمناها أوروبا" ومحمد فريد وجدي بكتاب "المرأة المسلمة"، ولكن قاسم لم يتزعزع أمام النقاد فواصل يدرس الكتب والمقالات لمدة سنتين ويرد عليهما بكتابه "المرأة الجديدة" عام 1901 ردا على ناقديه، يتضمن أفكار الكتاب الأول نفسها ويستدل على أقواله بأقوال الغربيين. فطالب بإقامة تشريع يكفل للمرأة حقوقها وبحقوق المرأة السياسية وأهداه لصديقه الزعيم سعد زغلول.
ومع د. سفر الحوالي :
استغل قادة الحركة الوطنية -التي كان الإنجليز ينظمونها ويرعونها، وكان على رأسها حزب الوفد الذي كان يتزعمه سعد زغلول - استغلوا قضية المرأة، وتبنى أولئك ما يسمى بتحرير المرأة، فكانت زوجة سعد صفية قد نسبت نفسها إليه، فسمت نفسها صفية زغلول وتركت اسم أبيها، وتبنى امرأة هي التي تسمى رائدة الحركة النسائية -لأنهم وجدوا أن قاسم أمين رجل، ولابد أن تكون الرائدة امرأة- وهذه المرأة هي هدى شعراوي ، فدخلت في حزب الوفد وتبناها سعد زغلول ، وأفسح لها المجال، ومعها المدعوة الأخرى سيزا نبراوي ، ومن هنا بدأت المؤامرة بأيادٍ نسائية.
وعندما قامت الثورة المصرية عام (1919م) -الثورة على الإنجليز كما سميت- كانت ثورةً علمانية حيث كان شعارها: (الدين لله والوطن للجميع) إذ خرج الناس قائلين: يجب أن نخرج جميعاً؛ اليهود والنصارى والمسلمون -واليهود في ذلك الوقت خرجوا علناًَ في مصر ، للتظاهر ضد الاستعمار- فكان ممن خرج وشارك في هذه المؤامرة هدى شعراوي ضمن لجنة الوفد المركزية للسيدات التابعة لحزب الوفد، فكان الظاهر أن هؤلاء السيدات خرجن في مظاهرة ضد الإنجليز، وكانت أغرب مظاهرة من نوعها في العالم الإسلامي، إذ لم يسبق أن خرجت النساء في مثل هذه المظاهرة، والتي كان الغرض منها -كما يزعمون- إعطاء فصرة للمساهمة في تحرير البلد والمشاركة في التنمية بعد ذلك، وبينما هن في المظاهرة أخذن حجابهن الذي كن يلبسنه ورمينه في الميدان وأحرقنه.
وكان كثير ممن خرجن من النساء متحجبات، حتى إن بعضهن كن يلتزمن بغطاء الوجه أيضاً؛ لأن مسألة نزع الحجاب لم تكن قد أخذت بعداً واقعياً، بل كان الحجاب هو الأصل، وكانت المرأة التي تنزع عن وجهها الحجاب ينظر إليها على أنها فاجرة ودنيئة ودنسة، ومن أسرة لا أصل لها ولا قيمة لها... إلى آخر ما يقال.
وحرص سعد زغلول على أن تقام سرادقات ضخمة لاستقباله عند رجوعه من المنفى -كما يسمى- وحين دخل المعسكر، كان النساء متحجبات، فقام بنزع الحجاب عن وجه هدى شعراوي وأمر بقية النساء أن ينزعن الحجاب، فنزعه بعضهن وأخذن يصفقن ويهتفن قائلات: عاش الوطن، وليسقط الإنجليز‍.
فما علاقة خروج الإنجليز وما علاقة الوطن بهذا التهتك؟! وما علاقة ذلك بالحرية؟! وما علاقة الحركة الوطنية؟! وكيف يقال: إن خدمة الوطن لا تتم إلا بالتبرج والتهتك والتعري، فلو أن امرأة مسلمة قدمت لأمتها خدمة في التعليم -فأمضت العمر كله وهي تعلم- أو في الطب ولكنها محجبة لما ذكرها أحد، ولكن إذا تهتكت وتعرت واشتركت في أفلام، أو في مسابقات فنية، أو في أي شيء مما لا يرضاه الله تعالى، تحدث عنها القاصي والداني واعتبروها رائدة، ورفعت سمعة بلادها، وساهمت في تنمية وطنها... إلى غير ذلك.
ثم بعد ذلك أذن سعد زغلول لأولئك النسوة أن يشكلن لأول مرة في تاريخ الأمة الإسلامية تنظيماً نسائياً، وتشكل هذا التنظيم النسائي، وستعجبون إذا عرفتم أن المكان الذي انطلق منه هذا التنظيم وخرجت منه المظاهرة هو الكنيسة المرقصية -كنيسة القديس مرقص صاحب الإنجيل- إذ اجتمع هؤلاء النسوة التابعات لحزب الوفد وهن مسلمات في الأغلب- في الكنيسة وخرجن يطالبن بترك الحجاب، وبالتحلل منه.
وهذه الأحداث تبين في النهاية الغاية الحقيقية لهذه المؤامرة.
إقتباس


--------------------
Go to the top of the page
 
+Quote Post



Reply to this topicStart new topic
1 عدد القراء الحاليين لهذا الموضوع (1 الزوار 0 المتخفين)
0 الأعضاء:

 

RSS نسخة خفيفة الوقت الآن: 18th June 2025 - 12:07 PM