السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
في الحلقة الرابعة من برنامج ثم تكون خلافة على منهاج النبوة والتي كانت بعنوان
الأدلة الشرعية لوجوب الخلافة بدأ السيد شريف زايد بالتعريف بمعنى الخلافة وانها تعني رئاسة عامة للمسلمين
مستندا الى الأدلة الشرعية وانها وعد من الله سبحانه وتعالى وبشر بها النبي صلى الله عليه وسلم .
اما الأدلة التي ساقها لوجوب وجود الخلافة فقد قال أنها من الكتاب والسنة واجماع الصحابة فذكر الاية
وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوْكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيْدُ اللهُ أَنْ يُصِيْبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوْبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيْرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُوْنَ.وقال ان هذا الخطاب أمر من الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم والدليل قوله تعالى (
وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوْكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيْدُ اللهُ أَنْ يُصِيْبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوْبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيْرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُوْنَ) . وخطاب الله تعالى للرسول صلى الله عليه وسلم هو خطاب للأمة الاسلامية ما لم يرد دليل على التخصيص . وهنا لم يرد خطاب خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم .
أما طاعة اولي الأمر فهي طاعة مرهونة بطاعة الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم فهي تكون واجبة
والدليل من السنة وهو حديث (
من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة ولا حجة له ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية) . فالقضية ليست قضية بيعة خليفة القضية ان يكون هناك خليفة يستحق البيعة . فإذا مات المسلم دون بيعة مات ميتة جاهلية . والحديث الثاني (إنا الإمام جنى يقاتل من ورائه ويتقى به ) . هذه الأحاديث التي أوردتها هي إخبار عن فوائد الإمام ، والنبي صلى الله عليه وسلم وصف الإمام جنة يعني وقاية .أيضا يبينفوائد هذا الإمام فهذا طلب والطلب إذا كان يتضمن المدح فهو طلب فعل ، وإذا كان طلب ذم فهو طلب ترك . وهنا طلب مدح لأن النبي صلى الله عليه وسلم وصف الإمام بانه جنة يقاتل من ورائه ويتقى به .
والحديث الذي رواه ابو هريرة والذي يقول فيه (
كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي وإنه لا نبي بعدي وستكون خلفاء فتكثر قالوا فما تأمرنا قال فوا ببيعة الأول فالأول وأعطوهم حقهم فإن الله سائلهم عما استرعاهم) فهو يبين أن الخلفاء هم الذين يسوسوا . ويسوسوا هنا بمعنى يرعى شؤونهم وبشكل سريع نقول أن السياسة هي رعاية شؤون الناس بالاسلام . والسياسة ليست هي الكذب والدجل والخداع كما يحاول البعض أن يروج لها .حتى يقولون فيها انتمالذين تتحدثون عن الاسلام لا تتدخلوا في السياسةلأن السياسة دجل وكذب ونريد ان ننحي السياسة لأن الدين دين تقي وطاهر فلا تخلطوه في السياسة حتى لا يلوث . هذه سياسة الغرب الميكافيلية هذه السياسة نحن نرفضها ونحن ضدها ، أما السياسة في الاسلام فهي رعاية شؤون الناس ، ولذلك سمي الذي يرعى شؤون الخيل سائسا . والنبي صلى الله عليه وسلم استعمل هذه الكلمة في الحديث الذي رواه ابو هريرة الذي يقول كانت بنو اسرائيل تسوسهم الانبياء ، أي ترعى شؤونهم ، إذا فالذي يرعى شؤون الناس في الاسلام هم الخلفاء .
الأمر الثاني :الأمر بطاعة الخلفاء : أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول
( « من كره من أميره شيئا فليصبر عليه، فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات فميتته جاهلية ». الامر بطاعة الخلفاء وقتال من ينازعهم هو امر بإقامة الخليفة والمحافظة على خلافته والرسول صلى الله عليه وسلم يقول (من بايع إماما فأعطاه صفقة يده وثمرة فؤاده فليطعه فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر ) .قد اجمع الصحابة على لزوم إقامة خليفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وفاته عليه الصلاة والسلام وظهر تأكيدهم لهذا اللزوم من تأخيرهم لدفن الرسول صلى الله عليه وسلم وانشغالهم في تجهيزه بتنصيب خليفة للمسلمين عندما اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة ، لأن مسألة اختيار خليفة للمسلمين يحكمهم بالاسلام هي مسألة عظيمة ومهمة جدا ، وتركوا جثمان النبي صلى الله عليه وسلم مسجى على فراشه ليلتين وبعد أن تم بيعة أبو بكر رضى الله عنه في اليوم الثاني قاموا بدفن الرسول صلى الله عليه وسلم . إذن هذا دليل على إجماع الصحابة على لزوم إقامة خليفة للمسلمين يحكمهم بالاسلام .
الدليل الثاني : أنه بعد وفاة أبو بكر رضى الله عنه أجمع المسلمون على إقامة خليفة يحكم المسلمين وبعد وفاة عمر وعثمان رضي الله عنهم اجمع المسلمون على ذلك ايضا .فإذن مع اختلاف الصحابة على شخص من يكون الخليفة إلا أنهم لم يختلفوا أبدا على انه يجب ان يكون للمسلمين خليفة يحكمهم بالاسلام .
إذن إقامة الدين وتنفيذ أحكام الشرع في جميع شؤون الحياة مسالة فرضها الله سبحانه وتعالى وهذا لا يتم إلا بإقامة الخلافة الاسلامية وبيعة خليفة للمسلمين يحكمهم بما انزل الله . فمالا يتم الواجب الا به فهو واجب وهذه قاعدة شرعية .
وطالما أن إقامة الدين وتنفيذ أحكام الشرع في جميع شؤون الحياة فرض على المسلمين ، فإن هذا لا يمكن ان يتم إلا بتنصيب خليفة .
إذن وجوب وجود خليفة للمسلمين يحكمهم بالاسلام فرض وواجب على المسلمين .
إن القعود عن إقامة خليفة للمسلمين هو معصية من اكبر المعاصي يعاقب عليها والتقصير فيها كالتقصير في أي واجب كالصلاة والحج والزكاة وغيرها . واكثر من من ذلك الخلافة تاج الفروض ، هي الفرض إذا وجد وجد باقي الفروض ، فعدم تطبيق شرع الله سبحانه وتعالى وعدم إقامة الخلافة هي منكر من أكبر المنكرات التي يحاسب الله سبحانه وتعالى عليها ، والقعود عليها إثم عظيم .
اللهم نجنا من القوع في هذا الاثم ، واجعلنا من العاملين المخلصين لتحكيم شرعك وإقامة الخلافة الاسلامية
واجعلنا من المخلصين في هذا العمل إنك القادر على ذلك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
-------------------------------------
التعليق
بارك الله بالسيد شريف زايد على ما تفضل به وبارك الله بقناة الحافظ والقائمن عليها لبثهم هذا البرنامج القيم
إن ما جاء في هذه الحلقة من تبيان لأهمية العمل لعودة دولة الخلافة مهم جدا للمتلقي ان يعرف به
فقد اتى على ذكر أدلة شرعية تؤكد وجوب العمل لقيام دولة الخلافة ربما كثير من المشاهدين لم يكونوا يعرفون أنها بهذه الأهمية
بسبب التعتيم عليها في الاعلام العربي خاصة القنوات الفضائية الدينية ، ولم ياتي أي شيخ من مشايخ القنوات الفضائية الدينية على الحديث على اهمية العمل لعودة دولة الخلافة ناهيكم عن التحريف لكثير من الايات والاحاديث التي تتناول هذا القضية المهمة قضية الخلافة والعمل لعودتها ، فكان المتلقي تقريبا مغيبا تماما عن المعنى الصحيح لقضية الخلافة ووجوب العمل لعودتها . مفاهيم اسلامية مهمة جدا مغيبة عن المتلقي ،و هذا البرنامج وهذه الحلقة طرحت بعض المفاهيم المغيبة عن المتلقي و سيجد الملتقي أيجابات تساؤلات لم يكن يعرف إجابتها .