السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
الحلقة السادسة عشر من برنامج ثم تكون خلافة
عنوان الحلقة : الديمقراطية تلك الفكرة التي لها رواجاً كبير في مصر وغيرهامن بلاد المسلمين . نحن نفهم ان يروج لهذه الديمقراطية العلمانيين ومن شايعهم من المضبوعين في ثقافة الغرب ، ولكن من غير المفهوم ان يروج لهذه الديمقراطية التي هي بضاعة غربيةأراد بها الغرب المستعمر الكافر لبلادنا ليروج لهذه الفكرة التي تفصل الدين على الحياة ، فمن المستغرب أن يروج لهذه الفكرة بعض الاسلاميين على اعتبار أنها بضاعتنا ردت الينا كما يقول بعضهم . أو على اعتبار أن الديمقراطية بلغة الفقه كما يقول البعض الاخر هي الشورى في الاسلام .
هذا الترويج لهذه الفكرةغير مقبول في بلاد المسلمين والسبب أولا: أن الديمقراطي فكرة نتجت في الغرب مع الكنيسةفي بلاد اوروبا من جهة وبين بعض المفكرين حاولوا أن يلغوا الدينمطلقاً من حياة الناس فيضعوا القوانيين ويسنوا التشريعات .
فكانت الديمقراطيةعبارة عن حل وسط بين الطرفين ، بين طرف يريد ان يلغي الدين مطلقاً من حياة الناس وبين طرف اخر يريدان يحكم الدين في كل كبيرة وصغيرةفي حياة الناس ، فكان الحل الوسط لا نلغي الدين بل نعزله في الكنيسة .
فكانت فكرة الديمقراطية هي إعطاء حق التشريع للناس . في الاسلام حق التشريع لله سبحانه وتعالى لا يمكن لفرد ولا لمجلس تشريعي ولا لحاكم أن يشرع بعقلهوهواه دون الله سبحانه وتعالى .
لكي نبرزز هذه المسألة ونبين بشكل واضحأن الديمقراطيةتخالف الاسلام هناك عدة نقاط للحديث عنها :
النقطة الأولى
هل يستطيع العقل البشري أن يضع تشريعات تعالج مشكال الانسان في علاقته مع غيره من الناس ؟
إن العقل البشري قاصر ناقص ومحدود ولا يستطيع أن يحكم حكماً صحيحاً على كثير من الاشياء والافعال بالحسن والقبح .
إن الحكم لله سبحانه وتعالى " لله الخلق والأمر " والله سبحانه وتعالى خلق الاشياء وبين له الطريق الذي يجب غليه أن يسلكه
فالعقل البشري يرى اليوم شيئاً أنه صحيح وبعد فترة بسيطة من الزمن يغير رأيه في هذا الشيء فمثلاً الزنا في فترة لا تزيد عن عقود ي أوروبا كان الزنا شيئا مقيت ومحرم بعد فترة بسيطة أصبح الزنا طبيعي جداً بل تعدى بعد ذلك أن تسمح التشريعاتفي أوروبا بسماح زواج الرجل بالرجل والمرأة بالمرأة .
كما أن عقول البشر متفاوتة تختلف فيما بينها فما نراه نحن في بلادنا أنه أمر لا يجب أن يكون ، في بلاد اخرى يكون طبيعي كالصداقة بين البنت والولد في بلادنا هذه العلاقة لا تجوز .
الديمقراطية التي يريد أن يقول أن العقل البشري قادر على أن يضع التشريعات والقوانيين تسير الانسان في هذه الحياة فهو مخطيء . الحق سبحانه وتعالى هو الذي خلق الانسان ويعلم ما توسوس له نفسه ويعلم ما يحتاج هذا الانسان .
النقطة الثانية :
كثير من الناس يروج للديمقراطية ينتقدون ويقولون لماذا تقبلون من الغرب كل هذه التكنولوجيا والانترنت والتطور العلمي الكبير ، نحن نستعمل هذه الاشياء وغيرها ونعتبر هذا طبيعياً ثم نرفض الديمقراطيةعلى اعتبار أنها من الغرب ؟
الذين يقولون هذا الكلام يقولونه من باب التضليل ، وهم لا يفرقون بين الحضارة والمدنية ، بين ما يجب أن يأخذه المسلمون من الغرب وبين ما لا يجب أخذه .
الحضارة خاصة وثقافة خاصة لأن الحضارة تتعلق بوجه النظر عن الحياة ، ووجهة نظر الغرب عن الحياة أن الدين لله والوطن للجميع، وبفصل الدين عن الحياة ، ولا سياسة في الدين ولا دين في السياسة .
بينما في الاسلام الحضارة الاسلامية تقوم على العقيدة الاسلامية، تقوم على أساسأن الاسلام دين والدولة جزء منه . تقوم على الرسول صلى الله عليه وسلم كان نبياً رسولا وككان حاكماً في نفس الوقت .
أما المسائل المدنية مثل الانترنت والاختراعات وغيرها هذه أشكال مدنية لا تتعلق بوجهة النظر في الحياة فلنا أن نأخذها .
فالديمقراطية لها وجهة نظر معينة في الحياة تفصل الدين عن الحياة ، فلا يجوز أخذها .
ودعاة الديمقراطية يقولون أنت تريد أن تكون ديكتاتوري وتطالب بالديكتاتورية ، فكأنهم بذلك يحصروننا في خياريين لا ثالث لهما . أذا لم تكن ديمقراطي فأنت ديكتاتوري ، إذا لم تكن مع الحرية قأنت نصير الاستبداد كل هذا غير مقبول .
هناك خيار اخر هو الاسلام وهو الاصل . فأنا لست ديكتاتورياً ولا ديمقراطياً ، ولا أتكلم بالحرية بالمفهوم الغربي التي تعطي للانسان حق الالحاد يقول ما يشاء متى شاء أينما شاء، ويحق له ان يمتلك ما يشاء بأي وسيلة كانت، وبنفس الوقت أنا لست نصير الاستبداد ، أنا مسلم والاسلام يأمرني أن أتبع النبي صلى الله عليه { وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}
إن النظام الديمقراطي له مساويء كثيرة ، فالذين يقولون نحن نضع الدستور ونصوت عليه حتى نأخذ رأي الأغلبية وبالتالي الشعب هو الذي يضع الدستور . هذا الكلام مناقض للواقع بالذي يضع الدستور مجموعة من الدستوريين الذين يفهمون تفاصيل هذه المسألة ، وعندما تعرض على الشعب كثير من الناس لا تعرف هذه التفاصيل وهم يريدون أن يصوتوا على الدستور دفعة واحدة . إما نريد هذا الدستور وإما لا . إضافة الى أن هناك قطاع كبير من الناس لا يشاركون في التصويت ولا يريدونهذا الدستور ، ناهيك عن الذين يكون تحت السن القانوني للتصويت .
كل هذه الامور تبين أن مسألة الديمقراطيةهي كذبة وأكبر كذبة في التاريخ ، فالديمقراطية في أمريكا مثلا يكون الحكم سجالاً بين الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي . وفي بريطانيا يكون بين حزب العمال وحزب المحافظين . هذا حكم القبيلة وحكم العشيرة ، وهذه الاحزاب تدعمها الشركات الكبرى التي تتحكم في العالم والتي تصل بمن تريد الى الحكم ليحقق مصالحها .
فالديمقراطية بالنسبة لنا المسملين مرفوضة لأنها مخالفة لحكم الله سبحانه وتعالى لأنها تضع التشريع في يد الشعب ، بينما هو التشريع بيد الله سبحانه وتعالى . كما أنها فكرةمخالفة ومناقضة للواقع ولا تنطبق عليه .
نحن ندعو الى فهم الديمقراطية بهذا المعنى ، ولا ينصاعوا لمن يروج لهذه الديمقراطية على أنها فكرة عظيمة بينما هي فكرة مخالفة للاسلام .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
=================
التعليق
شرح وافي ومبسط لمفهوم ولمعنى الديمقراطية الحقيقي وحكم الشرع فيها .
هذه الديمقراطية التي ترسخ في عقول أبناء الأمة انها البديل الوحيد لخلاصهم وهي التي من شأنها ان تخلصهم من الظلم والاستبداد الذي يعانوه من حكامهم . وساهم العلماء بترسيخ هذا المفهوم في عقول الناس عندما أوهموهم أنها لا تتعارض مع الاسلام . والاعلام أيضاً له الدور الكبير في الترويج للديمقراطية مما زاد في تضليل الناس فاختلط عليهم المفاهيم وحكمها في الشرع.
فهذا البرنامج يعمل على توضيحها للمتلقي ، والتي يحتاج أن يشاهدها باستمرار حتى يفهمها الفهم الصحيح .