السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
جرعة وعي (1)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
الر ۚ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1) سورة إبراهيم.
جاء في تفسير بن كثير
{ كتاب أنزلناه إليك} أي هذا كتاب أنزلناه إليك يا محمد، وهو القرآن العظيم الذي هو أشرف كتاب أنزله اللّه من السماء، على أشرف رسول بعثه اللّه في الأرض، إلى جميع أهلها عربهم وعجمهم، { لتخرج الناس من الظلمات إلى النور} أي إنما بعثناك يا محمد بهذا الكتاب لتخرج الناس مما هم فيه من الضلال والغي، إلى الهدى والرشد، كما قال تعالى: { هو الذي ينزل على عبده آيات بينات ليخرجكم من الظلمات إلى النور} الآية،
لكن يتساءل المسلم ما هي الطريقة العملية الشرعية لتطبيق شرع الله وإخراج الناس من الظلمات إلى النور وقد إستبد الطغاة وعلمنوا المجتمعات وحكموا بغير ما أنزل الله؟ فالقضية ليست قضية فرد بل قضية جماعة فيجب العمل لإنقاذ الناس جميعا.
والجواب يجده في الآية الكريمة:
وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ( 104) آل عمران
وجاء في تفسير بن كثير
يقول تعالى: ولتكن منكم أمة منتصبة للقيام بأمر اللّه في الدعوة إلى الخير، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر { وأولئك هم المفلحون} قال الضحاك: هم خاصة الصحابة، وخاصة الرواة يعني المجاهدين والعلماء، وقال أبو جعفر الباقر، قرأ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : { ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير} ثم قال: (الخير اتباع القرآن وسنتي) ""أخرجه ابن مردويه"" والمقصود من هذه الآية أن تكون فرقة من هذه الأمة متصدية لهذا الشأن، وإن كان ذلك واجباً على كل فرد من الأمة بحسبه، كما ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان)، وفي رواية: (وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل) وروى الإمام أحمد عن حذيفة بن اليمان أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: : والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن اللّه أن يبعث عليكم عقاباً من عنده ثم لتدعنه فلا يستجيب لكم) ""أخرجه أحمد والترمذي وابن ماجة
فعلى المسلم أن يقوم بفرض الدعوة إلى الخير وهو الإسلام وأن يآمر بالمعروف وينهى عن المنكر مع جماعة أو كتلة تدعو إلى الإسلام فيقول الحق ويبين الأحكام الشرعية في كل القضايا المتعلقة بالمسلمين وبالناس إن كانت سياسية أو إقتصادية أو إجتماعية أو تعليمية فكلها تصب في رعاية شؤون الإنسان بالإسلام وتسوسه بما أنزل الله تعالى. فما نرى اليوم من مشاكل ومصائب وفواجع حلت بالمسلمين بسبب غياب تطبيق شرع الله والقيام بالفروض وإجتناب النواهي وإعلام اليوم يروج للعكس لأنه إعلام علماني تابع للنظام الحاكم الفاسق الذي عمل على الترويج للكفر، ولن يكون القيام بالدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكرات كاملاً إلا دولة للمسلمين أي بإقامة كيان تنفيذي يطبق الإسلام كاملا على الفرد والمجتمع والناس كافة، فعلى الجماعة أن تعمل لإقامة تاج الفروض الدولة الإسلامية دولة الخلافة الراشدة التي يُرفع بها القرآن ويطبق وسنة رسول الله ليخرج الناس من الظلمات إلى النور.
|