عندما يعمل الإعلام على حرف أنظار الناس عن جوهر القضية إلى بعض مظاهرها , تصبح القضية السورية مأساة جوعى وعطشى لا قضية أمة تريد خلع النظام خيارات

[أم عبادة]

تواصل وسائل الإعلام المختلفة وعلى رأسها الجزيرة تسليط الأضواء على معاناة الأطفال السوريين المهجرين في الداخل والخارج ... معاناة الجوع والعطش والحرمان من التعليم ومن اللعب ....
وقبلها قامت هذه الوسائل الإعلامية بتحويل قضية الفلسطينيين في غزة إلى هذا المنحنى ....
تملأ صفحاتها وشاشاتها بصور الأطفال الجوعى والمرضى وتورد أصواتهم يئنون ويتوسلون لقمة العيش ..... ثم تلحق ذلك بدعوة للمحسنين أن تبرعوا بما يساهم في سد حاجات هؤلاء الأطفال البؤساء ...
بغمضة عين تستطيع وسائل الإعلام تحويل القضايا عن جوهرها ... وجعلها قضية لقمة عيش، وحياة أي حياة ..... متجاهلة أن الثورات إنما قامت تتمرد على هذه الحياة الهزيلة التي تغمس فيها لقمة العيش بالذل والمهانة، وإهدار الكرامة ....
للجزيرة خاصة وسائر وسائل الإعلام عامة نقول : إن قضية الشعب السوري والشعوب الإسلامية عامة هي قضية أسمى وأرفع من أن تكون لقمة عيش وجرعة ماء .... إنها قضية حياة كريمة وكبرياء .... قضية أمة تريد العودة لشرع ربها ونبذ شرعة الطاغوت ... هي منذ خرجت تطالب بإسقاط أنطمة الجور والطاغوت كانت تعلم ما ستلاقيه من هذه الأنظمة من بطش وقتل وتجويع وتنكيل .....
ولو كانت تريد حياة أي حياة لما ثارت ولا تمردت ولبقيت على حياتها الاولى كالأنعام تاكل وتشرب وتنام .....
أما أن قضية الأمة قد طالت وجبروت الطواغيت قد فاق التصور .... فذلك لا يعالج بتزويد الناس بالماء والطعام والكساء .... بل بتحريض الجيوش على تحمل مسؤولياتها في نصرة دينها وحماية أمتها .... هكذ يغاث الأطفال والنساء والشيوخ ... وليس بجمع المساعدات والتبرعات ... وإدخالها للناس تحت قصف البراميل المتفجرة والكلور السام ......
لكن مثل هذه الحلول الجذرية لا تتوقع من وسائل إعلامية تابعة لحكام الضرار .... الحكام الطواغيت الذين لا يتحركون إلا بأمر أسيادهم ووفق أجندات هؤلاء الأسياد