وقع انفجار جديد بالعاصمة الأفغانية كابول صباح يوم 20 أكتوبر 2021 فى محلية "دهمازانغ" بمنطقة الشرطة الأفغانية، وتسبب صوت الانفجار فى بث حالة من الذعر بين السكان، وقد هرعت قوات طالبان الأمنية إلى المنطقة على متن مركبات. لقد وقع الإنفجار رغم تنبه قوات طالبان لهجوم وشيك، وإقامة عدة نقاط تفتيش فى مدينة كابول فى اليوم السابق للإنفجار، وقيامها بفحص كل مركبة تمر عبر الطرق الرئيسية فى مواقع متفرقة بالمدينة"، كما جاء التفجير فى خضم سلسلة من التفجيرات الدموية التى أسفرت عن مقتل وإصابة عشرات المواطنين فى عدد من الولايات الأفغانية فى الأسابيع الأخيرة، وآخرها فى مدينتى "قندوز" و"قندهار"، والتى أعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" مسئوليته عنها. ويلمس المتابع للشأن الأفغانى مدى حرص باقى التنظيمات ذات الأيديولوجيات المتعارضة مع حركة "طالبان" وخاصة تنظيم "داعش/خراسان" على إحراج موقف "طالبان"، وإلحاق الخسائر الممكنة بصفوفها، وبث أعمال العنف، لإثبات عدم قدرة طالبان على السيطرة على الموقف على الساحة الأفغانية منذ سيطرتها على السلطة يوم 15/8/2021. وفى سياق تلك الأحداث، تتبلور مجموعة من الإستنتاجات الهامة الواضحة كالشمس والتى تنذر بإتساع المواجهات الدموية فى أفغانستان، وتؤكد إستمرار معاناة الشعب الأفغانى وصعوبة عيشه فى أمان وإستقرار، خاصة مع صعوبة تركيز سلطة "طالبان" على توفير إحتياجاته لأنها ستنشغل لفترة ليست وجيزة بمواجهة التنظيمات المسلحة ذات التاريخ الدموى العنيف داخل وخارج أفغانستان، وخاصة "داعش". وفى نفس الإطار يدرك الشعب الأفغانى مدى خطورة الوضع ببلاده، واضعاً نصب عينيه حجم الدمار والخراب الذى خلفه تنظيم "داعش" فى سوريا والعراق، والذى يُعد محفزاً للأفغان لمقاومة مثل تلك التنظيمات، لا سيما مع فراغ جعبتها من أية أجندة تتعلق بتحقيق مصالح المواطن والشعب الأفغانى، وحمايته، وتوفير الأمن والإستقرار له.
|