يهل علينا الليلة هلال رمضان معلناً بدء شهر الصيام .... شهر التوبة والمغفرة والعتق من النار لكن الإعلام التابع لحكوماتنا الوطنية استقبل الشهر الفضيل منذ أكثر من شهر بنشر الدعايات لبرامج ومسلسلات التسلية الفساد والمجون ..... التي أعدها ما يسمون بالإدباء والفنانون والمستثمرون، لم لا والصوم بعد أن كان عبادة يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى يرجو عفوه وغفرانة ..... صبح عبادة ثقيلة يبحث المسلم عن وسائل التسلية التي تنسية انه صائم وتخفف عنه آثار الصيام .... بمتابعة برامج التسلية المفسدة عبر التلفزيون تارة أوبالخروج إلى الاماكن العامة حيث التسكع وتناول أنواع المشهيات والمرطبات، للتمتع بفترة الإفطار قبل ان يداهمه الوقت ويدخل وقت الصوم والامتناع عن الطعام والشراب فهل يليق هذا بنا ..... هل اختزل رمضان ليصبح معاناة في النهار .... وتصبر ومصابرة في الليل !!!! يا لها من خدعة دخل بها علينا الإعلام الخبيث حين نشط في تحضير برامج المسابقات للصائمين وبرامج التسلية لتخفيف آثار الصيام على الناس .... فانقلب حال الناس .... فبعد أن كان الناس ينتظرون رمضان لزياردة جسناتهم وتكفير سيئاتهم واقتناص المغفرة والعتق من النار .... فيجتهدون في شهر العبادة والصيام في القيام والقراءة القرآن وصلة الرحم والصدقة وكل ما يرونه يساهم في تحقيق غايتهم نيل المغفرة والنعتاق من النار ... هذا على مستوى الأفراد .... أما على المستوى العام .... فمعظم الحوادث الفاصلة في تاريخ المسلمين وقعت في رمضان .... ما يدل على فهم المسلمين الدقيق لكيفية الاستفادة من بركات هذا الشهر العظيم .... فكثرون من الأعمال العظام التي تحتاج معية الله وتوفيقة ونصره لتكون اعمالهم ودعواتهم أقرب للإجابة فأي وقت أفضل من وقت الصيام وأي صيام أفضل من صوم الفريضة .... سقى الله تلك الأيام وأعادها لنا عن قريب .... اليوم .... لا دولة خلافة ترعى المسلمين وتقودهم إلى الأعمال الكبيرة والمشاريع العظيمة التي يتحين لها رمضان لتقام في أيامه الفضيلة لتنال القبول والتوفيق من رب العالمين ...... أما على المستوى الفردي ...... فكلما عاد الناس لفهم قيمة رمضان وفضله وقرروا استغلال هذا الشهر العظيم للتقرب إلى الله تعالى بما يحب ويرضى حتى يرضى عنا فيكف عنا أيد الظالمين ويحقن دماء المسلمين ويمن علينا بالنصر والتمكين ...... ازدادت الهجمة الشرسة من اجهزة الدولة المختلفة وعلى رأسها الإعلام لحرفهم عن فهمهم الصحيح وعرقلة أعمالهم الحميدة ..... وإشغالوهم بنافه الأعمال وسقطها ...... فإلى متى تستمر هيمنة الإعلام المضلل على عقول الناس ؟؟؟ وإلى متى يظل المسلمون أسرى هذا الإعلام الخبيث. أسأل الله تعالى أن ينير أبصار وعقول المسلمين ليروا الحق حقاً فيتبعوه ويروا الباطل باطلاً فيجتبوه .... اللهم استخدمهم لنصرة الدين وأبعد عنهم أعوان الشياطين . وعجل اللهم لنا نصرك المؤزر المبين، وأهلك أعداءك أعداء الدين ..... ورمضان مبارك على الجميع ..... وكل عام ونحن وأنتم وجميع المسلمين بخير وإلى الله أقرب
|