تركيا وبريطانيا بين الاستقلال والتبعية خيارات

[الخلافة خلاصنا]

تركيا وبريطانيا بين الاستقلال والتبعية

خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي حدث كبير استأثر بتغطية واسعة جدا من الإعلام، ولكن موضوع طلب تركيا الدخول للاتحاد الأوروبي يختلف بعض الشيء عن حدث خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

فبريطانيا خرجت بإرادتها حتى لا تذوب في الاتحاد الأوروبي رغم أن دول الاتحاد أغلبهم نصارى، وتركيا التي غالبية سكانها مسلمين مصرة على دخول الاتحاد الأوروبي وهي تعلم أن هناك شروطا قاسية عليها ومع ذلك يتم طردها باستمرار وهي تذل نفسها كثيرا بإصرارها على دخول الاتحاد الأوروبي.

والنقطة الثانية هنا هي أن بريطانيا حكومتها مستقلة تتخذ قراراتها بنفسها، بينما تركيا شعبها يريد أن ينضم لإخوانه المسلمين في دولة الخلافة، وحكامها العملاء لأمريكا لا يريدون الخلافة، بل يريدون دخول الاتحاد الأوربي لتحقيق أهداف الدول الغربية.

كان حريا بحكام تركيا بدل أن يسعوا لدخول هذه الاتحاد النصراني المعادي للمسلمين أن يعملوا مع المسلمين للتوحد في دولة الخلافة، ولكن أنى للعملاء أن يتخذوا قرارات من ذات أنفسهم.

لو كانوا فعلا يتخذون قرارات من ذات أنفسهم ولنأخذ الفترة الحالية مثلا لعملوا على إسقاط الأسد في سوريا بالقوة العسكرية وبالتعاون مع أهل سوريا لتأسيس نواة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، ومن ثم التوسع في دولة تصهر شعوبها جميعا في بوتقة الإسلام في نظام وحدة وليس في نظام اتحاد يمكن لدوله أن تنفصل.

ولو كانوا فعلا يتخذون قراراتهم من ذات أنفسهم لما سمحوا لأمريكا بأن تتخذ بلادهم منطلقا لقواته العسكرية لقصف المسلمين في سوريا والعراق من قاعدة أنجرليك وغيرها، ولما سمحوا بأن يكونوا يدا لأمريكا في تدريب واحتضان المعارضة السورية العميلة لأمريكا، ولما أقاموا علاقات دبلوماسية مع يهود السرطان الخبيث الذي تم زرعه في العالم الإسلامي.

أما بريطانيا فيظهر عليها الاستقلال حين تتخذ قرارات تصب في مصلحتها ومصلحة شعبها، ويظهر عليها قيامها بالأعمال السياسية المنافسة لأمريكا رغم ضعفها، وليس المجال هنا لبحث أعمال بريطانيا في مواجهة أمريكا.

إذن الفرق شاسع بين بريطانيا التي تتخذ قراراتها بنفسها وبين تركيا التي يخضع حكامها لأمريكا، وطبعا نسأل الله أن يشتت شمل الكافرين، فنحن نحب أن نراهم متفرقين متشرذمين ومتقاتلين وذلك لشدة إجرامهم بحق المسلمين، .... ولكن هناك بعض الأسئلة التي يجب الإجابة عليها من قبل مؤيدي انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي وتأييد قادتها في مسعاهم دخول الاتحاد الأوروبي :
• ما هي مصلحة تركيا في دخول الاتحاد الأوروبي؟؟
• ما هي الشروط التي ستنفذها تركيا لقاء دخولها الاتحاد؟؟
• هل ستتخذ ذلك الدخول طريقا لنشر الإسلام مثلا؟؟
• هل قرارات تركيا في دخول الاتحاد نابعة من نفس حكام تركيا أم أن دولا خارجية تملي عليها ذلك؟؟
• أيهما أفضل أن تعمل تركيا على نصرة أهل سوريا وإقامة الخلافة أم الانضمام لنادي دول صليبية كلها معادية للإسلام وأهله؟؟

وغيرها الكثير من الأسئلة والتي بأدنى تفكير فيها من أي شخص حصيف يدرك أن دخول تركيا للاتحاد الأوروبي لن يخدم إلا الكفر وأهله.

ومع ذلك يتم رفض طلبها كثيرا وهي تتذلل للأسف عند أقدام الأوروبيين علهم يقبلونها بينهم، ترى الاحتقار من الأوروبيين للإسلام وأهله وهي مصرة على دخول الاتحاد، ترى الحرب الشرسة التي تمارسها بعض دول الاتحاد على الإسلام وهي تتذلل لدخول الاتحاد.

إن حكام تركيا الحالين هم كحكام المسلمين الآخرين مصيبة يعاني منها المسلمون في تركيا وفي العالم، ويجب على أهل تركيا العمل الجاد على التخلص منهم وإقامة الخلافة على أنقاض عروشهم لتوحد المسلمين وتنقذ المسلمين مما هم فيه.


https://www.facebook.com/145478009128046/ph...0426005/?type=3