منتدى الناقد الإعلامي

السلام عليكم , للمشاركة اختر ( دخول | تسجيل )



ملتيميديا

مقتطفات فيديو من انتاج الشبكة

8 الصفحات V  « < 2 3 4 5 6 > »   
Reply to this topicStart new topic
> المختار من رسائل المجموعات البريدية التي أنصفت قضايا الأمة
طالب عوض الله
المشاركة Dec 7 2011, 02:12 PM
مشاركة #61


كاتب وباحث إسلامي
صورة المجموعة

المجموعة: الكتّاب
المشاركات: 378
التسجيل: 26-September 11
رقم العضوية: 55




بسم الله الرحمن الرحيم

ماذا يعني تطبيق الشريعه
م. موسى عبد الشكور
الحلقه الرابعه :
قلنا ان النظر الى الاشياء المحسوسة التي يعيها الانسان يؤكد وجود خالق خلقها ودبّرها أي أوجد الاشياء من عدم بعد أنْ لم تكن موجودة. فكل كوكب من الكواكب ونجم من النجوم في هذا الكون، وكل جانب في الانسان، وكل مظهر من مظاهر الحياة، يقدم الدليل تلو الدليل، وبصورة قطعية لا تحتمل الشك، على وجود الله الخالق المدبر. ذلك لأن هذه الاشياء محتاجه الى غيرها سواء في ذاتها او صفاتها او مساراتها او نظمها وانها مخلوقه

هذا بالنسبة للعقل، أما بالنسبه للشرع،" فان النصوص التي وردت لمجرد التأكيد ان هذه الرسالة السماوية تعتمد على العقل طريقاً للايمان، حتى اذا ثبت أنها جاءت من عند الله، ازداد المؤمن بها ككل وكجزئيات ايماناً على ايمان " فقد نظر القرآن الكريم، "المصدر الأول للاسلام"، فقد ظهر من الآيات العديدة المؤكدة لهذا المعنى. ففي سورة آل عمران، آية 190، نجد قوله تعالى "إن في خلق السموات والارض، واختلاف الليل والنهار، لآيات لأولي الألباب". مما يستثير العقول لتدبّر هذه الاشياء الكونية وما فيها من نقص في ذواتها، وعجز في تحركاتها وقدراتها، واحتياج فيها لغيرها. كما نجد في سورة الروم، آية 22، قوله تعالى "ومن آياته خلق السموات والارض، واختلاف ألسنتكم وألوانكم"، مما يضيف بعض جوانب الانسان الى مظاهر الكون في استثارة التفكير والتدبّر واستعمال العقل. ونجد هذا في قوله تعالى في سورة الغاشية، آيات من 17 الى 20 "أفلا ينظرون الى الإبل كيف خلقت، والى السماء كيف رفعت، والى الجبال كيف نصبت، والى الارض كيف سطحت". والآيات 5 و 6 و 7، فقد لفتت النظر الى الانسان وحده. إذ يقول تعالى "فلينظر الانسان ممَّ خلق، خلق من ماء دافق، يخرج من بين الصلب والترائب" .. فهذه الآيات وأمثالها تطالب الانسان أن لا يمرّ بالاشياء المحسوسة من حوله دون تفكر وتمعّن وتدبّر سواءا فيها او في كل ما يتعلق بها. لأنه بذلك يصل الى الاستدلال القاطع بأن الخالق المدبر موجود، ويكون استدلاله قاطعاً لأنه استند الى اشياء يقع عليها الحس فيصل الى نتائج قطعية وحتمية. الأمر الذي يجعل الايمان بالله ليس ايمان الشك وانما الايمان الراسخ بعد أن أجهد العقل بكل تجرّد ونزاهة واستخدم الأدلة والبينات العقلية والحسية بكل دقة وأمانة. وليس ايمانا موروثا من الاباء

وبالرغم من هذه النتائج القطعية في الايمان العقلي الا انه يبقى جانبان مهمان لا بد من تسليط الضوء عليهما حتى لا يشوشا على هذا الايمان القطعي. ألا وهما تدخل الفطرة والوجدان فيه، وقصور العقل عن إدراك غير المحسوسات لان العقل لا يستطيع البحث الا في الواقع الذي يقع عليه حسه أي حواسه الخمسه
وبالرغم من هذه النتائج القطعية في الايمان العقلي الا انه يبقى بين أيدينا جانبان مهمان لا بد من تسليط الضوء عليهما حتى لا يشوشا على هذا الايمان القطعي. ألا وهما تدخل الفطرة والوجدان فيه، وقصور العقل عن إدراك غير الحسّيات وغير المعقولات.
والفطرة هي طبيعة الانسان التي خلقه الله عليها من كونه كائناً حياً لديه غرائز وحاجات عضوية تدفعه للقيام بالاعمال . كما لديه عقل يوجّه تلك الغرائز والحاجات ويضبطها لتسير وفق مسارات معينة. وهذا العقل وتلك الغرائز والحاجات العضوية تحكمها حدود معينة لا تتجاوزها لا في ذاتها ولا في مهماتها. ومن هنا قيل ان الفطرة البشرية تقرّ بالبداهة بأن الانسان عاجز وناقص ومحتاج لغيره، وهي بالتالي تقرّ بأن الانسان مخلوق لخالق.
فالفطرة الانسانيه تتدخّل في الايمان فلا شك ان الخالق المدبر مما ترشد اليه فطرة الانسان السوية وطبيعته النقية التي كما أسلفنا تعلن عن حقيقة الذات الانسانية وما فيها من نقص وعجز واحتياج في ذاتها وصفاتها الى الخالق المدبر. ولكن الخطورة في ترك الفطرة مصدراً يحتَكَم اليه وحده في الايمان تكمن في كونها تعتمد على الوجدان وحده في ذلك. والوجدان لا يجوز ان يكتفى به في الايمان، لأنه مجموعة من المشاعر والعواطف التي تزدحم بالخيالات والأوهام، مما يضفي على الايمان ما يسمى بالحقائق، وما هي الا أوهام. مما يقود المؤمن الى الكفر او الضلال .. وإلا فمن أين جاءت عبادة الاصنام، ومن أين ازدحمت في النفوس الخرافات والترّهات. انها نتيجة لخطأ الوجدان الذي تُرك وحده سبيلا للايمان، فأضاف لله سبحانه صفات تتناقض مع الألوهية، كأن تكون له سبحانه اعضاء كالبشر، او يمكن تجسّده في مادة كإنسان او حيوان، أو يمكن التقرب منه بعبادة مادة من اشياء الكون او المخلوقات الحية. وذلك كله يوقع في الكفر او الشرك إن لم يقف عند الأوهام والخرافات التي تتنافى مع الايمان السليم. ولهذا نرى كيف ان الاسلام ألزم باستخدام العقل مع الوجدان، وعدم ترك الوجدان وحده في ذلك. وأوجب على الانسان المسلم ان يستعمل عقله ويجعله الحكم في الايمان بالله تعالى، ولم يقبل منه التقليد في ذلك. والا فما معنى قوله تعالى "إن في خلق السموات والارض، واختلاف الليل والنهار، لآيات لأولي الألباب".
وأما قصور العقل عن ادراك ما فوق الحسيات والعقليات، وكيف يحتكم اليه مع هذا القصور في الايمان بالله تعالى. فهذا القول فيه خلط في ادراك حقيقة مهمة العقل في الايمان. صحيح ان العقل عاجز عن ادراك ما وراء الحسيات والعقليات لأن قدراته لا تتجاوز هذه الحدود، ولذلك لا يمكنه ادراك ذات الله تعالى، لأنه سبحانه وراء الحسيات من كون وانسان وحياة. ولكن مهمة العقل في الايمان محصورة في وجود الخالق،- وليس ادراك او بحث ما هيه الخالق- وهو وجود مدرَك تبعاً لإدراك وجود المخلوقات الداخلة في حدود إدراكه. ولا علاقة لمهمة العقل بذات الخالق لأنها وراء العقل والحس. وهكذا تذهب هذه الشبهة وتنتفي ليس بإلغائها فقط بل بجعلها سبباً من اسباب قوة الايمان ذاته. وذلك لأن هذا الادراك التام لوجوده تعالى قد تحقق عندما جعلنا ايماننا به سبحانه عن طريق العقل. وكذلك تحقق الشعور اليقيني بوجوده تعالى عندما ربطنا بين الشعور والعقل عند هذا الادراك، ولم نترك الشعور بمفرده. وهو الحال الذي يزيدنا ايماناً على ايمان ويجعلنا نسلّم بكل ما قصّر عقلنا عن إدراكه ما دام لا يملك الا المقاييس البشرية في قدرته لإدراك ما قصر عنه، كإدراك ذات الله تعالى او ادراك بعض المخلوقات كالملائكة والجن، ما دام ايماننا بوجود هذه المخلوقات قد جاء عن طريق ثبت أصله بالعقل.
اما انه يجب اجتماع العقل مع الفطرة للاقرار بوجود الخالق فان ذلك خشية أن يقف الايمان عند الجانب العاطفي او الوجداني او الغرزي، دون ان يشمل العقل. ولذلك قيل بعدم الاحتكام الى الوجدان وحده في الايمان، بل لا بد من مصاحبة العقل له ليأمن الزلل والوقوع في الكفر او الضلال.
ويتشكل الوجدان من مجموعة العواطف والمشاعر والميول التي تمارس الغرائز والحاجات العضوية وظائفها من خلالها. فغريزة التدين كإحدى الغرائز لديها ما يناسبها من هذه المشاعر، من تقديس وتعظيم وعبادة، فتبعاً لتداخل مشاعر الغرائز الاخرى مع مشاعر التدين، وهي كلها في كيان واحد، فانه يحصل الاختلاط على الانسان في الامور. فغريزة البقاء، وحبها للذات وميلها للدفاع عن النفس ورغبتها في التمتع بالحياة وأشيائها، تقوم بدفع الانسان للدفاع عن نفسه عندما يتخيل ان شيئاً من المخاطر يهدد هذا البقاء، او ان شيئاً يحفظه، فيجعله موضع تقديس وعبادة، وكما يحصل في تقديس بعض الحيوانات او مظاهر الكون. وهذا ظاهر حتى الآن لدى بعض الشعوب .التي تعبد الببقر او اشمس او القديسين. ومن هنا كان لا بد من تدخل العقل ليمنع هذه الخيالات او الاوهام من أن تبعد الايمان عن الطريق المستقيم.
اما بالنسبه للعقل البشري فهو مخلوق وقاصر ولكنه قادرا على ادراك وجود الخالق المدبر فكان طريقاً للايمان. وأما قصوره عن ادراك ذات الخالق فلا صلة له بالايمان ما دام الايمان بوجود الخالق وليس بحثا في ذاته. ومن هنا كان ادراك ان العقل مقصر عن ادراك ذات الخالق مدعاة للاطمئنان بصحة استخدام العقل كطريق للايمان بالوجود
والعقل عاجز عن ادراك ما يتجاوز حدود الاشياء الحسية والامور العقلية، لأن ادراكه محصور بحدود هذه الاشياء، ويحتاج ان يكون الشيء محسوساً حتى يدركه، وأن يكون الأمر معقولاً حتى يدركه لأن عملية الادراك في العقل لا تنجز مهمتها الا اذا انتقل الشيء المحسوس الى الدماغ بواسطة جهاز الحواس في الانسان ثم يجري العقل أي الربط بين هذا الشيء المحسوس والمعلومات المختـزنة سابقاً لدى العقل، وعندها يصدر عنه ادراك للشيء فيصدر حكمه عليه بأنه كذا او كذا


--------------------
Go to the top of the page
 
+Quote Post
طالب عوض الله
المشاركة Dec 7 2011, 02:21 PM
مشاركة #62


كاتب وباحث إسلامي
صورة المجموعة

المجموعة: الكتّاب
المشاركات: 378
التسجيل: 26-September 11
رقم العضوية: 55




بسم الله الرحمن الرحيم

ماذا يعني تطبيق الشريعه
م. موسى عبد الشكور
الحلقه الرابعه :
قلنا ان النظر الى الاشياء المحسوسة التي يعيها الانسان يؤكد وجود خالق خلقها ودبّرها أي أوجد الاشياء من عدم بعد أنْ لم تكن موجودة. فكل كوكب من الكواكب ونجم من النجوم في هذا الكون، وكل جانب في الانسان، وكل مظهر من مظاهر الحياة، يقدم الدليل تلو الدليل، وبصورة قطعية لا تحتمل الشك، على وجود الله الخالق المدبر. ذلك لأن هذه الاشياء محتاجه الى غيرها سواء في ذاتها او صفاتها او مساراتها او نظمها وانها مخلوقه

هذا بالنسبة للعقل، أما بالنسبه للشرع،" فان النصوص التي وردت لمجرد التأكيد ان هذه الرسالة السماوية تعتمد على العقل طريقاً للايمان، حتى اذا ثبت أنها جاءت من عند الله، ازداد المؤمن بها ككل وكجزئيات ايماناً على ايمان " فقد نظر القرآن الكريم، "المصدر الأول للاسلام"، فقد ظهر من الآيات العديدة المؤكدة لهذا المعنى. ففي سورة آل عمران، آية 190، نجد قوله تعالى "إن في خلق السموات والارض، واختلاف الليل والنهار، لآيات لأولي الألباب". مما يستثير العقول لتدبّر هذه الاشياء الكونية وما فيها من نقص في ذواتها، وعجز في تحركاتها وقدراتها، واحتياج فيها لغيرها. كما نجد في سورة الروم، آية 22، قوله تعالى "ومن آياته خلق السموات والارض، واختلاف ألسنتكم وألوانكم"، مما يضيف بعض جوانب الانسان الى مظاهر الكون في استثارة التفكير والتدبّر واستعمال العقل. ونجد هذا في قوله تعالى في سورة الغاشية، آيات من 17 الى 20 "أفلا ينظرون الى الإبل كيف خلقت، والى السماء كيف رفعت، والى الجبال كيف نصبت، والى الارض كيف سطحت". والآيات 5 و 6 و 7، فقد لفتت النظر الى الانسان وحده. إذ يقول تعالى "فلينظر الانسان ممَّ خلق، خلق من ماء دافق، يخرج من بين الصلب والترائب" .. فهذه الآيات وأمثالها تطالب الانسان أن لا يمرّ بالاشياء المحسوسة من حوله دون تفكر وتمعّن وتدبّر سواءا فيها او في كل ما يتعلق بها. لأنه بذلك يصل الى الاستدلال القاطع بأن الخالق المدبر موجود، ويكون استدلاله قاطعاً لأنه استند الى اشياء يقع عليها الحس فيصل الى نتائج قطعية وحتمية. الأمر الذي يجعل الايمان بالله ليس ايمان الشك وانما الايمان الراسخ بعد أن أجهد العقل بكل تجرّد ونزاهة واستخدم الأدلة والبينات العقلية والحسية بكل دقة وأمانة. وليس ايمانا موروثا من الاباء

وبالرغم من هذه النتائج القطعية في الايمان العقلي الا انه يبقى جانبان مهمان لا بد من تسليط الضوء عليهما حتى لا يشوشا على هذا الايمان القطعي. ألا وهما تدخل الفطرة والوجدان فيه، وقصور العقل عن إدراك غير المحسوسات لان العقل لا يستطيع البحث الا في الواقع الذي يقع عليه حسه أي حواسه الخمسه
وبالرغم من هذه النتائج القطعية في الايمان العقلي الا انه يبقى بين أيدينا جانبان مهمان لا بد من تسليط الضوء عليهما حتى لا يشوشا على هذا الايمان القطعي. ألا وهما تدخل الفطرة والوجدان فيه، وقصور العقل عن إدراك غير الحسّيات وغير المعقولات.
والفطرة هي طبيعة الانسان التي خلقه الله عليها من كونه كائناً حياً لديه غرائز وحاجات عضوية تدفعه للقيام بالاعمال . كما لديه عقل يوجّه تلك الغرائز والحاجات ويضبطها لتسير وفق مسارات معينة. وهذا العقل وتلك الغرائز والحاجات العضوية تحكمها حدود معينة لا تتجاوزها لا في ذاتها ولا في مهماتها. ومن هنا قيل ان الفطرة البشرية تقرّ بالبداهة بأن الانسان عاجز وناقص ومحتاج لغيره، وهي بالتالي تقرّ بأن الانسان مخلوق لخالق.
فالفطرة الانسانيه تتدخّل في الايمان فلا شك ان الخالق المدبر مما ترشد اليه فطرة الانسان السوية وطبيعته النقية التي كما أسلفنا تعلن عن حقيقة الذات الانسانية وما فيها من نقص وعجز واحتياج في ذاتها وصفاتها الى الخالق المدبر. ولكن الخطورة في ترك الفطرة مصدراً يحتَكَم اليه وحده في الايمان تكمن في كونها تعتمد على الوجدان وحده في ذلك. والوجدان لا يجوز ان يكتفى به في الايمان، لأنه مجموعة من المشاعر والعواطف التي تزدحم بالخيالات والأوهام، مما يضفي على الايمان ما يسمى بالحقائق، وما هي الا أوهام. مما يقود المؤمن الى الكفر او الضلال .. وإلا فمن أين جاءت عبادة الاصنام، ومن أين ازدحمت في النفوس الخرافات والترّهات. انها نتيجة لخطأ الوجدان الذي تُرك وحده سبيلا للايمان، فأضاف لله سبحانه صفات تتناقض مع الألوهية، كأن تكون له سبحانه اعضاء كالبشر، او يمكن تجسّده في مادة كإنسان او حيوان، أو يمكن التقرب منه بعبادة مادة من اشياء الكون او المخلوقات الحية. وذلك كله يوقع في الكفر او الشرك إن لم يقف عند الأوهام والخرافات التي تتنافى مع الايمان السليم. ولهذا نرى كيف ان الاسلام ألزم باستخدام العقل مع الوجدان، وعدم ترك الوجدان وحده في ذلك. وأوجب على الانسان المسلم ان يستعمل عقله ويجعله الحكم في الايمان بالله تعالى، ولم يقبل منه التقليد في ذلك. والا فما معنى قوله تعالى "إن في خلق السموات والارض، واختلاف الليل والنهار، لآيات لأولي الألباب".
وأما قصور العقل عن ادراك ما فوق الحسيات والعقليات، وكيف يحتكم اليه مع هذا القصور في الايمان بالله تعالى. فهذا القول فيه خلط في ادراك حقيقة مهمة العقل في الايمان. صحيح ان العقل عاجز عن ادراك ما وراء الحسيات والعقليات لأن قدراته لا تتجاوز هذه الحدود، ولذلك لا يمكنه ادراك ذات الله تعالى، لأنه سبحانه وراء الحسيات من كون وانسان وحياة. ولكن مهمة العقل في الايمان محصورة في وجود الخالق،- وليس ادراك او بحث ما هيه الخالق- وهو وجود مدرَك تبعاً لإدراك وجود المخلوقات الداخلة في حدود إدراكه. ولا علاقة لمهمة العقل بذات الخالق لأنها وراء العقل والحس. وهكذا تذهب هذه الشبهة وتنتفي ليس بإلغائها فقط بل بجعلها سبباً من اسباب قوة الايمان ذاته. وذلك لأن هذا الادراك التام لوجوده تعالى قد تحقق عندما جعلنا ايماننا به سبحانه عن طريق العقل. وكذلك تحقق الشعور اليقيني بوجوده تعالى عندما ربطنا بين الشعور والعقل عند هذا الادراك، ولم نترك الشعور بمفرده. وهو الحال الذي يزيدنا ايماناً على ايمان ويجعلنا نسلّم بكل ما قصّر عقلنا عن إدراكه ما دام لا يملك الا المقاييس البشرية في قدرته لإدراك ما قصر عنه، كإدراك ذات الله تعالى او ادراك بعض المخلوقات كالملائكة والجن، ما دام ايماننا بوجود هذه المخلوقات قد جاء عن طريق ثبت أصله بالعقل.
اما انه يجب اجتماع العقل مع الفطرة للاقرار بوجود الخالق فان ذلك خشية أن يقف الايمان عند الجانب العاطفي او الوجداني او الغرزي، دون ان يشمل العقل. ولذلك قيل بعدم الاحتكام الى الوجدان وحده في الايمان، بل لا بد من مصاحبة العقل له ليأمن الزلل والوقوع في الكفر او الضلال.
ويتشكل الوجدان من مجموعة العواطف والمشاعر والميول التي تمارس الغرائز والحاجات العضوية وظائفها من خلالها. فغريزة التدين كإحدى الغرائز لديها ما يناسبها من هذه المشاعر، من تقديس وتعظيم وعبادة، فتبعاً لتداخل مشاعر الغرائز الاخرى مع مشاعر التدين، وهي كلها في كيان واحد، فانه يحصل الاختلاط على الانسان في الامور. فغريزة البقاء، وحبها للذات وميلها للدفاع عن النفس ورغبتها في التمتع بالحياة وأشيائها، تقوم بدفع الانسان للدفاع عن نفسه عندما يتخيل ان شيئاً من المخاطر يهدد هذا البقاء، او ان شيئاً يحفظه، فيجعله موضع تقديس وعبادة، وكما يحصل في تقديس بعض الحيوانات او مظاهر الكون. وهذا ظاهر حتى الآن لدى بعض الشعوب .التي تعبد الببقر او اشمس او القديسين. ومن هنا كان لا بد من تدخل العقل ليمنع هذه الخيالات او الاوهام من أن تبعد الايمان عن الطريق المستقيم.
اما بالنسبه للعقل البشري فهو مخلوق وقاصر ولكنه قادرا على ادراك وجود الخالق المدبر فكان طريقاً للايمان. وأما قصوره عن ادراك ذات الخالق فلا صلة له بالايمان ما دام الايمان بوجود الخالق وليس بحثا في ذاته. ومن هنا كان ادراك ان العقل مقصر عن ادراك ذات الخالق مدعاة للاطمئنان بصحة استخدام العقل كطريق للايمان بالوجود
والعقل عاجز عن ادراك ما يتجاوز حدود الاشياء الحسية والامور العقلية، لأن ادراكه محصور بحدود هذه الاشياء، ويحتاج ان يكون الشيء محسوساً حتى يدركه، وأن يكون الأمر معقولاً حتى يدركه لأن عملية الادراك في العقل لا تنجز مهمتها الا اذا انتقل الشيء المحسوس الى الدماغ بواسطة جهاز الحواس في الانسان ثم يجري العقل أي الربط بين هذا الشيء المحسوس والمعلومات المختـزنة سابقاً لدى العقل، وعندها يصدر عنه ادراك للشيء فيصدر حكمه عليه بأنه كذا او كذا




--------------------
Go to the top of the page
 
+Quote Post
طالب عوض الله
المشاركة Dec 7 2011, 02:22 PM
مشاركة #63


كاتب وباحث إسلامي
صورة المجموعة

المجموعة: الكتّاب
المشاركات: 378
التسجيل: 26-September 11
رقم العضوية: 55




هل ينهار الإتحاد الأوروبى ؟
د. ياسر صابر
حين نشأت الجماعة الأوروبية عام 1951 بين ألمانيا وفرنسا وبلجيكا وهولندا وإيطاليا ولوكسمبورج بدأ الحلم يراود الساسة الأوروبيين بالوحدة الشاملة فتطورت هذه الجماعة الأوروبية إلى سوق أوروبية مشتركة . بعد ذلك بدأت المؤسسات الأوروبية تتبلور حتى إنتهت بالخطوة الهامة بظهور الإتحاد الأوروبى وتوحيد عملته فى 17 دولة من دوله. ومنذ ظهور اليورو وإختفاء العملات المحلية بدأ الحلم الأوروبى يتعاظم شيئاً فشيئاً وظن الساسة الأوروبيون أن اليورو سوف ينافس الدولار وربما يزيحه من أمامه كمنافس . ثم بعد ذلك توسعت دول الإتحاد الأوروبى لتصل إلى الرقم الحالى وهو 27 دولة وذات تعداد سكانى يصل إلى 500 مليون نسمة يتنقلون بحرية كما تتنقل تجارتهم وأموالهم دون قيود بين هذه البلدان .
إن تكتلاً سياسياً كهذا جدير أن يتحول إلى قوة سياسية وإقتصادية ضخمة يكون لها تأثير كبير فى السياسة الدولية ، إلا أن مانراه الأن أن الإتحاد الأوروبى يعانى من مشاكل كبيرة يمكن أن نطلق عليها أزمة حقيقية ولايعرف سياسيوه كيفية الخروج منها ، هذه الأزمة تواجه بشكل كبير عملته الموحدة اليورو بعد أزمة الديون المتفاقمة التى تئن تحت وطأتها اليونان وإيطاليا والبرتغال وأسبانيا وتحاول دول الإتحاد الأوروبى الأن حل مشكلة الديون هذه ، إلا أنها لاتعرف كيف ؟ لأن حل أزمة الديون بديون جديدة لايمثل حلاً بقدر مايمثل تأزماً للمشكلة.
هل ولد الإتحاد الأوروبى ضعيفاً ومالذى أدى إلى تعثره بالشكل الذى يهدد بقاءه ؟
إن خروج أوروبا مدمرة بعد الحرب العالمية الثانية جعلها فى أمس الحاجة إلى مساعدة أمريكا فى إعادة بنائها وهذا ماتم فى خطة مارشال التى كان لها عظيم الأثر فى هيكلة طبيعة العلاقة بين أمريكا وأوروبا وقد خرجت أمريكا من هذه المرحلة وهى تملك أدوات ضغط كثيرة داخل القارة العجوز . وبالرغم من ذلك شكلت الوحدة الأوروربية هاجساً للخوف لدى الولايات المتحدة ، لأن الأخيرة تدرك أن أوروبا يمكن أن تصبح قوة كبرى تهدد الولايات المتحدة وتنافسها على مصالحها حول العالم . فعمد ساسة أمريكا على إتخاذ الخطوات الهامة التى تضعف هذا الإتحاد الأوروبى وتجبره أن يلزم بيت الطاعة الأمريكى فقامت أمريكا مباشرة بمحاولات توسيع الإتحاد الأوروبى بضم دول أوروبا الشرقية إليه وقد نجحت بالفعل فى ذلك . ولأن أمريكا تملك نفوذاً كبيراً على دول أوروبا الشرقية إستطاعت أن يكون تأثيرها على الإتحاد الأوروبى من خلال هذه الدول كبيراً وهذا ماأدى بالفعل لإضعاف هذا الإتحاد وجعله مشغولاً بمشاكله أكثر من إنشغاله بسياسته الخارجية.
لقد إصطدم الحلم الأوروبى فى الوحدة بعقبات كثيرة منذ ولادته
أولها مبدئى والذى يتمثل فى نظرة الغرب الرأسمالية التى تجعل مقياسهم فى الأعمال هو المنفعة ، وهذا جعل كل دولة تنظر للإتحاد الأوروبى من خلال هذه النظرة الضيقة وكم من الفوائد ستعود عليها بوجودها فيه ، ولم تستطع مصلحة الجماعة أن تتغلب على مصلحة الدول منفردة مما هدد بقاء هذا الإتحاد. وهذا مما جعل دولة كبريطانيا تضع قدماً داخل هذا الإتحاد وأخرى خارجه ، وظهر هذا جلياً فى القمة الأوروبية الأخيرة حين تشاجر ساركوزى مع كاميرون.
ثانيها العصبية القومية التى يصعب على أوروبا التخلص منها ، فالعداء والحروب الطاحنة بين الشعوب الأوروبية خلقت حاجزاً كبيراً يصعب هدمه فالفرنسى ينظر للألمانى نظرة عداء والهولندى لجاره الشرقى نظرة إزدراء حتى الألمانى الغربى ينظر لأخيه الشرقى على أنه عالة عليه وأصبح الألمانى الشرقى يرى نفسه فى بون وميونيخ أجنبياً . وهذه المشكلة جعلت شعوب أوروبا تتململ من فكرة الإتحاد هذه فالألمانى يرى نفسه كالبقرة التى تدر حليباً ليشربه الإيطالى الذى لايعمل ، وشعوب فرنسا وألمانيا وغيرها ترى أنها مطالبة بأن تقتسم من قوت يومها لتحل مشكلة شعب كاليونان وهذا أدى بدوره لتنامى دور اليمين المتطرف الذى يحارب فكرة الإتحاد الأوروبى .
ثالثها وهى مشكلة عامة أصابت المبدأ الرأسمالى حيث وصل نظامهم الإقتصادى إلى مرحلة اللاعودة حيث إتسع الخرق على الراقع وأصبح الإقتصاد الحقيقى يشكل 20 بالمائة من حجم الإقتصاد بينما الباقى إقتصاد وهمى عبارة عن أرقام وهذا مما يفاقم مشكلة الديون الأوروبية لأن أى محاولة لتجاوزها تكون على حساب الإقتراض من جديد وهذا مايبدو لهم فى الأفق ، فتقل بالتالى العشرون بالمائة هذه على حساب الثمانين بالمائة . أضف إلى ذلك شيخوخة المجتمع الغربى التى جعلته ينفق أكثر مما ينتج وهذه المشكلة تمثل قنبلة موقوتة يمكن أن تصرع الغرب فى أى لحظة.
كل هذه العوامل تؤكد أن فرص إنهيار الإتحاد الأوروبى أكبر بكثير من فرص بقائه وبالتالى تبخر حلم الوحدة الأوروبية لأنه لم ينشأ على أساس صحيح . والأساس الصحيح الذى يمكن أن تقوم عليه وحدة بين الشعوب هو الذى أتى به الإسلام ألا وهو أساس العقيدة ، فالعقيدة الإسلامية قد وحدت شعوباً من أعراق مختلفة وألوان ولغات مختلفة وقامت هذه الوحدة متمثلة فى الخلافة التى إحتضنت فى ظلها شعوباً من أندونيسيا إلى المغرب ومن تتارستان إلى قلب إفريقيا وبلغت رقعة هذه الدولة مايزيد عن 22 مليون كيلو متر مربع فى آن واحد ، ومع ذلك حافظت على تماسكها ووحدتها ومازالت هذه الوحدة باقية إلى يومنا هذا بالرغم من قيام الغرب الكافر بإزالة الوحدة السياسية بين الأمة بهدم خلافتها بعد إتفاقية سايكس بيكو وتنصيب عملاء له ليعملوا على الحفاظ على هذه الحدود المصطنعة .
لهذا على أبناء الأمة الإسلامية أن يعوا من خلال التجربة الأوروبية أن الوحدة الممكنة هى التى تقوم على أساس العقيدة وهذه لاتتوفر إلا عند الأمة الإسلامية ، فليجعلوا تغييرهم الحقيقى بعد هذه الثورات لإزالة الحدود المصطنعة التى صنعها الغرب لإعادة وحدة الأمة السياسية من جديد وحتى يُضرب المثل للغرب جميعاً كيف تكون الوحدة الحقيقة وعندها نستطيع أن نقدم نموذجاً حضارياً للبشرية يخلصهم مما هم فيه الأن من ورطة الرأسمالية.
منقول عن : مجلة الزيتونة


--------------------
Go to the top of the page
 
+Quote Post
طالب عوض الله
المشاركة Dec 8 2011, 08:55 AM
مشاركة #64


كاتب وباحث إسلامي
صورة المجموعة

المجموعة: الكتّاب
المشاركات: 378
التسجيل: 26-September 11
رقم العضوية: 55




بسم الله الرحمن الرحيم


الثورة وأخذ النصرة

أسعد منصور

مقدمة
عندما انتفض الناس في تونس ومن ثم حذا حذوهم أهل مصر في وجه الأنظمة المستبدة والإجرامية وبدؤوا بالاحتجاج بشكل عفوي وتمكنوا من إسقاط الطاغيتين بن علي وحسني مبارك فأطلق على تلك الانتفاضات ثورات. وتلتهما الانتفاضة في ليبيا التي تحولت إلى حركة مسلحة، وكذلك الحركة الاحتجاجية المستمرة في اليمن وقد انتقلت إلى سوريا فأطلق على كل هذه الاحتجاجات والانتفاضات في البلاد العربية الثورات العربية باسم كل بلد اندلعت فيه.
فهذا الوضع جعلنا نفكر في معنى الثورة وما المقصود منها وكيفية قيادتها وكيفية قطف ثمارها وعلاقة النصرة بها وما مصطلح سرقة الثورة أو الالتفاف عليها أو على الثائرين أو الاندساس عليهم أو معنى حرف سير الثورة أو الانقلاب على الثورة؟

تعريف الثورة
لقد جرى تعريف الثورة عقب حدوث الثورة الفرنسية بأنها عبارة عن "قيام الشعب بقيادة نخب وطلائع من مثقفيه لتغيير نظام الحكم بالقوة". وكان هذا التعريف تعبيرا عما حدث في فرنسا وليس هو نتيجة دراسة معمقة لأن يصبح تعريفا جامعا مانعا. وقد أخذ الشيوعيون بهذا التعريف إلا أنهم استبدلوا عبارة النخب والطلائع المثقفة بعبارة الطبقة العاملة. وقد عرفها البعض بأنها الخروج عن الوضع الراهن سواء إلى وضع أفضل أو أسوأ من الوضع القائم. والخروج ضد المحتل وقتاله لإخراجه من البلاد سمي أيضا ثورة، كالثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي والثورة الفيتنامية ضد الفرنسيين أولا ومن ثم ضد الأمريكيين. وكذلك الانقلابات العسكرية في بعض البلاد سميت ثورات كثورة 23 يوليو في مصر وثورة 14 تموز في العراق. وتطلق الثورة على ما عدا ذلك مثل الثورة العلمية في أوروبا خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر وقد تلازمت مع عقيدة فصل الدين عن الحياة حيث نُحي الدين جانبا وقُدّس العلم وجُعل هو مصدر الحقيقة فأحدثت تغييرا شاملا في كافة المجلات ونواحي الحياة وأثرت على جميع أنحاء العالم. وبجانب ذلك حصلت الثورة الصناعية عندما تم اكتشاف الآلة نتيجة هذا التقدم العلمي فأحدثت انقلابا شاملا في استعمال الوسائل في العالم سواء وسائل الإنتاج أو وسائل المواصلات أو المعدات العسكرية وغير العسكرية وغير ذلك من المجالات. والثورة التكنولوجية التي أرّخ البعض لبدايتها نهاية القرن التاسع عشر وتطورت في القرن العشرين حتى وصلت إلى ما وصلت إليه في أيامنا هذه، فأحدثت انقلابا في العالم لم تشهده البشرية. ولذلك عرف البعض التكنولوجيا بأنها طريقة التفكير في استخدام المعارف والمعلومات والمهارات بهدف الوصول إلى نتائج لإشباع حاجة الإنسان وزيادة قدراته. ولذلك اعتبروا الأجهزة الالكترونية الحديثة كنتائج للثورة التكنولوجية التي أحدثت انقلابا في عالم الاتصالات وتبادل المعلومات وفي مجالات الصناعة والزراعة والطب وغيرها وما زالت مستمرة لتشمل كافة نواحي الحياة.
فعلى ضوء ذلك نفهم مصطلح الثورة في أي مجال من المجالات بأنها تلك "الحركة البشرية الانقلابية التي تحدث تغييرا مؤثرا في حياتهم"، وإلا لا يقال لها ثورة حسبما يفهم من استخدام هذا الاصطلاح، فنرى أن هذا التعريف أدق واشمل من غيره حتى يكون التعريف جامعا مانعا. فهي حركة بشرية انقلابية أي تقلب النظام القائم وتأتي بنظام جديد وهذا النظام الجديد يحدث تغييرا مؤثرا في حياة البشر. ربما يكون شاملا يشمل كافة نواحي الحياة أو يشمل قطاعات هامة منها فيكون في كلتا الحالتين تغييرا مؤثرا. سواء كانت هذه الثورة سياسية أو غير ذلك من أنواع الثورات. ولكننا نحن هنا في صدد البحث في الثورات السياسية والثورات التي تقلب النظام القائم في المجتمع وتحدث تغييرا مؤثرا فيه.
وعندما يجري الحديث عن الثورة لتغيير نظام الحكم يتبادر إلى الذهن الحركة الشعبية ضد النظام القائم. لأن ذلك ظاهرها وواقعها، وهذا ما انطبع في أذهان الناس عندما دعا لها دعاتها وعندما تم تعريفها على أنها حركة شعبية. وكذلك قيام حركات شعبية بالفعل في العديد من أنحاء العالم نتيجة الاحتقان والكبت لدى الناس عند انتشار الفساد وعند تعرضهم للظلم وتكميم الأفواه وهضم حقوقهم والدوس على كرامتهم واهانتهم وغير ذلك من الممارسات الجائرة للنظام القائم بكل مؤسساته وأركانه ورجاله. فربما تنفجر جموع الناس فجأة دون سابق إنذار من جراء تلك الممارسات والأعمال التعسفية من قبل النظام القائم. فهي تشتعل في مكان ما ولكنها سرعان ما تعم كافة أنحاء البلاد. ومن ثم تقوم الجهات والتيارات المختلفة لتتبناها أو لتركب موجتها أو للعمل على حرفها عن مسارها سواء كانت تلك الجهات نخب مثقفة أو حركات نشأت من جديد على اثر الثورة أو أحزاب وتنظيمات كانت موجودة أصلا وهي تعمل منذ زمن لتغيير النظام. فتعمل لتجميع الناس حولها لتعبر عن مطالبهم ولتقودهم حتى تحدث تغييرات مؤثرة وأساسية في حياتهم وربما تكون جذرية. فيطلق على هذه الحركة التي تستهدف قلب النظام السياسي الحالي وتغييره بنظام جديد ثورة. والأساس في الثورة أن تأتي بنظام أفضل من سابقه لأن الناس ما قاموا وضحوا إلا ليأتوا بنظام أفضل وإلا يكون قيامهم عبثا أو أنهم لم يهتدوا للنظام الأفضل.
والحركة الانقلابية الصحيحة هي التي تغير المجتمع بتغيير مفاهيم الناس ومشاعرهم والنظام الذي يحكمهم بفكر صحيح. وهذا لا يكون إلا بالعمل الفكري السياسي بحيث تتجاوب الأمة معه. ويجب أن يكون بالعمل السلمي ولا تستخدم فيه القوة لأنه يهدف إلى تغيير مفاهيم الناس ومشاعرهم لأنك تريد أن تقنع الناس وتجعلهم يتبنون هذه الأفكار من ذات أنفسهم من دون إكراه. ولكن عملية المباشرة بإسقاط النظام القائم أو تغييره حسب الفكر الجديد فالأصل أن تتم بشكل سلمي أيضا، لان الناس عندما يقتنعوا من ذات أنفسهم بالفكر الجديد الذي سيقوم عليه النظام الجديد فإنهم سوف يقومون بتغيير النظام بأيديهم إلا إذا كان سلطان البلد ليس بأيديهم أو أن يكون الذي في الحكم يملك قوة قادرة على أن تتصدى للثورة. وبذلك يصعب إسقاطه فعندئذ تحدث المواجهة. ولذلك احتاط رسول الله صلى الله عليه وسلم للأمر في بيعة العقبة الثانية إذا ما حدثت مقاومة من البعض فسميت تلك البيعة ببيعة الدم. ولكن لم تحدث مقاومة من الآخرين فبقيت سلمية من أولها إلى آخرها. وربما لم يحدث في العالم عبر التاريخ مثل هذه الحركة الانقلابية السلمية من بدايتها إلى نهايتها حتى وصولها إلى الحكم.

ماهية الثورة
ربما تحدث الثورة بالقوة المادية وربما تحدث بالعمل السلمي فاستخدام القوة ليس شرطا فيها كما هو ملاحظ في الواقع. وإنما المسألة هي حدوث انقلاب على النظام القائم للإتيان بنظام مغاير يؤمل منه أن يحدث نتائج أفضل. ولكن ربما تأتي الحركة الانقلابية بنظام أسوأ من سابقه أو تأتي بنظام يساويه في السوء، ولكن تعتبر ثورة حسب التعريف. وسبب ذلك عدم اهتداء الناس لنظام أفضل أو عدم اهتدائهم للنظام الأحسن والأفضل، أو للمؤامرة على الثورة والتحايل عليها أو سرقتها كما يقال، وخاصة من قبل رجال النظام السابق أو من قبل أعوانهم.

اشتعال الثورة
يلاحظ على الثورات أنها تبدأ بحركات احتجاجية من قبل الناس بسبب أوضاع سيئة ألمت بهم من قبل النظام القائم. فيبدأ الناس يطالبون بتغيير هذه الأوضاع وتحسين أحوالهم وإذا لم يلب النظام مطالب الناس فان الحركة الاحتجاجية متعددة الأشكال لن تهدأ بل ستزداد وستتفاقم الأمور عليه حتى تقوضه أو تسقطه. ومن الحماقة لجوء النظام إلى البطش والقوة لإخماد هذه الحركات أو لسحقها من دون أن يعالج الأمر بشكل جدي أو جذري. لأن النظام قائم على رعاية شؤون الناس فهو موجود لهم ولخدمتهم فلماذا يقوم بسحقهم؟! بل يجب عليه أن يعالج الأمر فإذا كانت مطالب الناس تتعلق بحقوقهم وبخدمتهم يجب أن يلبيها لهم، وعدم تلبيتها ظلم وجريمة. وإذا ما حدث تغير في مفاهيم الناس وقناعتهم ومقاييسهم وجب على النظام أن يقوم بعملية فكرية عميقة وجذرية وأن يخوض صراعا فكريا مع الأفكار الجديدة أو الدخيلة. وحصول مثل ذلك يدل على أن الفكر القادم أقوى من الفكر القائم عليه النظام أو أن النظام يعيش في غفلة ولم يقدر الوضع، أو انه لم يقدّر عاقبة دخول تلك الأفكار فيعالجها من البداية بشكل فكري أو انه لا يملك القدرة على مواجهة هذه الأفكار الجديدة أو الدخيلة لأسباب متعددة. والناس إذا ما أصروا على ما مطالبهم وبدؤوا يقدمون التضحيات وقد كسروا حاجز الخوف من بطش النظام فسرعان ما تتحول الحركات الاحتجاجية إلى ثورة تستهدف إسقاط النظام. لقد حصلت في مصر عدة حركات احتجاجية سابقا ولكن كانت تتوقف بعدما يقوم النظام ويسحقها كما حصل عام 1977. ولكنها لم تستهدف إسقاط النظام كما حصل مؤخرا. فما حصل في الحركة الاحتجاجية الأخيرة أن الناس بدؤوا يطالبون بإسقاط النظام لأنهم أدركوا أن سبب مشاكلهم هو النظام وهذا تطور نوعي يدل على زيادة في الوعي والإدراك لدى الناس عما كان في السبعينات من القرن الماضي. وإن لم يتحقق بعد إسقاط النظام وقد أسقطت بعض أجزائه لعدم اكتمال الوعي فان الثورة ما زالت قائمة وتحتاج إلى إنضاج أي إلى التوعية التامة. وينطبق الحال على تونس وعلى غيرها. وهذا ما نلاحظه على الحركات التي تتصدر قيادة الناس وتعبر عن فكرهم وعن مشاعرهم. فنرى أن الوعي لم يكتمل لديها. فلم يتبلور لديهم النظام البديل. والبعض منهم لم تتجل لديه الإرادة المصممة أو الصادقة والشجاعة الكاملة للتحدي رغم إدراكهم بشكل عام للنظام البديل وهو الإسلام. ولكن نستطيع أن نعتبرها مرحلة من مراحل الثورة نحو إحداث تغيير جذري وذلك عندما يتبلور لدى الناس النظام البديل وتوجد لديهم القناعة التامة به والإرادة الصادقة والشجاعة الكاملة لإقامته ويثقوا بالمخلصين على أنهم قادة وقادرين على إدارة شؤونهم على أحسن وجه. فاستعداد الناس للتضحية من أجل التغيير بل قيامهم بذلك يعتبر نجاحا لا يستهان به ولا يجوز التقليل من قيمته. وخاصة عندما نعلم أن الثورات لا تحقق أهدافها بسرعة ربما تستمر سنين كما سنرى عندما نستعرض بعض الثورات.
الفرق بين الثورة والجهاد
لدينا مفاهيم معينة تضبط كل حالة لوحدها، فدفاع المسلمين عن بلادهم ضد الغزاة أو ضد المحتلين للبلد ومقاومتهم والعمل على إخراجهم لا يسمى ثورة عندنا بل هو جهاد فمن الخطأ أن يقال الثورة الجزائرية بل الجهاد في الجزائر ولكن الكفار وعملائهم تعمدوا هذه التسمية لإبعاد الأنظار عن المفهوم الإسلامي الذي يعني طرد المحتلين من البلاد وتطهيرها منهم ومن أثاراهم ودنسهم والدفاع عن بيضة الإسلام حتى تعود عليه سيادة الإسلام ويعود السلطان لأهل البلد المسلمين. فالجزائر كانت تحكم بالإسلام فكان نظامها إسلاميا وسلطانها كان بيد المسلمين فجاء المستعمر وأراد أن يزيل حكم الإسلام عنها ويفرض عليها نظامه الرأسمالي الديمقراطي الذي يستند إلى العلمانية أو اللائكية ويبسط سلطانه ونفوذه عليها. فهب الناس مجاهدين لإخراج هذا المستعمر والعودة إلى نظامهم الإسلامي. ولكن المستعمر الخبيث عرف كيف يفعل فأتى بعملاء له خاصة من الذين تشبعوا بثقافته وحولوا الجهاد إلى حركة وطنية ومن ثم سلمهم المستعمر الحكم عند خروجه ليحكموا البلد حسب النظام الذي وضعه لهم. وما زالوا يحكمون البلاد بهذا النظام الغربي. فالفرنسيون احتلوا البلد وفرضوا نظامهم وثقافتهم بالقوة وابعدوا النظام الإسلامي واستبدلوه بنظامهم العفن الذي ما زال يشيع الفساد والخراب والانحلال وكل ما هو سيئ في البلد. فإذا قام أهل الجزائر وثاروا على هذا النظام وقلبوه واستبدلوه بنظام الإسلام نقول قد حدثت ثورة في البلد فعندئذ يأتوا بالخير. فعندما يستلم قيادة الشعب أناس من عملاء الاستعمار تشبعوا بثقافة المستعمر حتى إذا خرج هذا المستعمر بقوته المسلحة يبقى بقواه الأخرى من أشكال الهيمنة الثقافية والفكرية والسياسية والاقتصادية وذلك عن طريق حشد من العملاء في هذه المجالات الذين استطاع أن يكسبهم. وهذا ينطبق على كل بلد إسلامي حصل فيه جهاد ضد المحتلين ابتداء من تركيا حيث كان الناس يجاهدون بأنفسهم وأموالهم في سبيل الله لطرد المحتلين الانكليز والفرنسيين واليونانيين بأمر من الخليفة للحفاظ على نظام الإسلام وأمان المسلمين، فقام أتاتورك بخيانة الخليفة الذي أرسله لهذا الغرض وتعاون مع الانكليز ليهدم الخلافة ويسقط نظام الإسلام ويستبدله بالنظام الغربي الكافر وقام بانقلابات سميت باسمه في كل مجالات الحياة من نظام الحكم إلى أدنى شيء في المجتمع حتى وصل إلى تغيير في اللغة وتغيير أسماء العائلة والألقاب واللباس. وعمل على القضاء على كل ما له اثر من الإسلام في البلد واستبداله بالنظام الغربي الكافر بمساعدة الكفار المستعمرين فكان ذلك مخالفا لما يريده الناس بل ثاروا ضده فسحقهم فلا يعتبر عمل أتاتورك ثورة وإنما هو خيانة وتعامل مع المستعمرين وتلبية لمطالبهم وضد مطالب الشعب وضد إرادته. فحركته ليست ثورية، فلم تنبع من رغبة الشعب، وإنما هي قلب للنظام الذي ارتضاه الشعب ولم يقبل به بديلا، واتى بنظام مغاير له فأتى بكل ما هو سيئ فأرجع تركيا إلى الوراء وجعلها بلدا تابعا للمستعمر بعدما كانت أعظم دولة في العالم هي والبلاد الإسلامية الأخرى، وأفسد حياة المجتمع إلى أبعد الحدود. وعندما احتل الانكليز فلسطين وجاءوا باليهود وركزوا وجودهم فيها حتى تمكنوا من إقامة دولة أعلن ما سمي بالثورة الفلسطينية وأبعد مفهوم الجهاد وصبغت بالصبغة الوطنية والعلمانية لتقوم بما يريده المستعمر من القبول بكيان يهود إلى العمل على حمايته إلى تأسيس نظام مستورد من الغرب على شاكلة الدول العربية بعيدا عن الإسلام. وذلك في خطة خبيثة من المستعمرين الذين أوعزوا إلى عملائهم لتأسيس هذه المنظمات حتى تخدع الناس وتقبل بمشاريع المستعمرين. وفي الحرب ضد الاتحاد السوفيتي قبل الغرب بان تسمى جهادا ويسمى المقاتلون مجاهدين وذلك لشحذ همم المسلمين في العالم اجمع واستغلالهم لقتال السوفيات حتى تتحقق مآرب أمريكا والغرب بهزيمة الاتحاد السوفيتي والشيوعية على يد المسلمين. ولكن الغربيين الآن يصفون الجهاد ضدهم بأنه حرب إرهابية والمجاهدين بأنهم إرهابيون. فنلاحط أن مفهوم الثورة ضد المحتل يعمل على صبغه بالطابع القومي أو الوطني مع صبغة علمانية.

استعراض بعض الثورات
نريد أن نستعرض بعض الثورات بشكل مختصر لنتوصل إلى نتائج تهمنا في هذا الموضوع ولندرك طبيعة الثورات وما يحدث فيها لان هناك أمور متشابهة تحدث فيها.

الثورة الإيرانية
الثورة الإيرانية لعب فيها دوران دور الصراع الأمريكي الإنكليزي على البلد ودور تذمر الناس من ظلم الشاه واستبداده فمنذ الخمسينات من القرن الماضي بدأ الصراع الأمريكي الانكليزي هناك فقامت ما عرف بثورة مصدق الذي والى أمريكا بالخفاء ولكن خذلته أمريكا عندما اتفقت مع بريطانيا على إرجاع الشاه مقابل أن تسمح بريطانيا للشركات الأمريكية بدخول إيران وأرادت أمريكا أن تركز أقدامها حتى تبسط نفوذها كاملا على إيران في المستقبل. ولذلك بدأت تدعم كل الحركات التي تعمل على إسقاط الشاه. فعندما اشتعلت الثورة في نهاية السبعينات من القرن الماضي رأينا انه قد دخلها كل من هب ودب من حركات يسارية وقومية وليبرالية بجانب الحركات الإسلامية إلا أن شخصية الخميني التي اكتسبت عراقة ولمعانا وجاذبية وهو ما يعرف بالكاريزما والتفاف الناس حوله وعدم لمعان الشخصيات السياسية الأخرى، ولأسباب تتعلق بالصراع الدولي حيث وقفت أمريكا وراء الخميني بعدما اتفقت معه عندما رأت فيه القدرة على قيادة الشعب لإسقاط الشاه ونظامه الموالي لبريطانيا أكثر من الشخصيات الأخرى التي لم تكن مقبولة شعبيا وغير مجمع على قيادتها، ولأنها أي أمريكا تبنت أسلوب استغلال الدين في تلك الحقبة لتتمكن من إسقاط الشاه وإزالة النفوذ الانكليزي. وحاول الشاه أن يسحق الثورة بالقوة إلا أن أمريكا بدأت تضغط عليه واستطاعت أن تحيد الجيش وأجبرت الشاه على مغادرة البلاد وسلم الحكم مؤقتا لشاهبور بختيار ولكن أمريكا أجبرت شاهبور بختيار على أن يسلم الحكم للخميني بعد عودته من فرنسا.

الثورة الأمريكية
ما يعرف بالثورة الأمريكية فقد بدأت بحركات احتجاجية منذ عام 1773 أولا ضد المستعمر الانجليزي لفرضه الضرائب الثقيلة وما سمي بالقوانين الجائرة على سكان المستعمرات وانتهت بحركة مسلحة ابتداء من عام 1775 بعدما بدأ المستعمر يستخدم القوة لإجبار الناس على دفع الضرائب والانصياع للقوانين الانكليزية الجائرة التي رفضها الناس وانتهت عام 1783 بإعطاء بريطانيا الاستقلال لها. وقد قام الفرنسيون بدعمها سرا في البداية إلى أن قويت الثورة فصاروا يدعمونها علنا لكونهم كانوا يخوضون حروبا على المستعمرات مع الانكليز، وقد خرجوا للتو من هزيمتهم من كندا أمام بريطانيا بعد حرب دامت سبع سنوات. فكانت ثورة ضد ممارسات الإمبراطورية البريطانية التي كان الكثير من السكان الوافدين من رعاياها، ومن ثم تطورت إلى العمل على الخلاص من حكم الإمبراطورية وإقامة دولة مستقلة لهم بنظام جديد وان كان يستند إلى فكر المستعمر نفسه الذي ينتمون له ألا وهو المبدأ الرأسمالي. إلا انه نظام مطور عن النظام الرأسمالي. ولذلك عندما منحتها بريطانيا الاستقلال وان خسرتها كمستعمرة ولكنها لم تخسرها فكريا فمبدئها الرأسمالي هو الذي أصبح سائدا فيها. فاعتبرت ثورة على أساس أنها أحدثت انقلابا مغايرا في البلد عن سابقه أحدث تأثيرا هاما في حياة البشر حيث لم تكن أمريكا دولة وكانت بلاد مستعمرة من قبل الانكليز فأزالت سلطانهم وأوجدت سلطانا جديدا ودولة جديدة وشكلت شعبا جديدا. وأقامت نظاما جمهوريا جديدا مغايرا للنظام الانكليزي الملكي فتعتبر أول جمهورية في العالم الحديث وان استندت من ناحية فكرية إلى الفكر الرأسمالي الديمقراطي الذي يتبناه الانكليز والغرب عامة.

الثورة الفرنسية
الثورة الفرنسية بدأت بتحركات احتجاجية على ظلم الملك ونظامه عام 1789 وتطورت إلى حركة دموية وتم التوصل إلى حل وسط بإقامة الملكية الدستورية عام 1792 ولكن لم تتوقف فاندلعت مرة أخرى واعدم الملك وأعلن عن إقامة النظام الجمهوري عام 1794 وشكلت حكومة إدارة مؤقتة، وعرفت بالجمهورية المتشددة التي لا تقبل أثرا للعهد السابق وأتت بنظام جديد مختلف تماما عن النظام البائد. ولكن بعد ذلك تراجع المد الثوري وعاد ما سمي بالبرجوازيين المعتدلين وسيطروا على الحكم وانقلبوا على الثورة ووضعوا ما سمي بالدستور المعتدل وتحالفوا مع الجيش إلى أن قاموا بانقلاب بقيادة الضابط نابليون بونابرت على ما سمي بحكومة الإدارة عام 1799 وعين كأول رئيس للجمهورية التي أعلنت. وبعد 5 سنوات من ذلك وافق مجلس الشيوخ الفرنسي على تنصيب نابليون إمبراطورا. وكل ذلك حدث بعدما اشتهر نابليون بحمايته للثورة كقائد عسكري في باريس فحمى حكومة الإدارة عام 1795 ضد الثورة المضادة التي قادها الملكيون. وفي عام 1797 أصبح القائد الفعلي للبلاد. وبعد سنتين ألغى حكومة الإدارة كما أسلفنا. ولم يعد النظام الجمهوري إلى البلاد إلا بعد هزيمة نابليون عام 1815.

الثورة الروسية
في عام 1905 انطلقت المظاهرات الاحتجاجية بشكل سلمي للمطالبة بالحرية والديمقراطية التي اشترك فيها حوالي 200 ألف في بطرسبرغ. وقامت قوات الأمن التابعة للقيصر بقتل المئات منهم لتفريقها وإخمادها بالقوة. وقد اندلعت مرة أخرى بشكل سلمي من قبل العمال والجنود ضد الأوضاع الاقتصادية من ارتفاع الأسعار وانخفاض الأجور وازدياد نسبة البطالة وضد خوض الحرب العالمية الأولى بجانب الحلفاء، وقد أخمدت. إلا أنها استؤنفت مرة أخرى في الأشهر الأولى من عام 1917 إلى أن اضطر القيصر إلى التنازل عن العرش وتسليم السلطة للأمير جورج ليفوف في 15/3/1917 ولكن الاحتجاجات الإضرابات لم تهدأ وقد استطاع الشيوعيون بقيادة لينين أن يتصدروا الثورة ويحولوها لطرفهم لأنهم كانوا أصحاب مبدأ يعملون على إيصاله إلى الحكم، وقد اسقطوا هذه الحكومة وشكلت حكومة أخرى في تموز من نفس العام واستطاعوا أن يسقطوها ويسقطوا النظام القيصري بعدما استطاعوا أن يكسبوا الجيش، إلى أن توجت بالانتصار لصالحهم في تشرين الثاني/نوفمبر من نفس العام، وذلك بعدما حولوها إلى حركة ثورية مسلحة بجانب كسبهم للجيش الذي قام بانقلاب عسكري أدى إلى سقوط النظام وإعدام القيصر وعائلته. وكان لألمانيا دور في دعم لينين وحركته حتى تخرج روسيا من التحالف المشكل ضدها من قبل بريطانيا وفرنسا في الحرب العالمية الأولى. ولكن الذين لم يقبلوا بالنظام الاشتراكي بدؤوا بالثورة المضادة، وقد دعمتهم بريطانيا وفرنسا إلا أن النظام الجديد بقيادة الشيوعيين استطاع أن يقضي عليهم عام 1920.

الثورة الانكليزية
وما يسمى بسرقة الثورة أو الاندساس عليها أو العمل على حرف مسارها شيء حقيقي قد تجلى في الثورة الانكليزية التي اندلعت عام 1642 حتى عام 1646 ولكن لم تحقق أهدافها وقد فر الملك تشارلز الأول عام 1647 فاندلعت الثورة مرة أخرى عام 1648 ولكن الملك عاد مرة أخرى إلى أن اعدم عام 1649 ونفي نجله الملك تشارلز الثاني وقد اندس على الثورة اللورد أوليفر كرومويل فثبت وجود سيادة العائلات العريقة وأصحاب المال ومنهم العائلة المالكة بصورة أخرى عندما لم يلغ النظام الملكي ويعلن الجمهورية كما كان يطالب الشعب ويقبل بوجود الملكية محددة الصلاحيات ولم يلغ سيطرة العائلات العريقة والثرية. حتى إن هذه الانجازات لم تثبت بسبب عدم تصفية الملكية وحكم العائلات العريقة وظلت الفوضى والإضرابات مستمرة حتى عام 1689 عندما عزل الملك جيمس الثاني وصدر إعلان الحقوق من قبل البرلمان الانكليزي الذي ينص على أن حق الملك في التاج مستمد من الشعب الممثل في البرلمان وليس من الله، ولا يحق للملك أن يلغي القوانين أو يوقف تنفيذها أو أن يصدر قوانين جديدة إلا بموافقة البرلمان ولا يفرض ضرائب جديدة ولا يشكل جيشا جديدا إلا بموافقة البرلمان وحرية الرأي والتعبير مكفولة ومصانة للبرلمان.

نتائج هذا الاستعراض
من استعراض الثورات القديمة والثورات الحديثة التي ما زالت مستمرة في العالم العربي ولم تؤت أكلها بعد ويجري التآمر عليها نستطيع أن نستنتج الأمور التالية:
1. الثورات يدخلها كل من هب ودب وكل طرف يعمل على جذبها لطرفه، ويندس بينها من أركان النظام القائم الذي ثار عليه الناس لتغييره ومن العملاء الجدد، فيركبون الموجة ويمتطون الثورة، فهي محفوفة بالمخاطر.
2. الثورة لا تحقق أهدافها بسهولة وإنما تطول وتمر في مراحل وتجري فيها مساومات. وربما تقبل بأنصاف الحلول لصعوبة الظروف التي تسيطر عليها وخاصة عندما يتمكن العملاء من أن يصبحوا قادة لها، بجانب وجود قيادات ضعيفة من بين الثائرين لا تحدد هدفها أو لا تصر عليه.
3. كثيرا ما تتحول الثورة إلى حركة مسلحة بعدما تبدأ بالاحتجاجات السلمية على تردي الأوضاع وعلى الظلم والاستبداد وعلى هضم الحقوق وتفشي الفساد والمحسوبية واهانة كرامة الإنسان، فتسفك فيها الدماء وتختلط الأمور على الناس.
4. احتمال تدخل الدول الأجنبية التي لها مصالح في إنجاحها أو إفشالها وتبدأ بالعمل على شراء الذمم ليكون لها قدم في البلاد.
5. تختلط فيها أفكار كثيرة ومشاعر مختلفة وتطرح فيها حلول متعددة وإن كان هدفها العام إسقاط النظام والإتيان بنظام أفضل. فتظهر عقبات أمام سيادة الفكر الصحيح ويواجه أصحابه صعوبة في جعل الناس يتقبلوه لوحده دون غيره. لأنهم يرون مشاركة أصحاب الأفكار الفاسدة معهم في الثورة فلا يقللون من شأنهم.
6. كثيرا ما يكون للجيش دور في حسم الأمور سواء بالتحرك مباشرة أو بوقوفه على الحياد حتى يسهل إسقاط النظام، والذي يكسب الجيش لصالحه يمكنه أن يقود الثورة ويأتي بالنظام الذي يريده.

الثورة وطريقة الوصول إلى الحكم
إننا نقول إنه يجب الوصول إلى الحكم عن طريق الأمة فالطريقة أي الكيفية الثابتة هي الوصول إلى الحكم عن طريق الأمة. فالأمة هي التي تعطي الحكم لان السلطان للأمة وهي التي تمنحه لمن تشاء من أبنائها. والثورة هي أسلوب لتغيير النظام من قبل الأمة، فإذا ثارت الأمة وأسقطت النظام نسعى عن طريقها لأن نستلم الحكم حتى نحدث الانقلاب الكلي والتغيير الجذري في الحياة وفي المجتمع وفي الدولة. وقد قمنا وشجعنا الناس على الانتفاضة والثورة السلمية في وجه الأنظمة المستبدة حتى نستطيع أن نأخذ النصرة من ممثلي الناس الثائرين ومن أهل الحل والعقد ومن أهل القوة. وإذا تحول الأمر إلى ثورة مسلحة فنعمل أيضا على كسب الثائرين لفكرنا ولنصرتنا. فالطريق هي اخذ الحكم عن طريق الأمة لإحداث الانقلاب الشامل والتغيير الجذري.
وما يسهل سرقة الثورة أو حرفها هو عدم وجود وعي تام لدى الناس فتندس عليهم قيادات مزيفة لتسرق الثورة أو لتحرفها وهذا ناتج عن عدم تحديد الناس للنظام الذي يريدونه وعدم إدراكهم لفكر واضح بديل وعدم تمييزهم بين القيادة المخلصة عن غيرها، فعندئذ يصعب على القيادات المخلصة أن تمسك بزمام الأمور في ظل الهرج والمرج وتقنع الناس لتنقاد لها. فعند فقدان ذلك يصبح الجو مائعا وملائما لاندساس كل شخص عليها. ففي مثل هذه الثورات يدخلها المخلص وغير المخلص، وكل تنظيم يبدأ بالعمل على جعل فكره هو الذي يسود ويعمل على أن يكون هو القائد فهي مجال فسيح للخير وللشر. وتبدأ الدول الأجنبية بالتدخل بصور مختلفة وتعمل على كسب العملاء أو تعمل على جعل عملائها هم الذين يستلمون زمام الأمور ويصبحوا قادة ومن ثم حكاما وذلك بإبرازهم بصور شتى ومنها وسائل إعلامهم. فالانتفاضات والثورات في البلاد العربية التي اشتعلت بشكل عفوي على الظلم والاستبداد وهضم الحقوق وهدر الكرامات واهانة الناس واحتقارهم وتعذيبهم وعلى الفساد المستشري في البلاد ودعت إلى إسقاط الأنظمة والقائمين عليها لم تبرز الإسلام كنظام بديل ولا غير، رغم أن الثائرين أو المنتفضين هم مسلمون بأغلبيتهم الساحقة. وصار همُّ الناس المشترك إسقاط النظام والقائمين عليه ومحاسبتهم وإعادة الكرامة والحقوق إلى أهلها دون بيان الكيفية لذلك ومن دون بيان البديل بشكل واضح. ولهذا استطاع رجال النظام السابق أو ممن هم من مخلفاته أن يندسوا بين المنتفضين وقد قبلهم الناس بسبب عدم وعيهم التام وقبلوا حكومتهم بجانب المجلس العسكري الحاكم. وبدأ الجدل يدور حول النظام القادم أهو إسلامي أم علماني. وقسم من الجماعات الإسلامية والمفترض منها أن تصر على تطبيق الإسلام تنازلت بعض الشيء فلم تتخذ الموقف الحاسم. وتحاول وسائل الإعلام أن تلعب دورا في المعركة وأكثرها لصالح عملاء الفكر الأجنبي العلماني وللسياسة الأجنبية. ولكنها تبقى وسائل لا يمكن أن تؤثر إذا أصرت الجماعات الإسلامية على مطلبها المتعلق بمجيء الإسلام وتحكيمه ففي النهاية سيظهر ذلك والناس ستدرك ما هو موجود على الأرض مهما عملت وسائل الإعلام على التعمية وعلى التضليل وإخفاء الحقائق وإبراز كل ما هو زائف وباطل.

الخلاصة
ومع كل ذلك فعلينا أن نعمل على كسب الثورة لصالحنا ببث فكرنا بين الناس وطرح حلولنا وتقديم النظام البديل نظام الخلافة الراشدة وعرض قيادتنا عليهم، فنعمل على أخذ النصرة ممن بيدهم القوة ومن قادة الثورة ومن المؤثرين فيها. لأن طريقنا هي أخذ الحكم عن طريق الأمة.
ولكن الطريق الأسلم والأمتن والأفضل في التغيير وقلب النظام هي طريق الرسول صلى الله عليه وسلم وهي العمل على إقناع الناس بالفكر الذي تحمله حتى يقوم قادتهم بالتخلي عن الحكم وتسليمه لصاحب الفكر الجديد. فقد أراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يحدث ذلك في مكة ولكن قادتها رفضوا. وقد حاول مع بلاد وقبائل أخرى فمنهم من اشترط شروطا لم يقبلها الرسول ومنهم من رفض عرضه من البداية. ولكن تحقق ذلك في المدينة عندما تقبلت غالبية الناس الإسلام وقبله أهل القوة وأهل الحل والعقد ووجد له الرأي العام. وان كانت الطريقة تبدأ من إعداد الكتلة التي ستحمل الدعوة وتقود الأمة وبناء هذه الكتلة بناء سليما ككتلة الصحابة رضوان الله عليهم ومن ثم تنطلق نحو التثقيف الجماعي للأمة بجانب استمرار التثقيف المركز لحملة الدعوة والقيام بخوض الصراع الفكري مع كافة الأفكار المخالفة للإسلام ومحاربة كافة الأطروحات والحلول المناقضة للإسلام بجانب الكفاح السياسي، والعمل على سيادة المبدأ الإسلامي في الأمة بشكل واضح ومحدد ومبلور بشكل يجعل الأمة تتبناه وإيجاد الرأي العام عنه المنبثق عن الوعي التام ومن ثم العمل على قيادة الأمة خلف الحزب قيادة منفردة لا تختلط بها قيادات غير مخلصة ومن ثم محاولة أخذ النصرة ممن يمثلون الأمة من أهل الحل والعقد وممن بأيديهم القوة من القادرين على حسم الأمور وبذلك نكون قد بنينا أمة على عين بصيرة وأوجدنا مجتمعا إسلاميا تسوده الأفكار والمشاعر الإسلامية ويحكمه نظام الإسلام الذي يتمثل بدولته دولة الخلافة، وبذلك نتقي شر الفتن والتجاذبات وتدخل الدول الأجنبية واندساس المنافقين والموالين للكفار بمختلف مسمياتهم وتياراتهم وننقي المجتمع من الأفكار والمشاعر غير الإسلامية وهذه هي الطريقة الشرعية التي سار عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم في بناء أمة على فكر واحد وإقامة الدولة على هذا الفكر فأوجد مجتمعا راقيا بعد أن أخذ النصرة من قادة الناس الذين آمنوا بهذا الفكر ووثقوا بقيادته من دون أن يريق قطرة دم واحدة فأهل المدينة آمنوا به وآووه ونصروه، فلم يقبل بوجود فكر آخر مع فكره ولا تنظيم آخر مخالفا لتنظيمه فعمل على سيادة الإسلام وحده بشكل صريح من دون تحالفات مع قوى معارضة ومن دون تنازلات، وقد حاولت قريش خداعه على شاكلة إقامة نظام وطني وذلك بان تجعله ملكا على مكة في ظل نظامها مع تعايش دينها مع دينه. وكذلك القبائل الأخرى التي اشترطت لنصرته على أن يكون لها الملك والأمر من بعده، فرفض كل ذلك فأصر على مطلبه بان يؤمنوا به رسولا من عند الله الواحد الأحد ويتبعوا ما جاء به من عند ربه، وأعلن موقفه إما أن يظهر الله هذا الدين وحده وسيادته في الدولة وفي المجتمع وإما الهلاك والموت دونه. واليوم نرى من يسمون بالإسلاميين يقبلون بأقل من أن يكونوا ملوكا أو رؤساء في ظل نظام الكفر ويتنازلون عن سيادة الإسلام ويعملون على التعايش مع المبادئ والأفكار والتنظيمات المخالفة للإسلام مظهرين مخالفتهم لدينهم ولطريقة رسولهم صلى الله عليه وسلم في التغيير والوصول إلى الحكم معرّضين مصير أمتهم للخطر ومنع سيادة مبدئهم في الدولة والمجتمع.
فعلينا أن نستمر في الطريق الأسلم والشرعي، وعلينا أن نعمل على توجيه الثورات نحو الوجهة الصحيحة، ونعمل على كسبها وأخذ النصرة من أهلها حتى يتحقّق الوعد الرباني بنصر هذه الأمة. {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}.

12/11/2011م
منقول عن : مجلة الزيتونة


--------------------
Go to the top of the page
 
+Quote Post
طالب عوض الله
المشاركة Dec 10 2011, 07:32 AM
مشاركة #65


كاتب وباحث إسلامي
صورة المجموعة

المجموعة: الكتّاب
المشاركات: 378
التسجيل: 26-September 11
رقم العضوية: 55





الثلاثاء 10 محرم، 1433 هـ 06/12/2011 م
موافقة النظام السوري على بروتوكول الجامعة العربية:
لعب على الوقت بعد فشله في كسر إرادة الناس

صرح الناطق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي يوم الاثنين في 05/12/2011م أن دمشق ردت بإيجاب على مبادرة جامعة الدول العربية المقترحة بشأن إرسال مراقبين، وقال مقدسي للصحفيين في دمشق إن "الحكومة السورية ردت بإيجابية على موضوع المبادرة التي تهدف إلى إنهاء ثمانية أشهر من العنف في سوريا وفق الإطار الذي يستند إلى الفهم السوري لهذا التعاون" لقد جاء هذا الإعلان عن الموافقة المشروطة التي لا تغير من الموقف السوري شيئاً بعد سقوط أكثر من 1000 شهيد من شهداء المهل العربية، ومحاصرة واقتحام المدن بالدبابات وقصف البيوت على ساكنيها بقذائف المدفعية بصورة يفضح النظام فيها نفسه أن شعبه هو عدوه الحقيقي وليس (إسرائيل) كما يفتري. جاء هذا الإعلان وسلاح النظام مازال مشرعاً للقتل في عمليات لا تهدأ من مدينة إلى مدينة. فما حقيقة هذه الموافقة الخادعة الكاذبة؟ وما الذي جعله يجبر عليها؟
إن المراقب لما يجري في سوريا يرى أن النظام السوري يسير وفق خطة جهنمية يشكل هو طرفها الداخلي، وتقوم على أن ترتكب مخابراته وشبيحته أفظع جرائم الإنسانية بحق الشعب المؤمن الأعزل: فتقوم بتعقب وقتل رؤوس الثورة لإجهاضها، وبقتل أكبر عدد من الناس والعسكريين على السواء لمنع امتداد اشتعالها، وبممارسة أبشع أنواع التعذيب والإذلال وبشكل مكشوف لزرع الخوف والاستسلام في نفوس أهلها، والتهديد بالحرب الأهلية والطائفية الممتدة إلى الخارج للتخويف من إسقاط نظام بشار البائس... أما أمريكا التي صنعت نظام بشار ووالده، فهي الطرف الخارجي الأبرز، ومعها صنائعها من دول مجلس الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وتركيا إيران. وهذا الطرف يكمل سلسلة التآمر على المسلمين في سوريا بإعطاء النظام السوري المهلة تلو المهلة للقضاء على الثورة، وبالتخويف من حرب أهلية في الداخل، وبإمكانية امتدادها إلى المنطقة حيث التقى لسان بشار وبايدن نائب الرئيس الأمريكي على لوك نفس الكلام، وبمنع قيام أي عمل دولي ضد النظام السوري وذلك عبر تفويض تركيا تزعم هذا الخيار بينما هي أكثر المماطلين. وهذان الطرفان تتكامل خطواتهما لإطالة مرحلة النزع الأخير للنظام حتى يتم تأمين البديل!
إن الثورة بقيت مستمرة بالرغم من كل إجرام النظام والتآمر الدولي عليها، بل زادت اشتعالاً وعزيمة على تغيير النظام وازدادت معها انشقاقات الجيش بشكل خطير على النظام حتى باتت تهدده فعلاً خاصة بعد قيام الجنود المنشقين بالدفاع عن المتظاهرين والدخول مع الأمنيين والشبيحة في معارك لا يأمن فيها هذا النظام البشع من مزيد من الانشقاقات تهدد وجوده. هذا الذي أجبر النظام السوري على التزحزح عن موقفه حتى وهو تزحزُحٌ على غير سواء، وليست جامعة الدول العربية ولا القرارات الدولية التي يأمن منها. فالنظام السوري لا يأخذ موقفه بناء على قرارات الجامعة بل بناء على فشله في كسر إرادة الناس، وقد وردت أخبار عن اتصالات روسية أمريكية تعمل على تدبير وضع الأسد وآله بعد سقوطه. وحتى الجامعة العربية فإنها تأخذ موقفها بعد رصد صمود الناس وعدم قدرة النظام على فرض إرادته عليهم، وستلعب دورها في عملية إيجاد البديل بعدما تأكد للجميع قرب سقوط النظام، وهذا ما يفسر دخولها على الخط متأخرة.
أيها المسلمون الثائرون الصابرون الصامدون صمود الجبال الرواسي:
إن صمودكم وتحملكم ما لا تتحمله الجبال من إجرام هذا النظام البائد، يضاف إليه ما يحدث في الجيش من انشقاقات هو الكفيل وحده بالقضاء عليه. وإن ما ترفعونه من شعارات إيمانية من مثل:"الله أكبر" و"لن نركع إلا لله"، واتخاذ المنشقين أسماء الصحابة لكتائبهم من مثل: "كتيبة خالد بن الوليد" و"كتيبة أسامة بن زيد"، وانطلاق المظاهرات من المساجد في أيام الجمع وغير أيام الجمع، ومشاركة العلماء فيها بحيث يطالهم ما يطال الناس من الاعتقال والقتل والإذلال... كل ذلك ليبشر بخيرية هذه الثورة. وإن هذه الثورة إذا ما ربطت بالعمل للتغيير الذي يرضي الله سبحانه وتعالى، ووفق الإطار الذي يستند إلى عبادته وحده وإظهار دينه على الدين كله؛ فإن هذا يمكنكم من تحويل البلاء السيئ الذي أوقعكم فيه النظام إلى ابتلاء حسن يكال لكم فيه الأجر كيلاً من الله تعالى، ويجعلكم في مقدمة الشعوب الثائرة على بصيرة وهدى من ربها وليس على عمى وهوى؛ فتدخلون التاريخ بحق، وتربحون الدنيا والآخرة ورضوان من الله أكبر إن شاء الله تعالى.
أيها المسلمون إن النظام السوري لن يكون صادقاً معكم ولو لمرة واحدة في حياته، وهو يريد أن يلعب لعبة الوقت عليكم؛ لأنه يعلم أنه لا يستطيع أن يوقف آلة القتل ضدكم وإلا قضي عليه، وهو من فصيلة مصاصي الدماء الذين لا يحيون إلا على دماء الشعوب. وإنه وإن كان إيمانكم بالله سبحانه وتعالى هو مبعث صمودكم وكسركم لإرادة النظام؛ فاجعلوا من نظامه سبحانه هو خشبة خلاصكم وسفينة نجاتكم، وكونوا أصحاب مشروع عالمي بإقامة الخلافة الراشدة التي بشّر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها تكون في آخر الزمان وبشر بالشام أنها تكون عقر دار الإسلام. أيها المسلمون الصابرون كونوا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَلا إِنَّ رَحَى الإِسْلامِ دَائِرَةٌ، فَدُورُوا مَعَ الْكِتَابِ حَيْثُ دَارَ، أَلا إِنَّ الْكِتَابَ وَالسُّلْطَانَ سَيَفْتَرِقَانِ، فَلا تُفَارِقُوا الْكِتَابَ، أَلا إِنَّهُ سَيَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ يَقْضُونَ لأَنْفُسِهِمْ مَا لا يَقْضُونَ لَكُمْ، إِنْ عَصَيْتُمُوهُمْ قَتَلُوكُمْ، وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ أَضَلُّوكُمْ"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ نَصْنَعُ؟ قَالَ:"كَمَا صَنَعَ أَصْحَابُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، نُشِرُوا بِالْمَنَاشِيرَ، وَحُمِلُوا عَلَى الْخَشَبِ، مَوْتٌ فِي طَاعَةِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ حَيَاةٍ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ".



--------------------
Go to the top of the page
 
+Quote Post
طالب عوض الله
المشاركة Dec 13 2011, 06:07 PM
مشاركة #66


كاتب وباحث إسلامي
صورة المجموعة

المجموعة: الكتّاب
المشاركات: 378
التسجيل: 26-September 11
رقم العضوية: 55



مشروع الدولة الفلسطينية خطة أميركية ليست فكرة فلسطينية ولا عربية

رؤية سياسية
أحمد الخطواني
قد يستغرب البعض القول بأن مشروع الدولة الفلسطينية هي خطة أمريكية،ويظنون أنها فكرة فلسطينية أو عربية، قد يستغرب البعض القول بذلك، لكنالغرابة تزول عندما يتبين بالأدلة والوقائع أنها فعلاً خطة أميركية قديمة،وليست كما يُروّج لها بأنها مطلب فلسطيني أو عربي، ولا كما يُقال عنهابأنها خطة أميركية حديثة العهد برزت فقط منذ عهد إدارة بوش الابن، التيروجت للفكرة بحماسة، وتبنتها، واعتبرتها رؤية خاصة بالرئيس الأميركي نفسه،نعم إنها ليست كذلك على الإطلاق، بل هي في حقيقتها خطة سياسية أميركيةقديمة وجاهزة، وقد وضعتها أميركا موضع التطبيق منذ قرار تقسيم فلسطين فيالعام 1948م، وليست منذ عهد الرئيس بوش الابن كما يُشاع.ولا نبالغ إن قلناإن فكرة الدولة الفلسطينية هذه هي أخطر فكرة مرّت على تاريخ القضيةالفلسطينية، وأكثرها تضليلاً، بحيث أن الكثير من العوام، والكثير من أفرادالحركات الذين ظهر عليهم الإخلاص، قد انجروا لها، واقتنعوا بها، فكانت هذهالفكرة من ناحية دولياً هي المبرر السياسي الأفعل، والمسوغ القانونيالأنجع، للإقرار بتمليك معظم فلسطين لليهود، وللاعتراف بحق الكيان اليهوديالخالص في البقاء على أرض فلسطين، واستيطانها.
إنها في الواقع ليست مجردفكرة أو مشروع بل هي مؤامرة أمريكية بحتة منذ نشوئها، فلم يتحدث بها منقبل لا العرب ولا الفلسطينيون، بينما وضعتها جميع الإدارات الأمريكيةالمتعاقبة في صميم استراتيجياتها، لدرجة أنها أصبحت بالنسبة لتلك الإداراتصنواً للدولة اليهودية، فحيثما ذكرت دولة يهود ذكرت معها الدولةالفلسطينية. لذلك كان لزاماً على السياسيين المخلصين فضحها و كشفها بوصفهامؤامرة أميركية ويهودية خطيرة وخبيثة، وكان لا بد بيان مدى خطورتها ليس علىأهل فلسطين والعرب وحسب، وإنما على الأمة الإسلامية جمعاء.
أما بيان ذلك فيمكن إثباته من خلال مرور الخطة تاريخياً عبر المراحل التالية:
المرحلةالأولى : بدأت هذه المرحلة منذ استيلاء دولة يهود على حوالي 78% مما يسمىبأرض فلسطين التاريخية، وهو الجزء الجنوبي الغربي من بلاد الشام، ففي قرارالتقسيم الصادر في العام 1947م تبنّت أميركا وبقوة فكرة إقامة الدولةالعربية المنفصلة والمستقلة إلى جانب الدولة اليهودية، ودعمت القرار 181الذي يقسم فلسطين إلى دولة يهودية وأخرى عربية، ومنذ ذلك الوقت تبنت الدولةاليهودية، واعتبرتها جزءا من إستراتيجيتها في منطقة ما يسمى بالشرقالأوسط، باعتبارها تحقق أساس مشروعها الاستعماري في المنطقة، بينما كانالمستعمر القديم ( الإنجليز) قد تبنوا من قبل فكرة الدولة الفلسطينيةالعلمانية الواحدة على كل أرض فلسطين والتي تجمع اليهود و المسلمين والنصارى في كيان واحد على شاكلة الدولة اللبنانية.
وهاتان الفكرتانالدولتان والدولة الواحدة هما فكرتان استعماريتان يهدفان إلى تمكين اليهودمن السيطرة على فلسطين، ومن ثم تمكين الغرب من تثبيت نفده بشكل دائمي فيها.
لكن الصراع بين المستعمر القديم ( الانجليز ) والمستعمر الجديد ( الأمريكان ) أدّى إلى تمسك كل طرف بفكرته لكي يمارس كل منهما نفوذه على أهلالمنطقة، لا سيما وأن فلسطين هي أخطر بقعة تقع في قلب المنطقة العربيةوالإسلامية، ومن يسيطر عليها يسيطر على المنطقة بأكملها. المرحلة الثانية: جاءت هذه المرحلة بعد قرار التقسيم بعشر سنوات تقريباً، وبدأت تحديداً فيالعام 1959م في أواخر عهد الرئيس الأمريكي "أيزنهاور"، حيث طرحت أميركامشروعها بشكل واضح ومحدد عن الدولة الفلسطينية تحت عنوان ( الكيانالفلسطيني )، وكانت الضفة الغربية و قطاع غزة في ذلك الوقتتحت سيطرةالأردن و مصر، فعرض أيزنهاور مشروعه لإقامة كيان فلسطيني فيهما في العام 1959م ، وبذلك تكون أميركا أول من دعت رسمياً إلى إقامة الدولة الفلسطينيةوتكون بذلك قد سبقت الفلسطينيين الداعين إلى إقامتها بحوالي 50 عاما. فماتدعو إليه الفصائل الفلسطينية هذه الأيام، وبمختلف توجهاتها، هو عينه ماكانت تدعو إليه إدارة أيزنهاور في نهاية الخمسينيات وبنفس ذلك الطرح.
فلماذاإذاً لم تتبنّ هذا المشروع الفصائل الفلسطينية المتلهفة اليوم على إقامةالدولة الفلسطينية في الضفة و القطاع في العام 1959م وقد عرضتها عليهمأميركا بشكل واضح. و كان الفرق الوحيد عما يتبنونه اليوم أن مشروع أيزنهاورفي ذلك الوقت والذي حمله المبعوثون الأمريكيون فيه اختلاف يسير عن المطروححالياً، وهو أن الضفة الغربية و قطاع غزة التي يراد إقامة كيان فلسطينيفيها يُستثنى منها القدس والذي خُطط لتدويلها في المشروع الأميركي، وهذاالتدويل لمدينة القدس هو ما يتمنى دعاة الدولة الفلسطينية الحصول عليه فيهذه الأيام.
وباشرت أميركا عملياً بتطبيق مشروعها قي ذلك الوقت، فدعتعملائها الثلاثةفي مصر والسعودية و العراق جمال عبد الناصر والملك سعودوعبد الكريم قاسم في العام 59م للترويج للمشروع، وتأييد إقامة الدولةالفلسطينية في الضفة وغزة، وكان عبد الناصر جاهزا ً لإعطاء غزةللفلسطينيين، لكن الملك حسيناً هو الذي كان يمثل العقبة الكأداء أمام تحقيقالمشروع. وبدأ هؤلاء بالضغط على الأردن وكان قاعدة إنجليزية صلبة، ومايزال، ووقف النظام الأردني حجر عثرة أمام تطبيق هذا المشروع كون الأردنيسيطر على الضفة الغربية التي تمثل المساحة الأكبر في المشروع. فرفض الملكحسين بشراسة بالغة فكرة إقامة دولة فلسطينية، والتنازل عن الضفة الغربيةللفلسطينيين خشية على عرشه، وحفاظاً على النفوذ البريطاني الذي يسنده،وبالرغم من أنهم ضغطوا عليه، وهدّدوه وتوعدوه، وأغروه وتملقوه، لحمله علىالموافقة على المشروع لكنه أبى وأصر على الرفض.
وكانت حجة رجال أميركاللفلسطينيين و للعرب تستند على أن الدولة الفلسطينية هي الحل الوحيد العمليالممكن لقضية فلسطين، وأن هذا الحل هو الذي يوجد السلام والأمن فيالمنطقة، وان إسرائيل قوة كبيرة وجدت لتبقى، وأن الدول العربية، و جيوشها،اعجز من أن تزيل دولة) إسرائيل ).
هذه هي الفكرة التي جاء بهاأيزنهاور، و لقّمها لعملائه من الحكام العرب في هذه الدول، فقال لهم: عليكمأن تهضموا فكرة وجود (إسرائيل) وبالمقابل تقيموا كيانا فلسطينيا، ثم بعدذلك عليكم أن ترفعوا أيديكم عن الفلسطينيين، وعن القضية الفلسطينية. وفيهذا الخطاب تمهيد لما أتوا به من بعد، وهو جعل منظمة التحرير هي الممثلالشرعي والوحيد للفلسطينيين.
وأما الفلسطينيون فخوطبوا في هذا المشروعبمنطق آخر فقيل لهم : عليكم أيها الأشاوس الفلسطينيون أن تتولوا أموركمبأيديكم، فالدول العربية لن تنفعكم، فاقبلوا بالكيان الفلسطيني كمرحلةأولى، ثم بعد ذلك فكروا بتحرير ما تبقى من فلسطين المغتصبة!!.
وقام عبدالناصر في العام 1959م بابتداع أساليب جديدة لإسناد الفكرة - وكان أشدهمتأييدا لفكرة الدولة الفلسطينية وأكثرهم نشاطا لها - فدعا لإقامة ما يُسمىبالجمهورية العربية الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة وذلك على نمطالجمهورية العربية المتحدة في مصر وسوريا ، وجنّد الفلسطينيين الذين يسكنونفي قطاع غزة والذي كانوا تحت حكمه، لتأييد الفكرة والتأثير على فلسطينييالضفة الخاضعين للحكم الأردني. و اتصل بالهيئة الفلسطينية العليا في القدس،واحتضنها، وساعده في ذلك الملك سعود. ولم يكتف عبد الناصر بذلك بل إنه عرضمشروع أيزنهاور هذا على الجامعة العربية في مؤتمرها في القاهرة في نفسالعام 1959م.
المرحلة الثالثة : استمراراً للمرحلة الثانية وفي العام 1960م عُقد مؤتمر "شتورا" في لبنان، وضغط عبد الناصر وعملاء أمريكا فيالمؤتمر على رئيس وزراء الأردن آنذاك "هزاع المجالي" الذي حضر المؤتمرنيابة عن الملك حسين، ووافق تحت الضغط على إقامة الكيان الفلسطيني في الضفةالغربية و قطاع غزة، فكان عقابه أنه بعد عودته إلى الأردن قتل فورا فيعمّان، وبقتله أحبطت بريطانيا و الملك حسين الخطة. وقد كشف رئيس الوفدالأردني في مؤتمر شتورا موسى ناصر حقيقة الموقف الأميركي من فكرة الدولةالفلسطينية فقال : " إن الولايات المتحدة الأمريكية قدّمت اقتراحا لإنشاءالكيان الفلسطيني، و تبنته السعودية، وعرضته على الجامعة العربية".المرحلةالرابعة : بدأت هذه المرحلة في العام 1961م بمجيء جون كندي إلى الحكموتبنيه لنفس المشروع، وقيامه بتفعيله، وذلك بإرساله لرسائله المشهورة فيالعام 1961م إلى رجال أميركا الثابتين في المنطقة في ذلك الوقت وهم الملكسعود وعبد الناصر وعبد الكريم قاسم وأضيف إليهم فؤاد شهاب في لبنان. وعقدوامؤتمراً جديداً في القاهرة في العام 1961م، وضغطوا على الملك حسين ثانيةلحمله على القبول بالفكرة، وللزيادة في الضغط جرى ترتيب جديد في نفس الليلةالتي كان يجري فيها المؤتمر، حيث اجتمع السفير الأمريكي في عمّان برئيسالوزراء الأردني بهجت التلهوني، وضغط علية ليقبل بالدولة الفلسطينية،ويُحرج الملك، وكاد أن يقبل لولا أن الملك هدّده إن قبل بالقتل كما قُتلسلفه هزاع المجالي من قبل ، فخاف وتراجع.
إن هذه الوقائع المتتالية تؤكدبأنه كان هناك ضغطا أمريكيا شديداً على الملك حسين للقبول بالدولةالفلسطينية، لكنه لم يرضخ لهذا الضغط،أصر على التحدي، وبمعنى آخر لم تقبلبريطانيا بترك مشروعها والأخذ بالمشروع الأميركي ولو أدّى بها الأمر إلىخوض صراع مكشوف مع حليفتها.
المرحلة الخامسة: ولما فشلت جميعتلكالمحاولات الأمريكية في الضغط على الملك حسين لحمله على القبول بفكرةالدولة الفلسطينية، استخدمت أميركا أخيراً ورقتها الرابحةفي ذلك الوقت وهي ( الأمم المتحدة )، فقامت المنظمة الأممية بتشكيل ما يسمى بلجنة التوفيقفي العام 1962م، حيث ضغطت هذه اللجنة باسم الأمم المتحدة على الأردن و علىالملك حسين لكي يقبل بإقامة الكيان الفلسطيني، ولكنها فشلت أيضاً في انتزاعموافقة الملك حسين على إقامة الدولة الفلسطينية. المرحلة السادسة : في هذهالمرحلة قامت السعودية بتجربة حظها للضغط على الملك حسين ومن ورائهبريطانيا، فاستخدم الملك سعود احمد الشقيري – أول رئيس لمنظمة التحريرالفلسطينية – حيث كان وزيرا في الحكومة السعودية، استخدمه الملك سعود وبالتنسيق مع عبد الناصر لإحراج الملك حسين، فذهب إلى الأردن وهاجم الملكحسين، وصرّح الشقيري بتصريحات نارية قال في إحداها : "اغسلوا أيديكم منفلسطين ومن القدس"، و قال عن اللاجئين بان" ليس لهم إلا التعويض"، و قال عنالقدس بأنها "سوف تُدول". وكانت هذه التصريحات تمثل السياسة الأمريكية بكلتجلياتها. لكن الملك حسيناً تنصل من هذه التصريحات، ورفضها، وسلّط عليهوصفي التل الذي هاجمه، ورفض أفكاره رفضا كاملا.
المرحلة السابعة : استخدمت أميركا في هذه المرحلة البابا بولص السادس وكان عميلا لها، فأوفدتهفي زيارة إلى الأردن ليضغط على الملك حسين، وليقبل بفكرة تدويل القدسبذريعة أن فيها أماكن دينية وكنسية وما شاكل ذلك، لكن الملك حسيناً تخلصأيضا من هذا الضغط، ورفض فكرة التدويل.
إن هذا التشبث الأميركي بفكرةالدولة الفلسطينية في ذلك الوقت المبكر يدل على مدى أهمية الفكرة بالنسبةلأميركا، كما يدل على مدى اقتناع عملائها بالفكرة التي قتل بسببهادبلوماسيون، وهُدّد آخرون بالقتل.
المرحلة الثامنة : في شهر ديسمبر( كانون أول ) من العام 1964م رعى جمال عبد الناصر إنشاء هيئة التحريرالفلسطينية برئاسة الشقيري، بعد أن ترك الوزارة في السعودية، وجاءت به مصر،و نصّبته رئيسا لهيئة التحرير الفلسطينية، والتي سُميت فيما بعد بمنظمةالتحرير الفلسطينية، وأوكل عبد الناصر لهذه الهيئة تحقيق هدف فصل الضفةالغربية عن الأردن، أي رفع يد الملك حسين عنها، وإقامة كيان فلسطيني مستقلفيها باستثناء القدس وبيت لحم باعتبارهما يُراد لهما أن تكونا منطقة دوليةبحسب الخطة الأمريكية، ثم حاول الإنجليز أن يردوا على هذه الأطروحاتالأمريكية المتتالية، فأرسلوا عميلهم العريق الرئيس التونسي بورقيبة، فقامبزيارة إلى الضفة الغربية ورّوج لفكرة الدولة الفلسطينية العلمانية التيتجمع اليهود و المسلمين و النصارى في كيان واحد، وكانت هذه هي الخطةالبريطانية المحكمة في مواجهة الخطة الأمريكية. وأدّى هذا الصراع بينالخطتين إلى فشلهما وعدم نجاح أي منهما.
استمرت المحاولات و الضغوطالأمريكية على الملك حسين، ومن فرط هذه الضغوط، وشدتها، وللتخلص من أعبائهاالثقيلة عليه، قام الملك حسين في العام 1967م، بتسليم الضفة الغربيةلليهود، وكانت له خطابات كثيرة في الأعوام 1966 و 1965م، تهدد بذلك، حتى أنهناك خطابا ألقاه وهو يتلعثم في الكلام، وذلك بعد وصوله من لندنباللغةالإنجليزية، وكان مترجماً بلغة ركيكة، ثم بعد ذلك أقام المهرجانات في عدةمدن، وبيّن أن المسالة فيها حرب، وهدد بتسليم القدس والضفة الغربية.ثم قامفعلاً بتسليمهما لليهود في الخامس من حزيران من عام 1967، وبذلك تملص منفكرة إقامة الدولة الفلسطينية عليها، فكان أفضل بالنسبة إليه أن يسلمهالليهود بدلاً من أن يسلمها للفلسطينيين لإقامة دولة عليها لحساب أميركا.
ثم بعد ذلك ظهرت حركة فتح، ونادت بالكفاح المسلّح واستهوت أفئدة من العربوالفلسطينيين، وكانت مدعومة من دول الخليج ومن الكويت بالذات وكذلك من مصر،ووجدت في عمان منطلقاً حقيقياً لها، وقبل بها الملك حسين، وتبنى ياسرعرفات فكرة بورقيبة الإنجليزية وهي فكرة الدولة الفلسطينية العلمانية علىكل ارض فلسطين، ونجحت حركة فتح بهذه الدعوة، وبخلطها للكفاح المسلح،واستهوت قلوب الكثيرين، وامتلكت أهلية شعبية مكّنتها من انتزاع قيادة منظمةالتحرير من احمد الشقيري التابع لأمريكا، ونُصب ياسر عرفات زعيم حركة فتح،رئيسا لمنظمة التحرير الفلسطينية وأزيح احمد الشقيري، و استلمت المنظمةبعد ذلك ثلة من عملاء الإنجليز .
المرحلة التاسعة : لكن أمريكا في هذهالمرحلة لم تسكت، فالصراع ما زال على أشده بين المستعمر الجديد و المستعمرالقديم، فهددت أميركا الأردن بإقامة دولة فلسطينية في عمان، و بإعطاء جنوبالأردن من معان و الجنوب إلى السعودية، وإقامة الكيان الفلسطيني في الأردنثم مده إلى الضفة الغربية، وبدا أن أمريكا مصممة على فكرة الدولةالفلسطينية بشكل غريب. وهذا بدوره أدّى إلى خوف الملك حسين من أن تقدمأمريكا على فعل ذلك، وضيع عرش الهاشميين إلى الأبد، وما يساعدها في تحقيقذلك الكثافة السكانية العالية للفلسطينيين في الأردن، فارتعدت مفاصل الملك،وقام بالتنكيل بالفلسطينيين، وذبحهم في مذابح جماعية في أيلول الأسود و فيأحراش عجلون و جرش في العامين 1970 و 1971، وبذلك تم طردهم من الأردن،وتخلص من هواجسه ومن خطورة إمكانية إقامة دولة فلسطينية على أنقاض عرشه.
المرحلةالعاشرة : لم تتوقف أميركا في هذه المرحلة عن مساعيها لإقامة الدولةالفلسطينية إن خفّ عنفوانها، ففي 4/4/1975 قام جورج مكفرن مرشح الحزبالديمقراطي للرئاسة الأمريكية بزيارة القدس، وخاطب اليهود ونادى بإمكانيةقيام الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية و قطاع غزة، وهاجم بصراحة المشروعالإنجليزي، وقال: "أما بالنسبة للدولة العلمانية التي تضم مسلمين ومسيحيين و يهود فليست هدفا سياسيا و أنها مجرد حلم".
المرحلة الحاديةعشرة : في العام التالي وبسبب الضغوط الأميركية، أقرت الجامعة العربية بانمنظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وفيهذا الإقرار مضايقة شديدة للملك حسين الذي كان يزعم انه يمثل الفلسطينيينفي الضفة الغربية و في القدس، وهذه المضايقة كانت مقدمة لرفع يده عنالفلسطينيين.
المرحلة الثانية عشرة : وفي العام 1976، وبدفع من الساداتالذي ورث عبد الناصر في الحكم في بداية السبعينات من القرن الماضي، وكانعميلاً أمريكاً مكشوفاً، قام بالضغط على الجامعة العربية لرفع مكانةالمنظمة، وجعلها عضوا كامل العضوية فيها مثلها مثل أي دولة عربية أخرى بحيثلا يبقى أي مجال لسيطرة الملك حسين على الفلسطينيين.
المرحلة الثالثةعشر : في هذه المرحلة،ومع وصول رونالد ريغان إلى الحكم، طرح ريغان مشروعهعلى المنطقة والذي عُرف باسم "مشروع ريغان" ، لكنه خشي من ذكر لفظ الدولةالفلسطينية باعتبار أن الظروف لم تكن مساعدة آنذاك، فقال عوضا عن ذلك : "يجب إعطاء الفلسطينيين حق تقرير المصير". وإعطاء الفلسطينيين حق تقريرالمصير في كل الأعراف الدبلوماسية، وفي الغرب بشكل خاص تعني إقامة الدولة. ثم تُرجم هذا المشروع مباشرة في نفس الشهر وفي نفس العام 1982م في قالبعربي تحت اسم مشروع فاس الذي أفرزه اجتماع الزعماء العرب في مدينة فاسالمغربية، وأقروا في مؤتمرهم ذاك مشروع ريغان باسمه العربي الجديد، ثمأضافوا عليه فكرة إقامة الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية و قطاع غزةليصبح المشروع الأميركي مشروعاً عربياً خالصاً.
المرحلة الرابعة عشر : إن شدة الضغوطات الأميركية التي مورست على الملك حسين لحمله على التخلي عنفكرة التمسك بالضفة الغربية، وبسبب ضعف الدور الإنجليزي في المنطقة، جعلتهفي العام 1988م يعلن رسمياً انه تخلى تماما عن تمثيل الفلسطينيين في أيةمفاوضات مقبلة مع (إسرائيل)، وأنه بات يعترف كزملائه من حكام الدول العربيةبان منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
إن هذهالضغوط الشديدة التي مارستها الإدارات الأميركية المتعاقبة من العام 1959م وحتى العام 1988م على بريطانيا والملك حسين آتت أكلها أخيراً ، فتخلى الملكحسين بشكل رسمي عن الضفة الغربية، و تبع ذلك التخلي السياسي فصل قانونيوإداري بين الضفة الشرقية والضفة الغربية. ثم أعقب ذلك وفي نفس العاماعتراف منظمة التحرير الفلسطينية عبر اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني فيالجزائر بقراري 242 و 338 اللذان يقرّان بوجود دولة إسرائيل، ويطالبان فقطبالأراضي التي احتلت في العام 67 فقط وهي الضفة الغربية و قطاع غزة. وبذلكتخلت منظمة التحرير تماما عن الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1948م.
ثم بعد ذلك بأشهر قليلة صرّح عرفات واحداً من أهم تصريحاته في ستراسبورغفي فرنسا قال فيه : "إنني قد تركت حلم إقامة الدولة الفلسطينية العلمانيةعلى كامل تراب الوطن الفلسطيني و اقبل الآن بالدولة الفلسطينية في الضفةالغربية و قطاع غزة".
ومنذ ذلك التاريخ تم تهيئة المنطقة بعملاء أميركاوعملاء بريطانيا بفكرة الدولة الفلسطينية، لكن الجديد الذي طرأ في هذهالمرحلة هو اندلاع الانتفاضة الفلسطينية، حيث تم خلط بعض الأوراق، وخرجتقوى جديدة على الساحة الفلسطينية غير القوى العلمانية وهي القوى الإسلامية،فكان لا بد من مشوار جديد، و طويل، لترويض الحركات الإسلامية كما روضت منقبل الحركات العلمانية، فكان لا بد من عشرين سنة أخرى لتتم فيها عمليةالترويض الجديدة ولغاية إخراج فكرة الدولة الفلسطينية إلى الوجود.
وهانحن وبعد عشرين عاما منذ عام 1988 وحتى العام 2008 مأصبحت بعض الحركاتالإسلامية شأنها شأن الحركات الوطنية تطالب بالدولة الفلسطينية في الضفةالغربية و قطاع غزة، أي في الأراضي المحتلة عام 1967م وذلك تحت ذريعة إعلانالهدنة الطويلة، أو ما شاكلها من ذرائع ، وهذا معناه أن هذه الحركاتالإسلامية قد وقعت - وللأسف الشديد - فيما وقعت فيه الحركات العلمانية منقبل، واعترفت بشكل مباشر أو غير مباشر بالكيان اليهودي، وقبلت بإقامةالدولة الفلسطينية على الأراضي التي احتلت في الرابع من حزيران عام 1967م،وتكون بذلك قد ساعدت في تحقيق الرؤية الأمريكية من خلال قبول الفلسطينيين


--------------------
Go to the top of the page
 
+Quote Post
طالب عوض الله
المشاركة Dec 14 2011, 07:21 AM
مشاركة #67


كاتب وباحث إسلامي
صورة المجموعة

المجموعة: الكتّاب
المشاركات: 378
التسجيل: 26-September 11
رقم العضوية: 55



هل ينهار الإتحاد الأوروبى ؟
د. ياسر صابر
حين نشأت الجماعة الأوروبية عام 1951 بين ألمانيا وفرنسا وبلجيكا وهولندا وإيطاليا ولوكسمبورج بدأ الحلم يراود الساسة الأوروبيين بالوحدة الشاملة فتطورت هذه الجماعة الأوروبية إلى سوق أوروبية مشتركة . بعد ذلك بدأت المؤسسات الأوروبية تتبلور حتى إنتهت بالخطوة الهامة بظهور الإتحاد الأوروبى وتوحيد عملته فى 17 دولة من دوله. ومنذ ظهور اليورو وإختفاء العملات المحلية بدأ الحلم الأوروبى يتعاظم شيئاً فشيئاً وظن الساسة الأوروبيون أن اليورو سوف ينافس الدولار وربما يزيحه من أمامه كمنافس . ثم بعد ذلك توسعت دول الإتحاد الأوروبى لتصل إلى الرقم الحالى وهو 27 دولة وذات تعداد سكانى يصل إلى 500 مليون نسمة يتنقلون بحرية كما تتنقل تجارتهم وأموالهم دون قيود بين هذه البلدان .
إن تكتلاً سياسياً كهذا جدير أن يتحول إلى قوة سياسية وإقتصادية ضخمة يكون لها تأثير كبير فى السياسة الدولية ، إلا أن مانراه الأن أن الإتحاد الأوروبى يعانى من مشاكل كبيرة يمكن أن نطلق عليها أزمة حقيقية ولايعرف سياسيوه كيفية الخروج منها ، هذه الأزمة تواجه بشكل كبير عملته الموحدة اليورو بعد أزمة الديون المتفاقمة التى تئن تحت وطأتها اليونان وإيطاليا والبرتغال وأسبانيا وتحاول دول الإتحاد الأوروبى الأن حل مشكلة الديون هذه ، إلا أنها لاتعرف كيف ؟ لأن حل أزمة الديون بديون جديدة لايمثل حلاً بقدر مايمثل تأزماً للمشكلة.
هل ولد الإتحاد الأوروبى ضعيفاً ومالذى أدى إلى تعثره بالشكل الذى يهدد بقاءه ؟
إن خروج أوروبا مدمرة بعد الحرب العالمية الثانية جعلها فى أمس الحاجة إلى مساعدة أمريكا فى إعادة بنائها وهذا ماتم فى خطة مارشال التى كان لها عظيم الأثر فى هيكلة طبيعة العلاقة بين أمريكا وأوروبا وقد خرجت أمريكا من هذه المرحلة وهى تملك أدوات ضغط كثيرة داخل القارة العجوز . وبالرغم من ذلك شكلت الوحدة الأوروربية هاجساً للخوف لدى الولايات المتحدة ، لأن الأخيرة تدرك أن أوروبا يمكن أن تصبح قوة كبرى تهدد الولايات المتحدة وتنافسها على مصالحها حول العالم . فعمد ساسة أمريكا على إتخاذ الخطوات الهامة التى تضعف هذا الإتحاد الأوروبى وتجبره أن يلزم بيت الطاعة الأمريكى فقامت أمريكا مباشرة بمحاولات توسيع الإتحاد الأوروبى بضم دول أوروبا الشرقية إليه وقد نجحت بالفعل فى ذلك . ولأن أمريكا تملك نفوذاً كبيراً على دول أوروبا الشرقية إستطاعت أن يكون تأثيرها على الإتحاد الأوروبى من خلال هذه الدول كبيراً وهذا ماأدى بالفعل لإضعاف هذا الإتحاد وجعله مشغولاً بمشاكله أكثر من إنشغاله بسياسته الخارجية.
لقد إصطدم الحلم الأوروبى فى الوحدة بعقبات كثيرة منذ ولادته
أولها مبدئى والذى يتمثل فى نظرة الغرب الرأسمالية التى تجعل مقياسهم فى الأعمال هو المنفعة ، وهذا جعل كل دولة تنظر للإتحاد الأوروبى من خلال هذه النظرة الضيقة وكم من الفوائد ستعود عليها بوجودها فيه ، ولم تستطع مصلحة الجماعة أن تتغلب على مصلحة الدول منفردة مما هدد بقاء هذا الإتحاد. وهذا مما جعل دولة كبريطانيا تضع قدماً داخل هذا الإتحاد وأخرى خارجه ، وظهر هذا جلياً فى القمة الأوروبية الأخيرة حين تشاجر ساركوزى مع كاميرون.
ثانيها العصبية القومية التى يصعب على أوروبا التخلص منها ، فالعداء والحروب الطاحنة بين الشعوب الأوروبية خلقت حاجزاً كبيراً يصعب هدمه فالفرنسى ينظر للألمانى نظرة عداء والهولندى لجاره الشرقى نظرة إزدراء حتى الألمانى الغربى ينظر لأخيه الشرقى على أنه عالة عليه وأصبح الألمانى الشرقى يرى نفسه فى بون وميونيخ أجنبياً . وهذه المشكلة جعلت شعوب أوروبا تتململ من فكرة الإتحاد هذه فالألمانى يرى نفسه كالبقرة التى تدر حليباً ليشربه الإيطالى الذى لايعمل ، وشعوب فرنسا وألمانيا وغيرها ترى أنها مطالبة بأن تقتسم من قوت يومها لتحل مشكلة شعب كاليونان وهذا أدى بدوره لتنامى دور اليمين المتطرف الذى يحارب فكرة الإتحاد الأوروبى .
ثالثها وهى مشكلة عامة أصابت المبدأ الرأسمالى حيث وصل نظامهم الإقتصادى إلى مرحلة اللاعودة حيث إتسع الخرق على الراقع وأصبح الإقتصاد الحقيقى يشكل 20 بالمائة من حجم الإقتصاد بينما الباقى إقتصاد وهمى عبارة عن أرقام وهذا مما يفاقم مشكلة الديون الأوروبية لأن أى محاولة لتجاوزها تكون على حساب الإقتراض من جديد وهذا مايبدو لهم فى الأفق ، فتقل بالتالى العشرون بالمائة هذه على حساب الثمانين بالمائة . أضف إلى ذلك شيخوخة المجتمع الغربى التى جعلته ينفق أكثر مما ينتج وهذه المشكلة تمثل قنبلة موقوتة يمكن أن تصرع الغرب فى أى لحظة.
كل هذه العوامل تؤكد أن فرص إنهيار الإتحاد الأوروبى أكبر بكثير من فرص بقائه وبالتالى تبخر حلم الوحدة الأوروبية لأنه لم ينشأ على أساس صحيح . والأساس الصحيح الذى يمكن أن تقوم عليه وحدة بين الشعوب هو الذى أتى به الإسلام ألا وهو أساس العقيدة ، فالعقيدة الإسلامية قد وحدت شعوباً من أعراق مختلفة وألوان ولغات مختلفة وقامت هذه الوحدة متمثلة فى الخلافة التى إحتضنت فى ظلها شعوباً من أندونيسيا إلى المغرب ومن تتارستان إلى قلب إفريقيا وبلغت رقعة هذه الدولة مايزيد عن 22 مليون كيلو متر مربع فى آن واحد ، ومع ذلك حافظت على تماسكها ووحدتها ومازالت هذه الوحدة باقية إلى يومنا هذا بالرغم من قيام الغرب الكافر بإزالة الوحدة السياسية بين الأمة بهدم خلافتها بعد إتفاقية سايكس بيكو وتنصيب عملاء له ليعملوا على الحفاظ على هذه الحدود المصطنعة .
لهذا على أبناء الأمة الإسلامية أن يعوا من خلال التجربة الأوروبية أن الوحدة الممكنة هى التى تقوم على أساس العقيدة وهذه لاتتوفر إلا عند الأمة الإسلامية ، فليجعلوا تغييرهم الحقيقى بعد هذه الثورات لإزالة الحدود المصطنعة التى صنعها الغرب لإعادة وحدة الأمة السياسية من جديد وحتى يُضرب المثل للغرب جميعاً كيف تكون الوحدة الحقيقة وعندها نستطيع أن نقدم نموذجاً حضارياً للبشرية يخلصهم مما هم فيه الأن من ورطة الرأسمالية.
منقول عن : مجلة الزيتونة



--------------------
Go to the top of the page
 
+Quote Post
طالب عوض الله
المشاركة Dec 14 2011, 08:33 AM
مشاركة #68


كاتب وباحث إسلامي
صورة المجموعة

المجموعة: الكتّاب
المشاركات: 378
التسجيل: 26-September 11
رقم العضوية: 55







نصيحة لإخواني الحداثيين
منجي المازني



وأنا أتصفح جريدة الشعب استوقفني مقال بعنوان "الشعب ينتخب ظاهرة بانتظار التحول إلى الحقيقة" بتاريخ 12

نوفمبر2011 للسيد محمد الحمّار الذي لا يؤمن بحزب ديني وضد منح التأشيرة لحركة النهضة. وقبل البدء في التحليل والرد على ما جاء في المقال أود أن ألفت الانتباه إلى أن جريدة الشعب وهي لسان الاتحاد العام التونسي للشغل الذي يمثل كل أطياف المجتمع التونسي ما كان ينبغي لها أن تسمح بنشر مواضيع تتعلق بالقضايا السياسية وتنحاز إلى فئة دون أخرى. فالإتحاد هو مؤسسة نقابية منتخبة من طرف الطبقة الشغيلة للدفاع عنهم والتعبير عن مشاغلهم. فكما أن الإسلام هو قاسم مشترك بين كل التونسيين وعليه لا يسمح لأي طرف أن يحتكره أو أن يكون ناطقا باسمه فنرجو من إخواننا الحداثيين أن يطبقوا هذه القاعدة على الاتحاد. أم أن الجماعة يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض.



يقول كاتب المقال "لقد نبهنا منذ شهور إبان ثورة 14 جانفي من أن حل المشكلة الدينية في تونس أو في كامل الوطن العربي الإسلامي ليس في الاعتراف بتيار أو حركة دينية مثل حركة النهضة". فمن خلال هذا الطرح نلاحظ أن الكاتب مازال يعيش على وقع ما قبل 14 جانفي ومازال يظن أنه يملك الحقيقة والأغلبية الاستبدادية ومازال يصنف الأشياء ويفصلها على هواه. يقول الكاتب "إن منح حزب النهضة التأشيرة للعمل السياسي العلني زاد في تعقيد المشكلة الدينية" فالمسألة، التي يعتبرها مشكلة، ما تعقدت إلا في خياله. فمهما أوتي الإنسان من عبقرية خارقة للزمان والمكان لا يمكنها أن تؤهله لتبوء منصب توزيع التأشيرات على هواه يمنحها لمن يريد ويمنعها عن من يريد. فهذه المسائل لا تخضع للأهواء. وإنما تخضع لإرادة الشعب ونحن في زمن "الشعب يريد ...".



ويتساءل الكاتب فيقول "لماذا يختار شعب مثل تونس ظاهرة مرضية لتحكمه؟". فإذا كانت حركة النهضة تمثل ظاهرة مرضية وانتخبها الشعب بنسبة 41 % فلماذا لم تتحصل الأحزاب الحداثية التي ينتمي إليها الكاتب، والتي تمثل الحالة الصحية في نظره، على 50 % أو 59 % المتبقية. كما أن الظاهرة في الأصل هي حالة عابرة وطارئة ولا تمثل أصل الأشياء. فالأحزاب والحركات السياسية الدينية، والتي يعتبرها الكاتب ظاهرة، تواجدت عبر كل مراحل التاريخ الإسلامي وعلى مدى 14 قرنا. أما الحداثة فما سمعنا بها إلا في هذا القرن ولم ترد على البلاد الإسلامية إلا مع الاستعمار ولم تنتشر إلا في ظل الاستبداد. فمن يا ترى يمثل ظاهرة وفي نفس الوقت مرضية.



وخلاصة القول يرفض الكاتب إعطاء تأشيرة لحزب ديني على أساس القاعدة الحداثية "الدين لا يتدخل في السياسة". ولكن الحقيقة غير ذلك. فالدين أو المعتقد هو ما يعتقده الإنسان وما يؤمن به من أفكار وإيديولوجيات ومثاليات سماوية أو وضعية لتكون مثالا لتسيير كل شؤونه في هذه الحياة. وإلا فما قيمة هذا المعتقد. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في آخر سورة الكافرون وهو يخاطب المشركين "لكم دينكم ولي دين" بمعنى أن المشركين لهم دين اسمه الشرك والشيوعيين لهم دين اسمه الشيوعية والحداثيين لهم دين اسمه الحداثة والمسلمين لهم دين اسمه الإسلام... بهذا المعنى كل إنسان في هذا الكون له دين وهو متدين بدينه الذي يؤمن به. وكل مكونات المجتمع تتدافع بطريقة ما لتتبنى في الأخير منهج أو مثالية أو دين لتسيير شؤونها. فالحداثيون يناقضون أنفسهم فهم من جهة يؤمنون بالحداثة لتسيير شؤون الناس وبالتالي تدخل دين الحداثة في السياسة ولكنهم لا يؤمنون بتدخل دين الإسلام في السياسة.فمشكلة الحداثيين أنهم يريدون أن يكونوا الخصم والحكم في نفس الوقت وفي كل وقت ولا يريدون أن يتأقلموا ويتصالحوا مع الواقع ومع الحقيقة.



ومن خلال إطلاعي على ردود أفعال النخبة الحداثية لاحظت أن هذه الفئة على قلة عددها مازالت تنظر إلى هذا الشعب، رغم ما أبداه من نضج سياسي ودراية بخفايا الأمور، نظرة فوقية ونظرة استعلائية ومازالت تظن نفسها الوصي المؤتمن على هذا الشعب. وأن هذا الشعب، الذي صنع هذه الثورة التي كانت منطلق ومهد الربيع العربي، يظل في نظرهم قاصرا ومحتاجا لكفالتهم. فما كل هذا التعالي؟ فحري بهذه الفئة أن تراجع نفسها وتعيد حساباتها من جديد. فقراءة الواقع قراءة سليمة هي البداية وهي الخطوة الأولى للمضي قدما في الطريق الصحيح. وإذا كان بعض إخواننا الحداثيين لا يستطيعون العيش إلا مع الحداثة وفي ظل الحداثة التي رفضها الشعب فليذهبوا إلى بلد ينتج هذه الحداثة وليعيشوا فيه فرحين مسرورين. فهذه الأرض لا تنبت هذه النبتة حتى ولو استعملنا في سبيل ذلك كل الإمكانات التقنية والمالية والبشرية المتاحة في سبيل تخدير وتمييع هذا الشعب وتغيير قناعاته.



منقول عن : مجلة الزيتونة


--------------------
Go to the top of the page
 
+Quote Post
طالب عوض الله
المشاركة Dec 15 2011, 06:58 PM
مشاركة #69


كاتب وباحث إسلامي
صورة المجموعة

المجموعة: الكتّاب
المشاركات: 378
التسجيل: 26-September 11
رقم العضوية: 55



لماذا تساند روسيا نظام الأسد؟
فيتشسلاف يورين
صعدت الحكومة الروسية مؤخراً من لهجتها إزاء النظام السوري، غير أنها ما زالت تعارض قراراً دولياً يدين قمع المدنيين في سوريا ويمهد لعقوبات على دمشق. فما هي خلفيات هذه السياسة الروسية؟ فيتشسلاف يورين في إجابة عن هذا السؤال.
تقف سوريا اليوم على حافة الحرب الأهلية، وخطر التمزق الداخلي يحدق بها، هذا ما قاله وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مؤخراً عن الأوضاع في سوريا. إجتماع لافروف مع مفوضة الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، كاثرين آشتون، في 17 تشرين الثاني/نوفمبر بيّن مجدداً، أن روسيا لا تزال متمسكة بالنظام السوري. ولكن هذا التمسك بنظام الأسد له أيضاً حدوده. ويعتمد استمرار هذا الدعم على تطور الأمور؛ أي إن كان الكرملين يرى أن الرئيس بشار الأسد لا يزال مسيطراً على زمام الأمور أم لا، كما يقول المحلل السياسي الروسي ميخائيل فينوغرادوف، مدير جمعية "سانت بطرسبرغ للسياسة" المستقلة في موسكو.
وكان الرئيس الروسي دميتري ميديديف قد حذر بشار الأسد، عندما نصحه بالحوار مع المعارضة السورية، خوفاً من أن يكون مصيره "محزناً". ولكن روسيا وقفت حتى الآن ضد عقوبات دولية بحق سوريا، مستخدمة بذلك حق النقض "فيتو" في مجلس الأمن، كما جرى في تشرين الأول/ أكتوبر المنصرم، حيث عارضت موسكو قراراً يدين النظام السوري وأعمال القمع التي تمارسها قوات الأمن السوري ضد المحتجين من المدنيين. حينها دعا لافروف نظام بشار الأسد للحوار مع المعارضة ونبذ العنف. الذي تخشاه موسكو، كما اعربت مرارا، هو أن يؤدي أي قرار يدين سوريا في مجلس الأمن إلى تدخل عسكري في سوريا كما كان عليه الحال في ليبيا.

العلاقات الروسية السورية
ويقول فيتشيسلاف نيكانوف من مؤسسة "بوليتيكا" المقربة من الحكومة الروسية، إن سوريا لم تَعد شريكاً استراتيجياً لروسيا، مصلحة روسيا الآن هو الاستقرار السياسي في الشرق الأوسط، وبإمكان روسيا الآن أن تُظهر نفوذها في مجلس الأمن عن طريق استخدام حق الفيتو.
غير أن المسألة ليست فقط مسألة استعراض عضلات أمام المحافل الدولية، فروسيا لها أيضاً مصالح إقتصادية في سوريا، وهي بالنسبة لها في هذا الحال أهم من ليبيا، كما يقول الخبير ميخائيل فينوغرادوف. ومن بين هذه المصالح الإقتصادية صفقات بيع أسلحة بين البلدين. كما أن آلاف السوريين حصلوا سابقاً على الشهادات العليا في الإتحاد السوفييتي ويتقنون اللغة الروسية. ومن هنا تلعب العلاقات السورية الروسية في مجال التعليم دوراً مهماً، مع أنها قلت في السنوات الماضية الأخيرة.

صفقات أسلحة منذ العهد السوفييتي
أما على الصعيد العسكري فلا تزال دمشق من أهم المشترين للمعدات الحربية والأسلحة الروسية في الشرق الأوسط، لكن المحلل السياسي الروسي والخبير في المجال العسكري ألكساندر غولتس، يرى أن صفقات الأسلحة هذه لم تعد تلعب دوراً هاماً، وإن هذا التعاون في المجال العسكري ينحصر حالياً في صيانة أسلحة ومعدات إشترتها سوريا من الإتحاد السوفييتي في الماضي. ويضيف غولتس أن ذروة التعاون العسكري بين البلدين كانت في سبعينات القرن الماضي، حيث كانت هذه الصفقات مربحة بالنسبة لدمشق. آنذاك؛ أي إبان الحرب الباردة، كان الإتحاد السوفييتي يبيع بنادق الكالاشنيكوف لحلفائه بأسعار زهيدة، فحصلت سوريا أيضاً على أسلحة بثمن زهيد. وحتى في عام 2005 أسقطت روسيا ديونا عن سوريا بقيمة حوالي عشرة مليارات دولار، وهي ديون من صفقات أسلحة اشترتها سوريا من الإتحاد السوفييتي، من بينها دبابات عسكرية سوفييتية من طراز ت 72 إشترتها دمشق في عهد الرئيس السوفيتي ليونيد بريجنيف وتستخدمها حالياً في قمع الاحتجاجات الشعبية.

مصالح روسيا في المنطقة
ولكن أهم ما يصب اليوم في مصلحة الروس هو القاعدة الاستراتيجية البحرية الروسية المتمركزة في طرطوس على ساحل البحر الأبيض المتوسط. هذه القاعدة تستخدمها روسيا، حسب ما يقول الخبير الروسي غولتس، لإمداد سفنها الحربية في المحيط الهندي بالوقود والغذاء ولإجراء تصليحات صغيرة على السفن. وإلى جانب هذه القاعدة العسكرية، هناك جانب عاطفي لموقف روسيا تجاه سوريا، كما يقول المحلل السياسي الروسي فينوغرادوف من جمعية "سانت بطرسبرغ للسياسة". فحسب رأيه فإن الأوساط السياسية في روسيا ترى بأن موسكو قدمت تنازلات كثيرة في الشأن الليبي. ويضيف المحلل الروسي أن النخبة السياسية في روسيا لا تخشى من أن تنتشر شرارة "الربيع العربي" في روسيا، ولكنها لا تقبل بالمزيد من الثورات العربية وبإعادة السيناريو الليبي ثانية في بلد عربية أخرى.
وبالرغم من هذا كله يبدو أن روسيا الآن لم تعد تستبعد أياً من الخيارات. فمعارضو نظام الأسد سافروا مرات عدة إلى موسكو، منهم رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون، الذي أجرى مؤخراً هو ووفد المجلس الوطني محادثات مع وزير الخارجية الروسي لافروف. غير أن موسكو لم تستجب لطلب غليون بحث الرئيس السوري على التنحي، وإن كان ميديديف قد أشار في تشرين الثاني/ أكتوبر المنصرم وبصراحة ووضوح، إلى أن على الحكومة السورية تنفيذ إصلاحات جذرية في البلاد، وإلا فإن عليها أن ترحل.

عن موقع قنطرة
فيتشسلاف يورين
ترجمة: نادر الصراص
مراجعة: عبده جميل المخلافي
حقوق النشر: دويتشه فيله 2011
منقول : مجلة الزيتونة





--------------------
Go to the top of the page
 
+Quote Post
طالب عوض الله
المشاركة Dec 17 2011, 06:47 AM
مشاركة #70


كاتب وباحث إسلامي
صورة المجموعة

المجموعة: الكتّاب
المشاركات: 378
التسجيل: 26-September 11
رقم العضوية: 55



مصر: ميناء "الأدبية" يستقبل 20 ألف طن قنابل مسيلة للدموع "جديدة" أمريكية وبريطانية الصنع
السويس – محمد مقلد: علمت "المصريون" من مصادر بهيئة موانئ البحر الأحمر، أن ميناء الأدبية بالسويس، سوف يستقبل فى غضون الساعات القليلة القادمة إحدى السفن العملاقة التابعة لشركة "انتركارجوا" العالمية محملة بـ20 ألف طن قنابل غاز مسيلة للدموع.
وقال المصدر، إن الرسالة الخاصة بهذه الشحنة تكشف عن أن القنابل صناعة أمريكية وبريطانية من نوعية (سى اس- سى ان- سى ار) وهى نفس شحنة القنابل التى تم استيرادها قبل أحداث التحرير الأخيرة بـ15يومًا.
وأوضح أن استخدام ميناء "الأدبية" لاستقبال هذه الشحنة- علمًا بأن دخول مثل هذه الشحنات من المعتاد أن يكون عبر ميناء العين السخنة- يرجع إلى أن هذا الميناء فى غالب الأحيان يكون بعيدًا عن أعين المراقبين.
وكانت المواجهات الدامية التى شهدها ميدان التحرير وشارع محمد محمود قبل أسبوعين قد أدت إلى مقتل نحو 42 شخصًا وإصابة أكثر من ثلاثة آلاف، وسقط كثيرون إثر حالات اختناق نتيجة التعرض لقنابل الغاز التى تواترت أنباء أنها تحمل غازات سامة.
وفى الأسبوع الماضى، أكدت منظمة العفو الدولية أن شركات أمريكية زودت مصر بثلاث شحنات من الغازات المسيلة للدموع منذ ثورة 25 يناير. وأشارت إلى أنه على الرغم من التعامل العنيف لوحدات حكومية مع المتظاهرين، فإن شحنة أسلحة أمريكية بها غازات مسيلة للدموع وصلت وزارة الداخلية المصرية فى 26 نوفمبر الماضى.
وقال عضو المنظمة بريان وود، إن الولايات المتحدة كانت تعلم بحقيقة الوضع فى مصر عندما وافقت على تصدير هذه الأسلحة، داعيًا إلى إصلاح قوات الأمن المصرية أولاً قبل تزويدها باحتياجات عسكرية من الخارج.
المصريون 14-12-2011م



--------------------
Go to the top of the page
 
+Quote Post
طالب عوض الله
المشاركة Dec 17 2011, 06:33 PM
مشاركة #71


كاتب وباحث إسلامي
صورة المجموعة

المجموعة: الكتّاب
المشاركات: 378
التسجيل: 26-September 11
رقم العضوية: 55



معركة النقاب: حلقة جديدة من التّدافع المُسْتمِرّ

كتبه راشد المزليني



لم تبدا الحركة الاحتجاجية للطلبة المعتصمين بكلية الاداب بمنوبة باعتصام سلمي، بل كان الاعتصام نتيجة لتحركات عديدة بدات بالحوار و مرت بالوقفات الاحتجاجية و الاجتماعات العامة، كانت كلها مرفوضة من قبل العميد و حاشيته.. فارتقى المحتجون في سلم الاحتجاج و اعلنوا اعتصاما مفتوحا لتحقيق مطلبين: اقامة مصلى بالكلية و السماح للمنقبات بالدراسة و اجتياز الاختبارات.. مع ابداء مرونة في التفاوض مع شانئيهم.

النقاب قضية طلابية و قضية اسلامية..

الوقوف الى جانب الطالبات المنقبات و الدفاع عن حقوقهن المشروعة هو نصرة لقضية من قضايا الطلبة، فحريّ بكل طالب مهما كان توجهه ان ينصر هذه القضية، و بالاخص من انتدب نفسه مدافعا عن الطلبة و حقوقهم.. و من جهة اخرى نجد قضية المنقبات قضية اسلامية بالاساس، ملقاة على عاتق الطلبة الاسلاميين بالتحديد، مهما كان راي المسلم في النقاب وجوبا او استحبابا(هناك قولان لاهل العلم في المسالة)، فالامر اكبر من ذلك.. حرمات تنتهك و تداس و اعراض تكشف عنوة.. و تركهن في هذا الموضع هو من الخذلان المبين و التسليم المنهي عنه.. و منع النقاب في الجامعة خطوة في طريق منعه في اماكن اخرى بل خطوة في طريق منع الحجاب اذ الامر تدافع و صراع بين فئتين: شعب مسلم و قلة علمانية استولت على مراكز القرار في غفلة من المسلمين.. و لئن لم يدفع الشعب هذه الفئة و ينتزع حقوقه دفعته هي و انتزعت حقوقه.. فتكون بذلك قضية الطالبة المنقبة قضية كل مسلم تونسي يجب عليه نصرة اخواته كل من موقعه و كل حسب طاقته، و كل من سمع بهذه القضية و لم يحرك ساكنا يصدق فيه قول الشاعر: لامست أسماعهم لكنها *** لم تلامس نخوة المعتصم

الثورة متواصلة...

هرب بن علي و ترك لنا احلافه و ايتامه ليواصلوا نفس الحرب التي بداها الهالك بورقيبة و سعّرها خَلَفُه..حرب استئصالية للاسلام.. و الثورة مستمرة ضد هؤلاء فقد ثار عليهم الشعب اكثر من مرّة في معركة المقدسات الاسلامية.. و واهم من يظن ان المعركة مع هؤلاء تنتهي بفض اعتصام منوبة.. فالقضية كما سبق قضية كل المسلمين فكل مسلم مطالب بنصرة الطالبة المنتقبة.

العميد و الحاشية..

اتضح للجميع ان العميد و حاشيته يخدمون خلفياتهم الحزبية و الايديولوجية، فمنع طالبة منقبة من اجتياز الاختبار (مع التاكد من هويتها من قبل امراة) ناجم عن حقد يساري متطرف للاسلام و المسلمين.. خسروا السياسة في ميدانها فنقلوا معركتهم و هزيمتهم الى الجامعة. و هؤلاء قلة متفرنسة متغربة اختلط لديها مفهوم الحضارة فاصبحت لا تفرق بين حضارة تطير فيها الطائرة وبين حضارة يطير فيها الجلباب والنقاب..

مرأة جمعيات الدفاع عن المرأة..

لا ادري اين ذهبت منظمات حقوق الانسان و بالاخص جمعيات الدفاع عن المرأة.. ما ان تطفو على السطح قضية من قضايا المرأة المسلمة العفيفة.. الا و تختفي تلك المنظمات و الجمعيات و تدخل في سبات عميق و نوم طويل فلا تسمع لهم همسا و لا حسيسا.. صمّوا اذاننا بالدفاع عن المرأة و حقوق المرأة، الا ان هذه الشعارات سرعان ما تتلاشى و تندثر حينما تطالب المرأة المسلمة باحدى حقوقها و منها: حق المنتقبة في الدراسة بالنقاب.. الا يعد هذا قيدا اعاق حرية امرأة و انتم مطالبون بتحريرها، ام ان تحرير المرأة عندكم هو تحريرها من اخلاقها و حيائها و حشمتها و نزعكم لحجابها و ثيابها و وأْدكم لعفافها ؟ و هذا يؤكد امران:
1)زيف و كذب الشعارات التي ترفعها تلك الهيئات، و هي في الحقيقة هيئات تخدم اهدافها الخبيثة واجندات غربية و ليست في خدمة المرأة. 2)سياسة الكيل بمكيالين المنتهجة من قبل هذه الهيئات تجاه مرأة دون مرأة، و هي مطالبة بصياغة تعريف للمرأة التي تدافع عنها.. و يسقط هنا شعارهم المُفدّى "المساواة بين المرأة و الرجل" فهم لم يُسَوُّوا بين بني جنس واحد فكيف سيسوُّون بين جنسين؟.

الاتحاد العام لطلبة تونس و الواقع المخزي..

لو كان الاتحاد مستقلا و ممثلا شرعيا وحيدا للطلبة(كما يحلو لاعضائه تسميته) لكان اول من دافع عن الطالبات المنقبات فالقضية تمس حقا من حقوق الطلبة، لكنه يابى الا ان يكون مطية لليسار المتطرف و اداة بيد بعض الاحزاب يخدمون به مصالحهم الضيقة، و حتى لا اظلم البعض فالاتحاد يضم في صفه الاخير البعيد عن التاثير بعض الشرفاء و المناضلين و المغفلين ايضا. و هاته الاحداث تسير بالاتحاد الى الهاوية، و تزيد من الهوّة بينه و بين الطلبة، فقد خان قضية الطالبات المنقبات في كلية سوسة ايضا ووقف ضدها.. و لا شك ان مواقفه السلبية ستكون سببا في اختناقه و تُسرع في احتضاره خصوصا مع خروج منافسه العملاق من قمقمه.

صحافة ام سخافة !؟

لم تتربى وسائل الاعلام الرسمية بعدُ، و لم تستفد من درس الثورة.. فالصحفي الماجور الذي سبح بحمد بن علي لسنوات، و رباه سيده على الكذب و النفاق، لا نستغرب قلبه للحقيقة و خيانته لميثاقه الصحفي في كل مرة يكون فيها الاسلام طرف صراع.. و هم محتاجون الى ثورة في انفسهم يقطعون بها مع تاريخهم المخزي و يغيرون بها واقعهم المرير.

خطوات عملية لنصرة الطالبات المنقبات..

اذكرها في عجالة على سبيل الذكر لا الحصر:
*اطلاق صفحات و مجموعات اجتماعية و مواقع الكترونية و منتديات للتعريف بالقضية و حشد المؤيدين لها.
*اطلاق حملات توعوية بين الطلبة الذكور و الاناث حول حقوق الطالبة المنقبة.
*اطلاق حملات توعوية بين الطلبة لفضح المسؤولين المانعين لحقوق الطالبات المنقبات مع ابراز تاريخهم المخزي فهم غالبا ما يكونون اما مطبعين او مناشدين او تجمعيين... *القيام بوقفات احتجاجية لنصرة القضية من قبل الطلبة في الاجزاء الجامعية الاخرى. *القيام بوقفات احتجاجية خارج الجامعة من قبل المؤيدين للقضية من افراد الشعب و الشرفاء من المنظمات الحقوقية.
*السعي الى نشر القضية في وسائل الاعلام المحلية و العالمية. *تاسيس لجنة خاصة و دائمة للدفاع عن القضية داخل الجامعات و المعاهد... تتكون اساسا من الطلبة مع بعث فروع لها.
*الدعوة الى لبس النقاب في صفوف الطالبات و غيرهن مع تبيين الحكم الشرعي في لبسه و اقامة الادلة على ذلك.
*تكثير اعداد المنقبات عند الحاجة و لو مؤقتا من قبل الاناث(محجبات و غير محجبات) داخل الكلية للضغط على المانعين.

و اختم بابيات تحية للمعتصمين:

أخي يا شَبابَ الفِدَا طَالمَا *** خَضعنَا لَكـيـدِ الشقَــا الأَســــوَدِ
وَمرَّت عَلينَا سِيــاطُ العـَذابِ *** مُرورَ الذُبابِ على الجَلمـــَدِ
فَلَنْ نَخضَعَ اليَـومَ للظَالمِيـن *** وَلم نَستكـِنْ للعَنــَا الأنكـــَدِ
فـقــدْ آنَ للـجــَورِ أن يـَنـتــَهِي *** وقــَد آنَ للــعـــَدلِ أن يَبتَــدِي




--------------------
Go to the top of the page
 
+Quote Post
طالب عوض الله
المشاركة Dec 20 2011, 06:43 AM
مشاركة #72


كاتب وباحث إسلامي
صورة المجموعة

المجموعة: الكتّاب
المشاركات: 378
التسجيل: 26-September 11
رقم العضوية: 55




فشل العمليات " التجميلية "

سيف الدين عابد


في عالم الطب المعاصر كثرت عمليات التجميل وتعددت أشكالها، لكنها اشتركت في أنّ الهدف منها إما أن يكون إخفاء تشوّه جسدي خَلقي أو طارئ، أو لرغبة من الشخص في إحداث شيء من التغيير في الشكل لعضو من أعضاء جسده...
من هذه العمليات ما ينجح ومنها ما يفشل ومنها ما يؤدي إلى مضاعفات غير محمودة تزيد التعقيد والتشويه وإن كانت نسبتها ضئيلة إحصائياً.


وفي زماننا الغريب العجيب هذا الذي أصبح فيه الحليم حيراناً تمّ جلب هذا المصطلح ليصبح مناطُهُ هو الواقع السياسي والأنظمة السياسية التي ثارت الشعوب لإسقاطها ما أدّى إلى تداعي خبراء الجراحات التجميلية وحشد طاقاتهم وخبراتهم في التعامل مع مسائل التضليل السياسي والإعلامي في محاولات مستميتة للحفاظ على ما عملوا على بنائه واستقراره عقوداً طويلة...
كما استدعوا " أوراق الاحتياط " التي يحتفظون بها لمناسبات كهذه من سياسيين وأحزاب ليبرالية وإسلامية من تلك التي رعاها الغرب وتشرّبت أفكاره ورتعت في مراعيه، فكل نوع منها – بلا ريب – له استخدام زماناً ومكاناً يسدّون به ثغرات ويمتصون عن طريقه نقمات.


وكما حاولت بريطانيا وفرنسا إجراء جراحة تجميلية لنظام ابن علي في تونس، فأتت برجال النظام ذاته وأسندت إليه مهمة تضليل الناس وإيهامهم أن النظام سقط برحيل ابن علي، فكانت أدوات الجراحة التجميلية تلك رموز من النظام ذاته إضافة إلى الأحزاب العلمانية ومدّعي المشروع الإسلامي، كحزب النهضة، الذي لا أظنه ق أفلح ي إخفاء وجهه على حقيقته حين طالب بنظام مدني ديمقراطي وبعلمانية جزئية، حينها فهم جلّ الناس أنّ النظام بقي على حاله ولم تتغيّر إلا " بعض " الوجوه
وهنا أستطيع القول بفشل هذه العملية الجراحية التجميلية وإن أصرّ بعض المفتونين والمأفونين بنجاحها أو حتى عدم حصولها ابتداءً لأن منهم من لا يرى "اللعبة" التي يراد لعبها على الساحة التونسية من قبل رعاة النظام السابق – المستمر وجوداً إلى الآن – من دول غربية تحرص كلّ الحرص على استمرار نفوذها...
وقد تتأخر نتائج العملية تلك ظهوراً للناس – عامة الناس – وما ذلك إلا لأن بعض العمليات والإجراءات المتعلقة بها قد يطول زمن ظهور نتائجها وعوارضها بعض الشيء.


وكذا حصل في مصر وغيرها من البلاد التي ثار أهلها ثورة المظلوم على ظالمه والمغلوب على من قهره واستباح حرماته طوال عقود طويلة!!


ففي مصر أيضاً أعتبر أن تلك الجراحة التي قامت بها أمريكا بمعاونة من سخّروا أنفسهم لخدمتها وتحت أقدامها قد فشلت أيضاً، وما أدلّ على ذلك من الثورة الثانية التي دعا إليها المصريون " للحفاظ على الثورة ومكتسباتها " ممن يعملون على سرقتها، ويقصدون المجلس العسكري الذي هو ركن ركين من أركان نظام مبارك، وكذا رجالات السياسة الذين استخدمهم المجلس العسكري كوزراء ورؤساء وزارة!!
والمتتبع لأحداث مصر يجد أن الغضب لا يزال عارماً، والرفض للمجلس العسكري وسياساته قائماً، كما لا يزال الناس في ريب من أمرهم فيما يتعلق بالأحزاب - بغالبيتها – وارتباطاتهم إما بالمجلس العسكري والنظام السابق مباشرة أو بتبنيها لأفكار ومنهجيات لا تتمايز عن ما عهده الناس أيام مبارك ولا تختلف عنها، ولم يجدوا في كثير من طروحات الأحزاب ( الإسلامية ) ما يشفي غليلهم ويطفيء نار ثورتهم لناحية أنها طروحات ليبرالية وعلمانية ولا تمسّ حياة الناس بشكل سليم صحيح صحّي، ولا تلبي معاني نمط العيش الملتزم بدين الله الذي تطالب به نسبة لا بأس بها في المجتمع المصري، فضلاً عن أنّ حقيقة الأمر لتلك الطروحات والمنهجيات منافية ومخالفة لدين الله حين تقوم على أساس أن التشريع والأمر كلّه للبشر من دون ربّ البشر وتلك هي الديمقراطية والدولة العلمانية التي يطلقون عليها – تضليلا – الدولة المدنية التي تتسابق الأحزاب على تبنّيها أساساً للنظام والمجتمع.
والمتتبع كذلك للشأن المصري يجد أن الدماء لم تتوقف عن السيلان في شوارع مصر، والانتهاكات قائمة، والسجن والتعذيب لم يتوقف، وبلطجية النظام – بشتى المسميات التي يحاولون التلطّف بها – على حالهم غير أنهم اليوم بلبوس عسكري نظامي.
وبالأمس شاهد الملايين شدّة بأس المجلس العسكري – ولمّا يرفعوا عن وجهه ضمادات العملية التجميلية بعد – حين قامت قوّاته بقتل المتظاهرين و " سحل " الناس في الشوارع ومنهم فتاة انتهكوا عرضها وفضحوا سترها بعد ضربها!!




أما في سوريا - عقر دار الخلافة بإذن الله تعالى - فلا أظن أن طاغيتها بعدما فعل الأفاعيل بأهلها أهلٌ لجراحة تجميلية، فقد تخلى عنه أسياده كلّهم - أو كادوا - ولا يصلح معه ولا مع حزبه ولا كلّ نظامه شيء من الترقيع أو التجميل، والسبب عظمة الشعب ودرجة تحمّلهم الهائلة التي يكاد العقلُ أن لا يصدّقها، ولأن نظام بشار لم يترك شاردة ولا واردة تمسّ حقوق الناس وحرماتهم إلا اقترفها بشكل بشع يعجز اللسان عن وصفه، فهو في طريقه الى الاندثار، ولن يبقى في سوريا إلا أحرارها الذين سطّروا ملاحم من البطولات سيذكرها التاريخ وسيروونها ونرويها معهم لأحفادنا كدليل على أن الظلم مهما طال أمده لا بدّ أن يكون مآله الزوال والهلكة.

فمن يريد أن يعبّد الناس لحزب أو لبشر من أراذل الخلق فلا بدّ أن تكون نهايته شنيعة تذكرها الأجيال وتلعن أصحاب تلك النهاية.


فكلّ ذلك – وغيره – مؤشر على فشل تلك العمليات التي حاول الغرب ورجاله وأحزابه في بلادنا إجراءها للأنظمة القمعية التي ثار عليها الثائرون، والفشل – مع وجود حيثيات تفصيلية كثيرة له – غير أن له سبب واحد هو العنوان الأعرض في المسألة:
وهو أن الغرب يعمل عن طريق أعوانه الإبقاء على أنظمة حملت في جعبتها حلولاً لمشاكل وقضايا لا وجود لها في بلاد المسلمين، بل هي مشاكل مستوردة من الغرب – العلمانية والديمقراطية بما فيها من معالجات لعلاقات الإنسان وفق ضوابطها الغربية – ويريدون من المسلمين أن يعتبروها قضيتهم ويعملوا على التعاطي معها،
ناسين أو متناسين – هم والأحزاب التي تسير على خطاهم شبراً بشبر في بلاد المسلمين – أن هذه الشعوب لا يصلح لها إلا ما اختاره ربهم لهم وفرضه عليهم: دينه وأحكامه ونظام الحكم الذي لا يخرج إلا من رحم هذا الدّين العظيم...خلافة راشدة على منهاج النبوّة.
وهذا أمر " استراتيجي " في حياة، ولحياة، المسلمين الذين لا يرضون عن دين الله بديلاً لا يحتمل التلاعب ولا التضليل ولا التبديل ولا الإستهتار.


منقول :مُدوّنة طريق العزّة

سيف الدّين عابد


مُدوّنة فكرية سياسية تهتم بشؤون الأمة الإسلامية




ttp://tareekalezzah-saifuddin.blogs...g-post_19.html








--------------------
Go to the top of the page
 
+Quote Post
طالب عوض الله
المشاركة Dec 20 2011, 09:47 PM
مشاركة #73


كاتب وباحث إسلامي
صورة المجموعة

المجموعة: الكتّاب
المشاركات: 378
التسجيل: 26-September 11
رقم العضوية: 55





ما هكذا تورد الإبل يا إخوتنا في الإسلام!!!
رسالة موجهة لجماعة الاخوان المسلمون:
من المفارقات المُستهجنة أن رأي الإخوان في مصر أنّ ( الدخول في الانتخابات مصلحة شرعية) وما دامت هكذا فعدم الاشتراك في الانتخابات حرام لأنه يعطل مصلحة شرعية، وفي الأردن قاطعت الجماعة الانتخابات ودعت الناس لمقاطعتها مما يعني أنهم برأي إخوانهم قد ارتكبوا الحرام بدعوتهم لمقاطعة الانتخابات لتعطيلهم المصلحة الشرعية المزعومة !!!! عجبا والله منطقهم السقيم !!! ... فأي من فرعي الجماعة على حق وأيهم على باطل ؟ والى متى يستمرون في المهاترات ولي أعناق النصوص الشرعية وتطويعها في لتناسب المصلحة في فتاوى مصلحيه شاذة لا يمكن أن تكون اجتهادا للمخطئ اجر واحد وللمصيب أجران، بل هو جرأة على دين الله، فتشريع الأحكام للبشر من المحرمات التي تدخل في جريمة التحاكم للطاغوت، وهي جزء من الديموقراطية الكافرة التي تعتبر الشعب مصدر السلطات....
وفي فلسطين فإن التغاضي عن الحقائق الشرعية والواقعية في الصراع بين الكفر والإسلام أدى لاستدراج بعض الإخوة في فلسطين من التهدئة إلى الانتخابات على أساس دستور علماني، ومن الانتخابات على أساس دستور علماني إلى احترام القرارات الدولية، ومن احترام القرارات الدولية إلى الموافقة على وثيقة الأسرى، ومن الموافقة على وثيقة الأسرى إلى حكومة الوحدة الوطنية، ومن حكومة الوحدة الوطنية إلى إخراجهم من الوزارة، ولا زال المسلسل مستمراً.
قبل الدخول في أية انتخابات هل سألوا أنفسهم :، هل فلسطين دولة خلافة لها دستور إسلامي ،أليسوا حركةً إسلاميةً؟ ألا يسعون لتكون كلمة الله هي العليا؟
ونسمع عن كلام عن اتفاق على إعادة بناء منظمة التحرير، والذي نعرفه، وتعرفه الدنيا كلها، أن منظمة التحرير منظمة علمانية، تطالب بقيام دولة علمانية في فلسطين، وأن منظمة التحرير هي التي اعترفت بإسرائيل، وتخلت عن أكثر من ثمانين بالمائة من فلسطين، وقبلت باتفاقيات المذلة والاستسلام. فعلى أي أساس يطالبون بإعادة بناء منظمة التحرير؟ هل منظمة التحرير حركة ملتزمة بدين الله أم هي علمانية ؟ ثم ما هو الموقف إذا تم إعادة بناء منظمة التحرير بالانتخاب -كما نسمع- ثم اختارت الأغلبية التخلي عن فلسطين والرضى بالاعتراف بإسرائيل؟
وهذا يفتح الباب للسؤال الأكبر: ما هي المرجعية التي تحكم؟ أهي أغلبية الأصوات؟ أم الحكم الشرعي ؟ وأرجو ألا يرد عليّ أحد، بأن فلسطين لها خصوصيتها، وأن أهل فلسطين أدرى بها من غيرهم، فأولاً فلسطين هي قضية كل مسلم، كما أن كل قضايا المسلمين هي قضايا كل مسلم في فلسطين، وثانياً أنا لا أتحدث عن تفاصيل وخبايا، أهل فلسطين أدرى بها من غيرهم، ولكني أتحدث عن أصول الإسلام والشريعة، أتحدث عن حاكمية الشريعة، وأتحدث عن رفض التنازل عن حبة رمل واحدة من ديار الإسلام.
وها هي حماس قد خاضت انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني وفازت بأغلبية المقاعد مما وضعها في جريمة التحاكم للطاغوت وديموقراطية الرضوخ لرأي الأغلبية وأيضا في مصيدة تقلد الوزارة تحكم بقوانين الكفر وتتخلى بالتالي عن شعار ( الاسلام هو الحل ) لتجل محله فعليا مبدأ ( الديموقراطية هي الحكم ) ولذا فإني أقول لإخواننا في كل مكان: يا إخوة الإسلام يا إخوة الرباط :: الزموا مصاحفكم، الزموا شرع الله لا تخالفوه، لا تستضيئوا بنار الديموقراطية والا فهي الحالقة التي تحلق الدين.
ونحن نعلم علم اليقين أن الطاغوت - إذا أحيط به وخشي علي سلطانه من حملة الدعوة ممن يعلون لعودة دولة الخلافة الاسلامية - قد يولي الإخوان الوزارة ليلبس علي الناس باسم الإسلام وليضرب الجهاد باسم الإسلام؟ ألم يحدث أن تولي الإخوان بعض الوزارات في الأردن في ظل دستور كافر وقانون كافر، حتى أن أحدهم تولي وزارة العدل فأصبح بذلك هو المسئول الأول عن تنفيذ القوانين الكافرة في البلاد؟ فأي مصيبة بعد هذا؟ ألا تري أن هذا كله يستوجب أن نحذِّر منه وأن نبيِّن جذوره؟، و(الدين النصيحة).

عن كثير بن قيس قال : كنت جالساً عند أبي الدرداء رضي الله عنه في مسجد دمشق، فأتاه رجل فقال: يا أبا الدر داء ! أتيتك من المدينة مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم لحديث بلغني أنك تحدث به عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فما جاء بك تجارة؟ قال: لا. قال: ولا جاء بك غيره؟ قال: لا.
قال: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاً لطالب العلم، وإن طالب العلم يستغفر له من في السماء والأرض حتى الحيتان في الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، إن العلماء ورثة الأنبياء؛ إن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً؛ إنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر).( [1])


الأخوة الأعضاء:
وأمة الإسلام ما زالت بخير ما دام فيها علماء أتقياء يُنكرون المنكر ويخشون الله في القول، فبارك الله في العلماء الأتقياء ورثة الأنبياء ، فبارك الله في كل من يتقي الله في القول والعمل، محافظا على التقيد بالشرع، مُنكراً محاولات تحريف أحكامه.
كنا قد نشرنا في رسائلنا كلمة د. عصام العريان (الديمقراطية داخل الإخوان حقيقة مستقرة ) مع (همسة عتاب ) [2]وقد وصلنا رد الدكتور وجدي غنيم عليها بتسجيل صوتي بعنوان ( لا يا دكتور عصام العريان ) ( [3]) فبارك الله فيه وجزاه الله خير الجزاء إن شاء الله.
وفي الملحقين المرفقين ردين من الدكتور الشيخ وجدي غنيم لجماعة الإخوان وللدكتور سعد الكتاتني بالذات حول فتاواهم الشاذة حول شرب الخمور وفرض الحجاب والديمقراطية . والمرفق الثاني موجه للشيخ ياسر برهاني والدعوة السلفية حول عدم التمسك بالثوابت والدعوة للديموقراطية.
وبعـــد: - فنشكر للشيخ الدكتور وجدي غنيم مواقف الرجال الأتقياء ، نحسبه إن شاء الله مخلصاً تقياً ولا نزكي على الله أحدا،ُ ونأمل منه أن يركز مستقبلا على ما يلي:
1 - أن يعلن الإخوان توبتهم من جميع هذه الانحرافات علي الملأ، فالتوبة السر بالسر، والعلن بالعلن، وقال تعالي (إلا الذين تابوا وأصلحوا وبيَّنوا، فاؤلئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم) ( [4] ) البقرة. فلابد لصحة التوبة من الإصلاح والبيان.
2 - وأن يعلنوا براءتهم من هؤلاء الطواغيت وشرائعهم الكافرة، قال تعالي (قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاؤا منكم ومما تعبدون من دون الله، كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتي تؤمنوا بالله وحده)([5]
3 - وأن يعلن الإخوان كفرهم بالدساتير والقوانين الوضعية والديمقراطية والانتخابات البرلمانية، وأن يتخلوا عن جميع الممارسات المتعلقة بهذا.
4 - وأن يؤمن الإخوان بوجوب نبذ هؤلاء الطواغيت وأن يدعوا أتباعهم لهذا. مع اعتبار ذلك من أهم واجبات العمل. وأن يعلم الإخوان أن ذلك ليس من النوافل أو المستحبات وإنما هو أحد أركان عقيدة التوحيد وأحد ركني شهادة (لا إله إلا الله)، وهو ركن الكفر بالطاغوت الذي لايتم إيمان العبد إلا به، قال تعالي (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها ) ( [6] ).
7 - وأن يعمل الإخوان بالقاعدة الأصولية ( الأصل في الأفعال التقيد بالحكم الشرعي ) من وجوب العلم قبل العمل، ووجوب الرد عند التنازع إلي الشريعة لا إلي ما تهوى الأنفس ، ووجوب النزول علي حكم الله ورسوله صلي الله عليه وسلم، ورد كل ما خالف الشريعة من أقوال وآراء مهما كانت منزلة قائلها.
8 - وأن يحيي الإخوان فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر داخل الجماعة، فهي من العواصم التي تحول دون الانحراف والتمادي فيه. وعليها عُلقت خيرية هذه الأمة، قال تعالي (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ) ( [7] ) ، وإهمال هذه الفريضة موجب لسخط الله ولعنته، قال تعالي (لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لايتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون)([8] ).
9- نبذ العمل الفردي وأعمال الترقيع التي تطيل عمر الفساد والتحول للطريقة الشرعية وهي طريقة التغيير الجذري، وكما قال المرحوم ( سيد قطب ):
( أنه يجب البدء من الخلافة وتغيير المجتمع والانتهاء بالفرد وليس العكس:
إنّ الجهد الأصيل والتضحيات النبيلة يجب أن تتجه أولاً إلى إقامة المجتمع الخيِّر.. والمجتمع الخيِّر هو الذي يقوم على منهج الله.. قبل أن ينصرف الجهد والبذل والتضحية إلى إصلاحات جزئية، شخصية وفردية، عن طريق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
فإنه لا جدوى من المحاولات الجزئية حين يفسد المجتمع كله، وحين تطغى الجاهلية، وحين يقوم المجتمع على غير منهج الله، وحين يتخذ له شريعة غير شريعة الله. فينبغي عند ئذ أن تبدأ المحاولة من الأساس، وان تنبت من الجذور، وأن يكون الجهد والجهاد لتقرير سلطان الله في الأرض.. وحين يستقر هذا السلطان يصبح الأمر والمعروف والنهي عن المنكر شيئاً يرتكن إلى أساس.
وهذا يحتاج إلى إيمان. وإلى إدراك الحقيقة هذا الإيمان ومجاله في نظام الحياة. فالإيمان على هذا المستوى هو الذي يجعل الاعتماد كله على الله، والثقة كلها بنصرته للخير ـ مهما طال الطريق ـ واحتساب الأجر عنده، فلا ينتظر من ينهض لهذه المهمة جزاء في هذه الأرض، ولا تقديراً من المجتمع الضال ولا نصرة من أهل الجاهلية في مكان.
إن كل النصوص القرآنية والنبوية التي ورد فيها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كانت تتحدث عن واجب المسلم في مجتمع مسلم، مجتمع يعترف ابتداء بسلطان الله ويتحاكم إلى شريعته .
فأما المجتمعات الجاهلية التي لا تتحاكم إلى شريعة الله، فالمنكر الأكبر فيها والأهم، هو المنكر الذي تنبع منه كل المنكرات: هو رفض ألوهية الله برفض شريعته للحياة.. وهذا المنكر الكبير الأساسي الجذري هو الذي يجب أن يتجه إليه الإنكار قبل الدخول في المنكرات الجزئية التي هي تبع لهذا المنكر الأكبر وفرع عنه وعرض له..
إنه لا جدوى من ضياع الجهد.. جهد الخيرين الصالحين من الناس.. في مقاومة المنكرات الجزئية، الناشئة بطبيعتها من المنكر الأول: منكر الجرأة على الله وادعاء خصائص الألوهية، ورفض ألوهية الله برفض شريعته للحياة.. لا جدوى من ضياع الجهد في مقاومة منكرات هي مقتضيات ذلك المنكر الأول وثمراته النكده بلا جدال.
على أنه إلام نحاكم الناس في أمر ما يرتكبونه من منكرات؟ بأي ميزان نزن أعمالهم لنقول لهم: إن هذا منكر فاجتنبوه؟ أنت تقول: إن هذا منكر، فيطلع عليك عشرة من هنا ومن هناك يقولون لك: كلاً! ليس هذا منكراً، لقد كان منكراً في الزمان الخالي! والدنيا «تتطور» والمجتمع «يتقدم» وتختلف الاعتبارات.)

ملحق 1. عصام العريان: الديمقراطية داخل الإخوان حقيقة مستقرة


أكد الدكتور عصام العريان، عضو مكتب الإرشاد والمتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين، أن الديمقراطية داخل الجماعة حقيقة مستقرة، وتاريخ الإخوان ناصع بالممارسات الديمقراطية،
وعن الحوار مع شباب الإخوان قال د. العريان: إنه لا يوجد خلاف مع الشباب؛ لأنهم أبناؤنا وإخواننا، ولهم الحق أن يطرحوا رؤيتهم، ومن حقهم علينا أن نستمع إليهم، فلا أحد يستطيع أن يحجر على أحد، هذا فضلاً عن أننا نستمع لمخالفينا فكيف لا نستمع لأبنائنا".

وحول علاقة الإخوان بالإخوة المسيحيين، أكد العريان أن الإخوان لا ينظرون إلى الأقباط كمواطنين درجة ثانية، وإجبارهم على دفع "الجزية" كما يزعم البعض، مضيفًا أن الإمام الشهيد حسن البنا قرر قاعدة فقهية جديدة للمواطنة؛ لتعيش الشعوب العربية والإسلامية تحت شعار وطني، حين قال "نظام الجزية لم يعد له مجال في الفقه الإسلامي الحديث".

وقال: لقد تلقينا دعوات للانضمام للحزب على قاعدة المواطنة من شباب مسيحي ونخب مسيحية على أننا مواطنون وليس على أننا جماعة إسلامية وهم جماعة مسيحية، مشيرًا إلى أن علاقة الإخوان بغير المسلمين واضحة عبر التاريخ؛ حيث نشر الإمام البنا في مذكراته كيف كان يتعامل مع جارته اليهودية.

وأضاف أن الإخوان كانوا يزورون الكنيسة باستمرار، حتى أجبر النظام السابق الكنيسة على عدم استقبالنا، موضحًا أن الإخوان يتعاملون مع الدولة والمواطنين على أنهم شركاء في هذا الوطن، ويدعون الجميع إلى بناء دولة مدنية دون تمييز.
وحول حزب( الحرية والعدالة) الجديد، أكد د. العريان أن الحزب سيكون مستقلاًّ، لا يتلقى توجيهاته من أحد ومرجعيته دستورية طبقًا للمادة الثانية من الدستور، وسيناقش غيره من الأحزاب، يتفق مع البعض ويختلف مع الآخر، وأن الجماعة ستقوم برسالتها كهيئة إسلامية شاملة.

منقول عن : رابطة الطلاب المسلمين في لبنان
( المكتب الطلابي في الجماعة الاسلامية )

http://www.alrabita.info/forum/showthread.php?t=32189

أيضا موجود في : موقع الدكتور صلاح سلطان

http://www.salahsoltan.com/articles/recomm...act-stable.html

المصدركما ورد في موقع د. صلاح سلطان كان
( موقع إخوان أون لاين)

همسة عتاب:
لا حول ولا قوة إلا بالله أنزل علينا الكتاب ولم يجعل له عوجا
وشرع لنا الدين القيم وألزمنا بإتباعه وعدم مخالفة أمره أو تحريف أحكامه !!!
أعجب لأمركم أخوتنا في الدين !!!
أدين ديمقراطي تريدون، أم دين عصري يُرضي أهل الصليب ويُغضب ربّ العالمين ؟
أما تتقون الله !!!
قال تعالى في فرضية الجزية : ( قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ”) – التوبة 29-
وقال تعالى في إخوتكم المسيحيين (!!!): (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ أُولَٰئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ) - البينة 6 –
وعودة لدين الله الصافي الغير محرف يا إخوتنا في الدين. اني لكم ان شاء الله ناصح أمين
أخيكم : طالب عوض الله

Sunday, April 3, 2011 3:07 AM

( ملحق 2 )

لا يا دكتور عصام العريان الشيخ وجدي غنيم
8 أبريل 2011

http://www.youtube.com/watch?v=eJIceRO6cac






( ملحق 3 )

إتق الله يا دكتور سعد الكتانتي / مرفق

http://www.youtube.com/watch?v=oWwl5zNkc40


( ملحق 4 )

كفاكم تنازلات يا شيخ ياسر برهاني
http://www.youtube.com/watch?v=0DEKLOnJB9s...feature=related


http://www.tanseerel.com/main/articles.asp...rticle_no=35457


[1] - أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والإمام أحمد بن حنبل من حديث أبي الدرداء وهو حسن بمجموع طرقه وهذا الحديث فيه داود بن جميل مجهول ، وشيخه كثير بن قيس ضعيف، لكن الحديث له شواهد.

وممن حسنه أيضا من العلماء : الحافظ ابن حجر وتلميذه السخاوي وابن القيم والشيخ الألباني رحمهم الله أجمعين.

[2] - سترد لاحقا كملحق
[3] - ملحق 2
[4] - البقره ( )
[5] - الممتحنة ( )
[6] - البقره ( 256 )
[7] - آل عمران ( 110 )
[8] - المائدة ( 78-79 )


http://www.facebook.com/profile.php?id=100001543500174


--------------------
Go to the top of the page
 
+Quote Post
طالب عوض الله
المشاركة Dec 22 2011, 06:54 AM
مشاركة #74


كاتب وباحث إسلامي
صورة المجموعة

المجموعة: الكتّاب
المشاركات: 378
التسجيل: 26-September 11
رقم العضوية: 55



حزب يدعو قيادة حماس لاستنصار جيوش دول الطوق وللتوقف عن مناشدة المجتمع الدولي

دعا حزب التحرير حركة حماس للتوقف عن مناشدة المجتمع الدولي معتبرا أن "المعركة مع الاحتلال اليهودي المجرم ليست قانونية"، ووجه ما أسماه "رسالة نصح لأخوتنا في حركة حماس" قائلا "آن لكم أن تصدعوا بوجهة الاستنصار الصحيحة، وهي جيوش الأمة، وأن تدعوها للتحرك للقيام بواجبها الجهادي لخلع هذا الاحتلال، وخصوصا في أجواء الثورات التي تزلزل أركان الأنظمة العربية ... فانصروا الله ينصركم".

جاء ذلك ضمن تعليق صحفي نشره موقع المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين تحت عنوان: "أيها الأخوة في حماس: ما لكم تخطئون وجهة الاستنصار عند كل جريمة يهودية؟"، وذلك في تعقيب على ما نُقل من تصريح للدكتور أحمد بحر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي، طالب فيه "المجتمع الدولي لإنقاذ الأرض الفلسطينية من السرقة"، ودعا فيه بحر الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ومنظمة الأمم المتحدة والبرلمانات العربية والإسلامية والدولية إلى الصدع بموقف جاد وحقيقي وإعلاء الصوت والموقف في مواجهة "القوانين العنصرية الإسرائيلية".

واعتبر حزب التحرير "أن دولة الاحتلال اليهودي لا تكترث بالتهديدات القانونية، وخصوصا وهي تدرك تماما أن هنالك عباءة أمريكية عريضة جاهزة لستر عورتها القانونية كلما انكشفت في المحافل الدولية". وأضاف الحزب "أن المؤسسات التي تضم الأنظمة العربية المتخاذلة عن نصرة فلسطين من مثل الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي هي شريكة في جرائم الاحتلال، من خلال ستر عورات الأنظمة المتخاذلة عن نصرة فلسطين، ومن خلال ترويج مبادرات التطبيع مع الاحتلال كما فعلت الجامعة العربية".

وأضاف "أن الأمم المتحدة هي التي شرّعت الاحتلال على أرض فلسطين، وهي أداة في يد أمريكا والقوى الدولية التي تعتبر أمن دولة يهود فوق كل اعتبار كما صرح أوباما".

ومن ثم تساءل حزب التحرير "فأي جدوى من هذا الاستنصار لكل تلك الجهات المتآمرة ! وماذا يمكن أن يتمخض عن تلك "المعارك القانونية" الواهمة أمام جرائم الاحتلال ؟"، واعتبر "أن إيقاف مسلسل الجرائم اليهودية لا يتم إلا عندما تتحرك جيوش المسلمين في معركة فاصلة تخلع هذا الاحتلال من جذوره".

وختم تعليقه بالقول "وفي سياق إحسان الظن بكل مسلم، هل يتوقع المسلمون أن المستقبل سيكشف عن تصريحات جديدة تقول: "قيادة حماس تدعو جيش مصر وجيوش دول الطوق للتحرك العاجل لإنقاذ الأرض الفلسطينية من الاحتلال اليهودي وجرائمه" ؟

18-12-2011

المصدر – موقع المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين





--------------------
Go to the top of the page
 
+Quote Post
طالب عوض الله
المشاركة Dec 22 2011, 06:07 PM
مشاركة #75


كاتب وباحث إسلامي
صورة المجموعة

المجموعة: الكتّاب
المشاركات: 378
التسجيل: 26-September 11
رقم العضوية: 55



أمريكا ترحب بالحوار المشروط مع الحركات الإسلامية (المعتدلة)



بقلم الأستاذ: أحمد الخطواني
صرّحت وزيرة الخارجية الأمريكية بأنها تُرحب بالحوار مع الإسلاميين، وسبقت تصريحاتها هذه تصريحات أخرى لعدة مسؤولين أوروبيين تُرحب أيضاً بالحوار معهم، وبإلقاء الضوء على تلك التصريحات الأمريكية نجدها تصريحات فوقية متغطرسة مشحونة بالشروط التعجيزية ومع ذلك كله نجد أن الحركات الإسلامية المقصودة بتلك التصريحات وللأسف الشديد قد رحبت بها.
فالوزيرة الأمريكية تتحدث عن الحوار بوقاحة وعنجهية لا تحتمل فتقول: "إن الإسلاميين ليسوا جميعاً سواسية وإن ما تقوم به هذه الأحزاب الإسلامية أكثر أهمية من الأسماء التي تطلقها على نفسها"
فهي منذ البداية تحاول التمييز بين الحركات الإسلامية لا تقبل منها إلا تلك الحركات التي تطلق الأسماء والشعارات الإسلامية الشكلية فيما هي تُطبق في أفعالها الحقيقية السياسات الديمقراطية الغربية.
ثم بعد ذلك التمييز السافر الوقح، تبدأ كلينتون بفرض شروطها السمجة وكأنها هي صاحبة الأمر في البلدان الإسلامية فتقول معددة تلك الشروط: "إن عليها الالتزام بمعايير نبذ العنف واحترام القانون واحترام حقوق المرأة والالتزام بحرية التعبير"
هكذا وبكل صلافة تفرض على الحركات الإسلامية معاييرها المرفوضة رفضاً صارخاً من قبل كل المجتمعات الإسلامية وأياً كانت هذه المجتمعات.
ثم لا تكتفي بذلك بل تضيف شروطاً اخرى على شكل مصالح أمريكية وغربية يجب على الحركات الإسلامية الحفاظ عليها وهي: "ضمان تدفق إمدادات الطاقة وضمان أمن حلفاء واشنطن والحرب على تنظيم القاعدة" فأمريكا وعلى لسان وزيرة خارجيتها تريد من الحركات الإسلامية ومن الحكومات التي ستشكلها في المستقبل أن تحافظ على تدفق النفط إلى أمريكا والغرب وأن تضمن أمن ملفاتها في المنطقة أي أمن (إسرائيل) بشكل خاص وأن تحارب معها أو قـُل تحارب نيابة عنها تنظيم القاعدة!
ثم تجمل كلينتون قولها بأن أساس ذلك كله يجب أن يكون إرساء قاعدة الفكر الغربي الديمقراطي وليس الإسلامي فتقول: "الديمقراطية في الشرق الأوسط ستُمثل بمرور الوقت قاعدة لتحقيق هذه الأهداف".
هذا هو الترحيب الأمريكي المشروط بالحركات الإسلامية فالحركات التي ترحب بالحوار معها وفقاً لهذه الشروط عليها الالتزام بهذه الأجندة الأمريكية وتنفيذها بصرامة وإلا فلا حوار معها.
إن شروط هذا الحوار لقبول الحركات الإسلامية في الحكم تعني بكل بساطة تخلي الحركات أولاً عن تطبيق الشريعة الإسلامية وتعني ثايناً الالتزام بالحريات والديمقراطية بحسب المفهوم الغربي وما يؤدي ذلك من تحلل المجتمع وإفساده ونشر كل أنواع الرذائل فيه تحت شعارات حرية المرأة وحرية التعبير، وتعني ثالثاً وأخيراً الحفاظ على مصالح أمريكا الحيوية في المنطقة وأهمها حماية أمن كيان يهود وضمان استمرار تدفق النفط إلى أمريكا والغرب.
إن هذه الشروط في الواقع ما هي سوى إملاءات أمريكية تعسفية إن قبلتها الحركات الإسلامية فإن ذلك سيحولها إلى حركات هزيلة عميلة تابعة لأمريكا بنسبة مائة بالمائة، فلا يقبل بها إلا عدوُّ نفسه.
فإذا كان الوصول إلى السلطة لا يتأتى إلا من خلال هذه الاشتراطات الأمريكية المهينة فبئست هذه السلطة وخاب من سعى لها.
إن أبجديات العمل السياسي لدى أي حركة إسلامية يجب أن يرتكز أولاً وأخيراً على قاعدة محاربة أمريكا وقطع كل العلاقات معها على الفور، وعدم السماح لها بالتدخل في أي شأن من شؤون الأمة والدولة في أي بلد من البلدان الإسلامية. وهذا يقتضي اتخاذ الحركات لأمريكا عدواً مركزياً لها وللأمة بحيث يجب على شعوب الأمة أن تتخذ معها إجراء الحياة أو الموت في مواجهتها الشاملة سياسياً وعسكرياً واقتصادياً وغير ذلك.
http://siyasa1.blogspot.com/2011/12/blog-post_18.html







--------------------
Go to the top of the page
 
+Quote Post
طالب عوض الله
المشاركة Dec 23 2011, 06:04 PM
مشاركة #76


كاتب وباحث إسلامي
صورة المجموعة

المجموعة: الكتّاب
المشاركات: 378
التسجيل: 26-September 11
رقم العضوية: 55



خالد مشعل مخاطبا الشيخ القرضاوي ''ما تقوله عن سوريا يخدم إسرائيل''


الجزائر: العربي زواق / الوكالات
نُسب لرئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية ''حماس''، خالد مشعل، المقيم في سوريا، استياءه واستغرابه من مواقف الشيخ يوسف القرضاوي التي يدعو فيها السوريين إلى الثورة، مناشدا القرضاوي
إلى تحكيم ضميره والتحرر من الضغوط التي تمارس عليه.
أوضح مشعل موقفه، وفق موقع الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السورية نقلا عن جريدة العرب تايمز، بالقول إن ''حكام العالم العربي باعوا قضيتنا، وأبرز شيوخهم تخلوا عن أهلنا، ولم تجد حركة حماس سوى الرئيس بشار الأسد ليحميها ويدعمها ويقف إلى جانبها، وحين طردنا الحكام العرب آوتنا سوريا، وحين أقفلت أبواب المدن في وجهنا فتحت لنا سوريا قلبها وحضنت جراحنا، لذا أقول للشيخ القرضاوي من منطلق المحب المعاتب، اتق الله يا شيخ في فلسطين، فسوريا هي البلد الوحيد الذي لم يتآمر علينا ويدعمنا، وما تقوله عن وحدتها الدينية يصيب قلب كل فلسطيني بالحزن ويخدم إسرائيل ولا أحد غير إسرائيل''.
وتابع خالد مشعل قائلا: ''إن الشيخ القرضاوي يتحدث عن الأحداث في سوريا كما لم يتحدث عن الأحداث التي جرت في مصر، فهناك دعا إلى الوحدة بين الأقباط والمسلمين وبين السلفيين والإخوان وبين المذكورين وبين العلمانيين، وهنا في سوريا يدعو إلى القتال بين السوريين''، وختم مشعل كلمته المنشورة في ''العرب تايمز'': ''إننا في حركة المقاومة الإسلامية حماس نشهد أنه لا مسلم قدّم لفلسطين ما قدمه لها بشار الأسد، ولا أحد ضحى وخاطر بحكمه وببلده من أجل فلسطين ورفضا للتضييق على المقاومة الفلسطينية كما فعل بشار الأسد، وعلى الشيخ القرضاوي إن لم يكن لديه معطيات حقيقية عن سوريا أن يستمع إلى الشعب السوري وإلى علماء الدين من أبنائه ليعرف أن في هذا البلد يملك أهل السنّة من الحرية والكرامة والعزة بالله ما لا يملكه غيرهم في بلاد عربية أخرى''.
واتصلت ''الخبر'' بالقيادي في حركة ''حماس'' إسماعيل رضوان، للاستفسار حول تصريحات مشعل، وأكد عدم علمه بهذه التصريحات التي قال عنها إنها غير دقيقة، وتحدث عن مبدأ الحركة بعدم التدخل في الشؤون السياسية الداخلية لأي دولة.
ميدانيا لم يغيّر توقيع الحكومة السورية على بروتوكول الجامعة العربية لإنهاء الأزمة في سوريا، من الواقع ميدانيا، إذ تواصلت الاحتجاجات بمختلف المدن السورية المضطربة، كما تواصلت وبنفس الحدة المواجهة الأمنية بها، وحسب الناشطين السوريين وتنسيقيات الثورة بها

، فإن عدد ضحايا يوم أمس وهو اليوم الوالي للتوقيع على البروتوكول، قد بلغ 11 قتيلا، وقد سجل هذا العدد من الضحايا بالعديد من المدن والقرى الساخنة خاصة بدرعا وإدلب وحماة، وقبل هذا بيوم أي في اليوم الذي شهد التوقيع بين الجامعة وحكومة دمشق، سقط في المواجهات التي دارت أساسا بين الجيش السوري والمنشقين عنه والذين أصبحوا يعرفون بالجيش السوري الحر، 120 قتيل، ثمانون منهم من المنشقين، وهو رقم يوحي بأن الأزمة أعمق مما هو متصور.
وحسب توضيحات الهيئة العامة للثورة السورية، فإن 72 منشقا قتلوا في كنصفرة بإدلب، وسحبت جثثهم للتخلص منها وإخفائها، في حين قال نفس المصدر إن ثمانية منشقين بينهم ضابط برتبة مقدم قتلوا في الحسكة، أما بقية القتلى من المدنيين فقد سقط منهم 34 قتيلا في كل من دمشق ودير الزور ودرعا وحماة والحسكة وحمص التي شرعت قوات الجيش في تطويقها بالكامل، فهل الأمور بالفعل، كما ذهب العديد من المحللين، أن الاتفاق العربي لن يفعل شيئا يذكر لتغيير تصعيد إراقة الدماء في سوريا، لأن جيوبا من التمرد المسلح أصبحت تلقي بظلالها على الاحتجاجات السلمية.
في ظل هذه الأجواء نقلت وكالة الأنباء السورية عن مصدر رسمي أن الرئيس السوري بشار الأسد أصدر قانونا يقضي بإعدام الذين يدانون بتوزيع الأسلحة ''بقصد ارتكاب أعمال إرهابية''، وقالت الوكالة إن القانون يقضي ''بأن يعاقب بالإعدام من وزع كميات من الأسلحة أو ساهم في توزيعها بقصد ارتكاب أعمال إرهابية''، على أن ''يعاقب الشريك والمتدخل'' بالإعدام أيضا، كما جاء في هذا القانون أيضا ''يعاقب بالأشغال الشاقة خمسة عشر عاما كل من أقدم على تهريب السلاح وبالأشغال الشاقة المؤبدة إذا كان تهريب السلاح بغرض الاتجار به أو ارتكاب أعمال إرهابية''.
منقول عن : الخبر 21-12-2011م
http://www.elkhabar.com/ar/monde/274760.html





--------------------
Go to the top of the page
 
+Quote Post
طالب عوض الله
المشاركة Dec 23 2011, 06:05 PM
مشاركة #77


كاتب وباحث إسلامي
صورة المجموعة

المجموعة: الكتّاب
المشاركات: 378
التسجيل: 26-September 11
رقم العضوية: 55



خالد مشعل مخاطبا الشيخ القرضاوي ''ما تقوله عن سوريا يخدم إسرائيل''


الجزائر: العربي زواق / الوكالات
نُسب لرئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية ''حماس''، خالد مشعل، المقيم في سوريا، استياءه واستغرابه من مواقف الشيخ يوسف القرضاوي التي يدعو فيها السوريين إلى الثورة، مناشدا القرضاوي
إلى تحكيم ضميره والتحرر من الضغوط التي تمارس عليه.
أوضح مشعل موقفه، وفق موقع الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السورية نقلا عن جريدة العرب تايمز، بالقول إن ''حكام العالم العربي باعوا قضيتنا، وأبرز شيوخهم تخلوا عن أهلنا، ولم تجد حركة حماس سوى الرئيس بشار الأسد ليحميها ويدعمها ويقف إلى جانبها، وحين طردنا الحكام العرب آوتنا سوريا، وحين أقفلت أبواب المدن في وجهنا فتحت لنا سوريا قلبها وحضنت جراحنا، لذا أقول للشيخ القرضاوي من منطلق المحب المعاتب، اتق الله يا شيخ في فلسطين، فسوريا هي البلد الوحيد الذي لم يتآمر علينا ويدعمنا، وما تقوله عن وحدتها الدينية يصيب قلب كل فلسطيني بالحزن ويخدم إسرائيل ولا أحد غير إسرائيل''.
وتابع خالد مشعل قائلا: ''إن الشيخ القرضاوي يتحدث عن الأحداث في سوريا كما لم يتحدث عن الأحداث التي جرت في مصر، فهناك دعا إلى الوحدة بين الأقباط والمسلمين وبين السلفيين والإخوان وبين المذكورين وبين العلمانيين، وهنا في سوريا يدعو إلى القتال بين السوريين''، وختم مشعل كلمته المنشورة في ''العرب تايمز'': ''إننا في حركة المقاومة الإسلامية حماس نشهد أنه لا مسلم قدّم لفلسطين ما قدمه لها بشار الأسد، ولا أحد ضحى وخاطر بحكمه وببلده من أجل فلسطين ورفضا للتضييق على المقاومة الفلسطينية كما فعل بشار الأسد، وعلى الشيخ القرضاوي إن لم يكن لديه معطيات حقيقية عن سوريا أن يستمع إلى الشعب السوري وإلى علماء الدين من أبنائه ليعرف أن في هذا البلد يملك أهل السنّة من الحرية والكرامة والعزة بالله ما لا يملكه غيرهم في بلاد عربية أخرى''.
واتصلت ''الخبر'' بالقيادي في حركة ''حماس'' إسماعيل رضوان، للاستفسار حول تصريحات مشعل، وأكد عدم علمه بهذه التصريحات التي قال عنها إنها غير دقيقة، وتحدث عن مبدأ الحركة بعدم التدخل في الشؤون السياسية الداخلية لأي دولة.
ميدانيا لم يغيّر توقيع الحكومة السورية على بروتوكول الجامعة العربية لإنهاء الأزمة في سوريا، من الواقع ميدانيا، إذ تواصلت الاحتجاجات بمختلف المدن السورية المضطربة، كما تواصلت وبنفس الحدة المواجهة الأمنية بها، وحسب الناشطين السوريين وتنسيقيات الثورة بها

، فإن عدد ضحايا يوم أمس وهو اليوم الوالي للتوقيع على البروتوكول، قد بلغ 11 قتيلا، وقد سجل هذا العدد من الضحايا بالعديد من المدن والقرى الساخنة خاصة بدرعا وإدلب وحماة، وقبل هذا بيوم أي في اليوم الذي شهد التوقيع بين الجامعة وحكومة دمشق، سقط في المواجهات التي دارت أساسا بين الجيش السوري والمنشقين عنه والذين أصبحوا يعرفون بالجيش السوري الحر، 120 قتيل، ثمانون منهم من المنشقين، وهو رقم يوحي بأن الأزمة أعمق مما هو متصور.
وحسب توضيحات الهيئة العامة للثورة السورية، فإن 72 منشقا قتلوا في كنصفرة بإدلب، وسحبت جثثهم للتخلص منها وإخفائها، في حين قال نفس المصدر إن ثمانية منشقين بينهم ضابط برتبة مقدم قتلوا في الحسكة، أما بقية القتلى من المدنيين فقد سقط منهم 34 قتيلا في كل من دمشق ودير الزور ودرعا وحماة والحسكة وحمص التي شرعت قوات الجيش في تطويقها بالكامل، فهل الأمور بالفعل، كما ذهب العديد من المحللين، أن الاتفاق العربي لن يفعل شيئا يذكر لتغيير تصعيد إراقة الدماء في سوريا، لأن جيوبا من التمرد المسلح أصبحت تلقي بظلالها على الاحتجاجات السلمية.
في ظل هذه الأجواء نقلت وكالة الأنباء السورية عن مصدر رسمي أن الرئيس السوري بشار الأسد أصدر قانونا يقضي بإعدام الذين يدانون بتوزيع الأسلحة ''بقصد ارتكاب أعمال إرهابية''، وقالت الوكالة إن القانون يقضي ''بأن يعاقب بالإعدام من وزع كميات من الأسلحة أو ساهم في توزيعها بقصد ارتكاب أعمال إرهابية''، على أن ''يعاقب الشريك والمتدخل'' بالإعدام أيضا، كما جاء في هذا القانون أيضا ''يعاقب بالأشغال الشاقة خمسة عشر عاما كل من أقدم على تهريب السلاح وبالأشغال الشاقة المؤبدة إذا كان تهريب السلاح بغرض الاتجار به أو ارتكاب أعمال إرهابية''.
منقول عن : الخبر 21-12-2011م
http://www.elkhabar.com/ar/monde/274760.html





--------------------
Go to the top of the page
 
+Quote Post
طالب عوض الله
المشاركة Dec 26 2011, 06:41 AM
مشاركة #78


كاتب وباحث إسلامي
صورة المجموعة

المجموعة: الكتّاب
المشاركات: 378
التسجيل: 26-September 11
رقم العضوية: 55




حزب التحرير- فلسطين يستنكر العمل على إعادة إحياء منظمة التحرير

وصف حزب التحرير منظمة التحرير الفلسطينية بأنها "منظمة ضرار"، معتبرا أنّ الغرض من إنشائها عام 1964 كان "لفصل الضفة الغربية عن الأردن وإقامة كيان فلسطيني مستقل فيها، إلى جانب كيان ليهود"، ولكي لتعفي الحكام من مسئوليتهم تجاه تحرير فلسطين.

جاء ذلك ضمن تعليق صحفي للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين تعقيبا على دخول حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى الإطار القيادي للمنظمة، واعتبر أنّ "العمل على إحياء المنظمة خزي في الدنيا والآخرة لما لها من ماض مليء بالتنازلات والتفريط بدءا بأوسلو ولغاية اليوم"، وخصوصا أنها "الأب الشرعي للسلطة"، التي يستنكر الحزب وجودها ودورها الأمني واعترافها بدولة الاحتلال اليهودي.

واعتبر الحزب أنّ "الواجب تجاه منظمة التحرير هو هدمها والعمل على إفشال مهمتها، شأنها شأن مسجد الضرار الذي أنشأه المنافقون في المدينة المنورة ليكيدوا فيه للإسلام"، وانتقد الفصائل "التي تريد إحياء الموات وإحياء هذه المنظمة"، واعتبر أنها "تتحمل إثم المشاركة فيها وحرف زاوية النظر لقضية فلسطين بتحويلها من قضية إسلامية إلى قضية وطنية".

وأكّد على أنّ قضية فلسطين يجب أن "تعود إلى حضنها الحقيقي والحنون، حضن الأمة الإسلامية، أمة المليار والنصف، لا أن تبقى في حضن منظمة منبتة ما لها من قرار"، مشددا على وجوب دعوة جيوش المسلمين لتقوم بواجب التحرير.

24/12/2011

المصدر: موقع المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين

http://www.pal-tahrir.info/events/28-news-...يا-والآخرة.html


__._,_.___


--------------------
Go to the top of the page
 
+Quote Post
طالب عوض الله
المشاركة Dec 30 2011, 06:37 AM
مشاركة #79


كاتب وباحث إسلامي
صورة المجموعة

المجموعة: الكتّاب
المشاركات: 378
التسجيل: 26-September 11
رقم العضوية: 55



بسم الله الرحمن الرحيم



لقد ثبت للقاصي والداني ان الاحزاب والحركات الاسلامية على مستوى الامة قاطبة لا تدعو في ادبياتها الا الى شعارات ..

وفقط شعارات لا تسمن ولا تغني من جوع ..

يتنطعون بتطبيق الشريعة .. وينادون وقت ما تدعو الحاجة الى الخلافة وكأنها سلعة في سوق

وان دخلت معهم في نقاش وحككتهم قليلا .. سترى ان خلافتهم التي يدعون ما هي الا خلافة المهدي

وهم عنها قاعدون .. واياها ينتظرون

اما الان وهم في سدة الحكم .. ما الذي حصل ؟!

واذ بهم يضربون بشعاراتهم عرض الحائط .. لا خلافة ولا شريعة ولا ما يحزنون

بل حرية وديمقراطية .. وتنطع وذبذبة وتملق حتى يرضى عنهم الغرب .. امريكا واوروبا

لا ادري في الحقيقة كيف يفكرون ! ولا كيف يحكمون !

والحقيقة المرة هي انهم اثبتوا انهم لا يفكرون ولا يحكمون على الوقائع من منطلق الاسلام بتاتا

قادة ومشايخ .. ليس فيهم من الاسلام الا المظهر فقط وبعض الـ .....

قد تكون كلماتي قاسية .. الا ان الحقيقة في حقهم يجب ان تقال ، وهم يقدمون مصالحهم الشخصية والحركية

على الاسلام واحكامه الشرعية التي لا يعيرون لها أي اهتمام

لا يمنعون الخمر ولا البكيني ولا التبرج ..

لا يفرضون الحجاب ولا الجلباب

وهي اقل ما يمكن تطبيقه في اكثر الاحتمالات عجزا

ثم يتذرعون بوجود الحرية الشخصية المقدسة .. ويدعون جورا وبهتانا او جهلا انها من الاسلام

بل جاء الاسلام لتحقيقها وحمايتها

ولا بد هنا من الوقوف قليلا لقول كلمة الحق وهي :

ما من امرء يدعو الى الديمقراطية والحرية الا ويكون احد اثنين

اما جاهل ، وهذا لا ينطبق على هؤلاء القادة والمشايخ احيانا .. الا ان يكونوا اغبياء

واما عالم بها ، قد اشترى الدنيا بالاخرة وارتضى ان يضع نفسه في زمرة الحكام وانظمتهم الفاسدة


هذا هو واقع الاحزاب والحركات الاسلامية في زاوية من الزوايا .. باختصار

وقد ابت الا خوض الامتحان الصعب امام الامة ليظهر للامة عوارها وعدم القدرة على قيادتها

الامر الذي سيكون له تداعيات صعبة حين تلفظها الامة لفظ النواة


ثم اقول ما اكرره دائما :

والله الذي لا اله الا هو ، سيأتي ذلك اليوم الذي ستدرك الامة حينها ان ليس لها حزب الا حزب التحرير

وسيكون ذلك قبل قيام دولة الخلافة ببرهة قصيرة جدا جدا جدا .....

قريبا ان شاء الله


والله تعالى اعلى واعلم


رسالة ونصيحة

دولة الخلافة قائمة قائمة لا محالة

فلتكونوا من انصارها ولتكونوا من العاملين لها

ورسالتي الى كل من يملك نصرة للعاملين لإقامتها ((وخصوصا الجيوش)) ولم يفعل فلينتظر عقابا اليما من الله تعالى وسيكون حسابه عسيرا يوم لا ينفع الندم






--------------------
Go to the top of the page
 
+Quote Post
طالب عوض الله
المشاركة Jan 2 2012, 07:42 AM
مشاركة #80


كاتب وباحث إسلامي
صورة المجموعة

المجموعة: الكتّاب
المشاركات: 378
التسجيل: 26-September 11
رقم العضوية: 55



منظمة التحرير تحذر من عودة القضية إلى أحضان الأمة الإسلامية

الدكتور مصعب ابوعرقوب
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير / فلسطين

اعتبرت د.حنان عشراوي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية "أن حملة التطهير العرقي التي تشنها قوة الاحتلال ومؤسساتها الرسمية على الوجود الفلسطيني في مدينة القدس على وجه الخصوص هي جزء من القرار السياسي الإسرائيلي بنقل المعركة إلى الأرض، وتحويل الصراع الى صراع ديني".
تصر منظمة التحرير الفلسطينة على التشبث بالدور الذي وجدت من اجله ، فقد اوجدها الاستعمار الغربي لتقزيم قضية الارض المباركة من قضية امة اسلامية احتلت ارضها ومقدساتها الى قضية حدود وحواجز ومستوطنات ..وجعل الغرب الكافر من المنظمة ممثلا " شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني " حتى تتمكن المنظمة من بيع فلسطين والتنازل عن مقدساتها برسم اهل فلسطين وممثليهم.
و المنظمة كأداة في يد الغرب تعتبر عودة الصراع الى حقيقته ( صراع بين الامة الاسلامية والغرب ويهود) تهديدا يجب تجنبه ، ولا يستغرب ذلك من السلطة ومنظمة التحرير فوجودها قائم ضمن شبكة من التامر على الامة الاسلامية ومنظومة من الكيانات المصطنعة التي تضمن بقاء الكيان اليهودي وتعمل على منع الامة الاسلامية من التحرر واقامة الخلافة الراشدة التي ستوحد المسلمين وتحرر أرضهم وتحمل الاسلام رسالة نور للعالم .
فالغرب الذي اوجد منظمة التحرير كأداة لفصل الارض المباركة عن الامة الاسلامية وتقزيمها في قضية وطنية فصائلية ضيقة، حريص على ان لا تتطور الاحداث ليعود الى الصراع الى وضعه الحقيقي لان ذلك سيؤدي لاحقا وحتما الى ازالة الكيان اليهودي من جذوره كما تشهد على ذلك الحقائق التاريخية والسياسية ، فوجود منظمة التحرير مرتبط عضويا بالتشخيص الخاطئ لطبيعة الصراع وبالتضليل والمكر وحرف بوصلة المسلمين عن طبيعة الصراع الحقيقة والية حله الحقيقية ، والتحذير من " الصراع الديني " لا يترجم الا ضمن الحرص على الكيان اليهودي والخوف على ادوات الاستعمار في بلادنا .
فالغرب كطرف حقيقي في الصراع مع امة الاسلام يخشى من وقوف الامة عقديا صفا واحدا امام مخطاطاته ومصالحه الاستعمارية، فيحذر دوما من الصراع الديني فقد حذر كارتر من الحرب الدينية اذا لم تقسم السودان و أعربت وزيرة الخارجية السابقة ورئيسة المعارضة في كيان الاحتلال اليهودي تسيفي ليفني عن خشيتها من أن "الصراع السياسي بين إسرائيل والفلسطينيين من الممكن أن يتحول إلى نزاع عقائدي لا يمكن إيجاد حل له".
ومنظمة التحرير والسلطة الفلسطينية كاداوت للاستعمار تنفذ أوامره وتعتاش على تمويله وعلى الوهم الذي تصنعه ليل نهار ، تحذر من عودة الصراع الى اصله لان ذلك يفقدهم شرعية وجدهم المستمدة من فصل قضية فلسطين عن الامة الاسلامية ، فقد طالب أحمد قريع عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة "التحرير" حسب وكالة معًا المجتمع الدولي التدخل العاجل والحاسم لتجنب حرب دينية واقعة لا محالة إذا استمر كيان يهود في سياسته العدوانية في القدس، و كرر رئيس السلطة الفلسطينية -في تصريحاته للصحفيين في عمان- تحذيراته مما أسماه "الحرب الدينية"، كما نقلت القدس العربي في 1/3/2010. وقال "أعلنت بصراحة في أوروبا كأن إسرائيل تريد أن تشعل حرباً دينية في المنطقة".
وتحت وطأة الثورات المباركة تزداد تصريحات قادة الكيان اليهودي وضوحا لتضع النقاط على الحروف وتزيل بقايا الستار الذي اسدلته على طبيعة الصراع بينهم وبين الامة الاسلامية ، ، فقد اعتبر نتنياهو –أثناء استعراضه لخارطة الشرق الأوسط في لقاء له مع بيرس مورغان عبر سي أن أن- أن كيان يهود يعيش وسط مجموعة جيران من الدول العنيفة، ورداً على سؤال مورغان عما اذا كان نتنياهو يتمنى لو كانت "اسرائيل" في مكان ما مثل لوكسمبورغ فيعيش اليهود حياة سهلة، أجاب نتنياهو، مبيناً الدور الاستراتيجي الذي يلعبه كيان يهود كدرع للدول الغربية، "إن الناس هنا –منطقة الشرق الأوسط- يتطلعون ليس لإخراجنا فقط بل لا يريدون وجوداً غربيا في أوروبا، هؤلاء يحلمون بإعادة إقامة الخلافة".
الا فلتعلم منظمة "التحرير الفلسطينية" التي خاضت معارك التفاوض فاسلمت فلسطين ليهود لقمة سائغة وباتت تحرس كيانهم وتسهر على حماية مستوطنيهم ،الا فلتعلم ان فلسطين جزء من عقيدة الامة الاسلامية فتحها الفاروق عمر رضي الله عنه ، وحررها الناصر صلاح الدين ..في حروب شنتها امة عظيمة تدين بالاسلام ، تقدمت جحافل جيوشها صوب قبلة المسلمين الاولى للنصر او الشهادة في سبيل الله ، مجسدة بذلك الطريقة الشرعية الوحيدة لاستعادة الارض المباركة،طريقة ستسلكها الامة الاسلامية عند اقامة الخلافة الراشدة الثانية ....فهل من مثل هذه الحروب ترتعدون وتحذرون ؟؟؟.






--------------------
Go to the top of the page
 
+Quote Post

8 الصفحات V  « < 2 3 4 5 6 > » 
Reply to this topicStart new topic
1 عدد القراء الحاليين لهذا الموضوع (1 الزوار 0 المتخفين)
0 الأعضاء:

 

RSS نسخة خفيفة الوقت الآن: 2nd November 2024 - 11:56 PM