|
مشكلة الكثير من أبناء المسلمين هي "الغاية من أعمالهم"
عند رؤية الثورات التي حصلت في العالم الإسلامي وكيف تم ركوبها مؤقتا وتوجيهها من قبل المستعمرين إلى حيث يريدون، وعند رؤية الكثير من المجاهدين كيف ينحرفون عن جادة الصواب ويضيعون تضحياتهم سدى، ندرك أن هناك مشكلة وهذه المشكلة هي الغاية الذي يسعون نحوها ووضوح الطريق نحو هذا الغاية.
نحن هنا لا نتكلم عن غاية الغايات وهي نوال رضوان الله تعالى، ولكن نتكلم عن الغايات للأعمال التي يمكن أن يقوم بها الإنسان، فأي عمل حتى يكون ناجحا لا بد أن يسبقه إحساس بالمشكلة ثم تفكير بهذه المشكلة، تفكير عميق ومستنير لحل هذه المشكلة، تفكير نابع من المبدأ الذي يعتنقه الإنسان بعد أن يدرسه دراسة جدية حقيقية، تفكير لا يهمل الإرث والتاريخ المشرق لتطبيق المبدأ، تفكير لا يهمل حقيقة عدونا وكيف يفكر وماذا يريد، والمبدأ عندنا هو الإسلام، تفكير لحل هذه الإشكالية التي تواجهنا، ثم العمل من أجل غاية معينة واضحة ومبلورة، وهذه تسمى القاعدة العملية، وبدونها تحصل المشاكل عند المسلمين، وسنركز هنا على موضوع الغاية من الأعمال.
الغاية للأعمال يجب أن تكون شرعية ولا يجوز أن تكون غير شرعية، فلا يجوز أن يسعى المسلم مثلا لسيادة الديمقراطية لأنها دين كفر، ويجب أن ينتبه الإنسان إلى أن الغايات الجزئية لا يمكن حلها إلا بالوصول إلى الغاية والهدف الأساس الذي من خلالها يمكن علاج المشاكل الجزئية.
فمثلا أن يكون هدف الإنسان من الثورة هو تحسين أوضاع المعيشة أو رغيف الخبز أو تغيير شخص الرئيس، فهذه غايات جزئية إذا اتخذت هدفا للثورة فإنها ستدمر الثورة، لان هذه المشاكل هي مسبب عن السبب الرئيسي وهو غياب الحكم بما انزل الله في دولة الخلافة، ولذلك يجب أن ينصرف هدف الثوار نحو إزالة النظام القديم بنظمه ورموزه وتشريعاته ووسطه السياسي وإيجاد نظام الخلافة برجال جدد ووسط سياسي جديد ودستور جديد، لان هذا العمل هو الوحيد الكفيل بإنهاء جميع المشاكل الجزئية التي نعاني منها.
والعمل للخلافة فريضة شرعية لها طريق معينة بينتها الشريعة الإسلامية وهي طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم في إقامة الدولة الإسلامية في المدينة المنورة، وإتباع غيرها لا يجوز شرعا.
ولذلك فان الغايات الجزئية للثورات وللأعمال القتالية كأن يكون هدف المجاهدين فقط طرد المحتل العسكري فقط فان هذا سيجعل المستعمر يبقي نفوذه السياسي كما حصل في الاستعمار الأوروبي القديم الذي خرج بجيوشه وأبقى نفوذه السياسي في بلاد المسلمين، وكما حصل في الثورات الحالية التي لم تنته بعد.
ولذلك فالوعي السياسي بالإضافة إلى تحديد الغاية هو الحل لعدم الوقوع في شراك الكفر، ويجب أن تكون الغاية شرعية وتؤدي إلى حل المشاكل، ولا يمكن حل المشاكل إلا بإقامة الخلافة الإسلامية التي يجب أن تكون الغاية للمسلم.
فإذا لم تقم الخلافة فعلى المسلمين أن يستمروا في الثورة على النظم القديمة حتى تقوم الخلافة، وإذا رضوا بأي هدف جزئي فهذا يعني أن الكفر قد استطاع أن يربح جولة أخرى في بلاد المسلمين.
|
مشكلة الكثير من أبناء المسلمين هي "الغاية من أعمالهم"
Dec 16 2015, 04:14 PM
