منتدى الناقد الإعلامي

السلام عليكم , للمشاركة اختر ( دخول | تسجيل )



ملتيميديا

مقتطفات فيديو من انتاج الشبكة

> الترويض القذر للفصائل وأتباعها
الخلافة خلاصنا
المشاركة Jan 1 2017, 06:18 PM
مشاركة #1


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



الترويض القذر للفصائل وأتباعها


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الخلق وأشرف المرسلين، وبعد:

نعيش في هذه الأيام مصائب تترى تنزل على رؤوس المسلمين، وهذه المصائب وان كان ظاهرها آلاما ودماء وأشلاء، إلا أنها تميز الخبيث من الطيب، وتكشف معادن الناس، وتبين حقيقة الرجال والحركات والأحزاب، وتكشف نفاق الكثير من المشايخ والقادة، وتجلي صورة أهل الحق بشكل أكثر إشراقا ووضوحا وتميزا عن غيره ممن أخطأ الطريق، وتجعل الناس تدعو الله وتتقرب إليه.

ليست هذه المآسي شيئا جديد يحل على المسلمين، فمن قرأ تاريخ المسلمين في الأندلس وبغداد أيام التتار وبلاد الشام أيام الصليبيين وغيرها، يجد أن المسلمين مروا في ظروف مشابهة هذا إن لم تكن أشد صعوبة من هذه الأيام، ومع ذلك تجاوزوها وبقي الإسلام عزيزا منيعا، صحيح أنه قتل من المسلمين خلق كثير، ولكن يعزينا أن الجميع سيقف يوم القيامة أمام الله ولن يضيع حق لمظلوم، ولن يفلت ظالم من العقاب مهما فعل، ولكن الإسلام بشكل عام محفوظ بحفظ الله إلى يوم القيامة، ولن يستطيع الكفار مهما فعلوا وظلموا وبطشوا أن ينالوا من المسلمين ويفنوهم، فإن الغلبة في النهاية هي للمسلمين، فإنهم وإن خسروا الدنيا، فحري بهم ألا يخسروا الآخرة، أما الكفار والظالمين فمهما علوا في الدنيا فإن العذاب الأليم بانتظارهم في الآخرة.

المسلم كيّس فطن، ويجب أن يكون يقظا ألا يقع في أخطاء من سبقوه، فالسعيد من اتعظ بغيره، أما أن يقع المسلم في الخطأ مرات ومرات، فهذا إنسان شقي، تكون الذبابة صاحبة الذاكرة الضعيفة أشد سعادة منه، ولكن للأسف ما زال بعض أبناء المسلمين يقعوا في ما وقع به إخوان لهم من الأخطاء، ويصلون في النهاية إلى نفس النتيجة، وليتها كانت نتيجة مخزية في الدنيا فقط، ولكن الأهم أن العذاب بانتظارهم يوم القيامة إن لم يغفر الله لهم.

نريد التحدث عن الفصائل السورية والهاوية التي نزلوا بها، وما حصل سابقا مع إخوتهم في الفصائل الفلسطينية والهاوية التي نزلوا فيها وأصلتهم إلى أن يكونوا حراسا للاحتلال اليهودي بشكل مباشر أو غير مباشر.

فالفصائل الفلسطينية هي فصائل وطنية نشأت كردة فعل على الاحتلال اليهودي لفلسطين، وقبلت الدعم من دول إقليمية أو من الدول الغربية مباشرة، أي أنها لم تنشأ بعد دراسة واقع المسلمين والحل لهذه الأمر من الكتاب والسنة، وإنما نشأت نتيجة ردة فعل للاحتلال لفلسطين، ولذلك لم تكن عندها أي مبادئ أو أفكار تبني أفعالها عليها، ولذلك قبلت الدعم من الدول الإقليمية أو الغربية وأصبحت رهينة لهذه الدول، وأصبحت لا تستطيع أن تخرج عن إرادة هذه الدول، وان فكرت بالخروج عن أوامر الدول فان أبسط أمر هو قطع المدد عنهم، فتنتهي حركتهم، ولذلك ولأنهم غير مبدئيين وليس لهم فكر معين يبنون عليه حركاتهم، ساروا كما تريد الدول الخارجية، وكلها تريد تثبيت كيان يهود في فلسطين، ولذلك ساروا في مخطط تثبيت كيان يهود في فلسطين وبأيد فلسطينية.

استطاعت هذه الحركات تجميع الناس حولها بإطلاق شعارات تجذب الناس إليها، فكانت شعاراتها كلها تصب في تحرير فلسطين من البحر إلى النهر، وأنهم سيجعلون السمك يشبع من لحوم يهود في البحر، وأنهم يريدون تحرير كامل التراب الفلسطيني من رجس يهود، وان من فكر بالتنازل ليهود ولو عن شبر واحد من فلسطين فهو خائن مجرم عميل يجب تصفيته والنيل منه، وأما الحركات التي لها صبغة إسلامية منها فزادت على هذه الشعارات أنها تريد أن تقيم دولة إسلامية (بشكل مبهم غير واضح) في فلسطين بعد تحريرها، ولذلك لعبت على الوتر الديني عند المسلمين، وجذبت إليها الكثير من أبناء المسلمين.

ولكن هذه الحركات والدول التي تدعمها لا تدعمها من أجل تحرير فلسطين سواء منها الوطنية الخالصة أو الوطنية الممزوجة بنكهة إسلامية، ولذلك بدأت الضغوط على هذه الحركات للسير في طريق بيع قضية فلسطين، ولكن هذا الأمر لن يتم بخطوة واحدة، بل يجب أن يتم بخطوات، وطبعا هذا ليس من اجل أن القيادة العليا تعارض، ولكن لان الأفراد وبعض القيادات قد تعارض، وكان من السهل ترويضها وذلك أنها حركات قد نشأت نتيجة كردة فعل على الاحتلال وليست حركات مبدئية، ولذلك سهل التنازل عندها.

في البداية بدأ الترويج أن طرق تحرير فلسطين كثيرة منها الطرق العسكرية ومنها الطرق السلمية بالمفاوضات، وبدأت الاتصالات بين قيادات هذه الحركات والاحتلال بداية بطريق غير مباشر ثم بطرق مباشرة، ثم بدأ التركيز أن لا مانع من الجلوس مع الاحتلال لمعرفة ما يريده هذا الاحتلال، وأنهم يريدون إحراج الاحتلال في المحافل الدولية، وما درى هؤلاء (المساكين أو الخونة) أن المجتمع الدولي والأمم المتحدة كلها اذرع للكفر وتريد تثبيت كيان يهود في فلسطين، نعم أرادوا أن يحرجوا الاحتلال حسب زعمهم، فبدأت المفاوضات؛ مرة لإطلاق سراح أسرى ومرة لهدنة معينة ومرة لمعرفة ما يريده الاحتلال، وفي هذه الحالة بدأت ما تسمى عملية ترويض الأتباع لجلوس قيادتهم مع الاحتلال والتفاوض معه، وكانوا طبعا يضحكون عليهم أنهم يفاوضون من منطلق قوة، وأنهم سيجبرون الاحتلال على الخضوع، وأنهم لن يعطوا تنازلا واحدا إلا بعد أن يعطي الاحتلال عشرة تنازلات، وأنهم سيردون بقوة على أي خرق للاحتلال اليهودي،وأنهم وأنهم من الادعاءات الكاذبة المخادعة، وكانت المفاوضات دائما تأتي بالويلات لهم ولأتباعهم، وذلك لأنهم الطرف الأضعف ولان داعميهم يريدون تثبيت كيان يهود.

بين فترة وأخرى كانوا دائما يقومون ببعض العمليات المدروسة من قبل الداعمين لهم وتحت إشرافهم، وذلك لإبعاد صفة الخيانة عنهم ولإبعاد تفكير الأتباع عن خياناتهم في الجلوس مع الاحتلال، فكل فترة تسمع عن عمليات ضد يهود، وبطبيعة الناس البسيطة وحبهم لأي عمل ينال من يهود، كانت الناس تفرح، ولكنهم ما عرفوا أن كثيرا من هذه العمليات كانت تحت إشراف الدول الداعمة ليهود، حتى وإن كان يهود لا يعجبهم هذا الأمر ولكن الدول الكبرى كأمريكا وبريطانيا كانت تشرف على هذه الأمور من وراء ستار.

واستمر مسلسل التنازلات ليهود حتى وصلت مفاوضاتهم إلى دويلة بجانب دولة يهود، وهي في الحقيقة لا تعدو أن تكون منطقة لتجميع بعض أبناء فلسطين الذين ارتضوا لأنفسهم الذل ليحرسوا يهود، وبدأت السلطة منذ ذلك الوقت تمارس عملها كحكومة "ظاهريا" لأهل فلسطين وكمليشيا قذرة لحراسة يهود في "السر"، ولكن مع الوقت ظهرت حقيقتها النتنة جدا، والمهم أن السلطة (حركة فتح) طيلة سيرتها روضت أتباعها من مقاومة الاحتلال إلى حراس للاحتلال ولكن بطرق متدرجة وبالأموال حينا وبالمناصب حينا وبالأكاذيب المفضوحة حينا آخر، حتى أصبحنا نرى سوأتها اليوم في أبشع وأقذر صورة، ونرى للأسف استماتة من الأتباع المنتفعين والمنافقين في الدفاع عنها وعن قذارتها.

أما الجزء الإسلامي من الفصائل فعملية ترويضه مستمرة وهو للأسف سائر فيما سارت به حركة فتح، ونقصد هنا حركة حماس كعنصر أول وحركة الجهاد الإسلامي كعنصر ثاني، فإنهم يغلب عليهم عمل ما قامت به السلطة ولكن بطرق غير مباشرة، فالجهاد لا يسمونه إلا مقاومة (أي رد الفعل وليس الجهاد الشرعي)، وأصبحت المقاومة حسب الظرف فان اعتدى عليهم الاحتلال ردوا وإلا سكتوا، وأصبح من يفكر بإطلاق صاروخ من غزة على يهود يعتقل كما كانت تفعل سلطة رام الله بمن يفكر بإيذاء يهود، والتبرير أنهم لا يريدون إعطاء المبرر ليهود لقصف غزة، وساروا على الدستور الفلسطيني واعترفوا بمنظمة التحرير الفلسطينية والتي كلها مبنية على الاعتراف بحق يهود في العيش في فلسطين، أي أنهم معترفون بحق يهود في العيش بطريق غير مباشر، وتحكم حماس غزة بنفس دستور أوسلو، أي لا علاقة للإسلام نهائيا بما يحكمون به الناس، فحكمهم علماني، ودستور أوسلو هو الذي تسير عليه السلطة في رام الله، أي أنهم في النهاية تدرجوا في التنازل مثل سلطة رام الله ولكن اغلب أعمالهم تتم بطرق غير مباشرة، ولكنها لليوم ما زالت تتشدق بالمقاومة، ولكنها لا تبادر نهائيا لإطلاق أي صاروخ أو طلقة اتجاه يهود في الوقت الحالي، وكل أعمالها القتالية تحولت إلى ردة فعل، وحتى ردة الفعل ضعفت فأصبحنا نرى تعديات يهودية كثير جدا ولا نرى ردا غير الكلام.

في الفصائل الفلسطينية وأثناء عملية الترويض، فان كل معارض لما تقوم بها الفصائل يتم تصفيته، سواء من الأفراد المعارضين للتنازل أو من القيادات المعارضة في تلك الحركات، وكان يهود للأسف يقومون بهذه الأعمال، أي أن هذه الحركات مخترقة، وكان يعرف من يوافق ومن يعارض، ومن يعارض تتم تصفيته.

وليست كل التصفيات تدل على أن من تم تصفيتهم أنهم مخلصون مئة بالمئة، وأنهم يريدون إقامة حكم إسلامي، فأي شخص مثلا يعرقل أي خطوة تتم تصفيته أحيانا، وأي شخص يشوش على المشاريع لأنه يريد حصة اكبر يصفى أحيانا، وأي شخص يشوش أو له شعبية أكثر ممن هم مرضي عنهم غريبا يتم تصفيتهم وذلك لعدم ثقة الغرب بهم، أي أن عملية التصفية تتم وعلى عدة مراحل وعلى عدة أحداث حتى تخلص الحركة لمن يرضى عنهم الغرب بشكل جيد، فتخلص الحركة لهذه القيادات المختومة والمفحوصة جيدا من الغرب، مع أن تلك الحركات لليوم ما زالت ترفع صور من تآمرت عليهم وتخلصت منهم على أنهم شهداء وأبطال لتلك الحركة.

والخلاصة في أمر الفصائل الفلسطينية أنها اليوم قد أسست سلطتين واحدة في رام الله تحرس يهود وتبطش بأهل فلسطين وأصبح عملها حراسة يهود ولها أتباع قد تم ترويضهم بشكل قذر جدا بالمال والمناصب ويسبحون بحمد هذه السلطة ليل نهار، وأصبحت حياة أهل فلسطين جحيما لا يطاق، وأما في غزة فلهم سلطة أخرى أصبحت في حالة هدنة دائمة مع يهود وقد تتحول إلى اعتراف صريح بيهود، أصبحت تعتقل كل من يفكر بإيذاء يهود حتى لا تعرض امن سكان غزة للدمار كما تزعم، أي أنها تسير بطريقة مبطنة فيما سارت به سلطة رام الله.

والناظر في سبب ما وقعت به الفصائل الفلسطينية يرى أن أسباب هذه الانتكاسات عديدة، من أهمها:
• قيام تلك الحركات على ردة الفعل، أي أنها حركات غير مبدئية لا يوجد عندها فكر معين متبنى تبني عليه أفعالها وتقيس بناء عليه تصرفاتها وقراراتها.
• ارتباط هذه الحركات بدول إقليمية أو غربية جعلها رهن أمر تلك الدول، فحركة فتح كانت حركة مدعومة من بريطانيا ثم تحولت إلى التبعية لأمريكا بشكل مباشر، وحماس مثلا مرتبطة بدول كإيران وقطر، وهذه الدول معروف إخلاصها الشديد للغرب الكافر ومعروف أن تدمير يهود عندها خط أحمر، وقد رأينا ما فعلته تبعية حزب إيران اللبناني لإيران كيف حولته إلى أداة قتل لأهل سوريا، وحماس كان موقفها من الثورة السورية مخزيا جدا، ولا زال، ولولا أن لها داعمين آخرين مثل قطر ربما لرأيناها مثل حركة الجهاد الإسلامي لليوم تسبح بحمد حكام إيران وسوريا، وهذا يدل أن الارتباط بأي دولة إقليمية أو غربية هو الدمار بعينه.
• موافقة تلك الحركات على السير في مشاريع حكام المسلمين والأمم المتحدة والدول الغربية والذين كلهم يعملون ليل نهار على تثبيت كيان يهود في فلسطين.
• واقعية تلك الحركات، أي أنها تبني قراراتها على الواقع وضغطه، ولذلك تراها تبرر أي تنازل أو بيع لقضية فلسطين تحت ذريعة ضغط الواقع والمحافظة على الدماء ومنع يهود من التغول على أهل فلسطين.



هذا الواقع طرحناه لنعرج على الشأن السوري ولا نريد أن نطيل، فكثير من الحركات قامت بعد الثورة السورية على بشار الأسد، وكثير منها قام كردة فعل أي لا يوجد له مشروع معين يتبناه، فترى البعض يقول نسقط الأسد ثم نفكر بِمَ نحكم البلد، وبعض تلك الحركات ارتبط بدول إقليمية أو غربية مثل الارتباط بالسعودية وتركيا وقطر والأردن، وهذه الدول طبعا لا تدعم من اجل إسقاط بشار الأسد، فكلها تسير وفق المخططات الغربية، وموافقة الكثير من تلك الحركات على قرارات الأمم المتحدة وحكام المسلمين والدول الغربية جعلهم يسيرون حسب ما يريد الغرب الكافر.

بدأت تصفية من يرفض التنازل للغرب إما لأنه إنسان خير مخلص أو لأنه أفاق من غفلته أو انه أراد التشويش على المخططات الغربية، ورأينا الكثير من التصفيات في قادة الثورة، وبدأنا نرى الأموال تغدق على قادة بعض الفصائل، ورأينا أخيرا توقيع الهدن مع بشار الأسد، وكلهم يدعي أنها لمصلحة أهل سوريا، وكلهم يهدد انه إن تم خرق الهدنة من قبل بشار الأسد سيخرقونها ويردون، وبشار يخرقها يوميا ولا مجيب!!!!!

الأمم المتحدة وحكام المسلمين اثبتوا بما لا يدع مجالا للشك أنهم كلهم مع بشار الأسد، وكذلك الأمم المتحدة، وبدأنا نرى الخيانات كما حصل أخيرا في معركة حلب وسحب تركيا للفصائل التابعة لها إلى مدينة الباب والسكوت الخياني للفصائل في الجنوب بعدم قتال بشار الأسد، وكل ذلك بأمر من الداعمين السعودية وتركيا وغيرها من الدول الداعمة، ومعروف أن هذه الدول لا تسير إلا بأمر غربي.


إذن ما نراه هو نفس السيناريوهات التي اتبعت في فلسطين، وان سكت أهل سوريا عن هذه الفصائل السورية التي خان قادتها ثورة سوريا وساروا خلف الدول في العالم الإسلامي والتي كلها دول تابعة للغرب وتنفذ أجندة الغرب المتمثلة في إبقاء نظام بشار الأسد بغض النظر عن شخص بشار الأسد، وتنفذ أجندة الغرب بمنع إقامة الخلافة في سوريا، نعم؛ إن سكتوا عنهم فإنهم سيدمرون الثورة وسيبقون نظام بشار الأسد بغض النظر عن شخص بشار، وسيتحولون مستقبلا إلى قوات أمنية تقوم بقمع أهل سوريا إن فكروا بالمطالبة بحقوقهم والثورة مرة ثانية.

لكن الشيء المختلف في سوريا عن فلسطين أن فلسطين تابعة لعدو يهودي غاشم مجرم، والثورة على هؤلاء المجرمين لا تعني لأهل فلسطين إلا إزالة السلطتين وبقاء يهود، ولذلك تراهم يعزفون عن الثورة عليهم، مع أن مجرد بقاء هاتين السلطتين إثم سيحاسب عليه أهل فلسطين لأن أبناء هاتين السلطتين هم من أهل فلسطين، وليعلم أهل الشام انه رغم التأييد القوي جدا سابقا للثورة الفلسطينية ضد يهود إلا أن الناس اليوم تلعن هؤلاء الخونة، والثورة السورية رغم إسلاميتها وإخلاصها لله بشكل عام إلا أنها لم تصل لقوة التأييد الذي كان سابقا للثورة الفلسطينية، ولذلك لا نريد لأهل سوريا أن يأتي عليهم يوم يرون الثوار يعملون بأجهزة أمنية تبطش بهم إن فكروا بالخروج على الحكم الظالم.

أما الحالة في سوريا ولهذا اليوم فإنها مختلفة تماما عن موضوع فلسطين:

• فالثوار حاضنتهم من الشعب وهذا يعني أن الشعب إن ثار على هذه القيادات الخائنة فإنه يستطيع تصحيح المسار ودفع أتباع تلك الحركات للانفضاض عن قيادتهم الخائنة أو إجبارهم على تصحيح المسار رغم أنوفهم، فالحركات وأتباعها مهما وصلوا فعددهم قليل بالنسبة إلى الشعب وقوتهم ولا تؤهلهم لقمع الناس، وفوق كل ذلك فإننا نرى الإخلاص في الأفراد مهما خان قادتهم الثورة والأمل فيهم ما زال كبيرا.
• توحد الثوار أمر ما زال قائما، وعملية ترويضهم لم تصل بعض إلى ما وصل إليه الترويض في أتباع الفصائل الفلسطينية، ولذلك فان عملية تصحيح المسار اليوم سهلة إن قام الشعب عليهم وضغط عليهم بقوة قبل أن تتعقد الحالة.
• وجود الكثير من الفصائل الغير مرتبطة بأي دولة إقليمية أو غربية، وهذا سيعقد الأمر على كل من فكر بخيانة الثورة السورية.
• أعداء أهل سوريا من روس وإيرانيين وجنود بشار وأمريكيين لم يتغلغلوا بعد في سوريا، أي أن توحد الثوار سيجعل القوة الحقيقة على الأرض لهم، وهذا يعني تمكنهم من إقامة دولة إسلامية حقيقية، لأنه إن تغلغل الكفار والمجرمون في سوريا وأسسوا قوة لهم سيجعل ذلك سوريا شبه محتلة وتشبه تقريبا الحالة في فلسطين.
• يجب أن يتضمن تصحيح المسار بعض المسلمات الثورية، والتي بدونها سنعود لنقع فيما وقع به أهل فلسطين وما وقع به ثوار سوريا لليوم، ومن هذه المسلمات:


1- ضرورة وجود مشروع سياسي للثورة، أي مشروع جاهز للتطبيق بعد نجاح الثورة، والمشروع الوحيد الذي يرضي الله تعالى هو مشروع الخلافة، وأي مشروع آخر مثل دولة مدنية ديمقراطية أو جمهورية سورية وطنية لأهل سوريا، فإن هذه المشاريع هي مشاريع استعمارية ومصيرها الفشل الأكيد، وأي فصيل ثوري يسير بردة الفعل للانتقام من بطش بشار الأسد دون أن يحمل هذا المشروع فهو ضرر للثورة يجب تقويمه أو إزالته.
2- ضرورة قطع كل العلاقات مع الدول الإقليمية أو الغربية لان الارتباط بهذه الدول انتحار سياسي أي تتم عن طريقه مصادرة قرار تلك الحركات، وتصبح القرارات للدول الداعمة، وكل الدول الداعمة سواء الإقليمية مثل تركيا والسعودية وقطر والأردن أو غيرها من الدول الغربية كلها تريد بقاء نظام بشار الأسد وتحارب بقوة أي استقلال حقيقي لأهل سوريا، ومهما حاول المتفذلكون القول نضحك عليهم ونأخذ أموالهم، فإنها عملية ضحك على الثوار ليس إلا.
3- عدم السير وراء المشاريع الغربية أو قرارات الأمم المتحدة أو الدول في العالم الإسلامي فكلها تحارب الله ورسوله وتحارب بقوة فكرة استقلال أهل سوريا وحكمهم بالإسلام.
4- عدم الخوف من تصنيفات الغرب للحركات المجاهدة في سوريا، فالغرب بشكل طبيعي سيصنف أي مخلص انه إرهابي، وكل من سار معه انه معتدل، فمن رضخ لهذا الخوف وسار معهم، فالانزواء في البيوت كالنساء اشرف له مئة مرة من أن يخون الثورة وينفذ أجندة الغرب الكافر.
5- محاربة كل من يحمل فكرا غريبا عن العقيدة الإسلامية مثل الديمقراطية والدولة المدنية وكل أفكار الإسلام المعتدل المرضي عنه غربيا.
6- الوعي السياسي على العدو الرئيسي (الولايات المتحدة الأمريكية) وإدارته للمعركة ضد المسلمين في سوريا، وإدراك دور إيران وروسيا وتركيا والسعودية وغيرهم في المعركة ضد أهل سوريا، وإدراك أن سبب قتال أهل سوريا هو خوف الغرب من إقامة الخلافة، والوعي الشرعي لطريقة إقامة الخلافة ولمقاييس المسلم في حياته.


وفي الخلاصة فان أمر تصحيح الثورة ما زال قائما، والغرب يسير تقريبا بنفس النهج الذي انتهجه في فلسطين، حيث تحولت الفصائل الفلسطينية إلى حراس للاحتلال بشكل مباشر أو غير مباشر، وان تصحيح الأمر اليوم سهل ميسور، أما إن تم ترويض الفصائل وأتباعها بشكل متدرج قذر كالذي حدث للفصائل الفلسطينية فان تصحيح الثورة حينها سيكون صعبا ومكلفا وربما سيكون مستحيلا وتصبح سوريا تحتاج جيوشا من الخارج تقلع كل ما في سوريا من فساد، فالأمر بيدكم ما زال يا أهل سوريا، واتعظوا بما حصل لإخوانكم في فلسطين، ولا تجعلوا المصيبة تتكرر عندكم، مع فارق طبعا أن فلسطين محتلة بجيش صهيوني إجرامي مدعوم من كل الدول في العالم الإسلامي.

Go to the top of the page
 
+Quote Post



Reply to this topicStart new topic
1 عدد القراء الحاليين لهذا الموضوع (1 الزوار 0 المتخفين)
0 الأعضاء:

 

RSS نسخة خفيفة الوقت الآن: 18th June 2025 - 09:33 PM