منتدى الناقد الإعلامي

السلام عليكم , للمشاركة اختر ( دخول | تسجيل )



ملتيميديا

مقتطفات فيديو من انتاج الشبكة

3 الصفحات V   1 2 3 >  
Reply to this topicStart new topic
> النظام التعليمي في ظل غياب الخلافة
الخلافة خلاصنا
المشاركة Oct 22 2016, 12:51 PM
مشاركة #1


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



النظام التعليمي في ظل غياب الخلافة


للتعليم أهمية كبيرة جدا في بناء الأجيال في أي بلد ومجتمع، وتنبع أهميته بالذات في المدارس من أنه يستهدف صغار السن، الذين يمكن تشكيلهم بسهولة من قبل الجهاز التربوي والتعليمي في البلد، لأنهم سيكونون قادة المستقبل وجنوده وأهله، وإن من أهم الأعمال التي عمل الاستعمار جاهدا على الولوج إليها هو الجهاز التعليمي والتربوي، قبل هدم الخلافة عن طريق العملاء الفكريين للاستعمار، وبعد هدم الخلافة والسيطرة على البلاد عن طريق عملائه والتدخل في صياغة المناهج، تدخل بشكل سافر في العملية التعليمية، وما زال يسهر ويحرص على وضع المناهج التي توافق الأفكار الغربية.

وهنا لا نقصد أن الغرب تدخل فقط في موضوع المناهج، ولكن للمنهاج الأهمية القصوى في العملية التعليمية كونه يشكل عقول الطلبة بما يريده من مفاهيم وأفكار.

وعندما نقول الغرب فإننا بشكل ضمني نتحدث عن الحكام في العالم الإسلامي الذين هم الأداة التي ينفذ بها المستعمر خططه في العالم الإسلامي، فهم عملاء ووكلاء للاستعمار في تدمير العملية التعليمية وتغريب مفاهيم الطلاب وإفسادها ونشر الجهل بينهم، ولكن كل هذا بإيعاز من الاستعمار.

إذن الحكام الحاليين لا يريدون للعملية التعليمية أن تنتج أجيال واعية متعلمة، لأن هذا يهدد الظلم والقمع الذي يحاولون فرضه على الناس، بل يريدون أجيالا جاهلة بعلوم الدنيا والأهم جاهلة بالمبدأ الإسلامي الذي هو الروح والقوة لإنهاض المسلمين؛ نعم المعارف الإسلامية وكل علم انبثق عن العقيدة الإسلامية والثقافة الإسلامية لا يريد الحكام للأجيال أن تتعلمها، ويحاولون جاهدين بما لا يحدث ثورة عليهم أن يزيلوها من المناهج، إذ لو استطاعوا لعلموا أبناءنا الكفر الصراح من أول يوم، ولكنهم يحسبون حسابا لردة فعل الناس، وأما في صعيد العلوم الحياتية التي تتعلق بالأمور المدنية فيحاولون جاهدين أن لا يكون المسلمين عندهم تقدم في هذه الأمور، لأنهم يريد للمسلمين أن يبقوا سائرين مثلهم تحت تبعية الغرب الكافر.

هناك جانب مهم جدا يتعلق بالناحية الإدارية والتنظيمية قد لا يطلع عليه بشكل جيد ودقيق إلا المعلمين أو أساتذة الجامعات أو من يقومون على شؤون التعليم، وله أثر فاعل في تدمير العملية التعليمية، فسنطرح بعض النقاط التي يمكن لغير العاملين في المجال التربوي استيعابها بسهولة، ليدركوا ويعوا كيف أن تدمير عملية التعليم لا يقتصر على المناهج الفاسدة، وهذه الأمور التي سنطرحها هي للمثال وليست للحصر، ومن هذه الأمور:

• الدول في العالم الإسلامي لا تهتم ببناء المدارس والمستشفيات والمساجد إلا ما ندر وإلا لهدف يرفع من أسهمهم، بل يتم هذا الأمر في الغالب من الأهالي أو من مؤسسات غربية لها أهداف استعمارية في العالم الإسلامي، بينما ترى الحكام يهتمون جدا ببناء المراقص ودور اللهو والبرامج التلفزيونية المفسدة، وإنتاج المسلسلات والأفلام التي تدمر أي قيمة إسلامية في نفوس المسلمين، ويدعمون أي برنامج إفسادي في البلد، ويهتمون بالإنفاق الكبير على بناء السجون والمعتقلات ودعم أجهزة المخابرات، وكل ما من شأنه تثبيت القمع والظلم والخوف في البلد.
• المناهج المتعلقة بالعلوم الحياتية كالرياضيات والعلوم والفيزياء والكيمياء والتكنولوجيا موضوعة بطريقة تناسب الأذكياء فقط، وتقدر أن الطالب يفهم بسرعة البرق، ولذلك نجد أن 5% يستوعبون الكتاب المقرر وما فيه من تمارين ومسائل، ونسبة 40% تقريبا تستوعب الفكرة العامة للدرس، والبقية يكون المنهاج عليهم صعبا أو تستوعب أسهل التمارين في الدرس، ففي المناهج القديمة قبل أكثر من 25 عاما تقريبا اذكر أن الفكرة تطرح وتطرح عليها عشرات التمارين السهلة ثم الصعبة ثم قليل من المسائل الصعبة حتى يتم استيعاب الفكرة للدرس بطريقة جيدة، وكان عدد الأفكار المطروحة اقل مما هي عليه الآن، مما يمكن الطالب من استيعابها رغما عنه، ومع ذلك كان فيها بعض السوء ولكن ليس كمناهج اليوم، أما اليوم فمناهج محشوة بكمية كبيرة جدا من الأفكار والوحدات الدراسية، وتمارينها وأسئلتها صعبة جدا، والكتاب المقرر طويل، والمعلم يريد أن ينهي المنهاج حتى لا تتم محاسبته، فينهي درس تلو درس والطالب لم يستوعب فكرة الدرس.
• كثرة الكتب والمواد المقررة للطالب الصغير، فتجد أن طالب الصف الأول الابتدائي يدرس عشرة كتب تثقل ظهره عند حملها، مع أن طالب الصف الأول والثاني تقريبا لا يحتاجان إلا كتابان اثنان هما كتاب لفهم اللغة قراءة وكتابة وكتاب علمي لفهم الأسس الصحيح للعمليات الحسابية وبعض العلوم العامة في الحياة، لأن أي طالب لا يتقن القراءة والكتابة والحساب لا يمكن أن يفهم شيئا من العلوم أبدا، فنجد أن الطالب يترفع من صف إلى صف حتى يصل الصف السابع والثامن والتاسع وهو لا يتقن القراءة والكتابة والحساب، فكيف سيستوعب بقية المواد إن لم يدرك أدوات فهم العلم وهي القراءة والكتابة والحساب. أضف إلى ذلك إضافة مادة اللغة الأجنبية أو الانجليزية، فالطالب الصغير عندها سيحصل عنده تشويش كبير من كثرة الكتب واللغة الأجنبية فيرفع من صف إلى صف وهو ضعيف جدا في القراءة والكتابة والحساب.
• أعداد الطلاب في المدارس دائما كبيرة جدا، فالصف الذي يتسع لـ (20) طالبا يضعون فيه 40 أو 50 طالبا، وهذا له أسباب كثيرة منها قلة المدارس وعدم اهتمام الحكومة ببناء المدارس، وهذا يؤثر على العملية التعليمية للطلاب، فحصة دراسية وقتها مثلا أربعون دقيقة، ستكون مثمرة أكثر لـ (20) طالبا وسيهتم المعلم بهم بشكل أكبر ويتابع تعليمهم ونقاط ضعفهم وسيكون الصف أكثر هدوءا وأقل مشاكل بين الطلاب، بينما لو كان الصف فيه أعداد كبيرة فان فرصة الطالب من متابعة المعلم ستقل، وسيكثر الشغب في الصف وتكثر المشاكل، والسعيد من الطلبة من استوعب المعلومة لوحده فورا من المعلم، أما الطالب الضعيف فلا حظ له هنا وذلك لكثرة الطلاب، هذا عدا عن الناحية الصحية لتلوث هواء الغرفة الصفية من كثرة الطلاب، وهناك مدارس شاهدتها أن الطالب لا يجد طاولة يجلس عليه بل تراه يجلس على الشباك أو على الأرض وذلك لعدم اتساع الغرفة الصفية لهم.
• كثرة العبء الدراسي على المعلم، فالمعلم يخرج من حصة ويدخل أخرى وربما يحصل على استراحة واحدة من كل سبع أو ثماني حصص، وهذا يرهق المعلم كثيرا، فلا يجد وقتا للراحة للتحضير للحصص القادمة، ولا يجد وقتا لتنمية معلوماته، ولا لمتابعة أعمال الطلاب الكتابية، وترى وزارة التربية تركز على الأمور الشكلية مثل توثيق كل عمل يقوم به، وهذه تأخذ من العلم وقتا كبيرا، فما أن يغادر المعلم المدرسة إلا ورأسه يؤلمه وشديد الضجر من العبء الدراسي اليومي، وهذا لا شك يقلل من عطاء المعلم للطلاب، ففرق كبير بين معلم نصابه الأسبوعي 12 حصة أسبوعية وبين معلم يعطي 18 عشر حصة أسبوعية، وبين معلم نصابه الأسبوعي 25 حصة أسبوعية، فالأكيد أن كثرة العبء على المعلم تؤثر في عطائه، هذا وان هناك نظام التنصيص في بعض الدول، أي أن المدرسة إذا احتاجت 10 حصص من العلوم، ومدرسة أخرى احتاجت عشر حصص أخرى من العلوم، فإنهم يطلبون من المعلم أن يداوم يوم في مدرسة ويوم آخر في مدرسة أخرى، وهذا يؤثر على عطاء المعلم بشكل أكيد، وهناك نظام الفترتين، أي أن المدرسة تداوم فترة صباحية لطاقم تعليمي وطلاب،وفترة مسائية لطاقم تعليمي آخر وطلاب آخرين، وهذا يؤثر على الوقت المخصص للدراسة بشكل أكيد، ويرهق الطلاب والمعلمين، وهذا كله بسبب أن الوزارة تريد قدر الإمكان أن لا توظف معلمين أكثر، أو تبني مدارس أكثر وهذا يعني طاقم تعليمي جديد، وتوفر على الحكومة والدولة ولو على حساب تدمير العملية التعليمية.
• راتب المعلم الضئيل القليل الذي لا يكفيه أعباء الحياة، وهذه دفعت الكثير من المعلمين أن يبحثوا عن أعمال أخرى بعد وظيفتهم، وهذا يجعل المعلم ينتقل من تعب إلى تعب آخر، وفي صباح اليوم التالي يأتي إلى المدرسة متعبا بشكل كبير مما يؤثر في عطائه للطلبة، وهذا جعل المعلمين محل تندر من أنهم فقراء يحتاجون حسنة من الناس، وجعل هذا البعض من غير المعلمين يسخرون من المعلم ويجعلونه موضع نكات، مما ينفر من العلم والتعليم، حتى أصبح من يرسب في المدرسة يفتخر بذلك لأنه غدا سيعمل تاجرا ويوظف عنده بعض المعلمين في محلاته على سبيل المثال.
• القوانين التربوية التي تصدر كلها لا تصب أبداء في صالح الطلبة والعملية التعليمية، فمثلا يمنع ترسيب الطلاب إلا بنسبة 5% مثلا، وهذا يعني انه إذا كانت نسبة الراسبين 15% فان 10% تلقائيا يرفعون للصف التالي والذي يليه وهكذا، حتى يصل الطالب في الصف العاشر مثلا وهو لا يستطيع القراءة والكتابة والحساب، وهذا بسبب ترفيعه التلقائي ولان هناك من هو اقل فهما للعلم منه، وهكذا أصبحت مدارسنا تحصي نسبة الأمية فيها وقد أصبحنا نسمع عن أرقام صادمة تصل 70% لا يقرؤون ولا يكتبون ولكنهم في الصف الخامس مثلا، الذي يفترض أن الطالب قد تجاوز هذه الإشكالية، وهذا يؤدي إلى أن يصل هذا الطالب إلى التوجيهي ويتم ترفيعه تلقائيا والى الجامعة ويتم تخفيض الإجراءات فيها كي ينجح، ثم ينتقل إلى الحياة طبيبا أو معلما أو مهندسا وهو ضعيف، وانظر حينها إلى المصائب الحاصلة... فالحكومات ترى أن ترسيب من يستحق الترسيب وذلك لقلة استيعابهم أو عدم إتقانهم النواحي العلمية يعني مدارس أكثر لهذه الفئة، مدارس لبطيئي الفهم أو مدارس مهنية أو مدارس حرفية وصفوف أكثر ومعلمين أكثر وربما فتح الكثير من المدارس والتي يمكنها استعياب من لا يتقنون المواد العلمية والثقافية بشكل جيد، وهذا يثقل الميزانية كثيرا، ولذلك تقليل نسبة الرسوب يوفر على الدولة الملايين ولو على حساب خروج الآلاف من المدرسة دون نتيجة لعملية التعليم.
• منع الضرب والعقاب للطلاب مما أثر على العملية التعليمية، فزادت مشاغبات الطلاب في الصف، وزاد تمردهم على المعلمين، حتى أصبحنا نسمع كثيرا عن معلمين يتم ضربهم من قبل الطلاب، وزيادة نسبة المشاغبات في الصف تؤثر على العملية التعليمية بشكل كبير جدا، فصف مليء بالفوضى يكون تعليم الطلاب فيه سيئا جدا، وعندما قلنا عن قانون منع العقاب، يعني أن الطالب لو توجه وشكا المعلم لأنه ضربه فهذا يعرض المعلم للإنذار أو السجن وربما الطرد من الوظيفة، فيصبح المعلم لا يهتم كثيرا بضبط الصف من المشاغبات، المهم أن يعطي حصته بأي شكل، تعلم الطلاب أو بقوا على جهلهم. وهذا لا يعني أن الضرب وسيلة لازمة للتعليم، ولكن يلزم كثيرا في موضوع تأديب الطلاب الذين في غالبهم أطفال لا يفقهون مصلحتهم ويحبون اللعب واللهو، فان لم ينضبطوا فلا عملية تعليمية ناجحة، وتحصل الصورة العكسية أنه من كثرة مشاغبات الطلاب بسبب الجو غير الإسلامي الذي نحياه يتم استفزاز المعلم بشكل كبير جدا فيقوم المعلم أحيانا بإيذاء الطالب من كثرة ضربه، وهذا أيضا أمر يضر بالعملية التعليمية والمعلم والطالب.
• وضع معلمات يعلمن الطلاب الذكور، ومعلمين يعلموا الفتيات، وتعمل الوزارات أيضا على الاختلاط قدر الإمكان بين الطلاب، لان هذه الخطط هي خطط غربية تهدف إلى كسر الحواجز بين الجنسين كي يتم إفساد الأخلاق بشكل أكبر، ووجود الجنسين معا يصرف نظر الطلاب عن التعليم إلى المعاكسات والتحرشات ومحاولة إظهار الشباب لرجولتهم والإناث لجمالهن أمام الجنس الآخر، مما يضر بالعملية التعليمية بشكل كبير جدا، وقد أثبتت دراسات غربية أن المدارس المختلطة ينخفض فها المستوى التعليمي عن المدارس غير المختلطة، وهناك توصيات من خبراء تربويين غربيين لفصل الجنسين في المدارس كي تثمر العملية التعليمية أكثر، ونحن ندرك خطره قبل تنفيذه لأنه فعل حرام ولا خير في تطبيق برامج محرمة على الطلاب، ونرى الآثار المدمرة لهذا البرنامج في الغرب.
• الأعمال الغير منهجية التي تقوم بها شركات ومؤسسات غربية أو نسوية كلها تصب في إفساد أخلاق الطلاب والطالبات، ودائما تأخذ هذه الأعمال الموافقة من الوزارة، مثل يوم ترفيهي للرقص، ويوم ترفيهي لزيارة الطلاب الذكور لمدارس الإناث، يوم لتوعية الطلاب على الجنس، ويوم للتحذير من المخدرات وضررها فيتم تبصير الطلاب بالمخدرات مع أنهم لم يسمعوا عنها في حياتهم، ويوم لتحذير الفتيات من الزواج المبكر والعمل على تمردهن على الأسرة ويوم ترفيهي لزيارة أماكن تفسد أخلاق الطلاب، ويوم لتعليم الطلاب كيف يفتتحون حسابا ربويا في البنك... وهكذا، ولأن هذه الأعمال تفسد الأخلاق يتم الموافقة عليها من الوزارة، أما أن يتقدم شيخ مثلا لوعظ الطلاب من خارج المدرسة، فهذه أمور يتم رفضها، لان هذا غير مقبول وقد يعلم الطلاب أمور "متطرفة" غير مقبولة عند النظام الحاكم.
• عدم الأمان للمعلم، فان تم الاعتداء على معلم من قبل الأهالي والطلاب، فان الشرطة لا تهتم كثيرا بهذا الأمر في غالب الأحيان، فيفقد المعلم هيبته ورغبته في التدريس، بينما نرى الدول لو تم الاعتداء على شرطي فإنها تقيم الدنيا ولا تقعدها لان هيبة رجل الأمن من هيبة الدولة.
• اعتماد طرق التدريس اليوم كثيرا على التحفيظ بدل طريقة الدراسة الفكرية المؤثرة، أي التي تؤثر في سلوك الطالب فيندفع في حياته لتطبيقها والدعوة إليها والدفاع عنها، وهذا الخلل يحصل بالذات في المعارف التي يدرسها الطالب، فيدرس الطالب أمورا ويتم تحفيظه إياها، بينما الواقع مختلف تماما عما يدرس، فيحصل عنده انفصام بين ما يتعلمه وبين الواقع المعاش المختلف، وهذا بسبب أن الفكر الموجود في المناهج مبني على أساس علماني يختلف عن العقيدة الإسلامية التي يعتنقها الطالب، فيدرس الطالب أن السارق في الشريعة الإسلامية تقطع يده ولكن في الواقع لا يجد أن السارق تقطع يده، فيحصل هنا عنده خلل في الفهم بين ما يدرسه وبين الواقع، فيضطر لحفظ هذه المعلومة مجرد حفظ كي ينجح في التعليم ليس إلا، ومثلا يتعلم أن اليهود أعداء للمسلمين ولكنه يرى أن زعيم بلاده يقيم علاقات مع يهود فيحصل الاضطراب في فهم المعلومة، وقس على ذلك الكثير من الأمثلة، مع أنهم اليوم يعملون على إخراج هذه الأفكار من المناهج لتكون بعيدة جدا عن الإسلام.
• تعلم تخصصات لا يوجد لها مكان عمل أو مكان عملها الهجرة إلى بلاد الغرب، ونتكلم هنا عن الجامعات، فنجد أن تخصصات التعليم المسموحة في بلادنا محصورة في التعليم والتطبيب والهندسة المدنية أو المعمارية بشكل كبير جد، وأقل درجة في تخصصات الصناعة والزراعة، ونقصد هناك بالصناعة الصناعات التجميعية، أما الهندسة في مجال صناعة الآلات وصناعة مصنع الآلات واستخراج الثروات من باطن الأرض، والعلوم النووية وهندسة الطيران وصناعة الأسلحة، فهي شبه معدومة عندنا، والسبب أن الأمة لن تتقدم صناعيا إلا إذا امتلكت صناعة مصنع المصانع وصنعت أسلحتها بنفسها، أما ما دمنا نستورد الأسلحة ونستورد القطع من بلاد الغرب والمحركات والالكترونيات ونقوم فقط بتجميعها في بلادنا، فسنبقى متخلفين صناعيا وتكنولوجيا.
• عدم قيام الدولة بتنظيم الدراسة الجامعية، أي حسب ما تحتاجه البلد، فتجد مثلا أن الآلاف يدرسون الهندسة ولا يوجد مكان عمل إلا لنصفهم فقط، بينما في مجال آخر يكون هناك شح في هذه الدراسة، وهذا يكثر من جيوش العاطلين عن العمل، ويجعل الطالب الجامعي يتوجه إلى عمل آخر ولا تستفيد الدولة من شهادته ودراسته أبدا، وهذا يؤدي إلى عملية إحباط من الدراسة الجامعية التي لا يتمها الطالب إلا بعد أن يفرغ جيوب والده من النقود لكثرة مصاريف التعليم الجامعي.



أضف إلى ما ذكرناه الجو الغير الإسلامي والضنك الذي فيه المسلمون والذي نحياه هذه الأيام لا يشجع أبدا على التعليم، ففقر مدقع وتعليم مرتفع الأجور وبطالة كثيرة تنتظر الخريجين وحاجة ملحة للأسرة للمال وهجرة بسبب سوء الوضع السياسي وبسبب الحروب تجعل الكثير من الطلاب يتركون الدراسة، واسطة ومحسوبية، والرجل غير المناسب يوظف، وتمييز بين الطلاب والمعلمين والمدارس، وتسرب مدرسي بسبب ضيق الحال، فساد عريض منتشر لا يشجع على التعليم، والسبب هو سبب مبرمج من قبل الحكام الحاليين لتدمير العملية التعليمية ولكي لا ينتشر الوعي بين أبناء المسلمين فيعملوا على خلع هؤلاء الحكام المجرمين.

هذه الأمور وغيرها الكثير مما لا يمكن التطرق له نرى أنها تدمر العملية التعليمية، ولذلك فتدمير العملية التعليمية يقوم على تدمير ركنين هما:
• المنهاج الذي يتم تعديله سنويا ليوافق ما يريده الغرب من تدمير قيم الإسلام ومفاهيمه في النفوس، ومن تغريب مفاهيم الطلاب وجعلهم يقدسون الإنسان الغربي، وجعلهم إسلاما معتدلا كما يريد الغرب، وهو ركن هام جدا.
• القوانين الإدارية والتنظيمية هي الأخرى تدمر العملية التعليمية بشكل كبير جدا، ولو أن المناهج صحيحة والإدارة فاسدة والتنظيم فاسد لأفسدت عملية التعليم، وهذا يدل على أهمية الأمور الإدارية والتنظيمية.


فإذا أضفنا إليها ما تقوم به الحكومات من بث البرامج التي تدمر قيم الإسلام على التلفزيون والإذاعة والفضائيات والإنترنت والصحف، ندرك أن الحكام يريدون تدمير أي أمر ينهض المجتمع، يريدون للمجتمعات أن تبقى متخلفة ساكتة تلاحق رغيف الخبز ولا تفكر في أي أمر ينهض المجتمع، هكذا يريد الغرب الكافر وهكذا ينفذ الحكام خطط الغرب الكافر وهكذا هي العملية التعليمية في ظل غياب الخلافة.

إن التعليم لن يعود التعليم الذي ينهض بالمجتمع والدولة ويطور النواحي التكنولوجية ويبني الشخصيات الإسلامية في نفوس الطلاب بناء حقيقيا صحيحا إلا في ظل دولة إسلامية دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، وهذا سيجعل المسلمين أقوى أمم الأرض، فتقوم الدولة بوضع المناهج المبنية على أساس العقيدة الإسلامية، وتقوم بوضع نظام إداري وتعليمي وتنظم التعليم بشكل صحيح مهما كلف من أموال وتلاحق آخر ما توصل إليه العلم، عندها سيتخرج من النظام التعليمي في دولة الخلافة الرجال الرجال أمثال سعد بن عبادة وخالد بن الوليد وأمثال الشافعي وأبي حنيفة وأمثال ابن سينا والخوارزمي وغيرهم من العلماء في علوم الدنيا والآخرة، نعم تغيير النظام التعليمي من الجذور هو الحل، بداية من المناهج الفاسدة إلى النظام التعليمي والتربوي، والى رفع قدر المعلم والتعليم عند الأمة الإسلامية، حتى يصبح المعلم يسير في دولة الخلافة في طرقاتها وهو يفتخر أنه يعلم أبناء المسلمين ويعمل في أجل المهن والأعمال.
Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Oct 22 2016, 01:10 PM
مشاركة #2


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



رابط الموضوع على الفيس بوك:::


https://www.facebook.com/permalink.php?stor...ubstory_index=0
Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Feb 17 2017, 02:40 PM
مشاركة #3


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



بسم الله الرحمن الرحيم


#علمنة المناهج في #بلاد_الإسلام "كالعُرُّ يكمن حيناً ثم ينتشرُ"


=================


عاشت منطقة #العالم العربي خلال الفترة الأخيرة حملة قوية على المناهج التعليمية في بلدان عديدة من مثل تونس والأردن وفلسطين والمغرب والجزائر، بدعوى خدمة التطور العلمي ومواكبة التسارع المعرفي، وممّا لا شك فيه أن مناهجنا التعليمية في حاجة ماسة للتحسين والتطوير، بل للتغيير الجذري الذي يؤسس لرؤية تعليمية وتربوية جديدة ويخلق ثورة علمية متقدمة تساهم في بناء شخصيات مفكرة ومبدعة وتتميز بالسًبَق المعرفي وتفتح الأبواب أمام الطاقات والقدرات التي تخدم هذا التطور.

لكن الخطير في الأمر أن هذه التغييرات تهدف أساسا إلى علمنة المناهج التعليمية والقطع مع العقيدة الإسلامية، في سياق الحرب على (#الإرهاب_والتطرف)، فقضية المناهج في منطقتنا العربية والإسلامية ليست شأنا داخليّا يرتبه العلماء والمفكرون ويديره أصحاب الاختصاص، وإنما هي ذات شأن عالمي تخضع لإشراف دول العالم الغربي التي تتخذ طرقا مختلفة لعلمنته، كمؤتمرات "حوار الأديان" التي توصي عادة بتغيير #المناهج في البلدان الإسلامية لإتاحة المجال أمام تقارب الأديان، أو اشتراط الجهات الدولية المانحة كصندوق النقد والبنك الدوليين بفرض بعض المقرّرات التعليمية واستبعاد أخرى، مقابل تمديد المنح والقروض وإسقاط بعض الديون على البلدان المعنية، أو مفاوضات ومباحثات الشراكة الأورو متوسطية التي تلزم فيها أوروبا الدول الأخرى بتغيير المناهج مقابل المنح والشراكة ونحوها، وكذلك الندوات والمؤتمرات الدولية التي تنظمها جهات دولية مختلفة، كمنظمات الأونروا و #اليونسكو و #اليونيسيف التي تحاول دمج القيم العالمية "#العولمة" في مناهج التعليم وترسيخ الأفكار الداعية للنظام العالمي الجديد، وتشتغل في ذلك على مشروعين: أحدهما يهتم بمنطقة#الشرق_الأوسط والثاني بدول حوض البحر المتوسط.

والملاحظ أن مطالب التغيير التي تفرضها الدول الكبرى تخضع لتغيرّات الأحداث السياسية عبر العالم، ومرتبطة أساسا بالموقف الدولي من الإسلام، فكلما زاد الوعي السياسي على أساس الإسلام في الأمة، يزداد التضييق على المناهج التربوية وتتصاعد حملة التوصيات الدولية بضرورة تعديلها والنص على عدم معاداة الغرب، وعدم التحريض على الجهاد، والدعوة إلى السلم، والتطبيع مع كيان يهود ونشر ثقافة التسامح وقبول الآخر والعيش المشترك، وكله يخدم مشروع (مكافحة الإرهاب والتطرف) كما حصل في العراق بعد الغزو الأمريكي وكذلك في أفغانستان حيث كان العمل على تبديل المناهج ضمن الحرب على الإسلام للتخلص من فكرة الجهاد ضد أمريكا، أو التغييرات التي طرأت على المناهج في السعودية بعد أحداث أيلول حيث تم حذف محور الولاء والبراء كاملا من مقرر التوحيد، أو تلك التي شهدتها الدار البيضاء إبان التفجيرات في المغرب حتى وصلت الدعوات إلى حذف كلمة الجهاد من كل الكتب المدرسية. وكذا في الإمارات والكويت واليمن حيث صرح رئيس وزرائها "علينا تنفيذ التغيير في مناهج تعليمنا قبل أن تأتينا مترجمة من أمريكا، فنحن شعب مسلم ولا ضرر من تخفيف الجرعة الدينية"!

والناظر في عدوى التعديلات الأخيرة أو كما وصف الشاعر الأخطل "العُرّ" يعني الجَرب، يُدرك أنها جاءت إثر الحراك الشعبي في بلدان الثورات العربية وبلاد الشام، حيث ارتفعت الأصوات بتطبيق الإسلام كاملا وطرد الاستعمار، ممّا استدعى وجوب التصدي لهذا المدّ الإسلامي الذي يُعتبر التهديد الحقيقي للغرب وحضارته، فأخذت الأردن المبادرة في التعديل حتى طال لحية الرجل وخمار المرأة ولباسها في صور كتاب القراءة، وتم حذف درس كامل حول سورة الليل، واستبدل به درس آخر حول السباحة، كما تم استبدال درس العدد في القرآن الكريم ووضع مكانه درس الحمامة الصغيرة، في الوقت ذاته تم إلغاء حفظ الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة في بعض الدروس. ونموذج آخر لدرس عن ابن بطوطة، حيث تم حذف الجملة التي تحدثت عنه، من حيث إنه تعلَّم القرآن والشعر منذ الصغر. وكذا كان الأمر في فلسطين فقد تم حذف الكثير من الآيات القرآنية التي تحث على قتال يهود والأحاديث النبوية التي تدعو للجهاد وقتال الكفار، أما في الجزائر فقد أثارت تعديلات وزيرة التربية "بن غبريط" جدلا واسعا، هذه الوزيرة ذات التوجه الفرانكفوني العميق، اقترحت وزارتها في مطلع هذا العام إدراج اللهجة العامية الجزائرية في المراحل الابتدائية من التعليم بدل اللغة العربية الفصحى، إضافة إلى ما تداولته وسائل الإعلام المحلية بشأن لجوء دائرتها الوزارية إلى الخبراء الفرنسيين من أجل الإصلاحات المطروحة. كما تم وضع اسم (إسرائيل) بدل فلسطين على خارطة كتب الجغرافيا للصف الأول من المرحلة الإعدادية وقررت الوزارة سحبه إثر الضجة التي أثيرت من حوله بحجة أن الخطأ كان مطبعيا! أما في تونس فقد استعرض وزير التربية مؤخرا إستراتيجيته في الإصلاح التربوي واقترح تخفيف المواد العلمية كالرياضيات والفيزياء لإعطاء المساحة الكافية لتعلم الموسيقى والرقص في المدارس والمعاهد المختلطة حتى يشعر التلميذ بالسعادة كما أن كتب القراءة الموجهة للصفوف الأولى تحمل نصوصا وصورا خادشة للحياء مما أثار موجة استياء من أولياء الأمور.

فالناظر للتعديلات المتزامنة مع بعضها في البلدان العربية يدرك أن الغاية من عملية "الإصلاح التربوي" الذي يزعمونه ليس من أجل تطوير المناهج وتحسين المستوى الفكري ومنه العلمي للطالب، وإنما هي عملية تغيير جوهري للمفاهيم التي تُبنى عليها المناهج والتي تقتضي استهداف الدين والقيم والتاريخ والشرع، وهذا ما يعني طمس الهوية الإسلامية بالكامل، فالمشكلة إذاً ليست في تبديل بعض المصطلحات التي تجلب الحساسيات أو تستفز أتباع الشرائع الأخرى، بل العلمنة الشاملة لبرامج التعليم حتى تُدمّر الأجيال، فكريا وحضاريا ومعرفيّا، فلا هي نافعة في الدين ولا هي نافعة في العلم.

ولا يعني وصفنا للمناهج بالتغيير أن الأصل سالم ومبرأ، فقضية علمنة المناهج كانت ضمن مخططات الاستعمار الغربي إبان سقوط دولة الخلافة العثمانية ودخول الاحتلال الفرنسي والإنجليزي لبلدان الشمال الأفريقي كالمغرب والجزائر وتونس مرورا بمصر، ومن بعده الاستعمار الأمريكي العسكري والثقافي، وهذا بالضبط ما وعاه مدير التعليم في المغرب خلال الفترة الاستعمارية (جورج هاردي) الذي يقول: "إن انتصار السلاح لا يعني النصر الكامل؛ إن القوة تبني الإمبراطوريات؛ ولكنها ليست هي التي تضمن لها الاستمرار والدوام. إن الرؤوس تنحني أمام المدافع؛ في حين تظل القلوب تغذي نار الحقد والرغبة في الانتقام. يجب إخضاع النفوس بعد أن تم إخضاع الأبدان. وإذا كانت هذه المهمة أقل صخبا من الأولى؛ فإنها صعبة مثلها؛ وهي تتطلب في الغالب وقتا أطول".

ومن وقتها، بدأت الحملات العلمانية المتعاقبة على بلاد الإسلام، واتخذت من التعليم سلاحا ثقافيا يهدم حصون الأمة من الداخل، وبدأت دعوات الاستشراق والتبشير والتغريب تطغى على المناهج التعليمية، وبدأ معها التسويق لعقيدة فصل الدين عن الحياة بربطها بكلمة العلم في تقديم هذا العقيدة المناقضة للإسلام. فكان من التضليل الشديد أن تُقَدم كلمة "العلمانية" المشتقة من مفردة العلم في اللغة العربية كترجمة لكلمة السيكوراليزم (Secularism) في اللغة الإنجليزية والتي لا ترتبط بلفظ العلم في قواميسهم، بل هي فكرة شمولية عن الإنسان والكون والحياة عند الغرب.

وعمد الاحتلال الأوروبي آنذاك إلى تنصيب مدراء تعليم أجانب فرنسيين وإنجليز على المدارس المصرية والجزائرية والمغربية ليُشرفوا على عملية التعليم مباشرة، وتجهيز كفاءات محلية ضمن البعثات الخارجية واعتُبروا فيما بعد بروّاد الإصلاح التربوي، كإصلاحات محمد علي باشا في مصر والبعثات العلمية التي أوفدها حيث بلغ عدد الطلاب الذين أرسلهم إلى أوروبا في زمنه 319 طالبا (نموذجهم رفاعة الطهطاوي صاحب كتاب "تخليص الإبريز في تلخيص باريز" الذي ألفه بعد عودته من فرنسا وامتدح فيه الحياة الفرنسية بكل مفرداتها من طريقة التفكير والتعليم والتعامل بين الأفراد. ولا أدقّ مما صوره اللورد كرومر عن الاختراق الفكري لمثل هذه البعثات حينما قال "إن الشبان الذين يتلقون علومهم في إنجلترا وأوروبا يفقدون صلتهم الثقافية والروحية بوطنهم، ولا يستطيعون الانتماء في نفس الوقت إلى البلد الذي منحهم ثقافته فيتأرجحون في الوسط ممزقين".
وسار محمد علي باشا وعائلته في احتواء التعليم المدني وتهميش التعليم الأزهري واستبعاده، ليكون هدفه الأساسي من خلال هذه السياسة هو جعل مصر قطعة من أوروبا كما كان يقول ولده إسماعيل، وقد أيقن أن التغيير لن يكون إلا بتغريب التعليم.

وانتقلت عدوى تغيير المناهج في بلدان إسلامية كثيرة، منها تونس، على يد طليعة المثقفين الذين تعلموا في الجامعات الفرنسية، وتشبعوا بثقافة الغرب العلمانية، وعلى رأسهم "بورقيبة" رئيس تونس بعد الاستقلال الوهمي، الذي اعتُبر ابن فرنسا المدلّل والمتأثر بوجه خاص بمصطفى كمال هادم الخلافة العثمانية. ومنذ تولّيه الحكم، عمد بورقيبة إلى علمنة المناهج التعليمية تحت عنوانه الكبير "تحديث التعليم" والاستغناء عن مؤسسة الجامعة الزيتونية باعتبارها "مؤسسة تقليدية لا تعطي إلا تعليماً تقليدياً يتركز أساساً على الدين"، كما عبّر هو، وتحويل الجامعة الدينية الزيتونية العميقة الجذور في تاريخ المجتمع الإسلامي إلى مجرد كلية للشريعة وأصول الدين من الطراز الحديث خاضعة في مناهجها وبرامجها وبيداغوجيتها لخط سلطة الدولة التحديثي، بهدف إقصائها عن المشاركة السياسية والثقافية، باعتبار أن النخبة التقليدية المثقفة ذات التنشئة الزيتونية (دينية) تفصلها هوة تاريخية عميقة عن الثورة العلمية، ولم تكن إصلاحاته موجّهة لإنتاج العقول المبدعة والمهارات الصناعية وإنما كانت عبارة عن محاولة لتصفية الحساب مع الثقافة الإسلامية والعربية التي لطالما احتقرها بورقيبة ورأى فيها سبباً من أسباب التخلف.

أما في المغرب والجزائر فقد عمد المستعمر الفرنسي إلى ضرب اللغة العربية ومحاربتها واعتماد اللغة الفرنسية منذ الصفوف الابتدائية، وقد استطاعت السياسة الفرنسية الحاقدة أن تكوّن فئة من المثقفين انفصلت عن شعبها، وتنكرت لأمتها، واندمجت في الحضارة الأوروبية، وتجنّست بالجنسية الفرنسية، ودافعت عنها دفاعا مستميتا، وبخاصة منذ مطلع القرن العشرين وطالما أن بأيديهم مفاتيح التغيير فقد أرادوا أن يكون التغيير عميقا وجذريا، بحيث يترك آثاره التدميرية في الأجيال اللاحقة، فكان العمل على تغريب التعليم هو المنطلق والغاية.
وقد أشرفت الكنيسة على قطاع التعليم بشكل كبير في مناطق الحوض المتوسط حيث أصدر والي فرنسا آنذاك الأميرال كيدون سنة 1871م أوامره إلى الآباء البيض (وهم أعضاء منظمة تبشيرية فرنسية) قائلاً: "إنكم إذا سعيتم إلى استمالة الأهالي بواسطة التعليم وبما تسدون إليهم من إحسان تكونون بعملكم هذا قد قدمتم خدمة جليلة لفرنسا؛ واصلوا عملكم بحنكة ودراية وحيطة، ولكم مني التأييد، وفي إمكانكم أن تعتمدوا علينا كل الاعتماد".

وكان العمل في لبنان وسوريا على علمنة المناهج مُركّزا وقويا، إذ عمد المستشرقون العرب على التأثير على سياسة التعليم خصوصا أنهم يُجيدون اللغة العربية، فشوهوا التاريخ الإسلامي المشرق وحوّلوه إلى إمبراطورية غاشمة، كما اهتموا بمادة اللغة العربية وأوغلوا في ترجمة القصائد والروايات والنصوص الفرنسية والتي تستعرض قيما غربية عن السعادة والإنسان والحياة.

وزادت وطأة الحرب على المناهج التعليمية مع دخول أمريكا لبلاد الإسلام، فقد توالت الحملات والمؤتمرات والندوات التي تهتم بشأن علمنة المناهج في العالم الإسلامي خاصة في منطقتي الشرق الأوسط والخليج العربي، ضمن محاربة (الإرهاب) ومحو الصورة السلبية عن أمريكا وكيان يهود، والعالم الغربي عموما، وكانت التصريحات واضحة في اتفاقية كامب ديفيد، واتفاقية أوسلو ومعاهدة مدريد؛ ففي عام 1979م جاء في دستور منظمة "الإسلام والغرب" التي يرعاها "اليونسكو" ويرأسها اللورد كارادون: "إن مؤلفي الكتب المدرسية لا ينبغي لهم أن يصدروا أحكاماً على القيم سواء صراحة أو ضمناً، كما لا يصح أن يقدموا الدين على أنه معيار أو هدف".

كما توالت التقارير التي تُعدها مجموعة الخبراء السياسيين الأمريكيين كمجموعة 19 أو مؤسسة راند أو مؤسسة الأيباك، والتي تقدّم مجموعة من الدراسات والتوصيات يتم رفعها إلى جهاز الأمن القومي الأمريكي ومنها إلى الرئيس مباشرة، وجاء في بعض الدراسات: "إن أهداف الحملة الأمريكية على (#الإرهاب) يمكنها السيطرة على الأجيال القادمة لمدة عشر سنوات وهو ما يعتبر مسكِّناً وقتياً، لكن تغيير مناهج التعليم من المرحلة الابتدائية هي التي تضمن وجود أجيال غير إرهابية".

وهكذا فإن مشروع "علمنة المناهج لم يكن مستحدثا، ولم يكن التركيز على العلم بقدر التركيز على العلمنة وهذا ما جعل الكثير من البلدان العربية تحتل مراتب متدنيّة عالميّا حسب تقرير الخارجية الأمريكية حول التعليم في العالم العربي، فليست الغاية من كل هذا التركيز على المناهج إحداث ثورة علمية في بلاد الإسلام بل لنشر الجهل والتخلف والقطع مع الإسلام.

ونستعرض ختاما أهم الإملاءات الأخيرة بخصوص علمنة المناهج في العالم العربي:
1- أن تخلو المناهج من معاداة الغرب والتحريض على الجهاد ضد حلفاء أمريكا ويهود والغرب عامة.
2- أن تجنح المناهج للسلم والتسامح.
3- الدوران في فلك ثقافة الغرب.
4- محو الثقافة الإسلامية والشخصية الإسلامية.
5- التطبيع مع كيان يهود من خلال المناهج وعدم التحريض على قتالهم.
6- إن المناهج تعتمد على حفظ المعلومات وترديدها دون إبداع وابتكار.
7- والسبب الأهم هو أن التعليم الديني الشرعي هو العدو الأول للسياسة الأمريكية والغربية.


لكن وبرغم كل هذه الجهود الدولية، والمؤامرات العالمية المفروضة على سياسة التعليم في العالم الإسلامي، والتي امتدت لقرن كامل من الزمان، لم تقدر السياسة الأمريكية والفرنسية والإنجليزية على إنجاح مُخططاتها الاستعمارية بالكامل ولا على احتواء كل الأجيال وصبغهم بالثقافة الغربية، لأن ما نراه اليوم من توجهات للأمة الإسلامية نحو استئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة على منهاج النبوة، يعكس قوة هذه العقيدة الربانية في عقول الناس وقلوبهم، وإن #التغيير النهضوي الذي تُريده الأمة يقوم أساسا على تغيير موازين الحكم في العالم، واستعادة سلطان الإسلام، وأن المسلمين يُدركون جيدا حجم الشر الذي يُراد بهم، لذلك فهم ماضون إلى تحقيق ثورة فكرية مبدئية تنتج من ورائها ثورة علمية صناعية، ولا يُعَوّلون على هذه المناهج المٌقررة لأنها صنيعة الغرب أولا وأخيرا الذي لا يرغب لهم خيرا ولا فلاحا، أما الإسلام فهو باق فيهم؛ لأن كتاب الله بين أيديهم وما إن تمسّكوا به فلن يضلوا بعده أبدا.

كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
نسرين بوظافري

Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Feb 17 2017, 06:46 PM
مشاركة #4


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



التحول نحو الخلافة لن يتوقف مهما علمنوا مناهجنا

في ظل غياب الخلافة فإن الهجوم الغربي على مناهج التعليم ازداد بقوة كبيرة وذلك لإدراك الغرب الكافر أن المناهج هي التي تصنع الأجيال وتؤثر في بناء شخصياتهم، ورغم سوء المناهج منذ غياب الخلافة وعملية التغيير المستمرة على المناهج كل فترة من الزمن إلا أن الغرب يشن حملة على ما في المناهج من بقية خير وذلك لأنه يرى الوعي يزداد على الإسلام بين أبناء المسلمين، فيظن الكافر المستعمر أنه بتغيير المناهج نحو الأسوأ سيوقف هذا الوعي، ولكن خاب فأله وظنه وسيرديه ظنه هذا في واد سحيق.

إن الوعي على الإسلام يزداد يوما بعد يوما وذلك بفضل وجود حملة الدعوة الواعين على ألاعيبه وخططه والذين يعملون على بث الوعي بين أبناء المسلمين، فقد استطاع هؤلاء ولله الحمد أن يضربوا الثقة بين الحاكم والمحكوم وان يعروا هذه الأنظمة العلمانية الإجرامية، فأصبح كل فعل تقوم به هذه الأنظمة محل شك من قبل الرعية، وعملية تغيير المناهج ولله الحمد ورغم خطورتها إلا أنها تصطدم بالوعي الكبير بين أبناء المسلمين وبين أولياء أمور الطلبة وبالوعي الكبير عند المعلمين ويصطدم كذلك بالبيئة التي أصبحت تحمل رأيا عاما قويا اتجاه الحكم بالإسلام، ولذلك فمهما علمنوا مناهج التعليم فلن يوقفوا بإذن الله تعالى عملية التحول الكبير في المجتمع نحو الإسلام وعودة الحكم بالإسلام.


https://www.facebook.com/145478009128046/ph...e=3&theater
Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Feb 17 2017, 06:58 PM
مشاركة #5


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



ان الهجوم على اللغة العربية يعني الهجوم على الإسلام، لان اللغة العربية هي الطاقة التي إن امتزجت بالطاقة الإسلامية انتشر الإسلام وتوسع، واللغة العربية هي الوعاء الذي عن طريقه يفهم الإسلام، ولذلك فان المناهج التي تعلم اللغة العربية بتقليل الآيات القرآنية كشواهد للغة العربية هي مناهج تهاجم الإسلام واللغة العربية وليست مناهج تخدم الإسلام ولا بأي شكل من الأشكال.


اللغة العربية لها قداسة فاحذروا التهكم عليها


http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=4379&hl=
Go to the top of the page
 
+Quote Post
أم حنين
المشاركة Feb 18 2017, 12:36 PM
مشاركة #6


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الإداريين
المشاركات: 5,578
التسجيل: 22-September 11
رقم العضوية: 35



حملة عالمية : "الخلافة والتعليم: إحياء العصر الذهبي."
Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Feb 18 2017, 06:06 PM
مشاركة #7


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314




(( #التعليم ودوره في هدم الخلافة ))


===================


#الخلافة_التعليم
#Khilafah_Education

نجحت الدول الأوروبية لا سيما إنجلترا وفرنسا، ثم أمريكا في ضرب دولة الخلافة العثمانية ضربات مدمرة، بعد أن اتفقت دول الكفر على القضاء على الإسلام وتقسيم بلاد المسلمين، وسلكت لذلك طرقا عدّة، فكان التعليم أحد الأبواب التي اشتغلت عليها لسنوات طوال، من خلال #الغزو_التبشيري والثقافي باسم العلم، وقد رصدوا له ميزانيات ضخمة وجيشوا له جيشا من المبشرين والمستشرقين والمعلمين والراهبات، واتخذوا اسطنبول وبيروت مركزين رئيسيين كقاعدة لهم، ومن ثم ألحقوا القاهرة وبلدان الشمال الأفريقي. ورغم تباين المناهج السياسية الأوروبية والأمريكية باعتبار مصالحهم الدولية، لكنها كانت متفقة في الغايات، وهي بعث الثقافة الغربية في الشرق، وتشكيك المسلمين في دينهم وحملهم على الامتعاض منه، واحتقار تاريخهم.

وقد اشتدّ نشاط #الحركات_التبشيرية خصوصا بعد إنشاء مركز #بيروت التبشيري سنة 1820م، ونشط المبشر الأمريكي "إيلي سميث" نشاطا ظاهرا إذ كان يشتغل في التبشير متطوّعا ويشرف على مطبعة الإرساليات في مالطة، ففتح هو وزوجته مدرسة للإناث في بيروت ووقف حياته للعمل في بيروت وبلاد الشام بوجه عام، وقد شاركت الحركات التبشيرية في الحركة التعليمية مشاركة ظاهرة، من خلال التركيز على #اللغة_العربية بقطعها عن القرآن، وكان هذا المدخل الواسع للعودة باللغة العربية لصفاتها الأولى، بعرض الأدب القديم وتصدير الكتب والمؤلفات الغربية، التي كان لها الدور الكبير في تحويل الناس إلى الغرب وأفكاره، وقد تجند لذلك النصراني "ناصيف يازجي" و"الأب لويس شيخو" ممن أشرفوا على مركز بيروت الذي استهدف العقيدة الإسلامية وأفكارها، ووصل إلى نتائج في منتهى الفظاعة كان لها أثر بالغ في إزالة الإسلام من العلاقات والمعاملات وطرق العيش وهدم #الدولة_الإسلامية، وفتح اليسوعيون مدارس وكليات لهم، كالكلية المعروفة بجامعة يوسف اليسوعية، وفتح الأمريكان الكلية البروتستانية سنة 1866م المعروفة اليوم بالجامعة الأمريكية في بيروت التي قامت بأبشع حملات التشويه ضدّ أفكار الإسلام وتاريخ المسلمين... وكذا كان الأمر في بلاد الشام بما في ذلك سوريا وفلسطين، بتشجيع من إبراهيم باشا وتأثير من فرنسا وإيعاز منها، فقد فتح الباب على مصراعيه أمام المبشرين ووجد الفرنسيون والإنجليز والأمريكان ترحيبا من حكومته مما جعلهم يصولون ويجولون في #البلاد بافتتاح المدارس وطباعة الكتب وترجمتها للعربية باسم "العلم والثقافة"...

أما مركز اسطنبول، فقد أضرّ كثيرا بالثقافة الإسلامية من خلال الحركة التعليمية التي كانت بعيدة عن إشراف الدولة إذ لم تكن خاضعة لوزارة الأوقاف العثمانية، فأنشئت المدارس والمعاهد وتعاقبت طباعة الإرساليات التبشيرية وتشكيكها في الأفكار والأحكام الإسلامية، ومن جهة أخرى، كان صدور قانون الإصلاح في #المناهج_التعليمية العثمانية لمجاراة التطور العلمي في أوروبا، باباً لإرسال البعثات الخارجية من الطلاب المسلمين إلى فرنسا وإنجلترا وتأثرهم بالحياة الغربية والتطور المادي ونمط العيش، مما جعلهم متحمّسين لحملة الإصلاحات التربوية في كل ولايات الدولة.

وفي عام 1876م، صدر قانون نص على أن التعليم الابتدائي إلزامي لكل الأطفال في الدولة، ونص على مجانية التعليم. ومنذ عام 1879م، ظهرت المدارس العلمانية إلى جانب المدارس الدينية التي يديرها #العلماء، فقد كفلت الدولة العثمانية لرعاياها من غير المسلمين حقهم في التعليم فأنشأت مدارس للملل المختلفة، وهي المدارس التي تقيمها الطوائف الدينية غير الإسلامية الخاضعة للدولة.

وتم افتتاح مدارس تبشيرية للبعثات التنصيرية الأمريكية والنمساوية والفرنسية والإنجليزية والألمانية والإيطالية التي افتتحت في عديد من المدن الكبرى بالولايات العثمانية، ولقد أدى ضعف الدولة العثمانية إلى كثرة هذه المدارس وعدم السيطرة عليها، حتى إن هذه المدارس كان لها دورٌ في إسقاط الخلافة.

ويقول المبشر زويمر مخاطبا زملاءه في مؤتمر #التبشير المنعقد بالقدس الإسلامية "لقد قبضنا أيها الإخوان في هذه الحقبة من الدهر من ثلث القرن التاسع عشر إلى يومنا هذا على جميع برامج التعليم في الممالك الإسلامية... والفضل إليكم أيها الزملاء، أنكم أعددتم نشأً لا يعرف الصلة بالله ولا يريد أن يعرفها وأخرجتم المسلم من الإسلام".

وإثر تولّيه الحكم في تركيا، شنّ مصطفى كمال حربا قاسية على مناهج التعليم التي كانت موثوقة بالشريعة الإسلامية واللغة العربية، فألغى التعليم الديني، وحارب العلماء المسلمين، واستبدل الأحرف اللاتينية بالعربية، وفرض سياسة #العلمنة في الدولة و #القانون والتعليم بقوة النار والحديد.

أما في #مصر، فقد شنّ محمد علي باشا حملة ضد التعليم الديني بعد أن استأثر على الحكم في مصر عام 1805م إلى عام 1842م وخروجه عن الدولة العثمانية، وقد سندته فرنسا دوليا وسياسيا بشكل مكشوف، فاحتل #فلسطين و #لبنان و #سوريا وسار نحو الأناضول؛ وفي ذلك الطريق أهمل التعليم في الأزهر والكتاتيب وكان ذلك خارج نطاق اهتمامه؛ وكان اهتمامه بالمقام الأول بنظام التعليم الحديث ليكوّن جيشا قويا يحارب به الدولة العثمانية في المقام الأول.

وقد عمد آنذاك إلى تنصيب مدراء تعليم أجانب فرنسيين وإنجليز على المدارس المصرية ليُشرفوا على عملية التعليم مباشرة، وتجهيز كفاءات محلية ضمن البعثات الخارجية واعتُبروا فيما بعد بروّاد الإصلاح التربوي، حيث بلغ عدد الطلاب الذين أوفدهم إلى أوروبا في زمنه 319 طالبا (نموذجهم رفاعة الطهطاوي صاحب كتاب "تخليص الإبريز في تلخيص باريز" الذي ألفه بعد عودته من فرنسا وامتدح فيه الحياة الفرنسية بكل مفرداتها من طريقة التفكير والتعليم والتعامل بين الأفراد). ولا أدقّ مما صوره اللورد كرومر عن الاختراق الفكري لمثل هذه البعثات حينما قال "إن الشبان الدين يتلقون علومهم في إنجلترا وأوروبا يفقدون صلتهم الثقافية والروحية بوطنهم، ولا يستطيعون الانتماء في نفس الوقت إلى البلد الذي منحهم ثقافته فيتأرجحون في الوسط ممزقين".

وسار محمد علي باشا وعائلته في احتواء التعليم المدني وتهميش التعليم الأزهري واستبعاده، ليكون هدفه الأساسي من خلال هذه السياسة هو جعل مصر قطعة من أوروبا كما كان يقول ولده إسماعيل، وقد أيقن أن التغيير لن يكون إلا بتغريب التعليم.

وقد تهافتت أجيال على مصر من بعده، تحمل مشعله وتقود حرب العلمنة والعداء للثقافة الإسلامية، باسم التطور والعلم ومواكبة العصر، خصوصا بعد الاختلاط بين الجنسين في التعليم، وانتهاج المناهج المتأثرة بالحضارة الغربية في العلوم والفنون والأدب والتاريخ واللغة.

ولم يقتصر الأمر على مناهج كرومر ودنلوب، فقد كان أذيال الفكر الغربي لا يقلون عنهما رغبة في صبغ مصر والعالم الإسلامي بالصبغة اللادينية الغربية، وقد كان لفكر محمد عبده وجمال الدين الأفغاني الدور الكبير في التأثير على التربية والتعليم داخل مصر، ببيان تأثرهما بالثقافة الغربية والإنجليزية تحديدا، فيما حظي الكاتب المصري "قاسم أمين" صاحب كتاب تحرير المرأة بدعم "محمد عبده" خصوصا بعدما سافر في بعثة دراسية إلى فرنسا وانضم لجامعة مونبلييه، ليعود إلى مصر عام 1885م متشبّعا بالفكر الغربي لينتقد الحجاب وتعدد الزوجات والطلاق والميراث، في كتبه ومؤلفاته ومقالاته في الصحف، والتي تنقل الثقافة الغربية وفكرة الحريات المطلقة. ثمّ كان لطه حسين ولطفي السيد من بعده باعٌ كبيرة في نقل الفكر العلماني ومظاهره والترويج له وكذلك علي الشعراوي زوج هدى الشعراوي وغيرهم الكثير...

كما تأثر إبراهيم باشا بتجربة محمد علي باشا، فعمد إلى إحداث #التغيير في برامج التعليم في منطقتي سوريا ولبنان، المستوحاة من برامج التعليم في مصر والمأخوذة من برامج فرنسا، ممّا جعل منها فرصة ذهبية بيد التبشيريين للمشاركة في الحركة التعليمية مشاركة ظاهرة في بلاد الشام.

وفي كل هذا، كانت المفارقة كبيرة بين تطور التعليم المدني مقارنة بجمود التعليم الديني داخل الدولة العثمانية، عن طريق إهمال العلوم الشرعية والكتاتيب والجامعات الإسلامية العريقة كالأزهر والزيتونة وحصر وظيفتهم في التعليم الديني، أما الوفود المبتعثة إلى الخارج فهي التي تشغر وظائف في مؤسسات الدولة لأنها كفاءات علمية قادرة على الإدارة ومجاراة التطور. وفي عهد الخديوي إسماعيل تم استصدار قانون سنة 1872 خاص بتنظيم الأزهر وإصلاحه "وتنص فقرة ب منه على: "تحديد الدراسات التي تعطى بالأزهر بإحدى عشرة مادة هي: الفقه وأصول الدين والتوحيد والحديث والتفسير والنحو والصرف والمعاني والبيان والبديع والمنطق".

ومن وقتها، بدأت الحملات #العلمانية المتعاقبة على بلاد الإسلام، واتخذت من التعليم سلاحا ثقافيا يهدم حصون الأمة من الداخل، وبدأت دعوات الاستشراق والتبشير والتغريب تطغى على المناهج التعليمية، وبدأ معها التسويق لعقيدة فصل الدين عن الحياة بربطها بكلمة العلم في تقديم هذا العقيدة المناقضة للإسلام. فكان من التضليل الشديد أن تُقَدم كلمة "العلمانية" المشتقة من مفردة العلم في اللغة العربية كترجمة لكلمة السيكيولاريزم في اللغة الإنجليزية والتي لا ترتبط بلفظ العلم في قواميسهم، بل هي فكرة شمولية عن الإنسان والكون والحياة عند #الغرب.

وانتقلت في بلدان إسلامية كثيرة إبان سقوط الخلافة، ووجد الغرب نفسه متفرّدا بالأمة، فالعداء الذي كان متغلغلا في نفوسهم والحقد الذي كان يأكل قلوبهم كان للإسلام، فكانت الضربات قوية في الأمة وكان الاستعمار الثقافي في أوجه، ففي مؤتمر أدنبرج التبشيري الذي عقد عام 1910م قالت اللجنة الثالثة التي كانت تبحث في الأعمال المدرسية التي يقوم بها المبشرون: اتفقت آراء سفراء الدول الكبرى في عاصمة السلطنة العثمانية على أن معاهد التعليم الثانوي التي أسسها الأوروبيون كان لها تأثير على حل المسألة الشرقية، يرجح على تأثير العمل المشترك الذي قامت به دول أوربا كلها...

أما في بلدان المغرب فقد عمد الاستعمار الفرنسي إلى التوجّه مباشرة للتعليم، باعتباره مجالا خصبا لزرع بذور الفرانكفونية، من خلال محاربة اللغة العربية وتعويضها باللغة الفرنسية، ليتمّ بذلك استعباد أهل المغرب وقلعهم من جذورهم الحضارية والتاريخية المرتبطة بالامتداد الإسلامي.

يقول الجنرال الليوطي المقيم العام الفرنسي بالمغرب من خلال دوريته الشهيرة عام 1921 "إن العربية عامل من عوامل نشر الإسلام، لأن هذه اللغة يتم بواستطها تعلّم القرآن، بينما تقتضي مصلحتنا بأن نطور البربر خارج نطاق الإسلام".

فكان المدخل ثقافيا ولغويا، من منظور القضاء على #الثقافة الإسلامية واللغة العربية، لتصبح اللغة الفرنسية أكثر من لغة تدريس بل هي بالمعنى البيداغوجي، إيديولوجية تربط المسلمين بفرنسا وتطمس هويّتهم وانتماءهم، وهذا ما يؤكده جورج هاردي مدير التعليم في المغرب خلال المرحلة الاستعمارية حيث قال "أما عن المواد العامة الي ستتخلل هذا التعليم التطبيقي، فهي بطبيعة الحال اللغة الفرنسية، التي سنتمكن بواسطتها ربط تلامذتنا بفرنسا، و #التاريخ الذي يجب أن يعطيهم فكرة عن عظمة فرنسا".

أما في الجزائر فقد جاء في أحد التقارير الفرنسية (لجنة القروض الاستثنائية سنة 1847م): "لقد تركنا المدارس تسقط وشتتناها، لقد أُطفئت الأنوار من حولنا، أي أننا حولنا المجتمع المسـلم إلى مجتمـع أكثر جهلا وبربرية مما كان عليه قبل معرفتنا".

فقد كان المستوى التعليمي الذي كان سائدا في #الجزائر قبل الاحتلال الفرنسي، ما صرح به "ديشي" - المسؤول عن التعليم العمومي في الجزائر - في قوله: "كانت المدارس بالجزائر والمدن الداخلية، وحتى في أوساط القبائل كثيرة ومجهزة بشكل جيد، وزاخرة بالمخطوطات. ففي مدينة الجزائر هناك مدرسة بكل مسجد، يجري فيها
التعليم مجانيا، ويتقاضى أساتذتها أجورهم من واردات المسجد، وكان من بين مدرسيها أساتذة لامعون تنجذب إلى دروسـهم عرب القبائل...".

لذلك عمد #الاحتلال إلى غلق الكثير من المدارس وطرد المعلمين ومحاربة اللغة العربية، وإخراج الناشئة من البيئة الإسلامية المثقفة إلى بيئة أمية جاهلة، كما تمّ سنّ قانون يمنع فتح مدارس عربية والتضييق على المدارس القرآنية في إطار سياسة الدمج ثم العلمنة. وقد وظف الاستعمار كل إمكانياته، من أجل الاستراتيجية الاستعمارية، حيث استطاع أن يكوّن فئة من الجزائرين ممّن آمنوا بالأبوة الفرنسية من أمثال سعيد الفاسي وربيع الزناتي وفرحات عباس وغيرهم ممن نشروا ثقافة الغرب وتنكّروا لأمتهم واندمجوا في الحضارة الأوروربية عن طريق سياسة التعليم.

أما في تونس فقد أخَذَ المعلم الفرنسي دور الريادة في هذا المجال، لإبراز مزايا الحضارة الغربية وتوجيه الجيل الجديد للامتثال بالأوروبيين، والتنصل من تراثهم الذي ينتمي في نظرهم إلى أمة متعصبة، وهذا ما مكّن أوروبا من استمرارية مشروعها الاستعماري بتنصيب أذناب الفرانكفونية، الذين يُشكّلون الساحة الخلفية لفرنسا في مستعمراتها. وهذا ما يعبّر عنه صراحة ومن دون مواربة المستشرق الفرنسي "جود فروي" حيث قال "يجب أن تسخّر كل الوسائل التي تحت سلطاننا لمحاربة زحف العربية والإسلام".

فقد عمد "#بورقيبة" رئيس #تونس بعد الاستقلال الوهمي، إلى علمنة التعليم بشكل واضح واستهداف الهوية الإسلامية للنشء وفق ما نصت عليه مجلة الأحوال الشخصية التي أصدرها. متخذا "مصطفى كمال نموذجا فذّا له"، وليس أنكى من ذلك إلا المناهج التي كانت تدرس في مدارس الحكومة والتي كانت مملوءة بالطعن والسموم فيما يتعلق بالإسلام وتاريخه وحضارته، ومفعمة بالتقدير والإكبار الذي يصل درجة التقديس فيما يتعلق بأوروبا وتاريخها وحضارتها... أمّا جامعة الزيتونة التي تُعَدّ أوّل جامعة إسلامية شُيّدت في التاريخ الإسلامي فقد استهدفها بورقيبة مباشرة وجعل أول "إنجازاته" غداة تمكُّنِه من الحكم إغلاق الزيتونة مع مصادرة أملاكه متمثلة أساسا في الحُبُس والأوقاف، وتشريد خِرّيجيه وإلغاء التعليم والتدريس فيه بحجة توحيد مناهج التعليم، فكانت سنة 1965م سنة "النهاية الفعلية" لإشعاع منارة الزيتونة على العالم وانطفاء شعلتها العلمية.

وهكذا كان لاستهداف الغرب للمناهج التعليمية واحتوائها دورٌ كبير في هدم الخلافة العثمانية والسيطرة على الأجيال المسلمة من بعد فقدان دولتهم، والقطع مع العقيدة الإسلامية وحرف مسار #الأمة فكريا وحضاريا... وليس أصدق من شهادة أحد شعراء المسلمين في الهند حيث قال "الاستعمار أذكى من فرعون الذي استخدم سياسة قتل الأولاد، ولم يفتح لهم مدارس وكليات تقتلهم من حيث لا يشعرون كما فعل المستعمرون".

كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
نسرين بوظافري

Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Feb 18 2017, 08:11 PM
مشاركة #8


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



من سموم المناهج التعليمية رفع أعداء الأمة الإسلامية


----------------------------------


الأفغاني وعبده .. مائة عام من الغيبوبة


آيات عرابي
18 يناير 2017



منذ فترة ليست بالقصيرة وأنا اقرأ عن الأفغاني ومحمد عبده
وما قرأته كان مرعباً وصادماً فأنا مثل الملايين نشأت وتعلمت في المدارس أن الأفغاني ثائر ومحمد عبده مجدد !!
فجمال الدين الأفغاني لم يكن أفغانياً وإنما كان شيعياً من إيران وتعلم في النجف
وجاء إلى مصر بعد أن تم طرده من عاصمة الخلافة بعد أن ألقى خطبة ادعى فيها أن النبوة (صنعة بشرية) كالفلسفة وغيرها
فطرده شيوخ اسطنبول وتم ترحيله على مصر
وفي مصر استقبله رئيس الوزراء رياض باشا (وهو سليل عائلة يهودية)
وخصص له راتباً حكومياً قدره عشرة جنيهات شهرياً وهو مبلغ فلكي في نهاية القرن التاسع عشر
واسكنه حارة اليهود ثم زرعه في الأزهر
وادعاءه أنه أفغاني يوحي للمتلقي أنه سني وهكذا يصبح بإمكانه ضخ سمومه دون أن يعترض أحد أو ينتبه إليه أحد
وفي الأزهر كان باكورة تلاميذه هو المقبور سعد زغلول والذي كان وقتها طالباً بالأزهر وانتهى به الحال إلى أن يصبح نعلاً في قدم الاحتلال البريطاني وصديقاً للورد كرومر وهو من شجع قاسم أمين فيما بعد على بدعة (تحرير المرأة) وخلع الحجاب.
وفي الأزهر انتبه الشيخ عليش من علماء الأزهر لأفكاره المشبوهة, فكان يضربه بعصاه كلما وجده يلقي درساً, حتى (قطع رجله) من الأزهر وأصبح يلتقي تلاميذه على مقهى وفي بيته بحارة اليهود.
وانضم للمحفل الماسوني البريطاني ثم غادره عندما وجد أنه لا يعارض الخديوي إسماعيل بصورة كافية ثم أسس محفل ماسوني تابع لفرنسا ضم بعد فترة عدداً من الشخصيات من بينهم محمد عبده وتوفيق ابن إسماعيل الذي كان وقتها ولياً للعهد.
وليس صحيحاً أنه دخل الماسونية على سبيل الموضة, فقد ترك المحفل البريطاني ليؤسس محفلاً تابعاً لفرنسا باسم (كوكب الشرق)
وجمال الدين الأفغاني هو أول من طعن في الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه واتهمه بالمسؤولية عما سماه بالإقطاع والنظام الطبقي ووصف من حاصروا بيت سيدنا عثمان رضي الله عنه بـ(المستضعفين) وادعى أن الصحابي أبا ذر الغفاري رضي الله عنه هو أبو الاشتراكية في الإسلام.
وفي مصر أسس جمعية مصر الفتاة وكانت كلها من اليهود وهي تشبه جمعية تركيا الفتاة الماسونية التي كانت تعمل لتقويض الخلافة في نفس الوقت.
وأسس في الشام جمعية العروة الوثقى وهي جمعية ماسونية كانت تعمل ضد الخلافة العثمانية.
وقد قال السلطان عبد الحميد خليفة المسلمين عن جمال الدين الأفغاني أنه كان عميلاً للانجليز وكتب في مذكراته أنه وضع خطة بالتعاون مع مستشرق بريطاني لنقل الخلافة إلى الشريف حسين.
وكما كان جمال الدين الأفغاني ماسونياً وعميلاً الإنجليز كان محمد عبده ماسونياً هو الآخر وسعى كرومر لتعيينه في منصب المفتي وكان يشيد به وبسعد زغلول وقاسم أمين.
وكان كرومر دائم الإشادة به في مذكراته التي يرسلها لحكومته
(وكرومر هذا هو من قال : جئت إلى مصر لأمحو ثلاث, القرآن والكعبة والأزهر)
ومحمد عبده حسب بعض المراجع (من بينها كتاب عودة الحجاب) هو الذي أملى على قاسم أمين بعض أجزاء كتابه عما يسمى بتحرير المرأة.
كما ساعد محمد عبده الإنجليز في الهند واصدر فتوى ضد مقاومة الاحتلال البريطاني كما أوفده البريطانيون إلى الجزائر وتونس فدعا المسلمين إلى ترك السياسة وذلك قبل الاتفاق البريطاني الفرنسي بعام واحد.
كما أفتى بان الحجاب مجرد عادة ودعا لفصل الدين عن الدولة.
بالإضافة إلى أن المشهور عن جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده بشهادة معاصريهما أنهما لم يكونا يصليان وكانا يشربان الخمر, فكيف يمكن لعاقل أن يعتبرهما إمامين ؟
ومن أفكار جمال الدين الأفغاني ومن بعده محمد عبده خرجت دعوات ما يسمى بتجديد الخطاب الديني وما يسمى بـ”الاصلاح” ودعوات الوطنية والقومية والاشتراكية.
ومن عباءة جمال الدين الأفغاني ومن بعده محمد خرج عبد الرازق (وهو ماسوني أيضاً) ليؤلف كتاب (الإسلام وأصول الحكم) الذي نفى فيه فكرة الخلافة تماماً.
ومن عباءة هؤلاء خرج طه حسين (الذي قال سكرتيره الشخصي أنه تنصر في كنيسة بفرنسا قبل زواجه من زوجته الفرنسية وان عمها كان قسا ولم يوافق على الزواج إلا بعد أن تنصر).
والسبب في انتشار أفكار هؤلاء المخربين المنحرفين أن الاحتلال البريطاني كان يرعاهما لتدمير عقيدة المسلمين في مصر.
ولكي تتصور كارثية هذا الوضع, تذكر قصة ذات الرداء الأحمر التي تقترب من فراش جدتها دون أن تدري أن الذئب تنكر في ثياب جدتها.
ما حدث أن الاحتلال البريطاني نجح في اختراق الأزهر من الداخل عن طريق جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده, فأصبح الإسلام الحقيقي في مصر كالقطار الذي خرج من القضبان ليحل محله قطار آخر لا يشبه الأول إلا من حيث شكله الخارجي.
وهكذا تم تفريغ الأزهر من محتواه ولتتصور خطورة هذا الوضع, تخيل مريضاً يُحقن بالسم بدلاً من الدواء.
الوصول لمرحلة المرتد مر بطريق طويل بدأه محمد علي رجل فرنسا بتحجيم الأزهر وزرع بعض رجاله به (مثل حسن العطار عضو أول محفل ماسوني في عهد الاحتلال الفرنسي) مروراً بأكبر محاولة اختراق تمت على يد جمال الدين الأفغاني واتخذت شكلاً منتظماً على يد المخرب محمد عبده.
ما قرأته مرعب حقاً (ومازلت اقرأ وما اكتشفته من المراجع باللغة الانجليزية عن جمال الدين الأفغاني مرعب حقاً, فقد كان على صلة بجماعة تمارس السحر الأسود في مصر والهند)
وحين وصلت إلى هذه النقطة من القراءة, أدركت من أين جاء ذلك الدين الموازِ الذي استحدثوه للناس
عرفت من أين جاء عبارات مثل (الدين لله والوطن للجميع) والمفاهيم المغلوطة من نوع (اذكروا محاسن موتاكم) والأحاديث الباطلة مثل (خير أجناد الأرض)
وكيف يمكن لشخص أن يقتنع بما يخالف صريح القرآن ويردده كالببغاء مثل (اخناتون أول الموحدين) ثم يذهب ليصلي الجمعة.
وأصبح من الضروري تعرية هذين الشخصين وإتاحة كل ما هو معروف عن فضائحهما للجميع حتى يدرك الناس حجم الخطر الذي عاشوا فيه حوالي 100 سنة.
أصبح من الضروري تفكيك جذور هذه الحالة التي تعيشها مصر وتعرية محمد عبده صانع عقيدة الأزهر الحالية وفضح الأفغاني وهو من يمكننا اعتباره الأب المؤسس لما يسمى بالوطنية التي تقف الآن في معركة شرسة في مواجهة الدين بل والأب المؤسس للقومية الأفكار القومية والاشتراكية, فالرجل كان ماكينة شر لا تكل ولا تفتر. وهو الساحر الذي أخذ يستخرج من قبعته الأرانب ليلقيها على الساحة في مصر وصاحب اكبر تأثير على السياسة المصرية امتد حتى الآن ومن عباءته خرج سعد زغلول ومحمد عبده وقاسم أمين وأحمد لطفي السيد وكل منهم مفسد مبدع في مجاله. وهو بالإضافة إلى كل ذلك أبو الاشتراكية التي عاش المصريون في ظلها حقبة من أكثر حقب تاريخها إظلاماً.
وبقدر المكانة الصنمية التي وضع فيها إعلام الاحتلال ومن بعده وكلاءه هذين المخربين, أصبحت أكثر إصرارا على كشفها للناس في سلسلة مقالات وتغريدات ومنشورات وأعمال مرئية إن شاء الله
وربما نبه هذا الجميع أننا بحاجة إلى حركة إصلاح في الاتجاه الصحيح.
حركة استعادة للدين … حركة تجديد حقيقي يقوم بها شيوخ المسلمين الأجلاء الحقيقيين الواعين لهذا التخريب.
حتى نعيد القطار إلى القضبان من جديد بعدما تعطل خارج الزمن أكثر من 100 عام عشناها في غيبوبة.

===========================

بعض المراجع
الإسلام والحضارة الغربية
الخنجر المسموم
دعوة جمال الدين الأفغاني في ميزان الإسلام
حقيقة جمال الدين الأفغاني
مذكرات السلطان عبد الحميد
عودة الحجاب


Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Feb 19 2017, 04:22 PM
مشاركة #9


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



دور #العلم والغزو التبشيري في هدم #الدولة_الإسلامية


#المقدمة

================================


قال تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ﴾ إن حقيقة كون خير المسلمين وعزهم هو بالاستمساك بالإسلام وتنفيذهم لأحكامه، وأن ذلهم وشقاءهم هو في تفريطهم بإسلامهم وأحكامه، هي حقيقة يقينية دلّت عليها الآيات القطعية الدلالة، وشهدت لها كذلك حقائق التاريخ.
إنه ذاك #التاريخ الذي يشهد أن الدولة الإسلامية القوية بقوة إسلامها قد فتحت أقطاراً واسعة من العالم في مدة أقل من قرن، نشرت الهدى بين الناس عن طريق الدعوة والجهاد، ولم يخسر المسلمون حرباً من الحروب مدة ستة قرون وظلت الدولة الإسلامية هي الدولة الأولى في العالم طوال هذه المدة.
وقد ظل هذا الوضع قائما إلى أن قام أهل الحقد من يهود ونصارى بمساندة عملائهم بالكيد والعمل على إسقاط الدولة الإسلامية، والمسلمون في غفلة وضعف شديدين. إذ لم يكن هدم الخلافة العثمانية إلّا أثراً لعوامل كثيرة حصلت، وللمكائد المتعددة التي كانت تُحاك لها من أعداء الإسلام، وتتلخص هذه العوامل في عاملين اثنين: ضعف فهم #الإسلام، وإساءة تطبيقه.
وإذا أخذنا بتفصيل عامل ضعف فهم الإسلام، فسنرى أنه بدأ بشكل يؤثر على قوة الدولة بعد القرن السادس الهجري حين تولى الحكم من لا يعرف للغة العربية قيمتها، فأهمل أمرها، وبذلك توقف الاجتهاد وانفصلت اللغة العربية عن الإسلام، وتراكمت المشاكل التي تحدث ولا علاج لها أو تُعالج معالجة غير صحيحة، إلى أن سببت للدولة الهزال والاضمحلال، ولا سيما بعد محاولات التوفيق بين الفلسفة الهندية والإسلام وصولاً إلى الغزو الثقافي من الغرب لبلاد المسلمين.
لقد ترسخ هذا #الغزو_الثقافي في القرن الثالث عشر الهجري، التاسع عشر الميلادي عندما كان ميزان التاريخ بين الدولة الإسلامية والدول غير الإسلامية في تأرجح. خاصة وأن هذا القرن قد شهد انقلاباً خطيرا في الأفكار الأوروبية بلغت ذروتها في عملية التصنيع وبشّرت بنظام عالمي جديد قائم على وجهة نظر عالمية غربية حول تنظيم المجتمع يتمثل في فصل الكنيسة عن الدولة وشؤون الحكم.
ومع ظهور هذه القوى المادية والتقدم العلمي، بدأت تظهر أيضاً على المسلمين نتائج الجمود الفكري والتشريعي وتفكك الدولة، فوقفوا مبهوتين أمام ما شاهدوه في أوروبا من انقلاب فكري وصناعي. وبسبب عدم فهمهم للإسلام فهماً صحيحاً، لم يدركوا التناقض بين الأفكار الأوروبية وأفكارهم، ولم يميزوا بين ما يجوز أن يأخذوه من العلوم والصناعات والاختراعات وبين ما لا يجوز أن يأخذوه من الفلسفة والحضارة والفكر.
لقد حمل هذا الغزو الثقافي للعالم الإسلامي حضارة تناقض حضارة الإسلام، وأنظمة تناقض نظام الإسلام وقوانين تناقض الأحكام الشرعية، فضعفت الدولة الإسلامية ضعفاً ظاهراً أدى إلى اقتطاع أعداء الإسلام أجزاء منها وهي عاجزة مستسلمة. إذ كانت أوروبا وقتئذ تغزو العالم الإسلامي غزواً تبشيرياً باسم العلم، وقد رصدت لذلك الميزانيات الضخمة.
ولقلة الأبحاث الجادة التي تتناول تفصيلات هذا الغزو التبشيري وأثره في هدم الدولة الإسلامية، والتي إن وُجدت سلطت الضوء في معظمها على الفضل المزعوم للفكر الغربي في انتشال #الأمة الإسلامية من جهالتها وعدم مواكبتها للحداثة أمام الجمود الفكري الذي كانت تمر به، فإننا سنسلط المجهر وإياكم في هذه السلسلة إن شاء الله على مراحل هذا التبشير وأسسه وأهدافه الاستعمارية والقائمين عليه، بالإضافة إلى آثاره السلبية على الأمة الإسلامية من تشرذم وضياع إلى تمييع قضاياها المصيرية، لنصل وإياكم إلى المعرفة الواعية لخطورة ما انبثق عن هذا التبشير من مناهج تعليمية وَأَدَتْ فكرة إمكانية استئناف الحياة الإسلامية من جديد في حياة المسلمين...

كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رنا مصطفى

Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Feb 19 2017, 04:23 PM
مشاركة #10


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



دور #العلم والغزو التبشيري في هدم #الدولة_الإسلامية


الحلقة الأولى: محاولات لإدخال الأدوات

======================


سعت #الدول الغربية للقضاء على البقية الباقية مما يحمله المسلمون من أفكار وأحكام نابعة من إسلامهم لتبسط سيطرتها على بلاد المسلمين، فوضعت نفسها في حالة حرب حضارية بينها وبين المسلمين، وقد أخذت حربهم هذه أشكالاً متعددة، فإلى الجانب العسكري والذي عانوا منه في حربهم الصليبية بسبب صلابة المسلمين وصبرهم على #الجهاد، وجهوا حملاتهم التبشيرية عن طريق الغزو الثقافي لتضليل الأمة الإسلامية وتحويلها وسلخها عن دينها وتاريخها ليثيروا شكوك المسلمين في دينهم ويزعزعوا عقيدتهم، بالإضافة إلى كسب النصارى من أهل البلاد الإسلامية إلى جانبهم.
انتشرت الجمعيات التبشيرية في كثير من البلدان الإسلامية وكانت معظمها جمعيات تابعة لفرنسا وأمريكا وبريطانيا، والتي كان لها الدور الأبرز في توجيه المتعلمين من المسلمين بالإضافة إلى توجيه وترشيد الحركات القومية لإبعاد المسلمين عن رابطة إسلامهم ولإثارة النعرات #العنصرية.
وكانت اسطنبول وبيروت المركزين الرئيسين اللذين اتخذوهما قاعدة لهم. ولم يكن اختيار المبشرين لاسطنبول بالذات كمركز رئيسي لنشاطهم مجرد مصادفة بل لأنها وكما يقول "بلس - كاتب ملخص تاريخ التبشير" أنها محط أنظار المسلمين وعاصمة أمير المؤمنين وفيها بيضة الإسلام على اتساع رقعة العالم الإسلامي. لذلك سعت الإرساليات التبشيرية للتواجد فيها بشكل أو بآخر مما يساعدها على رصد الحركات السياسية ومتابعة التطورات أولاً بأول تحت ستار الخدمات الطبية والتعليمية والتبشيرية.
أما مركز بيروت فإلى جانب إنشاء الكليات والمدارس لتحويل #الناس إلى الغرب وإلى أفكار الغرب، فقد تم تشجيع الموارنة هناك للدعوة إلى إحياء الأدب القديم والعودة باللغة الفصحى إلى صفاتها الأولى، وكان منهم ناصيف اليازجي والأب لويس شيخو، وذلك لتوجيه المسلمين إلى ما يسمونه العروبة ولحملهم على اعتناق #القومية_العربية، بالإضافة إلى إصدار الكتب والمؤلفات عن الأفكار الغربية، والتي كان لها الأثر الكبير في إزالة الإسلام من العلاقات والمعاملات وطرق العيش وفي هدم الدولة الإسلامية.
ولم يقتصر أمر الاهتمام بالغزو التبشيري والثقافي على أمريكا وفرنسا وإنجلترا بل شمل أكثر الدول الكافرة ومنها روسيا القيصرية. فعلى الرغم من تباين منهجها السياسي وفق مصالحها الدولية، إلّا أنها ساهمت مع البعثات التبشيرية الأخرى في القيام بدورها في محاربة الإسلام، متفقين جميعهم على تحقيق غاية موحدة وهي بعث الثقافة الغربية في الشرق وجعل عقيدة فصل الدين عن الدولة عقيدة للمسلمين مع تمجيدهم للغرب وحضارته.
وقد اقتصر نشاط الإرساليات الروسية القيصرية على فلسطين فحسب، وكان الألمان من أوسع الإرساليات الأجنبية نشاطاً في فلسطين ثم جاء الإنجليز وبعدهم الأمريكان تحت شعار السياحة والتنقيب عن الآثار والتجارة وأعمال الخير الصحية والعملية والإنسانية. وقد وجهت هذه الإرساليات غزوها الفكري نحو #العالم الإسلامي الذي سموه الشرقَين الأدنى والأوسط، تمهيداً لانقضاض الحملات العسكرية الأجنبية على الدولة الإسلامية بهدف تصفية الحسابات القديمة منذ #الحروب_الصليبية.
وسنذكر في الحلقة القادمة إن شاء الله البلاد الأخرى التي تمركزت فيها الإرساليات التبشيرية مع كشف الغطاء عن مؤسسيها والغاية التي حققوها في تلك البلاد.

كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رنا مصطفى

Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Feb 19 2017, 04:25 PM
مشاركة #11


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



دور #العلم والغزو التبشيري في هدم #الدولة_الإسلامية


الحلقة الثانية: تمركزوا في بلادنا لضرب عقيدتنا

=============


لقد بدأت كتائب #التبشير تتوافد على العالم الإسلامي منذ القرن الرابع عشر الميلادي على شكل موجات من الرهبان والراهبات: الدومنيكان والفرنسيسكان إلى #مراكش و #الجزائر و #تونس و#مصر و #الشام بدعوى افتتاح المدارس والمستوصفات والمستشفيات من أبرزها:
أولاً:
أ- الكاثوليكية والتي كانت أولى الإرساليات التبشيرية في الشام منذ القرن السادس عشر ممثلة باليسوعيين الذين بدأوا بجذب أتباع المذاهب النصرانية الأخرى إلى الكاثولوكية وتنظيم الموارنة وربطهم بروما، وقد حققوا ذلك عام 1736م. بالإضافة إلى إنشائهم مدارس في بيروت 1839م، وفي غزير 1843م والتي تحولت إلى جامعة القديس يوسف "اليسوعية" بعد انتقالها إلى #بيروت1875م، وفي زحلة 1844م، ودمشق 1872م، وحلب 1873م.
ب- وفي عام 1877م أسس القس الأمريكي صموئيل زويمر باول إرسالية أمريكية في الخليج العربي بمساعدة القس جيمس كانتين، وقد أنشأ هذا القس الأخير في البحرين عام 1891 أول مركز تبشيري تحت ستار طبي ومنه انطلق لإنشاء فروع للإرسالية في مسقط ودبي والشارقة.
ج- في #الكويت تم تشييد الإرسالية الأمريكية عام 1913م بإدارة الطبيب الإنجليزي ستانلي ميلرى والتي افتُتِحت فيما بعد مدرسة كان من طلابها الشيخ فهد السالم ومن مدرسيها أستاذ سوري اسمه (إسرائيل) والقس داوننغ، ولا تزال هذه الإرسالية نشيطة في البحرين والشارقة وعجمان ومسقط #عُمان.
د- وفي آسيا الغربية كان لـ"هنري مارتين" اليد الطولى في ترجمة التوراة إلى الهندية والفارسية والأرمنية وقد تلقفته الهيئات التبشيرية لتنشره في تلك الربوع.
ثانياً: في شرق آسيا فثمة إرساليات أمريكية واسكتلندية وهولندية ونرويجية.
أ- في الهند ركّز "كاري" على استقطاب الأطفال الفقراء لتربيتهم وإعدادهم للقيام بدور المبشرين بوصفهم من أبناء #البلاد نفسها.
ب- وفي الملايو التي اعتنقت الإسلام في القرن الثالث عشر الهجري فقد سعت هذه الإرساليات إلى مزج عقائد أهلها القديمة بالكاثولوكية ثم بالبروتستانتية لضرب الإسلام هناك.
ج- وفي إندونيسيا برزت نتائج جهود الإرساليات التبشيرية منذ سنوات وكذلك الحال في الفلبين.
د- في الصين عام 1813م اتخذت الإرساليات طابع المعونة الطبية أيضاً وقد حققوا تقدما ملحوظا بين الناس عن طريق تقديم الكثير من المساعدات الإنسانية والطبية.
ثالثاً:
أ- في #الأستانة والتي أصبحت منذ عام 1846م مركزاً لأعمال المبشرين ووكراً أميناً لنشاطاتهم ولا سيما بعد تأسيس الكنيسة البروتستانتية فيها
ب- وفي مالطة فقد أسسوا أواخر القرن السادس عشر الميلادي مركزاً كبيراً للتبشير، وجعلوه قاعدة هجومهم التبشيري والثقافي على بلاد الإسلام، وانتقلوا إلى بلاد الشام سنة 1625م وحاولوا إيجاد الحركات التبشيرية، غير أن نشاطهم كان محدوداً ولم يتعدَّ تأسيس بعض المدارس الصغيرة ونشر بعض الكتب الدينية، وبقوا على هذا الحال إلى عام 1773م عندما ألغيت الجمعيات التبشيرية لليسوعيين وأغلقت مؤسساتهم، إلّا أنهم في سنة 1820م تجدد نشاطهم وأسسوا أول مركز للتبشير في بيروت.
وسنتطرق في الحلقة القادمة بالتفصيل عن دور الإرساليات التبشيرية في لبنان كقاعدة انطلق منها المبشرون لترسيخ #الثقافة الغربية في جميع شؤون حياة المسلمين.

كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رنا مصطفى

Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Feb 19 2017, 04:26 PM
مشاركة #12


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



دور #العلم والغزو التبشيري في هدم #الدولة_الإسلامية


الحلقة الثالثة: #بيروت نقطة الارتكاز

=============


بعد أن تعددت الإرساليات وتضاربت نشاطاتها اتفقت فيما بينها على توزيع أدوارها بحيث تغطي مختلف أنحاء دولة الخلافة العثمانية، فأخذت إرساليات التبشير الأمريكية على عاتقها قبائل النصيرية، وما لبثت أن ارتدت إلى جبل #لبنان بعد فتنة 1860م.
وقد تركز نشاط الإرساليات والبعثات الفرنسية في #سوريا ولبنان وفلسطين فضلاً عن بلدان شمال#أفريقيا.
ومن الجدير ذكره ظهور نشاط #الكنيسة البروتستانتية في لبنان عام 1848م، فأنشؤوا الكنيسة الإنجيلية السورية والتي اهتمت بالطباعة و #التعليم، إذ ساهموا عام 1834م بنقل مطبعة من مالطة إلى بيروت تُعنى بطباعة كتب #الأدب والتراث العربي ونشرها بين الناس، ونشط المبشر الأمريكي المشهور "إيلي سميث" نشاطاً ظاهراً بعد أن عاد إلى بيروت سنة 1834م، ففي سنة 1827م كان قد أصابه الملل من عدم الإنتاج وتحقيق مآربه التبشيرية بين #الناس، ولكنه عاد هو وزوجته وفتح مدرسة للإناث.
ومما يذكره المؤرخون عن بعثات #التبشير البروتستنتي في لبنان، أنها أول من فتح مدارس للفتيات، حيث افتتحت مدرسة داخلية بإشراف السيدة "فورست" عام 1747م، وفي عام 1851م أنشأت الآنسة "آن وتيليس" مدرسة ثانية للبنات، وعلى الرغم من إقفالها لدواعٍ صحية من قبل القائمين عليها وعدم استمرار نشاطها التبشيري بين الفتيات، إلّا أن الإرسالية البروتستانية أعادت افتتاحها في صيدا عام 1862م، ومع بداية عام 1875م أخذت مدارسها تنتشر في معظم المناطق اللبنانية، وقد كان اهتمام المبشرين بالمدارس الداخلية للبنات لما يكون فيها من الأحوال المواتية والظروف السانحة بجعل الصلة الشخصية بالطالبات أوثق ولأنها تنتزعهن من نفوذ حياتهم البيتية القائمة على دين الإسلام.
ومن أهم الأعمال التي قاموا بها أيضاً، افتتاح فرنسا للكلية اليسوعية المعروفة بجامعة القديس يوسف اليسوعية، وافتتاح الأمريكان للكلية السورية البروتستانتية 1866م في بيروت بمساعي "دانيال بلس" والتي أصبحت الآن (جامعة بيروت الأمريكية)، وقد احتفلت بعيدها المئوي 1966م في تخريج أجيال من الشباب العربي متأثرة بالثقافة الأمريكية والفكر الأمريكي ليتسلموا دفة الإدارات بملء الوظائف الحكومية.
ولقد كان قيام إبراهيم باشا بتطبيق برنامج للتعليم في سوريا ولبنان مستوحى من برنامج التعليم المصري الفرنسي، فرصة سانحة لهؤلاء المبشرين الذين اغتنموها وساهموا في المشاركة بالحركة التعليمية من وجهة النظر التبشيرية مشاركة ظاهرة. وقد استطاعوا بنشاطهم هذا أن يوغروا الصدور بين رعايا الدولة الإسلامية باسم الحرية الدينية، وأوجدوا بين المسلمين والنصارى والدروز نشاطاً دينياً يتصل بالعقيدة، وقد ظهر هدفها جلياً خاصة بعد انسحاب إبراهيم باشا من بلاد الشام، حيث انتشر القلق والفوضى والاضطراب، فأشعلوا نار الفتنة، وتعدى وجودهم من وجود تبشيري إلى تدخل سياسي مباشر عن طريق إنشاء #الجمعيات العلمية برعاية الإرساليات الأمريكية ووفق برنامجها الاستعماري والغزو الثقافي للبلاد الإسلامية.
وهذا ما سنتطرق إليه في حلقاتنا القادمة من سلسلتنا هذه لقراءة #التاريخ قراءة عميقة واعية وربط ما تعيشه #الأمة بمكائد الغرب وأحقاده التاريخية لما عانوه في حروبهم الصليبية من قوة المسلمين، وليقينهم أن العقيدة الإسلامية هي منشأ هذه العقيدة العظيمة.

كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رنا مصطفى

Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Feb 19 2017, 04:40 PM
مشاركة #13


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



بسم الله الرحمن الرحيم


#النظام التعليمي التركي العلماني: تركيبه وفساده وهدفه الحقيقي (مترجم)


============


وجهت #الجمهورية التركية ضربتها الكبيرة في طريقها نحو استئصال #القيم الإسلامية من عقليات ونفسيات الناس من خلال علمنة نظامها التعليمي. فقد كان "قانون توحيد التعليم"، الذي جرى تطبيقه منذ 3 آذار/مارس عام 1924م، خطوة أساسية نحو "تحديث"، أي "علمنة" الحياة الثقافية في #تركيا، وبالتالي فهو يُعبّر بشكل أوسع عن إعادة هيكلة الجمهورية. وقد أصبح التعليم بشكل عام والتدريس في المدارس يحمل طابعًا وطنيًا وعلمانيًا مع تطبيق هذا القانون، وقد جرى كذلك إلغاء المدارس الإسلامية والكتاتيب التي كانت تقع تحت إدارة شيخ الإسلام في نظام التعليم في #دولة_الخلافة العثمانية.
وقد تلى هذا القانون بشكل مستمر قوانين جديدة ترسخ #العلمانية و #الحداثة وما يسمى "بالتعليم العلمي". وقد شُرّع نظام التعليم الحالي من خلال قانون مؤسسات التعليم الذي وضع في 22 آذار/مارس عام 1926م، والذي حدد مبادئ معينة للتعليم الابتدائي والثانوي والعالي، وفرض الحصول على إذن الدولة لفتح المدارس وحدد نوع وطريقة التدريس والمناهج في المدارس. وقد أزال هذا القانون أيضًا دروسًا مثل التفسير وتاريخه، والحديث وتاريخه، والفقه وتاريخه، وتاريخ علم الكلام من المناهج الدراسية، وتبنى نظام التعليم الذي يكرس الاختلاط. وقد أدت التغييرات القانونية من 1925-1935م إلى تبني التقويم الميلادي بدلًا من التقويم الهجري، ونظام الساعة الحديث بدلا من نظام الأذان (تنظيم اليوم وفقًا لأوقات الصلاة)، ونظام الأرقام اللاتينية بدلًا من الأرقام العربية؛ وتطبيق الوحدات الأوروبية في القياس والأعياد. وتم تغيير العطلة الأسبوعية من الجمعة إلى ما بعد ظهر السبت والأحد. وقد نصت المادة الثانية من دستور الجمهورية على أن "دين الدولة التركية هو الإسلام". ولكن في 10 نيسان/أبريل عام 1928م، جرى إزالة هذه المادة، وبعد ذلك جرى إزالة الحروف العربية واستبدلت بها الحروف اللاتينية. فبين عشية وضحاها، تم تجريد الأمة من إرثها الثقافي واللغوي بكل ما في الكلمة من معنى!
ووفقًا لمواد قانون #التعليم الأساسي الوطني التركي، فإن "الهدف العام للتعليم هو النهوض بجميع أفراد الأمة التركية ليصبحوا (مواطنين) يوالون الثورة ومبادئ (أتاتورك)، ويعرفون ويتبنون كسلوك واجباتهم ومسؤولياتهم تجاه الجمهورية الديمقراطية والعلمانية في تركيا، وهي دولة القانون" (المادة 2). والهدف أيضًا هو "إيجاد مجتمع قوي ومستقر، حر وديمقراطي والحفاظ عليه" (المادة 11). "العلمانية مبدأ أساسي في التعليم الوطني التركي." (المادة 12). والتعليم هو "علمي/أكاديمية" (المادة 13). "التعليم المختلط للذكور والإناث هو أمر أساسي في المدارس". (المادة 15).
وباختصار، فإن النظام التعليمي العلماني هذا ولأكثر من 90 عامًا، يقلد أنظمة التعليم الغربية وقد تأسس أيضًا على أساس المبدأ الغربي وتوجيهاته، وهو لا يهدف إلى أي شيء سوى صنع جيل لا يرتبط بأي شكل بماضيه الإسلامي، ولصياغته وتشكيله وفق مبادئ الشخصية الغربية ومن ثم ربطه بالإسلام فقط حتى يذكر ذلك في الهوية الشخصية. وهكذا، فإن أي شيء يتعلق بالإسلام، باستثناء العبادات الفردية والأخلاق، جرى إزالتها من المناهج. ومن خلال دراسة المسائل التي تصنف تحت عنوان "درس الدين"، يلاحظ عدم وجود أي صلة لها على الإطلاق بحقيقة الإسلام. فقد أصبح السعي لترسيخ مفهوم العلمانية في الدين وإبراز الفكرة العلمانية الرسمية أمرًا واضحًا.
واليوم، فإن التدريس في مدارس الإمام الخطيب وكليات أصول الدين، التي تدعي تقديم التعليم الإسلامي، أصبح يقتصر فقط على العبادات الفردية والأخلاق، بينما تُرسَّخ العقائد العلمانية وتتجاهل المفاهيم الإسلامية. ويتم التعامل مع الإسلام كعلم أكاديمي وحُصر ذلك في التاريخ والفلسفة. وبدلًا من تزويد الأطفال بمعارف تساهم في صقل شخصياتهم الإسلامية، صاروا يُلقَنون عددًا قليلًا من الآيات والأحاديث التي تتعلق بالأخلاق والعقيدة فقط ليحفظوها عن ظهر قلب لأداء الامتحانات ولينسوها بعد ذلك.
والمناهج الدراسية للمواد الأخرى بالإضافة لمادة الدين، تكرس وتفرض مفاهيم تتعارض مع العقيدة الإسلامية ووجهة نظرها. فعلى سبيل المثال، ما زالت نظرية داروين في التطور تُدرَّس في علم الأحياء، على الرغم من أنها كفرٌ واضحٌ وفقًا للإسلام. وكليات القانون تدرس القانون الغربي بصفته القانون الأسمى، وتتجاهل حقيقة أن الشريعة الإسلامية وحدها تتفوق على كل أشكال التشريع الأخرى. و #الاقتصاد_الرأسمالي الربوي، الذي يتعارض تمامًا مع السياسات الاقتصادية في الإسلام، يدرس في مواد الاقتصاد، ومن وجهة نظر #النظام_الاقتصادي الرأسمالي الذي يقوم على #الربا و#الضرائب والذي ينص على أن الموارد محدودة بينما الحاجات غير محدودة، وأن إشباع حاجات الفرد ليست من بين أهداف الاقتصاد الرأسمالي خلافًا للإسلام. فهدفه الوحيد هو إنتاج السلع والخدمات. ومع ذلك، فإنه يجعل مهمة إشباع الحاجات الأساسية والكمالية مهمة للأفراد أنفسهم، وفي الوقت نفسه تركز فقط وبشكل مباشر على زيادة الدخل القومي ومستوى الإنتاج في #البلاد. وهذه النظرة الاقتصادية تؤدي إلى زيادة ثروة أصحاب رؤوس الأموال وزيادة الفقر بين الغالبية العظمى من الناس. ومع ذلك، يتم تدريس هذا النظام الاقتصادي الرأسمالي الرجعي وكأنه النظام الصحيح الوحيد في #العالم والذي لا يوجد له أي بديل آخر غير الاقتصاد الشيوعي الذي فشل بالفعل، وفي الوقت نفسه يتجاهل تمامًا وجود النظام الاقتصادي الإسلامي الذي ثبت بالفعل نجاحه في كل بلد دخله عبر عصور #التاريخ.
وإلى جانب ذلك، يتم إجراء التشريح في كليات الطب، وتعرض دروس التاريخ الافتراءات والأكاذيب عن الإسلام وتاريخ قادة الأمة وكأنها حقيقة، وبالتالي فهي تفصل جيل الشباب عن تاريخهم وماضيهم وأجدادهم، فضلًا عن أنها تغرز فيهم كراهية والشعور بالعار من تراثهم الإسلامي العظيم وثقافته. أما دروس الفلسفة فهي تُدرس الآراء والمذاهب المنحرفة مما يلوث عقول الشباب. ويتم التعامل مع "علم النفس" و"علم الاجتماع" على أنها مواد علمية، وهو ما يخلط بين التفكير العقلي والتفكير العلمي ويعزز الاستنتاجات الخاطئة حول طبيعة #الإنسان التي تتعارض مع الإسلام. فعلم النفس، على سبيل المثال، يقول بأن أي سوء تصرف للإنسان أو فشل يقع فيه (مثل المثلية أو الإحباط الدائم) هو مجرد خلل في الدماغ، وليس نتيجة للمفاهيم والسلوكيات الخاطئة أو الضارة، وهي الأمور التي يستطيع الإسلام معالجتها فضلًا عن منعها. والنتيجة لذلك، أجيالٌ شابة تتنازعها طريقتان في الحياة، فيحرمون من التصورات الصادقة الحقيقية عن الحياة الدنيا والآخرة؛ أجيالٌ لا تستطيع تحقيق الإنجازات العلمية ولا تتمكن من أن تكون بحق عبادًا لله سبحانه وتعالى.
ونموذج التعليم هذا، الذي يركز على علمنة #الناس، يصرف الشباب بشكل تام عن وجهة النظر الإسلامية، وبدلًا من ذلك يروج لنمط الحياة الغربية. ومن خلال استيراد واستنساخ نمط الحياة الغربية، فإن الجمهورية التركية قد لوثت المجتمع في هذا البلد المسلم بالأمراض نفسها التي أصابت المجتمعات الغربية بسبب قيمهم ونمط حياتهم. بل إن نظام التعليم المختلط وحده يمثل مشكلة بحد ذاته. وبينما تفضل العديد من المدارس في الغرب نظامًا تعليميًا يُفصل فيه الذكور عن الإناث وذلك بسبب الفشل الدراسي الناتج عن التعليم المختلط، فإن تركيا لا تزال تصر على نظام التعليم المختلط هذا ببساطةٍ لأسبابٍ أيديولوجية علمانية. والعلاقات الجنسية أو حتى الشجار بدافع الغيرة نتيجة علاقات الذكورة والأنوثة أمر شائع للأسف في المدارس التركية. فالقتل أو الانتحار في المدارس نظرًا لهذه الأسباب تظهر بشكل متكرر في الأخبار. وقد نشر اتحاد عمال التعليم والعلوم تقريرًا بعنوان "تقرير التمييز الجنسي في التعليم / 2015"، وقد بين فيه أن المدارس هي مكان رئيسي لأعمال العنف ضد الفتيات والنساء، وأن المدارس هي من أكثر الأماكن التي يحدث فيها العنف والتمييز بين الجنسين. وكشف استطلاع آخر أجراه أيضًا اتحاد عمال التعليم والعلوم أن 13٪ من جميع الطلاب الذين شاركوا في الاستطلاع قالوا إنهم قد تعرضوا لاعتداءات جسدية وأن 54٪ من هذه الهجمات قامت بها عصابات داخل المدارس. إلى جانب ذلك، فقد تم تصنيف 90.8٪ من الطلاب بأنهم مدمنون على المسلسلات التلفزيونية. وفي تشرين الأول/أكتوبر من هذا العام، ظهرت فضيحة أخرى في تركيا تجسد حجم انتشار الدعارة بين الأطفال الذين يبلغون سن طلاب المدارس. فقد تم ضبط فتاة تبلغ من العمر 17 عامًا في مدينة تيكيرداغ تقوم بتهريب فتيات مدارس يبلغن من العمر 13 عامًا لرجال أكبر سنًا مقابل المال.
وعلاوة على ذلك، فإن زيادة مشكلة تعاطي #المخدرات والكحول تؤثر حتى على الأطفال الذين تبلغ أعمارهم 10 أعوام. فكل عام يتقدم نحو 230000 مريض بطلب للحصول على العلاج من تعاطي المخدرات، وتتراوح أعمار 25٪ منهم بين 12-14، وأن أكثر من 17٪ منهم تبلغ أعمارهم 11 عامًا أو أقل، وأن 8٪ من مدمني المخدرات الذين تتراوح أعمارهم بين 15-18 عامًا قد فقدوا حياتهم، بينما مات 1.2٪ من الذين تقل أعمارهم عن 15 عامًا. هذه هي فقط الحالات التي وصلت مراكز الشرطة. وعلاوة على ذلك، فقد أظهرت بيانات معهد الإحصاء التركي بأنه في كل عام يعتقل نحو 115000 طفل بتهمة ارتكاب جرائم مثل السرقة أو بيع أو شراء الأدوية أو المواد المخدرة، وإتلاف الممتلكات والتهديد بالعنف أو الانخراط في أعمال العنف الفعلي.
وفي الوقت الذي وصلت فيه حالات وأعداد مثل هذه المشاكل الاجتماعية والأخلاقية المأساوية إلى أشكال وأبعاد مخيفة يومًا بعد يوم، فإن الدولة التركية لا تزال تصر على نظام التعليم العلماني في هذا البلد الذي يُعتبر جميع أهله من المسلمين. وعلاوة على ذلك، فإن النظام التعليمي هذا يحظى بالدعم المالي والمنح والقروض والمنح الدراسية
من الدول الغربية. وتخدم برامج الدراسة في الخارج، مثل كومينيوس، وإيراسموس، وليوناردو دا فينشي، وجراندتفيغ، وبرنامج الشباب وبرنامج جان مونيه، تخدم أيضًا هذا الغرض. فكل عام تنفق المؤسسات، مثل الاتحاد الأوروبي واليونيسيف والبنك الدولي، المليارات من خلال برامج المنح الدراسية، مثل ميدا وماترا، لتحقيق هذا الغرض في تركيا. فهذه البرامج تركز فقط فكرة أن الغرب متطور، وأنه لا يمكن تحقيق مستقبل متطور إلا من خلال النمط الغربي في التعليم والحياة.
إن كل ما سبق لا يشكل سوى عرض موجز لجميع المشاكل المتتالية الناجمة عن تطبيق نظام التعليم العلماني هذا لأكثر من 90 عامًا. وبالإضافة إلى ذلك، فقد ثبت فشل هذا النظام في الحصول على التفوق والنجاح الدراسي وفقًا لنتائج برنامج "البرنامج الدولي لتقييم الطلبة" (بيسا) وبرنامج "الاتجاهات في الدراسة العالمية للرياضيات والعلوم" (TIMSS). فنتائج الرياضيات للصف الرابع والثامن ونتائج العلوم للصف الرابع كانت أقل من متوسط تقييم برنامج (TIMSS). ووفقًا لنتائج برنامج بيسا (قياس مهارات القراءة والرياضيات والمهارات العلمية للطلاب الذين يبلغون من العمر 15 عامًا)، فقد انخفض مستوى تركيا بالمقارنة مع السنوات السابقة، فقد حصلت على المرتبة الثانية قبل الأخيرة ضمن 35 دولة من دول منظمة التعاون والتنمية. أما نتائج "برنامج التقييم الدولي لكفاءات الكبار" (PIAAC)، الذي يقيم الفئة العمرية من 16 عامًا إلى 65 عامًا، فلا تعطي مؤشرًا أفضل. فقد احتلت تركيا المرتبة 31 من بين 34 دولة من دول منظمة التعاون والتنمية، وحصلت على المرتبة الثالثة قبل الأخيرة في مجال محو الأمية. وحصلت تركيا أيضًا على النتيجة نفسها في تقييم العمليات الحسابية... وفي الجزء الأخير من الاختبار الذي جاء تحت عنوان "حل المشاكل في البيئات الغنية بالتكنولوجيا"، حصلت تركيا على المرتبة الأخيرة. فنتائج جميع الاختبارات تثبت فشلًا عامًا ومنتشرًا في كافة أطر نظام التعليم التركي.
وأخيرًا، فإن الهدف الرئيسي لنظام التعليم العلماني لهذا النظام العلماني هو منع بناء شخصيات إسلامية تحمل وجهة نظر الحقيقية عن الحياة. والسبب في ذلك واضح وضوح الشمس: إن نظام التعليم العلماني في تركيا العلمانية قد تم تصميمه وتطبيقه لمنع المسلمين من النظر إلى الإسلام كمبدأ، ولتضليل المسلمين عن حقيقة هذه الجمهورية التي أنشئت فقط لخدمة مصالح القوى الاستعمارية الغربية التي تهمين على الأمة الإسلامية. ذلك أن الشخص الذي يفكر تفكيرًا سليمًا سيبدأ في التساؤل عن النظام القائم وأفكاره وعقائده، وفي النهاية سيدرك حقيقته وسيرغب في أن يستبدل به نظاما يحكم بالإسلام، دولة #الخلافة_الراشدة على منهاج النبوة... وذلك لأن العقيدة التي شرعها الله سبحانه وتعالى والأحكام والأفكار التي تنبثق عنها، هي وحدها القادرة على علاج كافة المشاكل التي أصابت الأمة الإسلامية والبشرية جمعاء جراء تطبيق الأفكار والمفاهيم ونمط الحياة الغربية. فهل هناك خطر على استمرارية وديمومة الدول العلمانية أكبر وأشد من هذا؟

كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
زهرة مالك

Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Feb 19 2017, 07:53 PM
مشاركة #14


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



دور #العلم والغزو التبشيري في هدم #الدولة_الإسلامية


الحلقة الرابعة: تقصُّد نقاط الضعف

===================


عمد #الغرب عن طريق إرسالياته التبشيرية إلى البحث عن نقاط الضعف والسعي لتعميق النعرات العنصرية والمذهبية والطائفية لإذكاء الخلافات وإثارة المشاكل وإيجاد الذرائع التي تبرر تدخلاته الخارجية في شؤون الدولة الداخلية، كما حدث أثناء اندلاع الفتنة الطائفية في لبنان والشام أعوام 1840م، 1860م، 1958م، 1975م. إذ ركّز المستشرقون والمبشرون جهودهم على اختلاق ما يسمى بمشكلة الأقليات وتكرست حماية الدول الأوروبية لتلك الأقليات ولا سيما النصرانية منها بموجب شروط "الامتيازات الأجنبية" التي بدأتها فرنسا منذ القرن السادس عشر بحق النصارى الأوروبيين في #الدولة_العثمانية والتي ما لبثت أن اتسعت تدريجياً حتى أصبحت الاتفاقيات تشمل فعلياً جميع الكاثوليك ومن ضمنهم موارنة لبنان التابعون للبابوية، كما اهتمت بريطانيا بالنصارى عموماً وعقدت صداقات حميمة مع الدروز في لبنان وسوريا واليهود في فلسطين عن طريق افتتاحها مدارس ومعاهد تعمل على تعليم ونشر أفكارها بين تلك الطوائف.
ولقد كان من الملاحظ آنذاك أن معظم أفراد الأقليات سارعوا للانفتاح على #الغرب وتبني عاداته واستيعاب ثقافته والتبشير بأفكاره وإتقان لغاته بل وتمثيل وكالاته ومصالحه في أحيان كثيرة.
وكان من جراء ذلك أن اتخذت أعمال #التبشير مظهراً آخر غير تأسيس المدارس ودور التبشير والمطابع والمستوصفات؛ إذ بدؤوا عملهم السياسي وخاصة في بيروت واسطنبول المركزين الرئيسين اللذين اتخذهما أعداء الإسلام قاعدة لهم لضرب الدولة الإسلامية من خلال تأسيس الجمعيات.
ففي بيروت وفي سنة 1847 أسست الإرسالية الأمريكية وبرعايتها جمعية علمية سمتها "جمعية الفنون والعلوم" من أعضائها "ناصيف اليازجي" و"بطرس البستاني" من نصارى لبنان ومن أخطر عملاء الإنجليز، إلى جانب "إيلي سميث" و"كورنيلوس فان ديك" من الأمريكان، ولم ينتسب إليها خلال عامين سوى خمسين عضواً عاملاً من جميع بلاد الشام كلهم من النصارى، وكانت أهداف هذه الجمعية في أول الأمر غامضة، ولكنها كانت تظهر بمظهر نشر العلوم بين الكبار وفي المدارس بين الصغار وذلك لتثقيفهم #الثقافة الغربية، موجهين بتوجيه خاص وفق الخطة التبشيرية، ولكنها لم تثمر وماتت بعد خمس سنوات من تأسيسها دون أن تترك إلا أثراً واحداً وهو الرغبة عند المبشرين في تأسيس الجمعيات.
وقد بقي الأمر على هذه الحال من إخفاقات متتالية لعديد من الجمعيات حتى عام 1857م، حيث تشكلت جمعية على أسلوب جديد وذلك بظهورها بالمظهر العربي، إذ كان مؤسسوها كلهم من العرب تحت اسم "الجمعية العلمية السورية" ومن أبرز أعضائها "محمد أرسلان" من الدروز و"حسين بَيهم" من المسلمين و"إبراهيم اليازجي" و"ابن بطرس البستاني" من النصارى، ومن برنامجها التوفيق بين الطوائف وبعث القومية العربية في النفوس بالإضافة إلى غايتها المخفية والتي كانت استعمارية تبشيرية باسم العلم والتي كانت تتجلى ببعث الثقافة الغربية والحضارة الغربية بين الناس.
وفي سنة 1875م تأسست في بيروت "الجمعية السرية" كحزب سياسي قام على أساس فكرة القومية العربية، وتُعتبر أول حزب سياسي قام في البلاد الإسلامية دعت للعروبة وللقومية، وأثارت العداء للدولة العثمانية والتي أسمتها الدولة "التركية"، وعملت على فصل الدين عن الدولة، وتحويل الولاء عن العقيدة الإسلامية بين المسلمين، واتهام تركيا بأنها اغتصبت الخلافة من العرب وأنها فرّطت في الدين الإسلامي، مع أن القائمين بهذه #الجمعية السرية والمتولين أمرها نصارى يحقدون على الإسلام!!
والذي يجزم به من تَتَبع تاريخ هذه الحركات و #الجمعيات أن الغربيين هم الذين أنشأوها وأنهم كانوا يراقبونها ويشرفون عليها ويهتمون بها. فقد كانت من نتائج أعمال الدول الأوروبية في بيروت تخريب وتغريب الأفكار والنفوس بين مختلف قطاعات المجتمع من النساء إلى الشباب، إلى الطلاب وحتى الكهول (سنة 1907م ظهرت في بلاد الشام جمعية تبشيرية خاصة بالكهول).
ولقد أثبتت الوقائع أن معظم الكوارث التي أصيبت بها بلدان العالم الإسلامي كانت بناء على دراسة وتخطيط المبشرين وتلامذة الإرساليات التبشيرية. أما دور مركز اسطنبول في العمل على ضرب الخلافة العثمانية فسنتطرق إليه إن شاء الله في الحلقة القادمة من سلسلة دور #العلم والغزو التبشيري في إزالة الإسلام من العلاقات والمعاملات وطرق العيش، وفي هدم الدولة الإسلامية.

كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رنا مصطفى

Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Feb 19 2017, 07:55 PM
مشاركة #15


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



دور #العلم والغزو التبشيري في هدم #الدولة_الإسلامية - الحلقة الخامسة


- فرق تسد -

=======================


قام الغربيون بوسائلهم الخفية بتشجيع الحركات الانفصالية عند المسلمين أنفسهم في داخل كيان#الدولة بين الترك والعرب، فشجعوا الحركات #القومية وساعدوا على قيام الأحزاب السياسية التركية والعربية كحزب #تركيا الفتاة أو الاتحاد والترقي وكحزب #الاستقلال العربي وحزب العهد... الخ
وكان من أهم أعمالهم وأفظعها إنشاء تلك #الجمعية "#الاتحاد_والترقي" والتي تأسست في بادئ الأمر في باريس على يد شبان أتراك تشبعوا بالأفكار الفرنسية وأمعنوا في دراسة الثورة الفرنسية، وقد تأسست كجمعية سرية ثورية بزعامة "أحمد رضا بك"، وكان من الشخصيات عند الناس، وكانت فكرته نقل الحضارة الغربية إلى بلاده تركيا. وقد أسست هذه الجمعية لها فروعاً أخرى في برلين وسلانيك واسطنبول.
وكان مركز باريس منظماً تنظيماً دقيقاً، وكان برنامجه متطرفا، ووسائل الدعاية التي يعتمد عليها قوية ومتينة. وكانت لهم جريدة باسم "الأنباء" تُهرَّب إلى اسطنبول مع البريد الأوروبي، فيتلقفها جماعة من الأتراك يتعهدون توزيعها سراً، وكانوا يصدرون نشرات سياسية تُهرَّب بنفس الأسلوب. وقد لقيت دعما من المحفل الماسوني الإيطالي الأكبر في سالونيك وغيره من المحافل الماسونية التي كان أعضاؤها مندمجين بجمعية "الاتحاد والترقي" و"تركيا الفتاة". وظلت كذلك حتى سنة 1908م حيث قامت بالانقلاب واستولت على الحكم، وظهرت قوتها، وأظهرت أوروبا رضاها عنها.
صارت هذه الجمعية تتحكم في الدولة كلها متمثلة في جماعة الحزب الحاكم وأنصاره الذين يرون أن الإسلام وحده غير صالح لهذا العصر، بل الصلاح كله في الأفكار الغربية والحضارة الغربية، ويرون المحافظة على القومية التركية من أهم أعمالهم، وصاروا يفتخرون بالوطنية إذ كانوا يرون تفضيل تركيا على باقي البلاد الإسلامية، وتفضيل التركي على سائر المسلمين.
وهكذا بدأ معول الهدم في جسم الدولة، إذ القومية هي أخطر رابطة تفصل بين الناس وتوجد بينهم العداوة والبغضاء والحروب. فبعد أن أوهموا أن هذه الجمعية عند نشأتها لجميع رعايا الدولة العثمانية لا فرق بين تركي وعربي وألباني وشركسي، إلا أنهم بعد استلامها الحكم حرموا العرب في هذه الجمعية من المراكز الحساسة فيها وحولوها إلى جمعية تركية. وبذلك أثاروا التعصب ضد العرب خاصة، وأتبعوا التمييز ضدهم في الجيش أيضاً وانتزعوا وزارة الأوقاف وسلموها لتركي وكذلك الداخلية والخارجية، كما أرسلوا عن تعمد ولاة أتراكاً للبلاد العربية ممن لا يعرفون #اللغة_العربية، فقد تنكروا للغة العربية دون أن يأبهوا لكونها لغة #القرآن_الكريم وجعلوا اللغة التركية هي اللغة الرسمية، وصاروا يُعلِّمون النحو والصرف باللغة التركية.
ومن جهة أخرى تغلغل الإنجليز والفرنسيون أيضا في صفوف العرب الذين أخذوا يحملون النعرة القومية، وفتحوا لهم خزائن بلادهم، ونشطت سفاراتهم في الاتصال بهم، وساهموا بعقد مؤتمر للشباب العرب بتاريخ 18 حزيران/يونيو سنة 1913م في باريس، فكان ذلك أول إعلان عن انحياز القوميين العرب إلى إنجلترا وفرنسا ضد دولتهم العثمانية.
قام رجال حزب الاتحاد والترقي بتأسيس جمعية "ترك أوجاغي أي العائلة التركية" كَردٍّ على هذا المؤتمر وجعلوا غايتها محو الإسلام، وبدأت حركة التتريك في مختلف الولايات العثمانية واستهدفت تعميم اللغة التركية عن طريق تشجيع نشر المؤلفات والمطبوعات لهذه اللغة، فأصدروا في العراق والشام فضلاً عن اسطنبول العديد من الصحف والمجلات التركية التي بلغ مجموعها تقريبا أربعين صحيفة بين عامي 1895م - 1907م.
وهكذا أثمرت أساليب إثارة النعرة القومية، والنزعة #الوطنية، فتحول الولاء عن الإسلام وأصبح المقياس عند الذين يباشرون السلطان في الدولة هو #القومية و #الوطنية، حتى الدعوة في سبيل توحيد صفوف الرعية من عرب أو ترك...

كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رنا مصطفى

Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Feb 19 2017, 07:56 PM
مشاركة #16


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



دور #العلم والغزو التبشيري في هدم #الدولة_الإسلامية - الحلقة السادسة والأخيرة


((مناهج التعليم نظرة وجود للغرب الحقود))

===============


لقد كان أثر #الغزو_الثقافي أشد فتكا وضررا من تأثير المدافع والصواريخ والطائرات، فهو يقتل أجيالاً متعاقبة ويقضي عليها قبل أن تولد. فالأمة المهزومة فكريا تنقاد طواعية لإرادة غازيها، وتسلم رقبتها إلى جزارها عن رضا وقناعة دون أن تفكر بالتمرد أو أن تسعى في سبيل الخلاص. فالغزو الفكري هو استعمار أمة من الأمم استعمارا ثقافيا بأسلحة فكرية للهيمنة على عقول أفرادها وزعزعة الثوابت التي ينطلقون منها بالإضافة إلى التشويش على أفهامها مما يدمر قواها الداخلية ويحطم مقوماتها... وهذا ما قد حصل للأمة الإسلامية، فقد صرف الغزو الثقافي المسلمين عن دينهم وساهم في تغيير انتماءاتهم ومسخ هويتهم، فأضعفهم وأبعدهم عن وعي واقعهم المرير وأشغلهم بأنفسهم...
لقد غزا الغرب بلاد المسلمين بسلاح العلم الذي ينتشر من خلال المدارس والمعاهد والجامعات إذ يقول القس زويمر (المدارس أحسن ما يعول عليه المبشرون في التحكم بالمسلمين) وللأسف فقد أقبل المسلمون عليها بكثرة ينهلون منها ولا يميزون صحيحها من فاسدها ونفعها من ضرها، هذه المدارس التي أحيت الثقافات الجاهلية وسعت إلى تمجيد قيم الغرب في نفوس المسلمين المبهورين بما عند الغرب من تطور وتقدم صناعي آنذاك، فنشأ جيل مثقف بثقافة الغرب ويحمل راية الاستشراق ويدعو إليه...
وكان من جراء ذلك وبالإضافة للكثير من العوامل الأخرى والتي ساهمت بإضعاف الأمة الإسلامية، أن استطاع الغرب هدم الخلافة العثمانية وتمزيق #الأمة إلى دويلات مع الاستمرار بغرز هذا السلاح المسموم في قلب الأمة وعقلها وطريقة تفكيرها...
نعم لقد نجح #الغرب في القضاء على دولة المسلمين وفي هزيمة المسلمين، لكنهم لم ينجحوا في هزيمة الإسلام، ولأن الغرب يعلم أن بقاء #الإسلام حيا في نفوس المسلمين سيؤدي إلى نهضتهم من جديد وتعود دولتهم من جديد، لذلك ما زال يركز على إضعاف الإسلام عن طريق #مناهج_التعليم وتغريب ثقافة الأمة، فهم ينظرون إلى هذه المناهج نظرة مصيرية، نظرة وجود.

كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رنا مصطفى

Go to the top of the page
 
+Quote Post
موسى عبد الشكور
المشاركة Feb 20 2017, 07:42 AM
مشاركة #17


كاتب وباحث إسلامي
صورة المجموعة

المجموعة: الكتّاب
المشاركات: 749
التسجيل: 27-September 11
رقم العضوية: 1,706



مناهج الاسلام واثرها في التقدم العلمي العالمي الحالي
المهندس: موسى عبدالشكور

يقول الحق تبارك وتعالى: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ، وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ، تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا، سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ}، ولم تكن هذه الملامح الإيمانية والصفات الخُلقية الرفيعة إلا نتاجا لمنهج الإسلام في التربية والتعليم، لإيجاد الشخصيات الإسلامية المتميزة في كل الميادين . فالمعلم الأول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد أرسى قواعد التعليم ووضع المناهج لبناء الشخصيات الإسلامية أول مرة في التاريخ البشري، وتخرج من مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم كبار رجالات التاريخ من الصحابة الكرام، ومن جاء بعدهم من القادة والساسة والعلماء الافذاذ. ولقد بقي المسلمون قرونا طويلة من تاريخهم المجيد يخرجون أجيال مجاهدة متفقهة، سادوا في القارات الثلاثة المعروفة خلال مائة عام وتفوقوا على أقرانهم من الأمم الأخرى في مجالات الحياة جميعا. ولكنهم في القرن الآخير تراجعوا حتى أصبحوا في ذيل الأمم، بل سيطرت عليهم الأمم وصاروا أصفارا على شمال هيئة الأمم والسبب واضح وهو قلة التمسك بالدين الذين هو عصمة الأمر، وبدا ذلك جليا على المسلمين منذ أواخر عهد الدولة العثمانية عندما اتجهوا لتغريب مناهجهم الدراسية وتغيير أنماط معيشتهم، واكتمل التفاف حبل المشنقة الغربي حول أعناقهم بهدم دولة خلافتهم، وتقسيم بلادهم، واستبدال نظام الحكم الاسلامي بحكم علماني اثيم. حيث تم البدء في أكبر عملية تغيير في مناهج التعليم لدى المسلمين فكان التخلي عن بناء الشخصيات الإسلامية ، وإبعاد المسلمين عن العقيدة والجهاد والفقه والتاريخ الإسلامي واللغة العربية، ليتم سلخ المسلمين عن دينهم وتاريخهم ولغتهم بكل ما تعني الكلمة من معنى بمسارات ثلاثة لايجاد دين جديد يكون خفيفا على اسماع الغرب الكافر وتغيير الثقافة الاسلاميه بثقافة التطبيع وثقافة السلام ثقافة محاربة الارهاب وعلو الاجنبي مهما كان
ومن هنا فليس غريبا بعد ذلك ألا ترى في جيوش المسلمين خالدا وعمروا وصلاح الدين، وليس غريبا ألا ترى في فقهائنا أبا حنيفة والشافعي ومالكا وابن حنبل، ولا ترى في علمائنا كِنديا ولا رازيا ولا جزريا ولا ابن هيثم، وليس غريبا ألا ترى في مؤرخينا ابن خلدون ولا واقديا ولا طبريا ولا ابن أثير، وليس غريبا ألا ترى في نسائنا خنساءً ولا هندا ولا سكينة ولا خولة، إلا ما ندر، والنادر لا حكم له.
فعموم أمتنا اليوم نتاج للمناهج المدرسية البائسة التي تصاغ بما يمليه الغرب الكافر عليها من افكار تخدم مصالحة لضمان تفوقة على الامة الاسلاميه ولقلب حركة التاريخ الاسلامي الزاهر الذي عاشه المسلمون في في ظل مناهج الاسلام في التربية والعلوم حين كانت اوروبا على العكس تماما.
فقد كان عقاب الكنيسة لمن يصرح بفكرة علمية طبيعية، مثل كروية الأرض أو دورانها أو مثل ظاهرة قوس المطر الحرق حياً أو الإعدام شنقاً لان الكنيسه تعتبر العلوم كفرا ومن الشيطان ثم غيروا بعد هزيمتهم في الشام ومصر وشمال افريقيا وملاحقتهم الى اوروبا والتي كان لها الاثر الاكبر في البحث عن سبب تقدم المسلمين عليهم فرافق الحروب الصليبيه لصوص العلم الذين عملوا سرا لصالح الكنيسه وبتوجيهها وتم سرقه الكتب الكثيره التي تم الاستيلاء عليها اثناء هذه الحروب وقد تسترت الكنيسه على معظم هذه الكتب حتى هذه اللحظه لانهم قد افهموا الناس بان الاسلام والمسلمين هم العدو والشطيان لذلك فيجب اخفاء مصادرها الاسلاميه وقد تم الافراج عن بعضها بعد ان تم ترجمتها الى اللغات الاوروبيه دون ذكر اسم الكاتب وادعوا بانها من علمائهم .
ولا زال النصارى الاوروبيين ينكرون مصدر علومهم وقد اشتغل علماء اوروبا مثل جاليليو وليوناردو دافن شي بابحاث المسلمين دون ذكر أي اثر للمسلمين حيث ظهرت الحركه العلميه في اوروبا في نفس الفتره التي توقف فيها التقدم العلمي عند المسلمين سنه1650م"حيث انحسر التقدم العلمي للمسلمين وتناسوا وجود مئات الالفاظ العربيه والتي ما زالت تستعمل حتى وقتنا الحالي كما قال باحثوهم وكذلك وجود الاجهزه والادوات العلميه المستخدمه في الطب والهندسه حتى الان ويكفي شهادات العلماء الاوروبيين بما تم نقله عن المسلمين من علوم وهي كثيره لا مجال لذكرها
ويكفينا ما ورد في رساله الملك جورج الثاني ملك إنجلترا مع ابنة أخيه الأميرة دوبانت ورئيس ديوانه على رأس بعثة إلى إشبيلية لما كان المسلمين يحكمون الاندلس والممهوره بخادمكم المطيع جورج ملك إنجلترا ويكفينا ايضا الحديث عن فردريك ملك صقلية فقد كان عربياً في كل شيء خلا النسب، وكان يقرأ ويكتب بالعربية وكانت حياة قصره عربية، وعندما أسس أول جامعة في أوروبا وهي جامعة نابولي سنة 1224م كانت الأفواج الأولى من المدرسين فيها عرباً ومسلمين.
ومن الصعب أن نذكر ما أنجزه المسلمون عبر القرون السابقة، وسنقتصر على بعض الإسهامات والإنجازات في بعض العلوم و الهندسه والتي اثرت في التقدم الذي نعيشه اليوم
فقد يظنَّ البعض ان المسلمين اقتصروا على دراسة علوم الشريعة فقط، لاننا فتحنا اعيننا على ما انتجته الحضاره الغربيه التي تنكرت لانجازات المسلمين في العلوم الا ما ذكر على استحياء من قبل الاوروبيين والصحيح إن علوم الكون والحياة، هي نتائج البحث المتواصل لدراسات وعلوم قد تم انتاجها من قبل المسلمين فقد جاء الإسلام ليحقق الخير للبشرية في مختلف جوانب الحياة وساعرض على مسامعكم بعض ما اثمرته حضارة الاسلام ومناهج التعليم فيه وهذا العرض معظمه ماخوذ من بعض شهادات مفكري الغرب المنصفين الذين لم يستطيعوا انكاره
فقد عرض التلفزيون الالماني فلما وثائقيا بعنوان علوم الاسلام الدفينه استعرض فيه دور المسلمين في العلوم وعلاقه ما انتجه المسلمون من علوم والعلوم والتقدم الحالي في اوروبا هذا الفلم الذي لم يحاول المسلمين عمل فلم مثله لتوضيح علاقه علوم أو روبا بعلماء المسلمين ؟
ففي مجال الطب وعندما كان النصارى يعالجون الامراض بحلق الشعر ورسم صليب على جلده الراس كان المسلمون يجرون العمليات الجراحيه المعقده فقد انتجوا مايلزم من ادوات للجراحه وتشخيص الإمراض لا زالت تستعمل حتى الان والمرض عند الكنيسة ينشأ من ارتكاب الخطايا, وهو من صنع الله وما صنعه الله لا يشفيه الإنسان وإنما يشفى بوسائل الغفران التي تقررها الكنيسة وهي الاعتراف بالخطايا أمام الكاهن , وبه تطهر الأجسام وتبرأ.
ومن أهم مآثر المسلمين وإنجازاتهم في ميدان الصيدلة والأدوية إدخالهما في نظام المراقبة، على الصيادله ,الصيدليات من خلال وظيفة الحسبة التي تقوم على أساس الأمر بالمعروف والنهي عن وقد سُنَّ امتحانُ الصيادلة في عهد المعتصم، أي منذ عام 221 ه
وقد أقيمت الصيدليات ملحقة ب المستشفيات، وأقيم المستشفى ميداني في المعركة صنفت الادويه في الكتب مثل "الجامع لمفردات الأدوية والأغذية" لابن البيطار و قد وجد فيها اكثر من اربعة الاف كتاب طب مختلف و كما كان المسلمين أول من كتب الطب شعراً من أجل سهولة الحفظ عند طلبة كلية الطب
اما علم الكيمياء فجابر بن حيان وضع أسس علم الكيمياء الحديث، ويعتبر ابو الكيمياء لاكتشافه الاحماض التي ساهمت في صناعه الادويه وصباغة النسيج وصناعة الزجاج وتحضير الزيوت والعطور، والصلب واستخراج المعادن والدباغه وصناعه الورق التي ادت الى انتشار الكتب والتي ادت الى الطباعه وطوروا طرق الصهر والإذابة والترشيح والتبلور والتقطير، وأكسدة الفلزات.
اما علم الهندسة عند المسلمين " علم الحيل النافعة "فهو من العلوم الرياضية التي تستدعي إعمال العقل، فكان الإبداع في مجال الحيل النافعة ان الإسلام كرَّم العبيد؛ فمنع إرهاقهم وحرم تحميل الحيوانات فوق طاقتها وضرورات التعمير والبناء وضمان الانتصار في الحرب التي صاحبت اتساع الدوله الإسلامية مما ادى الى السبق في مجال العلم والتكنولوجيا عند المسلمين واختراع الانسان الالي وغيره قبل ما يقارب الف عام ولم يصنعه المسلمون من اجل الشقاء ولا من اجل استغلال الاخرين لقد كان همهم الاول راحة وسعادة الانسان لانها قربى الى الله وكذلك حياة كريمة للنفس فكان الطب ومحاولات القضاء على الفقر وكان علم الري والزراعه وعلم معرفة الوقت وبداية الاهلة لارتباطها بمواقيت الصلاة والصوم فكان علم الفلك وصناعة الساعات
وقد إضاف المسلمين لعلم الهندسة وعلم الحيل النافعة الشيئ الكثير فالكندي ألف الرسائل المختلفة في تقسيم المثلث والمربع واستخرج سمت القبلة، وكان يرجع إلى مؤلفاته المعماريون عند القيام بحفر الأقنية والجداول بين دجلة والفرات، وأدخل المسلمون أيضا المماس والقواطع، واستخدموا فن الزخرفة الذي يعتمد على قواعد هندسية في رسم المغلقات، وترتيب الخطوط، وجمع المسلمون بين الهندسة والجبر، ولذلك يُعتبرون واضعي الهندسة التحليلية
وقد ظل المسلمون يبدعون ويضيفون الكثير لعلم الهندسة حتى تبلورت تقنيات الهندسة الميكانيكية في العالم الإسلامي منذ القرن الثالث الهجري ليتاسس علم الهندسة او "الحيل النافعة"، وهي آلات وتجهيزات يعتمد البحث فيها على حركة الهواء (نيوماتك)، أو حركة السوائل واتزانها (الهيدروليك) ووضعوا له القواعد العلمية التي بني عليها علو الهندسة ، وصنفوا فيه كتبًا رائدة، لا يزال الكثير منها مجهولاً أو مفقودًا.
ويمثل علم "الحيل النافعة" او الهندسه الجانب التقني المتقدم لغاية وهي: "الحصول على الفعل الكبير من الجهد اليسير"، اي استعمال الحيلة مكان القوة، والعقل مكان العضلات، والآلة بدل البدن لرفع المشقة عنه وكان جليا في رفع الأحجار ومواد البناء لإتمام الأبنية العالية من مساجد ومآذن وقناطر وسدود فصنع المسلمون الات رفع ساعدت على إنجاز تلك الأعمال الخالدة.. وإلا فكيف يمكن أن ترفع مئذنة فوق سطح مسجد سبعين مترا.. أي ما يزيد على عشرين طابق
وقد اشتهر في هذا المجال :
ابناء موسى بن شاكر: واشتهروا بكتابهم القيم المعروف باسم "حيل ابناء موسى".ويحتوي هذا الكتاب على مائة تركيب ميكانيكي مع شروح تفصيلية لطرائق التركيب والتشغيل.فعتبر اساسا لعلم التحكم الآلي وبذلك سبقوا به أوروبا بخمسمائة عام، وقد اخترع أحمد بن موسى قنديلا آليا يتشعل نفسه وترتفع فيــه الفتيلة تلقائيا ويصب الزيت بنفسه ولا يمكن للرياح إطفاءه
ثابت بن قرة: سنة 221 هـ / 834 م اوجد علم التكامل والتفاضل وشرح العلاقة بين الجبر والهندسة وقـد وضع ثابت بن قره كتابا عن قوانين الروافع ومعادلاتها وحساباتها وقد ترجم وكان لهذا الكتاب فضل كبيـــر في النهضة الصناعية الحديثة...
أحمد بن خلف المرادي:الف كتاب في الحيل النافعة بعنوان "الأسرار في نتائج الأفكار" ويحوي على شرح عن الطواحين والمكابس المائية، ويشرح أكثر من ثلاثين نوعا من الآلات الميكانيكية، وساعة شمسية متطورة جدا .ومن أمثلة التقنيات المتقدمة "الانسان الالي " التى صورها كتاب المرادي: "حامل المصحف" الموجود في جامع قرطبة، ويتيح تناول نسخة نادرة من القرآن الكريم، وقراءتها دون أن تمسها الأيدي بطريقة آلية
عبد الرحمن بن أحمد بن يونس: وهو عبد الرحمن بن أحمد بن يونس، توفي في سنة 1009م، وهو الذي اخترع الرقاص (البندول وقد سبق غاليليو الإيطالي بستمائة عام
اما بديع الزمان الجزري:قام بتصميم الساعات وآلات رفع الماء. والروافع آلالية، وتحويل الحركة الخطية إلى حركة دائرية بواسطة التروس المسننة، وهو الأساس الذي تقوم عليه جميع المحركات العصرية، وله كتاب "الجامع بين العلم والعمل النافع في صناعة الحيل" وقد ترجم هذا الكتاب إلى الإنجليزية وفيه وصف لتصميم مضخة يعتبرها المؤرخون الجدد الأقرب للآلة البخارية، ويُعد الجزرى أول من اخترع الإنسان الآلي المتحرك، وكان ذلك بغرض الخدمة في المنزل، فقد طلب منه الخليفة الملك الصالح أبي الفتح قره أرسلان أمير ماردين في تركيا أن يصنع له آلة تغنيه عن الخدم كلما رغب في الوضوء للصلاة، فصنع له الجزري آلة على هيئة غلام يتقدم ويصب الماء من الإبريق بمقدار معين، فإذا انتهى يقدم له المنشفة تم يعود إلى مكانه
تقي الدين الدمشقي: صاحب كتاب "الطرق السنية في الآلات الروحانية"، وفيه وصف العديد من الأجهزة الميكانيكية مثل: الساعات المائية والآلية والرملية، والروافع بالبكرات والتروس (المسننات)، والنافورات المائية، وآلات الدوران بمفهوم الرسم الهندسي الحديث ذي المساقط، وله كتاب "المضخة ذات الأسطوانات الست"، هو الأساس الذى قامت عليه تقنية المحركات والضواغط الحديثة متعددة الأسطوانات.
وكلنا تعرفون القصة التي وقعت أحداثها في سنة 807 م، حينما أرسل الخليفة العباسي هارون الرشيد هدية عجيبة إلى شارلمان ملك الفرنجة، وكانت عبارة عن ساعة ضخمة بارتفاع حائط الغرفة تتحرك بواسطة قوة مائية، وأثارت دهشة الملك وحاشيته، ولكن رهبان القصر اعتقدوا أن في داخل الساعة شيطانا يحركها، فتربصوا به ليلا، وحطموها ولم يجدوا بداخلها شيطانا
أما تأثير المسلمين في الهندسة المدنيه فانتشار القصور والمساجد وغيرها لا زال ماثلا بل يحدث عن نفسه في مختلف مدن العالم الاسلامي فمن فقصر الحمراء الذي يزوره سنويًا ما بين (50 - 60) مليون نسمة، من جميع أنحاء العالم فالدخل اليومي أكثر من مليون ومئتي ألف يورو عند باب قصر الحمراء،
أما الصناعة فازدهرت بشكل كبير لتوفر المواد البشرية و الخامات الطبيعية التي نحتاجها مثل صناعة النسيج و صناعة السفن و الأخشاب و المصانع العسكريه و الصناعات الغذائية و الصناعات الجلدية والزجاج و استخراج المعادن مثل الذهب و الفضة و الحديد و الرصاص و الكبريت و النحاس و الرخام.
و قد نشأت المصانع الحكومية التابعة للدولة مثل صناعة البلاط و المطرزات و مصانع الصابون و الشمع و الزجاج و الخزف و الورق و قد أنشأت دار الكسوة لعمل ملابس لثياب موظفي الدولة صيفا و شتاءا
اما في مجال الزراعه فقد تم دفع الماء بالقنوات وقد ازدهرت الزراعة وانتشرت المدارس الزراعية زمن العباسيين فتوسعوا في البحث و درسوا أنواع النباتات و صلاحية التربة و استعملوا الأسمدة. وحفر القنوات و بناء السدود وشقوا الجداول وضعوا تقويما للزراعة عرف بالتقويم القرطبي كدليل لزراعة النباتات و مواعيدها. واعتنوا بالثروة الحيوانية لتوفير الغذاء و الكساء و صناعة النسيج
واهتم المسلمون بالمكتبات وأنشأ المستنصر بالله مكتبة عظيمة تحوي على ما يزيد على 400 ألف مصنف في شتى العلوم والفنون
بالاضافه لكل هذا حاول بعض الأوربيين التقليل من شأن المسلمين في نهضة أوروبا العلميه وازدهارها وهم ينسون مثلاً أن الإدريسي والخازن قد سبقا نيوتن في القول بالجاذبية، وأن ابن النفيس قد سبق (هارفي) إلى كشف الدورة الدموية، وأن ابن مسكويه قد سبق (دارون) في القول بالتطور، وابن خلدون قد سبق (لامارك) في القول في أثر البيئة على الأحياء، وأن ابن سينا قد سبق علماء الغرب في الطب والمعادن والنبات والحيوان، وأن ابن يونس وابن حمزة قد مهدوا كثيراً بكشوفهما إلى معرفة اللوغاريتمات وحساب التكامل والتفاضل، وأن الخوارزمي أول من ألف في الحساب والجبر بطريقة علمية منظمة، وأول من استعمل الأرقام في الحساب
وللدلالة على عظم التراث العلمي للمسلمين ما خلفوه في خزائن الكتب الموجودة في وبذلك فقد كان للحضارة الاسلامية فضل جليل على العالم اجمع. ولا زال الاوروبيين يحتفضون حتى الآن بمخطوطات إكتشافات العلماء المسلمين من أمثال إبن سيناء و إبن رشد و المقريزي و الفارابي في متاحفهم كدليل على كذب إدعائاتهم وكذلك المصطلحات العربيه والتي لا زالت مستخدمه في مختلف العلوم فانها بالمئات والمجال لا يتسع لذكرها وهي موجوده في الكتب وعلى الانترنت لمن اراد
اما في مجال الجامعات فان اول جامعة قد تم بنائها من قبل المسلمين فقد انشاتها فاطمة الفهريه وهي الان جامعة القرويين في فاس ثم انتقلت للعالم الاسلاميه كله ثم اوروبا واما البحث العلمي فكان المأمون او من اسس دار الحكمه وقد اسس مرصدا لرصد النجوم وعلم الفلك وكان التعليم مجانا بالاضافة لكسوة الطالب وطعامة وراتبه الشهري وانشأ الخلفاء الكثير من التكايا خدمة للعلم و ترجمة الكتب التي كانت توزن بالذهب
اما اليوم فان الحكومات في العالم الاسلامي وللأسف مهتمة بترسيخ وجودها وليس بتشجيع العلم والعلماء وهم يشجعون الفن الراقص والسينما والتلفزيون والنشاطات الرياضيه والفضائيات لما له من تأثير في تلهية الجماهير عن الحق وهو المطلوب إثباته وعلى هذا فالمشكله في المناهج ومؤسسات التعليم والجامعات والصناعه وهي مشكله سياسيه تتبناها الانظمه للحفاظ على الكراسي وخلق جيل خادم للنظام حيث تضع الدوله الخطط الازمه لتمييع المجتمع والفئه المتعلمه وتصرف الميزانيات على ثقافه التبعيه للانظمه والغرب الكافر فلم تعد برامج الفضائيات ترفا أو رفاهية، بل أصبحت ضرورة ومعيارا أساسيا لتقدم الدول بدل التقدم العلمي لهذا هناك الآن تنافس بين الدول بعدد الفضائيات لا بعدد الجامعات وعدد المصانع والاكتفاء الذاتي ورفاهيه المجتمعات وسعادتها وما زال السباق في عالمنا الاسلامي نحو الفضاء منحصرا في سباق القنوات الفضائية ـ وبخاصة في شهر رمضان المبارك
وهذا هو الهدف من هذه الحملة الضخمة التي استهدفت تغيير المناهج وتفكيك الوسط التعليمي واستغلالها في خدمة الفئة الحاكمه لاستقطاب جيل معالج فكريا لضمه إلى مشروع السلطة أي القبول بالواقع وعدم معارضته بل تبرير مواقفه والدفاع عنه ,هذه هي سياسات الدول القائمه في العالم الاسلامي وهي عكس ما كان في مختلف عصور دوله الخلافه الاسلاميه
إن إصلاح التعليم المرجو هو صبغ المعرفة الحديثة ذاتها بالصبغة الإسلامية التي تجسد مبادئ الإسلام في منهجيته و استراتيجيتة في علو الاسلام و يكون اساسا لكل العلوم ويتحقق من خلالها الاهداف من الخلق وهو عبادة الله تعالى ولا يكون ذلك الا بدولة الخلافة الراشده القيبه باذن الله .
Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Feb 21 2017, 07:47 PM
مشاركة #18


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



حق #المرأة في #التعليم: بين #الواقع المظلم والخطابات الرنانة


==============


يبدو أن عام 2030 سيكون حافلاً بتغييرات جذرية مرتقبة، حسب رؤية #الأمم_المتحدة ومنظماتها المختلفة، فهو العام الموعود الذي تتحقق فيه رؤية الأمم المتحدة "تحويل عالمنا: جدول أعمال 2030 للتنمية المستدامة" التي أطلقت في أيلول/سبتمبر العام الماضي، ومن ضمنها القضاء على الفقر بجميع أشكاله وتحقيق المساواة بين الجنسين. وتتضمن 17 هدفاً منها #التعليم الجيد.
"اليوم، ومع إطلاق إطار العمل الخاص بالتعليم حتى عام 2030، وافقت حكومات عبر #العالم على كيفية تجسيد وعد للتغيير على أرض الواقع". بهذه الكلمات افتتحت المديرة العامة للمنظمة العالمية للتربية والعلوم والثقافة اليونسكو، إيرينا بوكوفا، الاجتماع الذي عُقد على هامش فعاليات الدورة الثامنة والثلاثين للمؤتمر العام لليونسكو في 4 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
لا شكَّ أن البشرية اليوم، تحتاج حقاً إلى من ينقذها من براثن الجهل والتجهيل، فملايين الأطفال محرومون من التعليم في أنحاء العالم بسبب الفقر والحروب والسياسات الحكومية الفاشلة. وذلك حسب تقارير الأمم المتحدة على مدى السنوات الأخيرة. حيث إن واحداً من بين كل ثلاثة أطفال خارج المدرسة يعيش في دولة متأثرة بنزاع. وفي 35 دولة تصنف على أنها الدول الأكثر تأثراً بالعنف، يتعرض 65 مليون طفل بين سن 3 و15 عاماً إلى خطر خسارة فرصة التعليم. وبحسب البيانات الواردة في التقرير العالمي لرصد التعليم للجميع في تموز/يوليو 2015، يزيد احتمال ترك الشابات اليافعات في المناطق المتأثرة بنزاعات للمدرسة في المرحلة الثانوية بنسبة 90% مقارنة مع نظيراتهن في #الدول الأخرى.
رغم كثرة الإحصائيات والتحذيرات بشأن انتشار حرمان #الأطفال من التعليم، والدعوات لإصلاح أنظمة التعليم، وبذل مزيد من الجهود لأجل توفير التعليم الأساسي على الأقل، للمحرومين في مناطق النزاع والمناطق النائية التي تعاني الفقر، إلا أن هذه الدعوات تبقى مجرد طاحون هواء لا تنتج. فلا أنظمة التعليم تحسنت، ولا الفقراء استطاعوا تعليم أبنائهم وبناتهم. بل تزداد الحروب ويزداد حرمان الفتيات والصبية من حقهم في التعليم في مناطق كثيرة نتيجة الحروب التي تغذيها وتشنها#الدول_الاستعمارية الكبرى، ويزداد #الفقراء فقراً، ولا يظل إلا صدى شعارات حقوق المرأة والطفل في التعليم.
فالرأسمالية بكل منظماتها لم تنتج سوى الجهل والدمار. فهذا أنتوني ليك المدير التنفيذي لمنظمة#اليونيسيف يقول في مقال له بعنوان: "جيل ضائع من الأطفال المحرومين من التعليم": "على الرغم من أن أعداد الأطفال المتأثرين بالنزاعات وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، فإن تمويل التعليم في حالات الطوارئ يبقى متدنياً للغاية. ففي سنة 2013 خصص أقل من 2% فقط من المساعدات التي قدمت لحالات الطوارئ لصالح فرص التعليم والتعلم". وشهد شاهد من أهلها!
لكن المثير للشفقة أن الأمم المتحدة لا تيأس! فعشرات السنوات منذ ظهور المبدأ الرأسمالي، وألوف الفتيات المحرومات من التعليم، لم تكن كافية لتُريهم أن سياساتهم فاشلة ولا تحقق ربع الأهداف التي تُرسم في كل اجتماع جديد، ولا تساوي قيمتها الحبر الذي كُتبت به. آلاف الدراسات من أخصائيي تربية، ومنظمات حقوقية ومتنفذين في سلك التعليم عن ضرورة تعليم الفتيات وما يحققه تعليم النساء من ازدهار وتنمية اقتصادية. لكنَّ الكلام شيءٌ والفعل شيءٌ آخر. فكل الرؤى المتعلقة بتعليم المرأة تنبع من بوتقة النظرة المادية، وفشل المنظرون في أطروحتهم المسماة "think out of the box" أو التفكير خارج الصندوق؛ فكل حلولهم مستقاة من نظريات المساواة التامة بين الجنسين العقيمة، وكأن المساواة هي مصباح علاء الدين الذي بمجرد مسحه سيخلص كل نساء العالم من #الفقر والحرمان من الحقوق الأساسية والتهميش والمهانة التي عانين منها في قرن ويزيد من الزمان.
يقوم #البنك_الدولي، ومنظمات الأمم المتحدة المختلفة كاليونسكو واليونيسيف وغيرها بدراسات دورية كل سنة عن أعداد المحرومات من التعليم من #النساء، وتُعقد الاجتماعات، وتسن القوانين واللوائح والتشريعات لأجل إعطاء المرأة حقها في التعليم. لكن الحديث كلَّه يدور حول تأكيدات على وجوب تعليم النساء، وليس على كيفية توفير فرص التعليم. وصل الإنسان للقمر ولا تزال الاجتماعات تناقش حق التعليم للمرأة، وإذا ما صدر قرار لخطوة جديدة في مسيرة الألف ميل، تصبح رأياً بعد عين لا تغادر ملفات الاجتماع.
وهذا كلامهم بألسنتهم يدينهم: "في الأول من كانون الثاني/يناير عام 2006، استفاق العالم على موعد نهائي قد فات. فقد بقي هدف التنمية الألفية: التعادل بين الجنسين في التعليم الأساسي والثانوي بحلول نهاية عام 2005، من دون أن يتحقق. ما يبعث على الإحباط هو أن ذلك الموعد النهائي كان هدفاً واقعياً يمكن تحقيقه. وتكمن مأساةُ هذا الفشل في العدد الذي لا يمكن تخيله من الأطفال، وغالبيتهم من الفتيات، ممن تركوا لمواجهة مستقبلٍ غامض" من تقرير اليونيسف (2005) حول منجزات النوع الاجتماعي وآفاق التعليم: تقرير الفجوة [الجزء الأول]، نيويورك: اليونيسف، ص4. ويقدم تقرير برنامج "التقدم من أجل الأطفال" تحليلاً مقارناً لكل منطقة، موضحاً أن أعظم الإنجازات في معدل الزيادات السنوية في المشاركة المدرسية في السنوات العشرين الماضية تحققت في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بزيادة بلغت 1.4 للأولاد و 1.2 للفتيات.
تُعلي #الرأسمالية من القيمة المادية، بل تكاد تكون هي القيمة الوحيدة في المبدأ والمسيرة لعقول أهله. فجُلُّ المعاملات تقوم على المنفعة والمصلحة، وحتى الجمعيات الخيرية وُجدت لأجل إزاحة العبء المادي عن الدولة. وهكذا تسيطر النظرة النفعية على المبدأ والقائمين عليه. وليس التعليم إلا جزءاً من هذه المنظومة وتتأثر النظرة له بالنظرة النفعية. فحرص الرأسماليين على المرأة وتعليمها نابع من ضرورة مساهمتها في الدخل القومي! حيث "وجدت الدراسات التي قام بها البنك الدولي بوجه إجمالي، أن سنة واحدة إضافية من التعليم الابتدائي أعلى من المتوسط يرفع معدل الأجر النهائي للفرد بنسبة 5-15%، مع تحقيق عائدات بصورة عامة للفتيات أعلى من الفتيان. وأن سنة واحدة إضافية من التعليم الثانوي إلى أعلى من المتوسط يرفع معدل الأجر النهائي للفرد بنسبة 15-25%، أعلى للفتيات من الفتيان." تي. بول شولتز. 2002. "لماذا ينبغي على الحكومات أن تستثمر أكثر في تعليم الفتيات." التنمية العالمية 30. كما ذكر تقرير أبحاث السياسة للبنك الدولي عن المساواة بين الجنسين والتنمية، أن "زيادة عدد النساء اللواتي يحصلن على التعليم الثانوي تنمي معدل الدخل الفردي". وبعد هذا تُطرح على الساحة قضية تعليم المرأة في الإسلام وتهميش الإسلام للمرأة وظلمه لها، باستغلال بعض المعتقدات والعادات الخاطئة التي يمارسها المسلمون، وذلك رغم غياب دولة الخلافة التي تطبق الإسلام على أرض الواقع. ويتم تجاهل الواقع المزري الذي تعيشه المرأة في ظل الرأسمالية حيث مئات من الفتيات محرومات من التعليم، ويتم تجاهل إهمال الأنظمة بحق شعوبها وعدم وجود بنى تحتية وتمويل كافٍ ليُسلَّط الضوء على زواج القاصرات أو تعدد الزوجات كمنطلق لمحاربة أحكام الإسلام.
إنَّ كلَّ الجهود المبذولة لأجل توفير فرص أكثر لتعليم النساء حول العالم لا تصب إلى في خانة إدانة الغرب، وإظهار عورته وسوأة الرأسماليين الذين يهدرون الوقت في التنظير بينما في كل لحظة هناك ألوف من النساء يخسرن فرصاً جديدة في الحصول على تعليم جيد. وذلك بسبب السياسات العقيمة التي تنفذها الدول الغربية والقائمة على شيطنة الآخر وفرض النظرة الغربية. فهذه نجاة بلقاسم، وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث في #فرنسا، فإنها قالت، في افتتاح الجلسة في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي: "إن الاقتناع الذي تسترشد بها سياساتنا إنما يتمثل في أن أوجه عدم المساواة ليست أمراً محتوماً. أما المسؤولية الملقاة على عاتقنا فهي أن نسعى لكي لا تشكل خلفية الطلبة عائقاً أمام آفاق تعليمهم وفرصهم المستقبلية". كما أنها أبرزت أهمية التعليم من أجل تحقيق المواطنة العالمية، مشيرةً إلى الدور الأساسي للمدارس في مكافحة التطرف وتعزيز القيم الخاصة بالحرية والتسامح وعدم التمييز. هذا في الوقت الذي تحارب فيه بلادها المسلمات وتفرض عليهن الاختيار بين الحق في التعليم أو التمسك بشعائر العقيدة الإسلامية!

كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بيان جمال

Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Feb 21 2017, 07:49 PM
مشاركة #19


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



#التعليم في #العالم_العربي... صورة قاتمة تندر فيها الألوان المبهجة!


=================


يعيش التعليم في العالم العربي حالة مأساوية، ويعاني أزمة خانقة، صحيح أنه لا يمكن التعامل مع#الدول_العربية جميعاً بنفس الطريقة من حيث بحث وتحليل الواقع التعليمي فيها، نظراً للخصوصية التي تحملها كل دولة وارتباطها بأحداثها الداخلية من ثورات وحروب وصراعات وغيرها من الأحداث التي أثرت على التعليم كما أثرت على غيره من القطاعات، ولكن رغم هذا الاختلاف فإن حال التعليم في العالم العربي يكاد يكون واحداً، ومشاكله مشتركة.
فتدني جودة التعليم مشكلة يعاني منها العالم العربي بتفاوت بسيط بين دوله، فقد حصلت هذه الدول على مراتب متدنية في مؤشر جودة التعليم الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2015-2016م، فعلى سبيل المثال جاءت البحرين في المركز 33 والأردن في المرتبة 45، أما تونس فجاءت في المركز 84 عالميا، فيما احتلت المغرب المرتبة 101 ثم الجزائر في المركز 119 وموريتانيا في المركز 129، بينما احتلت مصر المرتبة قبل الأخيرة على مستوى 140 دولة شملها#التقرير.
ويرجع هذا التدني في جودة التعليم إلى عوامل عدة أهمها مناهج التعليم وأساليبه القائمة على التلقين والحفظ دون التحليل والفهم، وغياب المواد التي تنمي الحس النقدي والتفكير لدى الطلبة، ونستحضر هنا ما قالته إحدى الأمهات المصريات المشاركات في ما أطلق عليه "ثورة الأمهات ضد المناهج": "المناهج الحالية لم تنتج لا علماً ولا تطوراً حقيقياً في عقليات الأبناء بقدر ما أصابت الأولاد بانحناء في الظهر من ثقل الكتب في الحقائب المدرسية"، ولا ننسى أيضاً سياسات التعليم الفاشلة كالترفيع التلقائي للطلبة، ومن هذه العوامل أيضاً أن الميزانيات المخصصة للتعليم في العالم العربي لا تزال غير كافية وبعيدة عن التكافؤ مع الميزانيات المخصصة للقطاعات الأخرى، فعلى سبيل المثال أكد تقرير دولي صادر عن مرصد الحقوق الاجتماعية والاقتصادية تراجع الإنفاق الحكومي على التعليم في #الأردن منذ العام 2000 وحتى الآن، حيث إن الإنفاق الحكومي كان يصل إلى نحو 13% في ذلك العام لينخفض إلى زهاء 9% العام 2010. إضافة إلى عدم اهتمام هذه الدول بالبحث العلمي، فهو قياسا بالناتج المحلي الإجمالي يقل عن 0.8% في #المغرب و #تونس، وعن 0.5% في #مصر و #الأردن، وعن 0.2% في #السعودية و #الجزائر و #العراق و #الكويت.
وبعد أن عجزت الدولة عن توفير تعليم جيد بفرص متساوية لجميع الناس بسبب الفساد وسوء التخطيط طفا التعليم الخاص الذي يصب في مصلحة الاستثمار لا الجودة.
وقد دفع تدني جودة التعليم وغياب الرعاية والاهتمام بالمبدعين والمتفوقين من #الدولة، إضافة إلى عدم توفر فرص عمل للخريجين، دفع العديد من الطلاب إلى الهجرة إلى الدول الغربية، لطلب العلم أو للعمل بعد التخرج، وقد أظهرت بعض الدراسات التي قامت بها جامعة الدول العربية ومنظمة اليونيسكو والبنك الدولي أن العالم العربي يساهم في ثلث هِجرة الكفاءات من البلدان النامية، وأن 50% من الأطباء، و23%من المُهندسين، و15%من مجموع الكفاءات العربية المُتَخَرِجَة يهاجِرون متوجِهين إلى أوروبا والولايات المُتحِدة وكندا، وذكرت تقارير أن 54% من الطلاب العرب، الذين يدرسون في الخارج، لا يعودون إلى بلدانهم، وتأتي مصر في مقدمة الدول المصدرة للعقول إلى الخارج خاصة كندا والولايات المتحدة وألمانيا، وطبقا لبيانات اتحاد المصريين بالخارج، فإن تعداد علماء وأكاديميي مصر المقيمين بالخارج، يبلغ حوالي 86 ألف عالم وأكاديمي، منهم 1883 في تخصصات نووية نادرة، كما يضمون 42 رئيس جامعة حول العالم.
ومن مشاكل التعليم في العالم العربي والتي أثرت على جودته أيضاً تعيين معلمين غير مؤهلين وليس لديهم كفاءة لتدريس الطلبة ولا سيما في الصفوف الدنيا التي يتعلم فيها الطالب المهارات الأساسية من قراءة وكتابة وحساب، أو يتم إجبار معلمين على تدريس مواد غير تخصصهم الجامعي، ففي تقريرها السنوي حول التعليم لعام 2014 قالت اليونسكو إن 43 % من الأطفال في الدول العربية يفتقرون إلى المبادئ الأساسية للتعليم بسبب تردي قدرات المعلمين وافتقارهم للتدريب المناسب لأداء وظيفتهم. ومن جانب آخر فإن المعلم العربي مثقل بتكاليف الحياة التي لا يعينه ما يتقاضاه من راتب على أدائها، حتى إن بعض المعلمين اضطر لممارسة عمل إضافي لا يتناسب ومهنته لسد هذه التكاليف، كما أنه مثقل بجداول التدريس المزدحمة وبمطالب الوزارة التي لا تنتهي من خطط ووسائل ونشاطات وعدم توفر الإمكانات والوسائل التي تعينه على أداء وظيفته، أضف إلى ذلك قلة الاحترام وتراجع مكانة المعلم مما أثر على أدائه وإنتاجيته كما يرى الباحثون.
ولا يمكننا الحديث عن التعليم في العالم العربي دون الحديث عن المدارس وضعف بنيتها التحتية، حيث لا يتوفر في بعض المناطق عدد كاف من المدارس مما يجعل المدارس تداوم فترتين صباحية ومسائية، فمثلاً 80 % من إجمالي المدارس في قطاع غزة تداوم على فترتين حسبما أوضح د. علي خليفة مدير عام الإدارة العامة للتعليم، إضافة إلى مشكلة عدم توفر مدارس، فإن بعض المدارس تفتقر للغرف الصفية الكافية، مما نتج عنه اكتظاظ الصفوف الدراسية مما أثر على فهم الطلبة واستيعابهم للمواد الدراسية بسبب الفوضى وكبر العدد، كما أن ذلك أثر على أداء المعلم، فعلى سبيل المثال وصل تعداد التلاميذ في الصف الواحد في بعض المدارس المصرية إلى 120 طالباً وفق ما نشره موقع بي بي سي، وفي غالبية المدارس اليمنية، يحتضن الصف الدراسي الواحد من 90 إلى 120 طالبا، ووصل العدد إلى 50 طالباً في بعض مدارس الأردن ولا سيما في العقبة. والنقص ليس فقط في الغرف الصفية بل أيضاً في المرافق التابعة للمدرسة من ساحات ومكتبات ومختبرات العلوم والحاسوب، وتعاني بعض المدارس من عدم توفر مستويات معقولة من النظافة والتدفئة والتبريد والتهوية وكذلك عدم توفر عدد كاف من الوحدات الصحية ودورات المياه. بل الأدهى والأمر أن تكون بنية هذه المدارس متآكلة وأن تتسرب منها المياه في الشتاء إلى الصفوف، وذلك كما حصل في عدد من المدارس الابتدائية والإعدادية في ولاية المستنير في تونس خلال شهر كانون الأول/ديسمبر لعام 2016، حيث تعطلت الدراسة تماما بالمدرسة الإعدادية "الامتياز" بسبب وجود بركة مياه أمام المدرسة فلم يتمكن التلاميذ من الدخول. كما تعطلت الدروس بـ"المدرسة الابتدائية طريق القيروان" حيث غمرت مياه الأمطار 6 قاعات وتسربت المياه أيضا من سقف قاعتين. وأضاف المندوب أن الدروس تعطلت بالمدرسة الإعدادية "سالم بشير" بعد أن تسربت المياه إلى عدة قاعات.
ويعد التسرب من المدارس أحد المشاكل التي يعاني منها التعليم في العالم العربي، فحسب إحصائية أصدرتها الأمم المتحدة عام 2015، فإن حوالي 21 مليون طفل في العالم العربي تسربوا من التعليم أو يواجهون خطر التسرب من التعليم، ولهذا التسرب أسباب عدة من أهمها تدني التحصيل الدراسي للطلبة وصعوبات التعلم، وكذلك العامل الاقتصادي واضطرار هؤلاء الطلاب لترك المدرسة للعمل ومساعدة أهلهم في توفير متطلبات الحياة خاصة إذا توفي الوالد أو كان مريضاً غير قادر على العمل.
ومن المشاكل الرئيسية أيضاً والتي يعاني منها التعليم في العالم العربي الأمية، فوفقا لتقديرات صادرة عن اليونسكو فإن واحداً من كل خمسة بالغين يعاني من الأمية في العالم العربي، وحسب التقرير فإن موريتانيا فيها النسبة الأعلى من الأمية في العالم العربي، وفي المغرب لا يزال 10 ملايين شخص يعانون من آفة الأمية. ويشير آخر إحصاء للسكان إلى أن عدد سكان المغرب يقارب 34 مليونا، ما يعني أن قرابة ثلث السكان أميون. وتعاني نصف المغربيات فوق سن 15 سنة من الأمية. أما في مصر، فربع السكان البالغين يعانون من الأمية. كما أكدت المنظمة في تقرير لها أن نحو 43% من الأطفال في الدول العربية يفتقرون إلى المبادئ الأساسية للتعليم. ووفقا للتقرير، فإن طفلا من بين كل أربعة أطفال في الدول الفقيرة، وبينها دول عربية، لا يستطيع قراءة جملة واحدة.
كانت هذه صورة مختصرة عن حال التعليم في العالم العربي، وكانت هذه أبرز ما يعانيه من مشاكل، إضافة إلى مشاكل أخرى ناتجة عن خصوصية كل بلد، كتدمير المدارس واستهداف المعلمين والطلبة وتهجيرهم من بلادهم في البلاد التي تشهد حروباً وصراعات كسوريا والعراق واليمن، وكالصعوبات التي يواجهها الطلاب والمعلمون في فلسطين في سبيل الوصول إلى المدارس نتيجة الحواجز التي يضعها كيان يهود، وغيرها من المشاكل التي لا يتسع المقام لذكرها.
ويبقى السؤال: ما هو السبيل لتحسين هذا الحال والنهوض بالتعليم في العالم العربي؟!
يدعو البعض إلى استيراد نماذج تعليمية رائدة عالمياً وتطبيقها في بلادنا للنهوض بالتعليم، وقد بدأت بعض مدارس الإمارات تطبيق النموذج الفنلندي، كما سعت مصر لتطبيق النموذج السنغافوري تارة ثم عادت ووقعت اتفاقيات لتطبيق النموذج الياباني في مدارسها، ولكن هذا الخيار لم يكن ناجحاً، إذ كيف لنا أن نأتي بنبتة من موطنها الأصلي ونزرعها في موطن آخر لا تتوفر فيه ظروف مناسبة لها ونتوقع منها أن تنمو وتعيش؟! فسياسة التعليم والمناهج الدراسية في هذه البلاد نابعة من المبدأ الذي تحمله، وكذلك هيكلية نظام التعليم والنجاح والرسوب وطريقة التدريس المتبعة عندهم تختلف عما هو معمول به عندنا، وأبسط العوامل التي تؤدي إلى فشل تطبيق هذه التجربة، هو أن هذه الدول تجعل التعليم من أولوياتها وتقوم برعاية المتعلمين، وتوفر البنية التحتية والمقومات اللازمة لنجاح العملية التعليمية، وهو أمر نفتقده في بلادنا، حيث تدفع هذه الدول للمعلمين رواتب مجزية تكفيهم مؤونة الحياة وتجعلهم يتفرغون للتدريس ويبدعون فيه، وتعقد دورات تأهيلية منتظمة للمعلمين لتجديد مؤهلاتهم وتطوير قدراتهم المهنية، كما توفر بنية تحتية مساعدة ومحفزة للمعلم والمتعلم من حيث المباني والمرافق التابعة لها من المختبرات والمكتبات وتوفر الأدوات والوسائل التكنولوجية اللازمة من حواسيب وألواح ذكية وشاشات عرض حتى إن اليابان أدخلت الروبوت إلى مدارسها.
إن تغيير الصورة القاتمة للتعليم في العالم العربي والنهوض به وتحسين جودته عالمياً، يكون من خلال سياسة تعليمية ناجعة تليق بأبناء الأمة بصفتها أمة إسلامية، سياسة لا تنظر للمؤسسات التعليمية على اعتبار أنها مؤسسات ربحية تدر مالاً على الدولة، بل تنظر لها على أنها مؤسسات مهمتها صناعة الأجيال وصياغة الأفكار. وهذا لن يتحقق إلا إذا توفر القرار السياسي الصحيح من دولة مبدئية ترعى شؤون الرعية في جميع شؤون الحياة وليس فقط في قطاع التعليم، وهذه الدولة هي دولة#الخلافة_الراشدة على منهاج النبوة القادمة قريباً بعون الله.

كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم براءة مناصرة

Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Feb 21 2017, 08:27 PM
مشاركة #20


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



#التعليم في #اليمن؛ واقعه ومشكلاته


====================


إن #الثقافة الغربية التي دخلت بلاد المسلمين عبر البعثات التبشيرية والغزو الفكري كانت أول الوهن الذي أصاب #الأمة الإسلامية وزعزع كيانها وبذر بذور الانقسام فيها لأنها صنعت من بعض أبناء المسلمين وخصوصا شباب الجامعات والمدارس وكثير من المثقفين شخصياتٍ مضبوعةً بالأجنبي الغربي تحب أن تأخذ عنه وتعتبره الشخصية التي يجب أن يحتذى بها، وهذا الخلل الذي أصاب الأمة نخر في كيانها الفكري والسياسي حتى هدمت الخلافة ومزقت بلاد المسلمين إلى مزق كثيرة، فقد حرص الغرب أن يكون المسلمون أمة ضائعة بلا هوية، أمة منسلخة عن دينها غارقة في شهواتها منهزمة أمام أعدائها لا تقيم لأحكام الله وزناً ولا تفكر بالنهوض إلا تقليدا له.
وبعد نجاح #الغرب في هدم #الخلافة_العثمانية فرضت على الأمة الإسلامية مناهج تعليمٍ تتماشى مع الحضارة الغربية وحذفت كثيراً من الأحكام الشرعية ونصوصها وصارت سياسة التعليم تقليداً للأجنبي وانبهاراً بما لديه من تقدم علمي وتكنولوجي، فأصبح التعليم لا يخرج إلا مخرجات منهزمة لا تحمل رسالة الإسلام ولا همّ الأمة وقضاياها المصيرية، ثم أصبحت العقول المسلمة تهاجر إلى بلاد الغرب كون بلاد المسلمين ليس فيها التكنولوجيا والعلوم التطبيقية، فالأنظمة العميلة للغرب حرصت على أن تجعل البلاد غارقة في الجهل والفقر والمرض كي تذلل البلاد والعباد للأجنبي المستعمر وتجعلنا سوقاً لمنتجاته وعالةً عليه، فنهبت ثروات المسلمين عبر شركات أجنبية استعمارية وصُودرت المواد الخام، وهكذا كانت سياسة التعليم في عهد الأنظمة الجبرية سياسة تجهيل وقتل للعقول وعمالة فكرية وسياسية، حيث أصبحت المناهج والسياسات التعليمية تصوغها الدول الاستعمارية حسب عقيدتها فصل الدين عن الحياة، فالمغلوب أصبح تحت رحمة الغالب. حتى المواد الدينية التي تدرس فإنها إنما تدرس كأخلاق ومبادئ عامة وليس كأحكام شرعية عملية، وعقيدة ينبثق عنها نظام يعالج مشكلات الحياة مما غيب الناحية التطبيقية للإسلام وجعله مجرد فلسفة خيالية وأخلاق فاضلة، فقلّ التمسك به فغدت المواد الدينية محتقرة والمواد العلمية هي الفخر وهي المواد التي يسارع إليها الأذكياء وأصحاب المعدلات المرتفعة، بينما يكون حظ أصحاب المعدلات المنخفضة هي المواد الدينية فيخرجون جيلاً منحط التفكير وقليل الفهم وبارد الهمة كارهاً للمواد الدينية ومعقداً منها.
لقد استغل الغرب بُعدنا عن لغتنا العربية وعدم فهمنا لها ليقوم بتفسير مصطلحات ومعاني القرآن والحديث كما يشاء، وقد انطلى ذلك على بعض المسلمين بل ومعظمهم حتى أوجد مشيخات وجامعات ومراكز دينية تغريبية تفتي له بحسب الطلب، وكان فصل الطاقة العربية عن الطاقة الإسلامية من أهم العوامل التي ساهمت في إساءة فهم الإسلام وصعوبة تلقيه تلقيا فكريا منتجاً، إن المسائل التي ندرسها من الإسلام لن تحدث تغييرا في شخصيتنا وفي مسار حياتنا وفي مجتمعاتنا وفي مصير أمتنا إلا إذا درسناها كأفكار ندرك واقعها بعمق ونصدق بها فيتولد عن هذا الفهم والتصديق مشاعر إسلامية من جنس الأفكار تدفعنا للعمل بحسبها في الحياة، أما لو درسناها وأخذناها كمعلومات ولم تتحول إلى مفاهيم فإنها ستكون عديمة التأثير في حياتنا كما هو حال مئات الآلاف من خريجي المعاهد الإسلامية في بلادنا... فلا تكاد تلمس لتلك الملايين المتعلمة للمعارف الإسلامية من أثر فعال، بل بتنا نعاني من توظيف تلك الفئات من قبل الأنظمة الفاسدة بشكل سلبي، وهذا ناتج عن حمل هؤلاء للإسلام بشكل مغلوط يناقض حقيقته فبات الكثير منهم من شيوخ البلاط ومن علماء السلطة ومن كهنة الطغاة!!.
الفكرة الأساسية التي إن صح أخذها صح أخذ ما سواها هي العقيدة؛ فإن فهمت بشكل صحيح وحملت بوصفها فكرة كلية وإيماناً مستنيراً وأساساً لكل فكر ولكل حكم، دفعت الإنسان في الاتجاه الصحيح، وجعلت تفكيره صحيحا ومنتجا، وجعلته يحيا من أجل الإسلام وفي سبيله ولا يخشى إلا الله سبحانه...
إن مشكلات التعليم في اليمن تكاد تكون هي نفس مشكلات التعليم في بلدان #العالم الإسلامي حيث سياسة التعليم فيها مرسومة من قبل الكافر المستعمر لتحقيق أهدافه في ضرب الأمة الإسلامية وإبقائها بعيدة عن النهضة أو التفكير فيها بالشكل الصحيح، ففي بلادنا اليمن أصبح التعليم متدهوراً بشكل كبير جدا وانتشر الجهل والأمية بكثافة كبيرة خاصة في الأرياف ومناطق القبائل والمدن غير الرئيسية، ويصنف اليمن في تقارير منظمة "اليونسيف" لعام 2016م ضمن مجموعة من التنمية البشرية المنخفضة حيث تصل نسبة الأمية إلى 48% لتكون إحدى أكبر نسب الأمية في العالم وتتركز بين النساء بنسبة 68%؛ إذ تزداد النسبة في الريف اليمني الذي يحتضن أكثر من 65% من إجمالي عدد السكان.
ومن أهم أسباب تدهور التعليم في اليمن:
1. سيطرة الغرب على مناهج التعليم والسياسة التعليمية فاستوردت المناهج والسياسات التعليمية في غالبها من مصر كما استورد الدستور المصري - الذي صنعته فرنسا - إلى اليمن.
2. الصراع الاستعماري الإنجلو أمريكي في اليمن والذي جعل البلاد في حالة من عدم الاستقرار مما جعلها تخرج من حرب إلى حرب مما أوجد بيئة غير مستقرة وغير ملائمة لحصول العملية التعليمية على وجهها الصحيح.
3. عدم توفر المدارس في كثير من القرى والمديريات والمدن مما أدى إلى ازدحام صفوف التدريس بالمدارس الموجودة حيث يبلغ في بعض الأحيان عدد الطلاب في الصف إلى 50 - 60 طالبا أو طالبة.
4. توظيف غير المؤهلين نتيجة الفساد والمحسوبية والحزبية الضيقة والترقيات الفئوية والعصبية القبلية؛ فمدير المدرسة والإدارة غير مؤهلين للعمل التربوي والإداري غالبا وهم مربوطون بأجهزة الدولة المخابراتية.
5. عدم توظيف الدولة للخريجين وإعطاء كل تخصص مدرّسه المناسب خاصة في المواد العلمية والتطبيقية بحيث أصبح المدرس يدرس عدة مواد في غير تخصصه.
6. عدم الاهتمام بالمعلمين من قبل الحكومة وقلة رواتبهم بما لا يكفي لسد الحاجات الأساسية لهم مما يؤثر على نفسياتهم وأدائهم حيث ينشغلون بأعمال أخرى لتوفير مصروفاتهم وإعالة أسرهم.
7. عدم توفر المعامل والمواد لعمل التجارب حتى في الجامعات، وإن توفرت فهناك من يسرقها ويبيعها في الأسواق السوداء حتى بلغ الأمر إلى بيع الكتاب المدرسي فيها بالشوارع والأرصفة بينما لا تجده في المدرسة.
8. عدم تكفل الدولة بالتعليم المجاني كما يجب وحسب السياسة الشرعية التي أمر الله بها.
9. عدم الاهتمام بالطلاب ذوي القدرات المميزة ومراعاة الفروقات الفردية بينهم ومعرفة ميولهم وتقويتها ودعمها.
10. عدم تمكن الطلاب من الالتحاق بالتعليم أو إكماله إما لانشغالهم بالعمل اليومي لمساعدة رب الأسرة نتيجة سياسة التجويع والإفقار والحالة الاقتصادية المتردية في البلاد، أو نتيجة لفشل العملية التعليمية وخلوها من عوامل الإثارة والتطبيق والربط بالواقع مما يؤدي إلى قلة الحماس والتهرب من الدراسة.
11. تكفل الدول الاستعمارية بالتعليم ودعمه والاهتمام بالمتعلمين مما زاد من تمجيد الأجنبي واحترامه ووصفه بصاحب الإنسانية والأخلاق فاغتر به الطلاب والمدرسون والآباء كونه يعطي الأموال مساعدة للطلاب والطالبات، فقد استغلت هذه الدول بمنظماتها الغربية المختلفة عدم اهتمام الدولة بالتعليم والحالة الاقتصادية للمعلمين والطلاب في التدخل المباشر لدعم المتعلمين وبالأخص الطالبات مما جعلهن عرضة للفساد والإفساد حيث تقوم هذه المنظمات ببث سمومها الاستعمارية في أوساط المتعلمين تحت غطاء الأعمال الإنسانية والاهتمام بالتعليم.
12. حتى العقول العائدة من بلاد الغرب من الأطباء والمهندسين والخبراء في الصناعات والعلوم التطبيقية بشكل عام لا يجدون في بلادهم الأجهزة التي تعلموا عليها ولا المصانع المناسبة فيعودوا ليعملوا في شركات أجنبية ودول غربية!
13. زادت الحرب نتيجة الصراع الإنجلو أمريكي في اليمن من تدهور التعليم على مدار سنتين تقريباً فتعطل التعليم وزادت المنظمات الغربية الهدامة وقصفت المدارس حيث غدت مخازن للأسلحة ومعسكرات تدريب للقتال والحرب وتسرب الطلاب إلى جبهات القتال وتوقفت الرواتب مما زاد الطين بلة وأصبح الكل يبحث عن اللقمة.
هذه هي أهم أسباب تدهور التعليم في اليمن - يمن الإيمان والحكمة - وهذا كله بسبب الغرب الكافر وسياساته الاستعمارية وأنظمته العميلة حيث أصبح المستعمر يغزو المسلمين عن طريق مناهجهم ويتلاعب بتاريخهم مصورا لهم أنه أتى منقذا لهم وليس محتلاً وصورت المناهج العثمانيين بالغزاة وحشيت عقول الطلاب بحضارات لا دينية ودينية غير إسلامية بينما تأريخهم مشوه منقوص ومطموس...
لقد فقدت الأمة الثقة في هذه المؤسسة اللاتعليمية فهي تسرب سموم التخريب لأجيال الأمة الإسلامية عبر سياساتها، ولن تحل مشاكل التعليم إلا برجوع الدولة الإسلامية دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة قريبا بإذن الله، فهي التي سوف توفر التعليم الممتاز لأولادنا حيث ستصنع منهم جيلاً حاملاً لرسالته فاهماً لقضيته خادماً لامته، لقد كان المسلمون هم رواد الصناعات والعلوم التطبيقية فصنعوا حضارة عظيمة تأثرت بها الأمم الأخرى ودخل الناس في دين الله أفواجا، فلم يكن هناك مشكلة بين العلم والدين كما كان عند الغرب بين المفكرين والفلاسفة وبين رجال الكنيسة والملوك من ناحية أخرى، حيث كانت الكنيسة تحرّم العلم وتقتل العلماء وتحاربهم، بل إن الإسلام كان يحث على العلم ويوجبه ويكفي أن أول آية نزلت في القرآن الكريم افتتحت بكلمة (اقرأ).
وكانت #الدولة_الإسلامية عبر عصورها تهتم بالعلم و #العلماء وتكرمهم وتفرغهم لذلك في مجالات العلم المختلفة وإن تفاوت ذلك مع قوة الدولة أو ضعفها.
إن عدم تطبيق أحكام #القرآن_والسنة وما أرشدا إليه من إجماع وقياس بعلة شرعية في واقع الحياة للفرد والدولة و #المجتمع يجعل تعلم القرآن والسنة وفهم أحكامهما صعباً ومملاً يضيق منه الكثير من الطلاب والمتعلمين، وما حفظ الصحابة كتاب ربهم وفهموه وتيسر ذلك لهم إلا لأنهم يعيشونه واقعاً عملياً في جميع نواحي الحياة، فلم يكن الإسلام نظريات فلسفية وأفكاراً خيالية... بل أحكامٌ تتنزل بقدر الحاجة ولأجل معالجة الواقع ومشاكله... فهلا عملنا لإعادة تحكيم الإسلام وتيسيره للفهم وذلك بالعمل لإعادة دولته؛ دولة #الخلافة_الراشدة على منهاج النبوة؟!!
اللهم إنا عاملون فوفقنا وتقبل منا
اللهم عجل لنا بالخلافة الراشدة على منهاج النبوة
والحمد لله رب العالمين

كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد المؤمن الزيلعي
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية اليمن

Go to the top of the page
 
+Quote Post

3 الصفحات V   1 2 3 >
Reply to this topicStart new topic
1 عدد القراء الحاليين لهذا الموضوع (1 الزوار 0 المتخفين)
0 الأعضاء:

 

RSS نسخة خفيفة الوقت الآن: 26th December 2024 - 02:32 AM