موقف مفاصلة يا أتباع حركة حماس
أصدرت حماس وثيقتها الأخيرة والتي تحدد منهجها في التعامل مع قضية فلسطين وموقفها من كثير من الأمور في المنطقة الإقليمية والدولية وأفكارها التي تُسيرها، ومن اطلع على هذه الوثيقة لاحظ بشكل قوي علمانية ظاهرة في هذه الوثيقة، ولم يلاحظ أي أمر يشير إلى تطبيق الإسلام كمنهج للحياة، وفي هذه الوثيقة اعتراف من حماس بحدود 67، أي اعتراف ضمني صريح بالباقي ليهود وهو أكثر من 80% من فلسطين، وفيها أيضا مغازلة قوية للمجرمين في العالم من أمثال حكام المسلمين وأمريكا، وغيرها من الأمور والتي حولت حركة حماس الإسلامية إلى حركة حماس الوطنية العلمانية بطريقة ملتوية.
وقد لاحظنا بعدها مسيرات في غزة ضد عباس، وكلمة لأبي عبيدة الناطق الرسمي باسم كتائب القسام يهدد فيها يهود إن لم يستجيبوا لمطالب الأسرى المضربين عن الطعام يهدد بزيادة الضغط على يهود وذلك بزيادة عدد الأسرى المتفاوض عليهم، ولاحظنا أن هناك اعتراضا من الزهار على الوثيقة، ولاحظنا بعض الاعتراضات من بعض الأفراد على هذه الوثيقة.
أن يكون هناك اعتراض فهذا أمر ايجابي، ولكن الاعتراض وحده لا يكفي، فان اعترض على برنامج معين أو حزب معين ثم أبقى أسير تحت راية هذا البرنامج أو الحزب دون أن يغير الحزب خطأه فهذا نوع من الضحك على الذقون ونوع من امتصاص لغضب الناس ونوع لإظهار الذات ليس إلا وهو موقف نفاقي والعياذ بالله.
فالاعتراض أمر ايجابي، فان لم يصحح الحزب الخطأ فإن الواجب حينها يجب أن يكون المفاصلة وهو ترك هذا الحزب أو الحركة التي ارتكبت هذه الجريمة، وإلا فهو نوع من النفاق والتمويه وخداع الناس ليقبلوا بهذه الجرائم.
كل من اعترض على برنامج حماس الجديد (وثيقة حماس) نحترم له هذا الأمر، على شرط أن يترك حركة حماس إذا لم تغير منكراتها، أما أن يستمر بالسير تحت رايتها فهذا نوع من النفاق.
وان قيام حماس بأي عمل حتى لو كان عمليات نوعية ضد يهود لن يغير من هذا المنكر العظيم الذي ارتكبوه أخيرا، فالموقف الذي يرضي الله تعالى هو محاسبة القيادة على إجرامها، فإن لم تستجب فالموقف الواجب هو المفاصلة بتركها وترك صفوفها وإلا كان الموقف خداعا وتضليلا ونفاقا من أي شخص يعترض ثم يستمر بالسير تحت راياتها وهي على هذا الخطأ.
وأخيرا نقول:
نصيحة لأفراد حركة حماس أن تضعوا مرضاة الله أولا وقبل كل شيء، وان ينظروا في هذه الوثيقة نظرة ترضي الله تعالى، فان استطاعوا التصحيح فهذا شيء جيد، وان لم يستطيعوا التصحيح فالواجب عليهم هو المفاصلة مع الحركة التي هم فيها، وان مرضاة الله يجب أن تكون أعز عليهم من الحركة التي عاشوا في صفوفها سنينا، وان لم يفعلوا فليعلموا أنهم لن يضروا إلا أنفسهم.
فلسطين لا يستطيع احد تضييعها لا فتح ولا حماس ولا عباس ولا كل حكام المسلمين، ففلسطين قضية إسلامية وهي جزء من عقيدة المسلمين، وهي لن تحرر إلا بتحريك الجيوش لقلع كيان يهود من جذوره، وهذا لن يكون إلا بخلع الأنظمة في العالم الإسلامي وإقامة الخلافة وتحريك الجيوش نحو فلسطين لتحريرها، فإلى هذا العمل ندعو جميع المسلمين ومن ضمنهم إخوتنا في حركة فتح وحركة حماس وكل المسلمين.