المسلم والأعداء الأخفياء
المسلم عندما يعيش حياته ليعبد الله تعالى ويسير على الطريق القويم فإن الأعداء لا يتركونه في حاله، فإما أن يتغلب عليهم أو يهزموه أو يستمر في صراع معهم حتى يفصل بينهم الموت، والمشكلة الكبرى ليست في الهزيمة بل المشكلة الكبرى هي في افتتان المسلم عن دينه، إذ أن التعذيب والقتل والضنك في الحياة للمسلم من أعدائه أو من ابتلاء في الحياة مع ثبات على الدين شيء جيد ويكفر السيئات، أما المشكلة فهي إن فتن المسلم عن دينه وعصى الله عز وجل.
والأعداء الظاهرون للمسلم هم الكفار والظالمون والمنافقون، وهنا لن نتحدث عن هؤلاء بل سنتحدث عن الأعداء الأخفياء للمسلم وهم: الشيطان والنفس وهواها والدنيا والجهل.
هؤلاء الأعداء الأخفياء هم أخطر على المسلم من الأعداء الظاهريين، فالعدو الظاهري تستطيع معرفة أنه عدوك ويريد النيل منك ومن دينك ومن بلدك ومن مقدساتك ويؤذيك جسديا ومعنويا ويبعدك عن دينك، أما الأعداء الأخفياء فهدفهم الوحيد إبعادك عن دينك فقط ولا يتعرضون لجسدك أبدا.