اتفاقيات السلام خيارات

[الخلافة خلاصنا]

اتفاقيات السلام

الاتفاقيات بين الدول تعقد ومنها اتفاقيات السلام، وفي العادة فإن شروط القوي هي التي تغلب على الاتفاقية حسب درجة القوة التي يتمتع بها، وتكون اتفاقية السلام في العادة بعد حالة الحرب، وتحاول الدول في الحرب أن تحسن من وضعها عند عقد اتفاقية السلام.

لا أريد الخوض كثيرا في الاتفاقيات وشروطها الشرعية، ولكن أريد التعليق على اتفاقيات السلام التي تعقد في العالم الإسلامي حاليا، فان الناظر لها يرى أن كل تلك الاتفاقيات تكون عبارة عن مشاريع غربية وليست اتفاقيات حقيقة كما في العادة، أي ان الدول الغربية تنسق الأوضاع والمفاوضات والحروب التحريكية او المسرحية مع عملائها لعقد اتفاقيات تخدم مصالحها، وتطلق عليها اتفاقيات سلام.

ولو أردت أن أبحث عن الاسم الحقيقي لها لسميتها اتفاقيات العبيد مع الاسياد او مؤامرات الدول الغربية على المسلمين وهكذا وليس فيها أي معنى للسلام، واشهر ما نسمع عنه هي المفاوضات التي تجري بين الفلسطينيين ويهود لعقد اتفاقية سلام كما يزعمون مع ان الحقيقة ان الذي يجري مشاريع غربية لتصفية القضية الفلسطينية وصرف الانظار عن عن الحل الحقيقي لتحرير فلسطين وهو تحريك الجيوش، فما يسمى مفاوضات السلام التي بدأها الهالك عرفات واستمر عليها عباس وسلطته ليست إلا مؤامرات لتصفية القضية الفلسطينية كما يشتهي الغرب بإيجاد بلدية فلسطينية (دولة فلسطينية) تدير الأمور الحياتية لأهل فلسطين بجانب دولة يهود التي ستُدعم من الغرب لتكون شوكة وقاعدة عسكرية متقدمة للكفار في بلاد المسلمين.

ومن المفاوضات التي نسمع عنها لتحقيق السلام هي الاتفاقيات مع طالبان في أفغانستان فالهدف منها احتواء طالبان وتدجينهم وجعلهم يسيرون حسب المشاريع الأمريكية، وإطلاق لفظة السلام على بلد محتل مثل افغانستان أنهكته الحروب هو كذب بكذب.

وأيضا ما يحصل في السودان في دارفور وما حصل سابقا في جنوب السودان من اتفاقيات انما هي لتقسم السودان ولسهولة السيطرة على تلك البلاد، وقس عليها المفاوضات في الغرب الافريقي في الصحراء الغربية هي عملية لتفتيت بلاد المسلمين أكثر مما هي مقسمة، وغيرها من الأمثلة الحديثة في الشام واليمن وليبيا.

إن الناظر إلى أن أحد أطراف ما يسمى اتفاقيات السلام هم الحكام العبيد للغرب مع أسيادهم الغربيين أو مفاوضات بين العبيد، أو بين حركات عسكرية ممولة من الحكام العبيد للغرب... إذا أدركت تلك الحقيقة أدركت أن اتفاقيات السلام التي ستعقد ستخدم الغربيين ليس إلا ولو طالت المفاوضات والنزاعات والحروب وأحرقت البلاد ومات خلق كثير من المسلمين، فإن كل ذلك في سبيل تنفيذ المخططات الغربية ليس له أي قيمة للأسف.

ان الحل للمسلمين للخروج من تلك الدائرة المفرغة والتي كلها ذل وهوان هو بالتحرر من هيمنة الكفار وذلك لا يكون إلا بإقامة دولة الخلافة وخلع الانظمة الحالية من الجذور، عندها فقط ستفاوض دولة الخلافة الكفار من منطلق قوة وعزة وشموخ منضبطة بالضوابط الشرعية للاتفاقيات والعهود والمواثيق، وعندها فقط سيشعر المسلمون بالعزة عندما يرون المفاوضات التي يجريها خليفة المسلمين من منطلق قوة، عندها فقط سيعم السلام على الأرض بغض النظر عن اسم الاتفاقيات التي أجريت وذلك بتوسع دولة الخلافة وانتشار الحكم الإسلامي في ربوع العالم.


https://www.facebook.com/145478009128046/ph...e=3&theater