نظرات على حزب التحرير (12)
حزب التحرير والتبني
------------------
مما يميز حزب التحرير عن بقية الحركات موضوع التبني والأخذ به والقول به والحث عليه، ذلك أن حزب التحرير حزب قائم على فكرة لها طريقة تنفيذ، ومعنى التبني أن الحزب وأفراده ملزمون بالقول بتلك الفكرة والعمل بها والدعوة لها، فهنا يكونون قد تبنوا فكرة الحزب وطريقة سيره، وأما عدم التبني فيعني أنه يجوز للفرد في الحزب أن يكون له فكر مخالف للحزب وطريقة مخالفة للحزب يدعو لها، وعدم التبني أصلا لا يوجد حزبا بالمعنى الحقيقي وذلك:
• بما أن الحزب قائم على فكرة، فشيء طبيعي أن كل من يدخل ذلك الحزب يجب أن يدعو لتلك الفكرة، إذن أصبح لزاما عليه الدعوة لتلك الفكرة، وان دعا لغيرها فانه عقلا قبل الشرع قد اخرج نفسه من الحزب؛ تخيل أن شخصا تحريري لا يرى فرضية العمل للخلافة ويرى خطأ طريقة الحزب، أيكون من الحزب؟، الجواب: لا، لأنه بمخالفته تبني الحزب اخرج نفسه من الحزب.
• الحزب عادة له فكرة وطريقة تميزه، ومن خرج عنها لا يمكنه دخول الحزب، وان كان في الحزب فقد خرج منه تلقائيا.
• لا يعني ذلك أن الحزب لا يقبل الخلاف، بل يعني ذلك أن من له طريقة أخرى غير طريقة الحزب فليؤسس حزبا آخر بطريقة أخرى ويدعو لحزبه وهذا شيء طبيعي.
• الحزب لا يتبنى إلا فيما يلزمه للسير، فهو مثلا لا يتبنى في العقائد والعبادات إلا ما يلزمه ولا يتبنى في كثير من الأحكام الشرعية التي لا تؤثر على سيره وعلى عمله.
• كل الحركات التي تهاجم التبني تتبنى (بصورة ما وليس بالشكل الصحيح)، فمثلا تخيل أن يدخل شخص لا يرى الكفاح المسلح في حركة مسلحة، فانه لن يصمد في تلك الحركة، والعكس صحيح، وأيضا تخيل شخصا يدخل حركة وهابية (أكثر أناس يهاجمون فكرة التحزب) ويرى خطأ تلك الحركة وأن مؤسسها محمد عبد الوهاب قاتل مجرم، فالأكيد أنه لن يبقى معهم، أو يرى خطأ منهج الوهابية من الجذور عندها لن يصمد معهم، إذن فكرة التبني موجودة، والحزب صريح ويدعو لها بضوابط واضحة ولكن الحركات الأخرى تأخذ بها بلا أي ضوابط وتلزم العمل بها مع أنها تهاجمها.
• أما موضوع التبني في الأفكار الفرعية أي غير الفكرة الأساسية وما لا يتعارض مع الفكرة الأساسية، فإن الحزب بأخذ به أيضا، فمثلا لو تبنى الحزب حكما شرعيا مثل حرمة المزارعة ورأى شخص آخر حل المزارعة بالأدلة، فان ذلك الشخص ملزم شرعا بالأخذ برأي الحزب، فالحزب يسمح للشخص أن يناقش ويقدم أدلته الشرعية، والحزب كذلك الأمر يقدم أدلته الشرعية، فان ثبت للحزب قوة الدليل للشاب أخذ برأي الشاب وألزم الجميع به، وإن تبين للحزب أن رأي الشاب مرجوح فان الحزب يثبت على رأيه ويلزم الشاب بالعمل معه، وهذا ليس قمعا للشاب ولكن هو التبني حتى يبقى الحزب كلا فكريا سائرا في طريق العمل لإقامة الخلافة.
• ترك الرأي لرأي شرعي آخر جائز شرعا بشروط معينة، فعثمان بن عفان ترك رأيه لرأي أبي بكر وعمر رضي الله عنهم أجمعين، ولم يخالفه أحد، وأيضا من باب الانضواء تحت لواء العمل للخلافة وهو فرض يصبح فرضا على الشاب أن يترك رأيه الشرعي لرأي الحزب وهو رأي شرعي، وهذا لا يسمى قمعا بل يسما تبنيا لرأي الحزب حتى يبقى الحزب متماسكا وموحدا في العمل لإقامة الخلافة.
• الأحزاب والحركات الأخرى ليس لها ضوابط للتبني وهي تدعي أنها لا تتبنى لا بل وتهاجم التبني، ومع ذلك تقوم قيادة تلك الحركة بأخذ القرار سواء وافق الشرع أو خالفه وتحاسب بشدة من يخالفه، أي تلزم الجميع بالتبني (ولكن ليس بالصورة الصحيحة للتبني) حتى لو كان رأيها مخالف للشرع، بينما الحزب عندما يتبنى أي رأي يقدم الأدلة الشرعية لكل شباب الحزب ولكل العالم حتى يدرك الجميع أن الحزب لا يتكلم إلا بالأدلة الشرعية.
• هناك قول أن الإلزام بالتبني يقتل الاجتهاد ويميت الكثير من الاجتهادات الشرعية، وهذا غير صحيح، فالحزب عندما يتبنى يقبل من كل الشباب النقاش الشرعي بالأدلة الشرعية، وان رأى قوة دليل الشاب نزل عليه وهذه حصلت في الحزب، ولكن إن اختلفت الآراء فهنا الشاب بين أمرين:
ترك العمل لإقامة الخلافة لأنه ليس بمقدوره تأسيس حزب أو ترك تبينه؟؟؟
وبما أن ترك التبني جائز شرعا لرأي شرعي آخر وعدم العمل لإقامة الخلافة إثمه عظيم فيقدم العمل لإقامة الخلافة على التمسك بالرأي الخاص بالشاب ويترك تبنيه لرأي الحزب.
• العمل الفردي والاجتهادات الشرعية للعمل الفردي ضعيفة التأثير في المجتمع، والذي يكسب قوة لعمل حزب التحرير هو العمل الجماعي، وهذه أيضا يجب أن تدفع كل شاب يفكر بترك الحزب لاجتهاد خاص به أن يترك اجتهاده ويبقى مع الكتلة القوية المؤثرة عاملا لإقامة الخلافة، فان سجن ذلك الشخص (الداعية) الذي يعمل بمفرده أو مات فان تأثيره (ينتهي) ودعوته تتوقف، وان فتنته الأجهزة القمعية فان كل دعوته تصبح محل شك من الناس حتى وان كانت صحيحة، ولكن العمل الحزبي يهز العالم هزا، وموت الشاب يعطي قوة وزخما للحزب بدل أن يضعفه، وكل جهود الشباب تتركز في دعم الحزب ويصبح تأثير الحزب أقوى، أما الشاب المنخرط في عمل حزبي فحسبه العمل لإقامة الفرض العظيم وهو إقامة الخلافة، فهو لا يهمه ذكره الشخصي الذي كثيرا ما قتل أصحابه، فالأهم هو ذكر الحزب ونجاح الحزب في عمله، والأجر لن يضيع عند الله.
......................النص التالي منقول من مواقع الحزب:
التبني في حزب التحرير
بعد الدراسة والفكر والبحث لواقع الأمة، وما وصلت إليه، ولواقع عصر الرسول ﷺ، وعصر الخلفاء الراشدين وعصر التابعين من بعـده، وبالرجوع إلى الرسول ﷺ وكيفية حمله الدعوة منذ بدأ حتى وصل إلى إقامة الدولة في المدينة، ثم دراسة كيفية سيره في المدينة، وبالرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله، وإلى ما أرشدا إليه من إجماع الصحابة والقياس، وبالاستنارة بأقوال الصحابة والتابعين، وأقوال الأئمة المجتهدين، بعد كل ذلك تبنى حزب التحرير أفكاراً وآراءً وأحكاماً تتعلق بالفكرة والطريقة، وهي أفكار وآراء وأحكام إسلامية ليس غير، وليس فيها أي شيء غير إسلامي، ولا تتأثر بأي شيء غير إسلامي، بل هي إسلامية فحسب، لا تعتمد غير أصول الإسلام ونصوصه.
وقد تبنى الحزب من هذه الأفكار والأحكام والآراء بالقدر الذي يلزمه لسيره في العمل لاستئناف الحياة الإسلامية وحمل الدعوة الإسلامية إلى العالم بإقامة دولة الخـلافة ونصب الخليفة.
وقد ضمَّنَ مجموع ما تبناه، وما صدر عنه من هذه الأفكار والآراء والأحكام، ضمَّنها كتبه ونشراته الكثيرة، التي أصدرها ونشرها للناس.
وهذه هي الكتب المتبناة:
1. كتاب: نظام الإسلام.
2. كتاب: نظام الحكم في الإسلام.
3. كتاب: النظام الاقتصادي في الإسلام.
4. كتاب: النظام الاجتماعي في الإسلام.
5. كتاب: التكتل الحزبي.
6. كتاب: مفاهيم حزب التحرير.
7. كتاب: الدولة الإسلامية.
8. كتاب: الشخصية الإسلامية (في ثلاثة أجزاء).
9. كتاب: مفاهيم سياسية لحزب التحرير.
10. كتاب: نظرات سياسية لحزب التحرير.
11. كتاب: مقدمة الدستور.
12. كتاب: من مقوِّمات النفسية الإسلامية.
13. كتاب: أجهزة دولة الخـلافة.
14. كتاب: الأموال في دولة الخـلافة.
15. أسس التعليم المنهجي في دولة الخـلافة.
16. قضايا سياسية.
17. منهج حزب التحرير في التغيير.
18. كتاب: حزب التحرير "التعريف".
• وهذه كتب أخرى أصدرها الحزب:
1. كتاب: كيف هدمت الخـلافة.
2. كتاب: نظام العقوبات.
3. كتاب: أحكام البينات.
4. كتاب: نقض الاشتراكية الماركسية.
5. كتاب: التفكير.
6. كتاب: سرعة البديهة.
7. كتاب: الفكر الإسلامي.
8. كتاب: نقض نظرية الالتزام.
9. كتاب: نداء حار.
10. كتاب: السياسة الاقتصادية المثلى.
11. كتاب: الديمقراطية نظام كفر.
12. حكم الشرع في الاستنساخ.
كما أصدر الحزب آلاف النشرات والمذكرات والكتيبات الفكرية والسياسية.
والحزب حين يحمل هذه الأفكار والأحكام للناس إنما يحملها لهم حملاً سياسياً، أي يعطيهم إياها حتى يتبنوها، ويعملوا بها ويحملوها لإيصالها إلى الحكم وواقع الحياة، لأن ذلك واجب عليهم باعتبارهم مسلمين كما هو واجب على الحزب باعتباره حزباً إسلامياً، وأفراده من المسلمين.
وقد اعتمد الحزب في تبنّيه للأفكار والأحكام الإسلامية على ما جاء به الوحي من الكتاب والسنة، وما أرشدا إليه من إجماع الصحابة والقياس، لأن هذه الأدلة الأربعة هي التي ثبتت حُجِيّتها بالدليل القطعي.
يتبع......................