الثورة المصرية بين قنابل الفقر وسياسية ركوب الموجة ....حيث ظهر واضحا صمت الجيش في عهد مبارك وتغيره بعده
سنوات طويلة من الفقر و الذل والظلم لم تتنحّى رغم تنحي مبارك وليس الذنب على هذه السنوات العجاف التي تقبض على مصر بيد من حديد بل على من وطّنها مصر ومن تستر على الظلم واسباب الفقر قبل الثورة ومن ثم التف على ثورة شعب يريد الكرامة بل وهيّأ ركوبها من ساستها الجدد والسيطرة عليها واعادتها الى حظيرة الخضوع من جديد!!
انطلقت الثورة في مصر احتجاجا على الاوضاع الاقتصادية المزرية بسبب فساد السياسة المطبقة في البلاد فقد ضرب الفساد اطنابه سياسيا واقتصاديا ،أثّر بصورة مفجرة الوضع في مصر تمخضت عن هذه الاوضاع ثورة ترفض الاستمرار في هذا الواقع المعيشي المذل والظالم وان كان الفساد ظهر في اشخاص الزمرة الحاكمة من رئيس الدولة وزبانيته وشلة المفسدين الا ان الحقيقة ان النظام الراسمالي المطبق في مصر هو الذي يفتعل الازمات وهو الذي يخلق الفقر وكل ما نراه من بطالة وتفشي الفساد والظلم هو بسبب نظام يتخفى في ثياب الاشخاص فيظهر فساد الاشخاص بعد ان تستّر الاعلام على هذه الحقيقة فقد راينا الاعلام من بداية الثورة يصف الواقع بطريقة مضللة خاطئة متقصدا اخفاء جريمة النظام الراسمالي حتى وان اقتضى الامر التخلي على الاشخاص اي الاداة التي تطبق النظام ! فقد شهدنا عدة اوصاف لاسباب الثورة في مصر منها ان الانفجار كان بسبب الوضع الاجتماعي!!
ولكن الواقع هو غير ما يصفه الاعلام لان الثورة انما انطلقت من افواه جائعة كلّت انتظار لقمة المهانة او البحث في القمامة واخرى يائسة يئست المحسوبية و وانعدام العمل بكرامة ، شباب انتفض ليس عنده ما يخسره لانه لم يكسب يوما ما يجعله يخاف عليه وليس عنده ما يبكي من اجله فقد انحبست دموعه من القهر على فقدان كل شيء وقامت الثورة على قدم وساق ولم تهدأ تلك النفوس المنتفضة حتى أُعلِنَ عن تنحي مبارك وتوريث المجلس العسكري الحكم بدل ابنه !!
ولكن مالفرق بين المجلس العسكري وبين ابنه ؟ المجلس ورث الحكم ، المجلس الذي تربى في احضان مبارك وعلى يديه كولده تماما فكيف سيفعل بهذا الميراث الثقيل بعد ان اسقط الشعب الرئيس يأمل ان تتغير الاوضاع وتتحسن المعيشة ويرتاحوا من فقر جثم على الصدور امدا طويلا
فما هي استراتيجية المجلس العسكري في الحكم فهل سيقبض على المشاكل التي يعاني منها الشعب ويضيق عليها الخناق ام سيضيق الخناق على مطالب الثورة والتي من ابرزها تغيير الاوضاع وتحسين مستوى العيش والحق في الرعاية والكفاية والتخلص من الفساد والظلم والقطع معهما الى الابد!
تنصيب حكومة عاجزة
على اثر تنحي مبارك بدأ الشعب في ترقب اول خطوة سيخطوها المجلس الحاكم الجديد للبلاد في اتجاه تلبية المطالب الشعبية ولكن الامر اقتصر على تصريحات جوفاء وتعيين حكومة تعطيل شؤون بدل تصريفها فقد عين المجلس حكومة عصام شرف فكانت حكومة اشباح بل اموات لم تحرك ساكنا فكان هذا اول نية مبيّتة ضد الشعب المظلوم والآمل بالتغيير ولكن نية المجلس العسكري ان يحكم بحكومة دمية هو يكون المحرك الرئيس في البلاد بتنصيبه لحكومة شرف المهزوزة والمهزومة والتي
اعلنت عن وفاتها بعد سبات دام تسعة اشهر وشلل امام تأزم الاوضاع من غلاء الاسعار و ظهور العجز في توفير السلع الغذائية التي توشك بثورة جياع في مصر قريبا
وسبق اعلان الوفاة لهذه الحكومة عرض المجلس العسكري للازمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد وقد سارع الاعلام في ايصال
صرخة التحذير للمجلس العسكري حول الاقتصاد المصريفقد عقد المجلس ندوة بعنوان الثورة وآفاق النمو الاقتصادي في شهر ماي 2011
حذَّر فيها من تردى الأوضاع الاقتصادية لمصر بعد الثورة، وكشف سلسلة من الأرقام التى توضح أحوال البلاد ولكن الندوة تحمل عدة رسائل بداية فيها مبالغة في الارقام والنسب المذكورة ولا اقصد هنا ان الاقتصاد المصري بخير وانهم يبالغون بل اقصد ان وراء هذه المبالغة في الارقام المذكورة عن خسارة مصر اليومية بسبب انعدام الامن مما اثر على السياحة انها تخسر يوميا اربعين مليون دولار و ان نسبة الاستثمار الاجنبي صفر وان نسبة الفقر وصلت الى 70 % هذا التهويل والترعيب مقابل انعدام الحلول واقتصارها على ان الشعب يجب ان ينتج ويعود للعمل لتدور عجلة الانتاج من جديد!!!!
الجيش يطلق صرخة تحذير: الاستثمار الأجنبى «صفر» .. والفقر يصل إلى 70٪
إنهم.. يصنعون الأزمة لكى يبرروا وجودهم.. فهم جهة الإنقاذ الوحيدة !
المجلس واعلامه الناطق باسمه يلعب خطة صناعة الرعب للتاثير على الشعب والاستسلام لفكرة أن الرعب على باب بيتك والدولة ستسقط والخراب سيعم إنه كتالوج محفوظ، يريدك أن ترتمى فى أحضان الوضع القائم !
يحكم مصر الآن مجلس من ميراث مبارك يريد تدوير الماكينة نفسها بنفس الأسلوب بعد تغيير من يضغط على الزر.
الماكينة التى ألقت بملايين خلف خط الفقر وملايين أخرى أسكنتهم الشوارع وملايين ثالثة أقامت حياتهم على الفساد الصغير بينما انفردت العصابة بالفساد الكبير
تُحرس عصابة الفساد وتُحرَس مصالحها باعلام فاسد ساهر على رعاية النظام لانه منه واليه
ففي برنامج بلدنا بالمصري الذي تناول موضوع الندوة التي اقامها المجلس العسكري
بلدنا بالمصري: تحذير المجلس العسكري من حالة الاقتصاد
طبلوا في الحلقة للمجلس العسكري كما كانوا يفعلون من قبل في عهد مبارك ولم لا وهي نفس الماكينة" نفس النظام الراسمالي" وهوالخلف أي " المجلس" لاجرم سلف وهو " مبارك"
تناولت المذيعة في الحلقة للارقام "المخيفة" التي عرضها المجلس العسكري واصفا بها حالة الاقتصاد وقد هوّن عليها وعلى المشاهد ضيفيها بالاستوديو هونا عليها الامر بان المجلس العسكري في الوجود ولن يبقى الامر على حاله فلا داعي للقلق مادام المجلس العسكري بعصاه الامريكية يمسك الحكم ! ولما تطرقت المذيعة لنسبة الفقر العالية 70% رد عليها الضيف ان الفقراء لا خوف عليهم فهم متراحمون فيما بينهم ويعطي الفقير للفقير !! وبضحكة ردت المذيعة وفرح اذن فلا احد يبيت بلا عشاء " الحمد لله انتهت مشاكل الفقراء ببساطة بسبب تكافل الفقراء مع بعضهم"
هذه هي الراسمالية العوراء وهذا اعلامها الذي يتحدث باسم مجلسها العسكري !
الراسمالية ترى المشكلة الاقتصادية في تكديس الثروة في يد قلة من الراسماليين رجال الاعمال ولا تبحث بل ولا تعترف الراسمالية بمشكلة الفقر والتي هي المنتجة له ولا اشباع الحاجيات للناس لذلك لا تتعامل الا بالارقام الصماء عن استغاثات المعدمين والفقراء والمسحوقين المحكوم عليهم بالعبودية " الانتاج" حتى تتحرك عجلة الاستثمارات" المعاملات المحرمة في الشركات الراسمالية"
حكومة انتقالية ثانية بنفس المواصفات العالمية للفساد:
نصّب المجلس العسكري حكومة الجنزوري بعد اعلان وفاة حكومة شرف وهذه اللعبة لعبة مقتبسة عن الغرب
لعبة تغيير الوجوه كلما سقط او تلكأ من لا يتقف اللعبة او تنكشف اوراقه يستبدل بوجه جديد
وحتى نتاكد انها نفس المنظومة ونفس الماكينة وان من يتغير فقط هو من يضغط على الزر وان الفساد قائم وكله مبني على الراسمالية فهي ام الفساد وراعيته يؤكد هذا ان رئيس الوزراء الحالي كمال الجنزوري الذي كان من رجال مبارك لاخر لحظة على عكس ادعائه انه تم استبعاده !!!
هذا هو كمال الجنزورى الكاذب و الذى يدعى أنه كان منبوذا من نظام مبارك. شاهدوه يجلس فى الصف الأول ثالث كرسى يمين طنطاوى فى ثلاث لقطات متتاليه. و ذلك فى الإحتفال بيوم أبناء مبارك 23 يناير 2011 و آخر كلمه لمبارك قبل إندلاع ثورة الكرامه
هذا الرجل الذي عينه المجلس العسكري رئيس للوزراء هو صاحب فكرة الخصخصة صرحت وزيرة التخطيط فايزة ابو النجا في حكومته متحدية الجميع بتأكيدها عدم تنفيذ أحكام القضاء فيما يتعلق برد شركات الخصخصة
يبيعون ما تبقى من مصر للمستثمرين الاجانب ونظام الخصخصة نظام من الراسمالية يجعل الدولة عبارة على مؤسسات راسمالية بعد ان تبيع الدولة كل المشاريع التابعة لها وتتم فيها صفقات الفساد فالحكومات التي تنتهج الخوصصة تتخلى عن المشاريع العامة متعللة انه خاسرة او تترنح فتتخلص منها بأبخس الاثمان والحقيقة انها خيانة للشعب فهي لا تبيع المشاريع فقط بل والعمال الذين يعملون فيها فتعرضهم للشارع وضياع حقوقهم فتنقلب الدولة من دولة رعاية هي المسؤولة عن التشغيل وتامين الحاجيات الى دولة جباية لا تهتم الا بامر الراسماليين حتى وقت الازمات تدعمهم فتُعري الشعب من اجل الا تغلق شركاتهم المشبوهة !!
ان ما يجري في مصر بعد تنحي مبارك وميل الاعلام للمجلس العسكري الذي يضع حكومات انتقالية من ضمن المنظومة وتسير في نفس المسار المرسوم لها ليؤكد اننا امام ركوب لموجة الثورة وتغيير وجهتها ولجمها والتحكم بها فاين كان المجلس العسكري واين هو اعلام العار الذي تستّر على جرائم المجلس العسكري رغم انه شريك مبارك في الجريمة ، جريمة تجويع شعب ، جريمة الظلم والفساد ، جريمة تيئيس شباب طموح في غد مشرق ، جريمة بيع مؤسسات الدولة ومشاريعها من خلال الخوصصة للتنصل من واجب رعاية الشؤون وجعل الاقتصاد رهينة في يد شرذمة من رؤوس الاموال وهذا مقطع يبين فساد وجرائم المجلس العسكري في حق مصر وشعبها!
فساد مجلس مبارك العسكري
رغم كل هذا الفساد "وما خفي كان اعظم" يطلع علينا الاعلام بضيوفه المتسلقين على الثورة ليعرض صفقة على العلن بلا حياء كالتي اعلنها صفوت حجازي الذي قال لم لا يقبل المجلس العسكري بصفقة تسليم الحكم مقابل عدم محاسبته وغض الطرف عن فساده!!!..... اذن على لماذا قامت الثورة ؟
عرض الصفقة في قناة دريم التي كانت موالية لمبارك والان للمجلس والتي صاحبها احمد بهجت مصري امريكي و من رجالات النظام !
ويطلع علينا غيره ليدافع عن فاسد المجلس العسكري الذي ركب الثورة وكل هذا بتسخير الاعلام كما يظهر في هذا المقطع لقناة
السي بي سي التي تستضيف المستشار الخضيري وهو عضو في مجلس الشعب ليقول "حنستفيد ايه من محاكمة المجلس العسكري" وحينما سألته المذيعة عن كيفية حماية أعضاء المجلس من المسائلة القانونية ..قال لها يمكن لمجلس الشعب أن يصدر قانون يمنع مسائلتهم !!!
حلف الشيطان المتآمر على الثورة:نعم هو التآمر على قهر شعب وسرقة ثورته والركوب عليها بعدما تكون تحالف بين الاعلام والمجلس العسكري والنظام الاقتصادي منبثق عن النظام الراسمالي يجمعهم شريك واحد هي المعونة الامريكية وهدفهم واحد هو اجهاض ثورة واسعباد القائمين بها وارجاعهم الى حضيرة الخضوع والعبودية من جديد !!
هنا نعرض وثائق ويكيليكس :
أمريكا خصصت 97 مليون جنيه في 2006 لخصخصة الإعلام المصريوقال نص البرقية :”هيئة المعونة الأمريكية بدأت برنامج من 16 مليون دولار لدعم الإعلام الخاص وتشجيع خصخصة الصحافة
هذا عدى عن برنامج تطوير الاعلام المصري التي تموله هيئة المعونة الامريكية !!
المعونة الأمريكية لمصر ، هي مبلغ ثابت سنويا تتلقاه مصر من الولايات المتحدة الأمريكية في أعقاب توقيع اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979 ، حيث أعلن الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت جيمي كارتر تقديم معونة اقتصادية وأخرى عسكرية سنوية لكل من مصر و إسرائيل ، تحولت منذ عام 1982 إلى منح لا ترد بواقع 3 مليارات دولار لإسرائيل ، و2.1 مليار دولار لمصر ، منها 815 مليون دولار معونة اقتصادية ، و1.3 مليار دولار معونة عسكرية. وتمثل المعونات الأمريكية لمصر 57% من إجمالي ما تحصل عليه من معونات ومنح دولية، سواء من الاتحاد الأوروبي و اليابان وغيرهما من الدول، كما ان
مبلغ المعونة لا يتجاوز 2% من إجمالي الدخل القومي المصري وفق وزارة التعاون الدولي المعونة كانت رصيدًا إضافيًا للرأسمالية المصرية استطاعت بفضله مواصلة سياسة القمع والتجويع وهي تطيل عمر النظام وتقوية في مواجهة جموع المضطهدين والمستغلين وبالتالي فهي إحدى أدوات الإمبريالية لنفخ الروح في نظام متعفن قائم على النهب والقمع.
الحل يكون في رمي النظام الراسمالي بنظامه الاقتصادي وراء الظهور ونبذه وتغييره بالرجوع للاصل :في النهاية نقول الى من كرهوا الظلم وثاروا عليه وعافوا عيش الذل والاستعباد ، الى من يريدون الكرامة والعدل ، اعلموا انكم لن تجدوه في ظل من يطبق النظام الراسمالي ، لن تجدوا من يلتفت اليكم ويرعى شؤونكم فالنظام الاقتصادي الراسمالي لم يوضع لاجلكم ! هو للنخبة الفاسدة هي لمن يعرف لعبة السرقة وتكديس الثروة والقبض عليها بيد من حديد فالراسمالية لا تعترف بالفقر ولا تبحثه !!
الحل والبديل الجذري في الاسلام وفي النظام الاقتصادي الاسلامي فهو من يكفل لكم الكفاية والرعاية والعدل بالفعل لا بالكلام هو من ياخذ من الغني ويعطي الفقير هو من يوزع الثروة ويشبع الحاجات
هو السعادة في تطبيقه والعيش به والتنعم فيه ليس من باب النفعية بل من باب الايمان به وبانه الوحيد الصالح لتنظيم معملاتنا وكفالة حقوقنا من الضياع لانه نظام من عند رب العالمين
هذا الحل الذي لن يطرحه الاعلام لانه اعلام من انتاج الراسمالية حتى يحرس النظام ويسهر على راحته وتضليل الشعوب حتى لا تقوم عليه وتطيح به
هذا الحل الذي يجب ان تطالبوا به فلا تستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير تفلحوا
النظام الإقتصادي الإسلامي بديلا عن النظام الرأسمالي:
مجموعة الناقد الاعلامي
إعداد: أمة الله