حزب التحرير وجهاد المناشدات..!!
بقلم: عمر البهلول
في الوقت الذي يكون فيه أبناء المقاومة الفلسطينية مرابطين على الحدود يترصدون العدو الصهيوني، ويحمون الحدود ويحملون أرواحهم على أكتافهم، وينتظرون اللحظة الفاصلة في حياتهم التي كانوا ينتظرونها طويلا، ويستعدون لها على الدوام، وفي الوقت الذي يعمل فيه قادة المقاومة على تربية أبنائهم على الشجاعة والصمود وعدم التراجع أمام تهديدات العدو مهما كانت ، يجتهد قادة حزب التحرير في تلقين أبنائهم فن "الشخير والنوم" والحلم الدائم بالخلافة التي ستطرق أبوابهم في يوم من الأيام ،
إنه جهاد غريب عجيب إخترعه حزب التحرير وهو "جهاد المناشدات" والذي أكده اليوم الناطق بإسم حزب التحرير في فلسطين "ماهر الجعبري" في لقاء إعلامي على قناة معا التابعة لما يسمى بناصر اللحام والذي أكد فيه على أن الجهاد الذي لا تقوده الجيوش ليس بجهاد، وهاهي المقاومة اليوم تقاتل منذ عقود من الزمن ولم تحقق شيئاً ولم تتقدم خطوة واحدة الى الأمام، بل زاد على ذلك وقال أن السياسة حرام خصوصا ونحن تحت ظل الإحتلال وسلطة حماس في غزة حرام كما هي في الضفة أيضا، وقال أن حماس تناشد الطغاة بينما نحن نناشد الجيوش ؟؟ وكأن الجيوش العربية اليوم هي المسيطرة على مفاصل السلطة في الدول العربية وغير خاضعة للسلطة السياسية !! هل يوجد جيش عربي واحد يستطيع أن يتحرك خطوة واحدة الى الأمام دون قرار سياسي ؟؟ هذا يؤكد الجهل الكبير الذي يعاني منه حزب التحرير والذي وصفه به " الشيخ محمد الغزالي" رحمه الله وتكلم عن ضلالات هذا الحزب التي لا تنتهي وعن تخذيره لعقول الشباب وتربيتهم على الخمول والتقوقع وعلى عدم الإهتمام بقضايا الأمة، وقال أن إسماعيل هنية ناشد الهالك مبارك وطلب منه إمداد الشعب الفلسطيني بالسلاح،، أما نحن فنناشد الجيوش وحماس تناشد الحكام ؟!! ومالفرق يا ترى بين النظام المصري وجيشه ؟؟ وهذا يؤكد على جهل هذا الحزب، فحماس التي يتكلم عنها تقاتل الصهاينة وتطلب من الدول العربية دعمها بالسلاح، في حين أن حزب التحرير لا يفعل شيئا ولم يقدم شهيدا واحدا منذ تأسيسه عام 1953 الى يومنا هذا،
وقال أن حماس تقاتل ولم تحقق شيئاً وتطلب الأمور الصغيرة في حين أننا نناشد "الجيووووش للتدخل"
هل هو سلاح جديد على الساحة إسمه "مناشدة الجيوش" ؟؟ حقا مسكينة هي المقاومة الفلسطينية التي تتعب نفسها بإطلاق الصواريخ على الصهاينة والإشتباك معهم على الحدود والرباط بالليل والنهار والقتال في مجموعات متفرقة ، ليتهم عملوا مثل التحرير وبدل أن يطلقوا الف صاروخ على الصهاينة يمكنهم إطلاق ألف مناشدة "للجيوش العربية" وبدل قضاء الليل في الرباط على الحدود حتى الفجر، عليهم الذهاب الى النوم والإستعداد للأحلام الوردية وللإنتصارات الكبيرة وللخلافة القادمة،، هل بعد هذا النوع من الجهاد يوجد جهاد ؟؟
يفرط حزب التحرير في الهجوم على حماس وإتهامها بأنها تركت المقاومة وتفرغت للعمل السياسي كما قال، وهذا الكلام ليس لربح النقاط على حساب حماس أو لإظهار حزب التحرير على أنه الحزب المجاهد على الساحة، ولكن حتى يقول أن حماس تمارس السياسة كما نمارسها نحن، وهاهي الآن لا تقاوم مثلنا نحن، وأصبحت تبحث عن المقاومة الشعبية والسلمية التي لا تساوي شيئا، إذن مالفرق بيننا ؟؟ وهذا كله هراء طبعا لأن حماس مازالت لحد الآن في الميدان وتتقدم الصفوف ولعل ضربات القسام الأخيرة كانت خير دليل على ذلك،
فكر حزب التحرير مثل فكر بعض شيوخ السلفية الذين يقولون أن الجهاد الشرعي هو الذي يقوده الحاكم، وأن الجهاد الذي لا يكون تحت لواء الحاكم ليس بجهاد، وأغلب هؤلاء الشيوخ يوجدون في الخليج العربي الذي أصبح عبارة عن مزرعة كبيرة للأمريكان،، فأين هو الجهاد إذن ؟؟
الحمد لله أن حزب التحرير لا يمثل الأغلبية في فلسطين وإلا لكان كل شيئ قد أصبح تحت يد الإحتلال لأن الجيوش العربية غير مستعدة للجهاد في فلسطين، بالتالي فلا يجب علينا أن نتحرك خطوة واحدة الى الأمام ونلزم أماكننا، ونترك الصهاينة يفعلون ما يشاؤون، وهنا يلتقي حزب التحرير مع سلطة فتح في حماية الصهاينة ففتح تحمي الإحتلال بالعمل العسكري ضد المقاومة وبإعتقال المجاهدين والتنكيل بهم، وحزب التحرير يوفر الحماية المطلقة للإحتلال عبر تحريم قتاله في جماعات ليست عبارة عن جيش، مثل هذا الفكر الإنهزامي يجب محاربته بكل الوسائل الإعلامية المتاحة حتى لا يتسرب الى شباب الأمة فيصبح الشباب عبارة عن "جسد له خوار"