خبر يتحدث عن أنّ القائد صلاح الدين الأيوبي أرسل وفداً من قواته لنُصرة المسلمين في القدس, .... خيارات

[أم سلمة]

تخيّل معي بدون أن تتعجّب ..

خبر يتحدث عن أنّ القائد صلاح الدين الأيوبي أرسل وفداً من قواته لنُصرة المسلمين في القدس على شكل طرود خيرية ومساعدات عينية (مؤن) ، وعندما طالبه المسلمون في بيت المقدس أن يهُبّ بجيشه لتحريرهم رفض واكتفى بإرسال الأرز والماء والتمر !

مرّة أُخرى وخبر آخر يتحدث عن الخليفة المعتصم في أنّهُ أرسل وفداً ليتأسف لملك الروم عمّا بدر من المرأة المسلمة من "وقاحة" في استنصار خليفة المسلمين للدفاع عنها !! ، واكتفى الخليفة بهذه المصلحة وجنّب المسلمين شرّ القتال وحافظ على جيش الخلافة في مخازنه دون أن يُحركه !

---------------------------------

عزيزي القارئ أعلم أنّك تفاجئت من الكلام "الكذب" المكتوب أعلاه وأعلم أنّه لم يُعجبك لأنّك تعلم قطعًا ماهيّة تلك القصص بواقعها الحقيقي المشرّف والنبيل الذي يشهد بتحريك الجيوش الإسلامية صوب الطغاة وتحرير بلاد المسلمين المحتلة والدفاع عن رعايا الدولة الإسلامية ، لذلك أنا مُتعجّب مثلك ماذا تصنع جيوشنا الساكنة اليوم ولماذا لا تتحرك لنُصرة المسلمين ولماذا لا يدعوها الناس للتحرّك رغم قوّتها الفعلية على الأرض ؟!!
أنا مُتعجّب مثلك من تغييب هذه القوات من معادلة التغيير وتركها لقمة سائغة بيد الغرب ليتمتّع هو فيها وليوجهها نحونا ويقتلنا بها !!
أتعجّب كيف كنّا نفكّر باستنارة فكرية ووعي سياسي واليوم لا نفكّر أبداً ولا نستخدم عقولنا !
نعم أتعجب كيف لصلاح الدين أن يفهم أن تحرير فلسطين يحتاج لجيوش مدرّبة ومعدّة للقتال ، بينما نحن نظن أنّ نُصرة المسلمين تتم فقط بإرسال اللبن والأرُز والتمر والخبز !!
كيف غابت هذه الخطة الاستراتيجية عن ذهن القائد صلاح الدين ؟!!
عجب العُجاب حقًّا كيف فهم أجدادنا المسلمون الإسلام ، وكيف فهمنا نحن الإسلام !؟

فهموه بطموح عالية لا سقف لها وبعزيمة متحدية تضع الإسلام سيّداً وحاكمًا وحكمًا على العالم ، وفهمناه -للأسف- طرطور مذلول درويش غبي مهزوم فانحطت أمتنا وأصبحنا في ذيل الأمم !

سيقول قائل جيوش اليوم خائنة فاسدة تحمي الطغاة ، وأقول هذا كلام فيه من الصحة ولكن واقعه كلام المهزوم والعاجز والمنعزل عن الساحة ، هذا الكلام بالذات ينال إعجاب الغرب ويفرح به كثيراً ، ولكن لحظة أنا أقول "لا" فوجود الفساد مبرر لتواجد الإسلام لإصلاحه وليس للإنعزال عنه بالإضافة لملئ هذا الفراغ ومنافسة الغرب وطرد نفوذه من بلادنا .

الخلاصة : هذه القوات (الجيوش) مُلك للأمّة الإسلامية بعدّتها وعتادها وليست للحكّام العُملاء ولا للغرب ، فالحكّام زائلون قريبًا بإذن الله بينما هذه القوات باقية ما بقى الإسلام ، واستنصارها واجب شرعي بصفتها ((أهل القوة والمنعة)) وفرضيّة استنصارها آتية من فعل الرسول محمد صلوات الله عليه حين استنصر أكثر من 10 قبائل قويّة حتى نصره الله بالأنصار في المدينة المنورة وأقام الدولة الإسلامية .
فيا أمّتي إنّ الله لا يُعبد بالجهل ..

محمود ممتاز