منتدى الناقد الإعلامي

السلام عليكم , للمشاركة اختر ( دخول | تسجيل )



ملتيميديا

مقتطفات فيديو من انتاج الشبكة

 
Reply to this topicStart new topic
> نشر الكلمات في أساليب تأثير وسائل الإعلام على المجتمعات
أم حنين
المشاركة Aug 31 2022, 08:59 PM
مشاركة #1


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الإداريين
المشاركات: 5,578
التسجيل: 22-September 11
رقم العضوية: 35






نشر الكلمات
في أساليب تأثير وسائل الإعلام
على المجتمعات


https://hmmami.wordpress.com/2010/10/26/22/

محمد جميل حمامي
12/ رجب / 1429 هـ


لا شك أن وسائل الإعلام في هذا العصر أخذت حيزاً كبيراً من حياة البشر واهتمامهم ، وجهدهم في تطويرها ، ذلك لأنها تعتبر من أهم وسائل الإتصال الجماهيري .
فماهو الإتصال الجماهيري ؟!
و ما هي النظريات الإعلامية للتأثير في المتلقي ؟!
و كيف تؤثر وسائل الإعلام على حياتنا ؟!
و هل لهذا التأثير من شروط لحدوثه ؟!
و ما هي الحلول المناسبة لمواجهة هذا السيل الجارف ؟
هذا وغيره ما سنحاول الإجابة عليه خلال هذه الكلمات المختصرة ، و أنوه أن الكلام هنا لا يخص وسيلة إعلامية بحد ذاتها ، ولا مصدر إعلامي دون غيره .
و الله الموفق .



أولاً : مدخل :


إن أشكال و وسائل الإعلام كثيرة و متنوعة ، منها المرئية و منها المسموعة ومنها المقروءة وغيرها ، وكل منها تتفاوت في التأثير، بحسب مقدرتها على إشراك المتلقي مع المضمون الإعلامي ، ونحن في كلامنا هنا لا نختص واحدة من هذه الأشكال دون غيرها ، ولكننا سنسلط الضوء على المضمون الإعلامي ، بالحديث عن النظريات الإعلامية و التأثير الناتج عنها و طريقة التعامل الصحيح معها .
قلنا أن وسائل الإعلام هي أحد أشكال الإتصال الجماهيري ، ويُقصد بالإتصال : أنه عملية التفاعل الإجتماعي من أجل إشباع الحاجات المتنوعة ، فهو إذن من أهم الظواهر البشرية و الإجتماعية ، لأنه نتاج للتفاعل بين الفرد و المجتمع ، وهو الضرورة البشرية الملحة المستمرة التي يعيش الإنسان معها طوال عمره لأجل إشباع حاجاته المتعددة .
و للإتصال وسائل و أشكال متعددة ، فهناك الإتصال الفردي و الجماعي و الذاتي و الثقافي و غيره .
و الإعلام أحد أشكال الإتصال الجماهيري أو الجمعي بحيث أنه يكون هنالك مصدر واحد يخاطب الملايين من الناس الذين يهتمون به ، وهذا هو السر الذي بوّء وسائل الإعلام هذه المكانة المرموقة عند البشر لأنها تعد من أهم وسائل أشكال الإتصال الجماهيري .
و يقوم الإعلام على دعامتين أساسيتين :
المجال الإعلامي : و يقصد به المادة الإعلامية و مضمونها و محتواها من توجيه و تثقيف وفكر مذاع .
و الوسائل الإعلامية : وهي الوسائط التي تنتقل المادة الإعلامية عبرها .
ويتركز كلامنا هنا على كيفية تأثير وسائل الإعلام على متلقي المضمون الإعلامي .



ثانياً : نظريات التأثير :


يقسم الباحثون النظريات الإعلامية إلى :النظريات المتعلقة بالجمهور، و النظريات المتعلقة بالقائم بالاتصال ، والنظريات المتعلقة بنوع التأثير الإعلامي الذي تحدثه وسائل الإعلام في الجمهور ، فهي مقسمة بحسب المجال الذي تتصل به .
هذا و إن أجمع علماء الإتصال الجماهيري على عظم أثر الوسائل الإعلامية على جمهورها وأنها من أهم وسائل التأثير على المجتمع وتوجيهه ، إلا أننا لا نجد اتفاقاً بينهم على كيفية تأثير هذه الوسائل على الجمهور ، فإن نظريات التأثير المتعلقة بالإعلام كثيرة ومتنوعة ، وقد امتلأ مجال النظريات العلمية بالعديد من المؤلفات والمراجع العلمية عن النظريات ونشأتها وتطورها وأنواعها، و نذكر منها بإيجاز شديد :


1- نظرية الرصاصة : وتعني أن الفرد يتأثر بمضمون الوسيلة الإعلامية تأثيراً مباشراً تلقائياً ، و يرى أصحاب هذه النظرية أن وسائل الإعلام لها تأثير قوي ومباشر على الفرد والمجتمع يكاد يبلغ حد السطوة والهيمنة وهذا التأثير قوي وفعال مثل الرصاصة، ولايفلت منه أحد ، إلا أن هذه النظرية اهتزت أمام نتائج الدراسات الميدانية التي قام بها باحثون في ميدان علم النفس الاجتماعي حيث تبين لهم أن تأثيرها محدود جدا إذا ماقورن بالتأثير الذي تحدثه عوامل أخرى مثل الأسرة،واتجاهات الفرد، وقادة الرأي، والأحزاب، وعوامل أخرى كثيرة، إذ تحول هذه العوامل دون التأثير المطلق أو القوي لوسائل الاعلام على الفرد ، وكما نرى فإن تأثيرها مباشر وسريع وقوي مثل تأثير رصاصة البندقية إلا أن أثرها قصير المدى .


2- نظرية التأثير التراكمي : العرض الهائل للأفكار و القناعات المبثوثة عبر وسائل الإعلام تؤثر بشكل ملحوظ على المتلقي على مر الزمن إذ يرى أصحاب هذا النوع من النظريات أن تأثير وسائل الإعلام لا يظهر مباشرة، وإنما بعد فترة زمنية طويلة من خلال تراكم المتابعة الإعلامية. ومن أمثلة هذا النوع نظرية دوامة الصمت القائمة على فرضية: أن قيام وسائل الإعلام بعرض رأي الأغلبية، يقلل من أفراد الرأي المعارض ، و تأثير هذه النظرية بطيء وطويل النفس ، إلا أن أثرها كبير وكبير جداً .


3- نظرية التطعيم أو التلقيح : وهي جرعات من القيم الفكرية تجعل الأمر مألوفاً و يمكن وصف هذه النظرية بأنها غرس تدريجي لما ينتقل عبر وسائل الإعلام حيث يتأثر المتلقي دون وعي بما تعرضه وسائل الإعلام بشكل متواصل ، فيصاب بنوع من التبلد و عدم الإحساس ، فتكرار المناظر الفاضحة عبر هذه الوسائل صنع في نفوس الناس شيئاً من اللامبالاة تجاه ما يرى في المجتمع من تبرج .


4- نظرية التأثير على مرحلتين : وتعني انتقال المعلومات على مرحلتين من خلال تعرض الناس للمعلومات التي تبثها وسائل الإعلام ومن خلال تفسيرات قادة الرأي لهذه المعلومات ، ففي السابق كان يظن أن لوسائل الإعلام التأثير المطلق في المتلقي ، إلا أن هذه النظرية تثبت عكس ذلك ، فالرسائل تنتقل من وسائل الإعلام الى قادة الرأي ومن ثم الى الجماهير، فالإعلام المباشر قد لا يؤثر فينا أو يكون تأثيره محدود ، و على العكس من ذلك إذا انضم له قائد الرأي الذي لديه النفوذ المادي و المعنوي الذي يفسر الرسائل الإعلامية بالطريقة التي يراها ، على أساس تكوينه الثقافي ، وهذه النظرية تظهر بوضوح في الحملات الإنتخابية ومثل هذه الأمور .


5- نظرية تحديد الأولويات : وذلك عن طريق بث وسائل الإعلام للبرامج التي يبدو للمشاهد أنها أهم من غيرها ، فتركيز وسائل الإعلام حول موضوع معين ، يؤدي إلى إهمال المشاهد الكثير من المسائل المهمة حولة التي أهملتها وسائل الإعلام ، ويكمن تأثير هذه النظرية من خلال تركيز وسائل الإعلام على موضوع معين أو شخص معين وإعطائه حيزاً كبيراً ، فيوحى للجمهور أن الموضوع أو الشخص له من الأهمية ما يجعله حاضراً باستمرار أو بكثرةفي وسائل الإعلام وأن الموضوعات الأخرى أو الأشخاص الآخرين ليس لهم حضور أو أهميةللجمهور، وفعل كهذا لا يضخم تلك القضايا على حساب قضايا أهم فحسب ! بل إنه يؤثر سلباً على الإهتمام بقضايا أهم و وعيها .


6- نظرية حارس البوابة : وهي أن يتحكم حرّاس البوابة ( القائمون على الوسيلة الإعلامية ) بمضمون المادة المنشورة ، فتمر المادة الإعلامية عبر عدد من النقاط ليتم تنقيحها و السماح بعرض جوانب منها و منع عرض جوانب أخرى من المادة الإعلامية ، فينشرون ما يريدون ويمنعون ما لا يريدون إظهاره ، فنظرية كهذه تؤثر من ناحيتين : من ناحية المادة التي تم نشرها ، ومن ناحية المادة التي تم منعها ! إن نظرية كهذه جميلة جدًا، وفاعلة جدًا، ومؤثرة جدًا، إذا كان (حارس البوابة) على قدر المسؤولية ، ويدرك أهمية (فلترة) المضمون الإعلامي ، لتتوافق مع هوية الجمهور ، وتنسجم مع قيمه وثقافته، وهي – في المقابل- تعيسة جدًا، وخطيرة جدًا، إذااستغل هذا (الحارس) وظيفته في تمرير أهوائه، أو تحقيق مصالحه، أو تطويع (البوابة)لتتسلل من خلالها الأجسام الغريبة، والأفكار الرديئة .


7- نظرية الإشباع : فتفترض هذه النظرية أن الجمهور يستخدم المواد الإعلامية لإشباع رغبات كامنة لديه، حيث أن الجمهور هو الذي يحدد نوع المضمون الإعلامي الذي يرغبه وأن دور وسائل الإعلام لا يتعدى تلبيةالحاجات فقط .




ثالثا: أنواع التأثيرات التي تحدثها الوسائل الإعلامية على المتلقي :



لا تكاد توجد نظرية إعلامية واحدة متفق على كيفية عملها، أو تأثيرها في الجمهور بين الباحثين، وإنما من شأنها أن تقدم تصورات عن كيفية عمل الإعلام وتأثيره، و تشرح النظرية ما تحدثه من تأثير في الجمهور، أو من الجمهورنفسه تجاه الوسائل، أو الرسائل الإعلامية. بل تتجاوز ذلك أحيانا إلى تقديم تصور عما يمكن أن يحدث مستقبلا.
والنظرية هي محصلة دراسات، وأبحاث، ومشاهدات وتطبيقات ميدانية وفرضيات إلى أن وصلت إلى هذه المرحلة .
و بعد أن عرفنا بعض هذه النظريات الإعلامية ، حري بنا أن نتعرف على طريقة تأثير هذه الوسائل على المتلقي للمضمون الذي تحمله ، وهذا مهم جداً للتعرف على كيفية التأثير الذي يحدث في المجتمع عبر الزمن بواسطة هذه الوسائل الإعلامية الودودة فيما يظهر لنا .. مراعين في كلامنا الإيجاز الشديد و الإختصار :


1- تغير الموقف و الإتجاه : حيث يغير المرء موقفه من قضية ما بناءً على المعلومات التي توفرها هذه الوسائل للإنسان المتلقي منها ، ومن خلال هذه الرسائل الإعلامية يبقى الإعلام العامل الرئيسي في عملية تغير الموقف و الإتجاه ، سواء على مستوى الأشخاص أو القضايا أو على مستوى القيم و السلوك .


2- التغير المعرفي : إذ تؤثر وسائل الإعلام في التكوين المعرفي للأفراد من خلال التعرض الطويل لوسائل الإعلام كمصدر موثوق للمعلومات ، فتقوم بتوجيه متناغم حسب الإتجاه الذي تريده ، فتغير في أسلوب المرء و طريقة تفكيره و قناعاته لأن القناعات حصيلة المعرفة المكتسبة .


3- التنشئة الإجتماعية : ذلك أن كل ما نسمعه أو نراه أو نقرأه لا يخلو من هدف بل هو مشحون بالقيم ، وهذا هو الذي يعرف عنه ( بالتنشئة الإجتماعية ) ، فيُعمل على تلقين المُستقبل مجموعة من المعارف لتشكيل الهوية الثقافية ، فالتعرض المستمر للرسائل الإعلامية المشحونة بالقيم ، إذ تُعرض بقوالب جذابة تسمح لها بالتسلل إلى اللاشعور لتشكل اتجاهاً معيناً – دون وعي كامل من المتلقي – فليس هنالك أخبار محايدة ولا ترفيه بريء ! بل كلٌ يحمل في طياته وبين سطوره كثيراً جداً من القيم الخفية التي يراد ترويجها إلا أنها لا تُقبل في العلن بل تقابل بالرفض ، فيُلجئ إلى هذا الأسلوب المغلف ، ليظهر أثر هذه القيم على المتلقي عبر المدى البعيد .


4- الإثارة الجماعية : حيث تعمد الوسائل الإعلامية على إثارة الجماهير و تحريكها لتتكيف مع ظرف ما ، و أنجح ما يكون مثل هذا الأسلوب في أوقات الأزمات و الكوارث ، فينتج عنه تحرك الجماهير و استنفارها لتحقيق هدف معين .


5- الإستثارة العاطفية : للعواطف نفوذ قوي يسيطر على سلوك الإنسان ، وقد منح هذا الأمر فرصة كبيرة للإعلام للتأثير على عواطف المُستقبل للمواد الإعلامية ، ليؤثر ذلك على سلوك الإنسان و توجهه ، وكذلك تعمل وسائل الإعلام على استثارة الغرائز لدى الجمهور مؤثرة بذلك على مشاعره و طبيعة شخصيته .


6- الضبط الإجتماعي : يتجلى دور وسائل الإعلام في عملية الضبط الجماعي من خلال قيامها بتوحيد الناس على ثقافة واحدة يصبح الخروج عنها أمراً صعباً ، حيث تصبح مع مرور الوقت عرفاً و تصبح جزءاً من ثقافة المجتمع ، حيث أصبحت وسائل الإعلام هي التي تحدد للناس ما يصلح وما لا يصلح من خلال الإعلان عن آراء معينة ، و التكتيم على أخرى ، فيخلق ذلك عند الناس ما يشبه العرف الذي يُقبل ويتّبع ويُحذر من مخالفته .


7- صياغة الواقع : تؤثر وسائل الإعلام من هذا الباب عبر قيامها بعرض جزء صغير من حقيقة الواقع ، ليبقى في أذهان الجمهور على أنه هو الواقع الحقيقي الكامل !! ، وبذلك تعمل على صياغة الواقع حسب الرؤية التي تريدها ، وتعمل أيضاً على صياغة نمط حياة من صنعها لتقدمه للناس على أنه هو الواقع المثالي ، و توحي للجمهور بتقليده عبر نشر صورته الإيجابية الجميلة فقط !! فتختزل كل تفاصيل الحقيقة في هذا الجزء الصغير الذي تم عرضه فقط .


8- تكريس الأمر الواقع : فبعكس النقطة السابقة قد تعمل وسائل الإعلام على تزكية ما هو قائم و تكريس ما هو موجود ، فتجعل الجمهور يقبله دون نقاش ، فإقرار الأمر الواقع و تبريره و تقديم المسوّغ له من قبل وسائل الإعلام يعمل على صنع رأي عام شبه موحّد ، فلا يمكن لأي شخص أن يثير تساؤلاً حول صحة ما يجري .




رابعاً : شروط تأثير الإعلام على المتلقي :



لا شك أن الإنسان ليس حالة سلبية ساذجة يتأثر بتلقائية ، بل لا بد من توفر بعض العوامل ليظهر أثر هذه المضامين الإعلامية المبثوثة ، فإن طرق التأثير ونظرياته تبقى مرهونة بتوفر الشروط و العوامل التي تهيئ للإعلام التأثير في الجمهور .
و الشروط التي يجب توفرها للنجاح في التأثير متنوعة ، منها ما له علاقة بالمصدر الإعلامي نفسه ، ومنها ما له علاقة بالبيئة ومنها ما له علاقة بالمضمون ومنها ما له علاقة بالجمهور ، وفيما يلي عرض سريع لأهم هذه الشروط :


(1) العوامل التي لها علاقة بمصدر الرسالة الإعلامية ( أي نوع الوسيلة الإعلامية التي يتعرض لها الفرد ) وهي :


أ‌- نفوذ وخبرة المصدر : ويقصد به مدى معرفة صاحب الرسالة بالموضوع الذي يتحدث عنه ، فكلما كان الشخص متمكناً من موضوع رسالته كان تأثيره أكبر و العكس صحيح .
ب‌- الصدق : فمصدر المعلومات الذي يُعرف عنه الصدق يكون أبلغ في التأثير على المتلقي ، بينما المصدر الذي تتدنى مصداقيته تضعف قدرته على التأثير حتى تتلاشى .
ت‌- الوسيلة الإعلامية : تتفاوت وسائل الإعلام في درجة تأثيرها على الجمهور بفعل عدة عوامل ، و يأتي التلفاز بمقدمة وسائل الإعلام من حيث قدرته الهائلة على التأثير ، لأنه يتعامل مع حواس الإنسان الرئيسية مباشرة ، ويستخدم مؤثرات فنية عالية ، ومن بعده تأتي بقية الوسائل حيث تختلف في قدرتها على التأثير حسب نوع الرسالة التي تحملها ونوع الجمهور المتلقي و الأساليب الفنية المصاحبة للرسالة و القالب الذي تعرض من خلاله
ث‌- احتكار وسائل الإعلام : حيث يؤدي ذلك إلى أحادية في مصدر التلقي ، تؤثر في الفرد من حيث أنها تلغي التنوع في الآراء و الأفكار و وجهات النظر ، وتعرض المرء لنفس الرسالة الإعلامية بطرق مختلفة و أشكال متنوعة ، دون أن تفسح له المجال للإختيار بنفسه .


(2) العوامل التي لها علاقة بالبيئة ( أي المحيط الإجتماعي الذي تبث فيه الرسالة الإعلامية ) إذ تشكل البيئة عاملاً مساعداً من خلال طريقتين :
أولاً : دور أصحاب الرأي و المكانة في المجتمع :
فإن الناس بطبيعتهم يقيمون اعتباراً لرأي بعض الأفراد الذين يتمتعون بمكانة خاصة في المجتمع بسبب المكانة العلمية أو الإجتماعية أو المالية أو شهرتهم في وسائل الإعلام ، فإذا ما استحسن مثل هؤلاء شيئاً مما يعرض عبر وسائل الإعلام فإنه سيجد قبولاً لدى الآخرين ، وبذلك تستغل وسائل الإعلام هذا الأمر لإحداث التأثير المطلوب في الجمهور .
ثانياً : الحال التي عليها المجتمع :
فحالته الإجتماعية أو الإقتصادية أو السياسية يؤثر كل ذلك في قدرة الرسالة الإعلامية على التأثير ، لأن مضمون الرسالة الإعلامية كي يؤثر لابد أن يعكس واقع المتلقي وحالته .


(3) العوامل التي لها علاقة بمضمون الرسالة الإعلامية ، إذ يتأثر الجمهور بالمضمون الإعلامي إذا ما توفرت فيه الشروط التالية :
أ‌- أن يكون مضمون الرسالة الإعلامية يتعلق بقضية تشغل الرأي العام .
ب‌- تكرار عرض الرسالة بأكثر من ثوب بشكل مستمر .
ت‌- عرض الرسالة الإعلامية بشكل فني وجذاب وملفت للنظر ليكون وقعه في الأذهان أشد .
ث‌- طريقة صياغة الرسالة الإعلامية ويقصد بها ( السيناريو ) ، فيجب أن تصاغ الرسالة الإعلامية بطريقة مؤثرة ذكية ، بلغة بليغة و بترتيب منطقي للأحداث .


(4) العوامل التي لها علاقة بالجمهور :
الجمهور خليط متباين من الأفراد ، ولتحقيق الهدف المنشود و الأثر المتوقع من وسائل الإعلام ينبغي أن تتوفر في الجمهور المتلقي العوامل التالية :
أ‌- نوع الجمهور : فالأطفال يتأثرون أكثر من الكبار ، و الرجال يختلفون عن النساء بالكيفية التي يتلقون فيها الرسالة الإعلامية ، و الأميون يختلفون عن المثقفين في مدى تأثير الرسالة الإعلامية عليهم ... وهكذا ، فينبغي للرسالة الإعلامية أن تراعي مستوى كل شريحة و خصائص كل طبقة من هؤلاء .
ب‌- الموقع الإجتماعي للفرد : فإن المكانة الإجتماعية للفرد تؤثر على كيفية تفاعله مع الرسالة الإعلامية وتأثره بها ، فكلٌ يهتم بالمادة الإعلامية التي لها صلة بواقعه الإجتماعي ، وكلٌ يفسر المادة الإعلامية وفق المحيط الذي يعيشه .
ت‌- معتقدات الجمهور : فإن كانت الرسائل الإعلامية قريبة من معتقدات الجمهور ومنسجمة مع ما يؤمن به كان قبولها لديه أشد و أقوى ، و العكس صحيح .
ث‌- إدراك المتلقي للرسالة : فتفاوت الأفراد في مدى إدراكهم للرسائل الإعلامية و فهمها يجعل موقفهم منها مختلفاً ، وهذا الإختلاف يؤثر في كمية التأثير من فرد لآخر بسبب المرجعية الثقافية و الإجتماعية وطبيعة شخصيته و مصالحه و أهوائه .



خامساً : التصدي لهذه الأساليب :



لم نراعي فيما سبق عرضه وبيانه المُستخدم السيء أو الحسن لهذه الوسائل الإعلامية ، و إنما كان كلاماً عاماً دون خص أحد ، ولكن مما لا يخفى على أحد الأثر المدمر لهذه الوسائل الإعلامية في الفترة السابقة و الحالية ، لأنها مستغلة – في الغالب – من قبل أناس يتبعون غير سبيل المؤمنين ، و يعيثون في الأمة فساداً و إفساداً والله المستعان .
و إن الأثر السيء – جداً – لهذه المضامين الإعلامية المدمرة ظاهر للعيان ولا يحتاج إلى طول بحث أو تعب لوضع اليد عليه ، و قد حرصت في السطور السابقة على وضع اليد على مكمن الداء ليكون العلاج يسيراً سهلاً ، فإن تشخيص المرض نصف الدواء أو جله ، و حري بنا أن نختم ما ذكرنا بشيء من النصائح و التوجيهات التي تعين في التصدي لهذه الهجمة الإعلامية السيئة على مجتمعاتنا :
• فعلينا إذن أن نلعب دوراً متقدماً عبر العمل على بناء المجتمع بناءً سليماً بالوسائل الشرعية السليمة ، عبر نشر التوعية الصحيحة و تحذير الناس من هذه المضامين الخبيثة .
• أن نعيد للأمة رموزها الحقيقيين وقادتها الفعليين الذين أمرنا باتباعهم ، وهم العلماء الربانيين على منهاج النبوة فهم الحراس الحقيقيون لهذه الأمة .
• أن نعيد الأمة إلى المنهج الصافي منهج الصحابة و التابعين فهو خط الدفاع الأول عن كيان الأمة والذي أمامه تذوب كل محاولات الإختراق .
• أن نعيد الأمة إلى منابع العلوم و إحياء حلقات العلم الصافي ، فينشغل الناس بما ينفعهم في دنياهم و أخراهم بالإلتفاف حول المعلميين المشهود لهم بحسن العقيدة وصفاء المنهج و الإهتمام بالكتب و الشروحات السلفية ، فإن هذا له كبير الأثر في إنعاش الأمة و الإرتقاء بها .
• أن ننهض بإعلام يرقى بشموخ بعرض سليم و مضمون رصين ، ولغة صادقة مبدعة .
• الوقوف بجدية أمام ما يحاك لهذه الأمة من المخططات الرامية إلى سلخ هذه الأمة من منهجها الصحيح و معتقدها السليم ، وتشتيتها شذر مذر وتذويبها في أطر حزبية مقيتة و أفكار محدثة رديئة .
• ينبغي فضح الإعلام السيء وكشفه أمام الناس لعلهم يتوقفوا عن الإنبهار به !
• أن يعاد للأسرة ذلك الدور الأساسي الذي كانت عليه من ذي قبل ، فهي الحضن الدافئ الذي يحوي الجيل القادم بداخله .
• أن يعود المربي ( الأم ، الأب ، المدرسة ) إلى مكانه الصحيح في ريادة وتوجيه الجيل الناشئ ، و إرشاده إلى الصحيح و السليم ، وحمايته من كل فكرة مغشوشة .
• أن يتسلم الأب مهامه القيادية بكل مسؤولية واهتمام داخل أسرته ، وإعطائه حقه من الإحترام و الهيبة و المركز ، ليكون أهلاً لهذه المهمة التي أنيطت به ، ليكون في أسرته ( حارس البوابة العنيد ) ليحدد لها ما هو صالح ويحميها من كل ما يفسدها و يسممها .
• أن ينتبه ولاة الأمور المعنيون بهذا المجال الإعلامي ، فليقطعوا عن الأمة كل صوت نشاز ، ويحرموا كل فكر دخيل من فرصة ( الإتصال الجماهيري ) ، و أن يعملوا على تغذية المجتمع بالمضادات الحيوية التي تحول دون إصابة الأمة بأمراض عقدية وفكرية مزمنة ، و إنشاء حائط صد تتكسر عليه كل الشبهات التي تثار كل حين لتدمير الأمة .


هذا لا بد منه بدل أن نبقى نصيح و نصرخ جراء الألم الذي تحدثه لنا هذه المضامين الإعلامية ، فإن اعتماد الناس عليها اليوم كبير جداً ، وتعد من أهم وسائل الإتصال الموجودة اليوم بين البشر ، ولعها تعد – اليوم – من أخطر أساليب العولمة الخبيثة ، فلأجل ذلك كله – وغيره – لابد من المسارعة إلى رقع هذا الخرق قبل أن يتسع على الراقع ولات حين مناص ..


و الله الموفق ...
محمد جميل حمامي
بيت المقدس
12 – رجب – 1429



من المراجع :
وسائل و أساليب الإتصال ، د. عبد الباقي زيدان .
أثر وسائل الإعلام على الطفل ، د. عبد الفتاح أبو معال .
كيف تؤثر وسائل الإعلام ؟ ، د. محمد بن عبد الرحمن .
نظم الإتصال ، د. جيهان أحمد .
وسائل الإعلام والمجتمع الحديث ، ترجمة : إبراهيم إمام .
الإعلام العربي و تحديات العولمة ، د. تركي صقر .
وغيرها ...


Go to the top of the page
 
+Quote Post
ام عاصم
المشاركة Sep 3 2022, 09:38 AM
مشاركة #2


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الإداريين
المشاركات: 2,094
التسجيل: 22-September 11
رقم العضوية: 27



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

جزاك الله خيرأ أختنا ام احنين على النقل
مقال قيم ومهم جدا
Go to the top of the page
 
+Quote Post

Reply to this topicStart new topic
1 عدد القراء الحاليين لهذا الموضوع (1 الزوار 0 المتخفين)
0 الأعضاء:

 

RSS نسخة خفيفة الوقت الآن: 16th November 2024 - 02:25 AM