قالوا عني معاق (3)
خواطر :حاتم ناصر الشرباتي ( أبو ناصر )
لفت نظري في تعليقات الأخوة على الموضوع المنشور على صفحات الفيسبوك كيفية فهمهم للإعاقة والصورة اللمرفقة : حيث أن فهم البعض كان صحيح 100% في حين كان فهم بعضهم الخاطيء بأن كلمة معاق تعني ( مريض ) وتمنوا لي شفاء عاجلاً... فشكرا لهم على الدعاء وأرى من واجبي لفت النظر للمعنى الحقيقي للكلمة.
جاء في القاموس : مُعاق: ( اسم ) اسم مفعول من أعاقَ
وَلَدٌ مُعَاقٌ : بِهِ عَاهَةٌ تَعُوقُهُ عَنِ التَّكَيُّفِ مَعَ الْحَيَاةِ العَمَلِيَّةِ وَالعَادِيَةِ
مُعاق: ( اسم ) مُعاق : اسم المفعول من أَعاقَ
أَعاقَ: ( فعل ) أعاقَ يُعيق ، أَعِقْ ، إعاقةً ، فهو مُعيق ، والمفعول مُعاق
أعاقه عن إنجاز عمله : منعه منه ، شغله عنه ، أخّره وثبَّطه
قالمعاق : هو الشخص الذي لا يستطيع القيام بعمل ما إلا بمساعدة الغير ، أو تسهيل ظروف حياته لتأدية وظائفه بشكل مستقل . إذا حسب هذا التعريف ، أو هذا التصنيف كل البشرية على سطح الكرة الأرضية معاقة ،لقد ذكر في التنزيل ( إن كل نفس لما عليها حافظ ) وحسب تفسير ابن كثير : كل نفس بحاجة إلى مساعدة ،فلولا حفظ الله لنا لما استطعنا القيام بأعمالنا ، إذا أخي القارئ أختي القارئة كلنا معاقون ، وكلنا من ذوي الاحتياجات الخاصة ،المعاق هو ليس فقط الذي يستعمل العربة وهو بحاجة إلى طريق خاصة به ، أو الأعمى الذي بحاجة إلى عصا وحافة عالية لكي يحس بأنه في شارع آمن ، أو الأطرش الذي بحاجة إلى سماعة خاصة به ، وإنما أيضا السائح الذي يحضر إلى بلد لا يجيد لغة أهلها ، حسب رأيي هو معاق بحاجة إلى مرافق (مترجم)لأنه لكي يفهم ما يدور حوله ،والذي لا يرى في المعاق بشرا يستحق كل العناية وتوفير الظروف الملائمة له ليعيش حياةشبه استقلالية ، يعتبر معاقا . لأنه لا يعرف ما يخبئ له الزمن ، ربما يصبح ذا أعاقة شديدة اشد من الإعاقات التي رآها ، المسؤول الذي لا يرى بنفسه جزءا من المجتمع الذي يعيش فيه ولا يراعي ظروف جميع من حوله ، هو أيضا معاق وربما إعاقته خطره جدا ، لأنه بعين الآخرين مثل يحتذى به ، والابن الذي لا يعامل والديه معاملة حسنة هو أيضا معاق ، والمعلم الذي لا يؤدي واجبه بالصورة الصحيحة ، معاق أيضا ،والمرأة التي لا تطيع زوجها معاقة أيضا ، وهكذا رب الأسرة وقائد الشرطة ورئيس قسم أو مؤسسة لا يعملون بالصورة الصحيحة فهم معاقون لأنهم بحاجة ماسة للمساعدة لكي يقوموا بواجبهم خير قيام . أقول ثانية أن المعاق هو إنسان مبتلى بما أعاقه عن بلوغ ما يبلغه الأصحاء . يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله لا ينظر إلى صوركم وأجسامكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم )نعم ،الإعاقة مصيبة ، لكن على المعاق أن ينظر إليها على أن فيها الخير ، انطلاقا من قوله تعالى ( الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون )الاعاقة لا توقف عجلة التاريخ ، ولا ينتهي العطاء ، وتبقى المعاني الشامخة تسعى إلى بلوغها العزائم والإرادات التي لا تصيبها الإعاقات . إ
والإعاقة (بالإنجليزية: Disability) تُعَّرف منظمة الصحة العالمية الإعاقة على النحو التالي : "الإعاقة هو مصطلح يغطي العجز، والقيود على النشاط، ومقيدات المشاركة. والعجز هي مشكلة في وظيفة الجسم أوهيكله، والحد من النشاط هو الصعوبة التي يواجهها الفرد في تنفيذ مهمة أو عمل، في حين أن تقييد المشاركة هي المشكلة التي يعاني منها الفرد في المشاركة في مواقف الحياة، وبالتالي فالإعاقة هي ظاهرة معقدة، والتي تعكس التفاعل بين ملامح جسم الشخص وملامح المجتمع الذي يعيش فيه أو الذي تعيش فيه".
ويعرّف أيضا بأنه :حالة تحد من قدرة الفرد على القيام بوظيفة واحدة أو أكثر من الوظائف التي تعتبر أساسية في الحياة اليومية كالعناية بالذات أو ممارسة العلاقة الاجتماعية والنشاطات الاقتصادية وذلك ضمن الحدود التي تعتبر طبيعية. أو هي عدم تمكن المرء من الحصول على الاكتفاء الذاتي وجعله في حاجة مستمرة إلى معونة الآخرين، والى تربية خاصة تساعده على التغلب على إعاقته.
ويعرَّف المعاق بأنه "الشخص الذي انخفضت إمكانيات حصوله على عمل مناسب بدرجة كبيرة مما يحول دون إحتفاظه به نتيجة لقصور بدني أو عقلي"(1). كما يعرَّف المعاق بأنه الشخص الذي يختلف عن المستوى الشائع في المجتمع في صفة أو قدرة شخصية سواء كانت ظاهرة كالشلل وبتر الأطراف وكف البصر أو غير ظاهرة مثل التخلف العقلي والصمم والإعاقات السلوكية والعاطفية بحيث يستوجب تعديلاً في المتطلبات التعليمية والتربوية والحياتية بشكل يتفق مع قدرات وإمكانات الشخص المعاق مهما كانت محدودة ليكون بالامكان تنمية تلك القدرات إلى أقصى حد ممكن.
أعاقه عن إنجاز عمله منعه منه ، شغله عنه ، أخّره وثبَّطه :- أعاقه المرضُ عن المشي ، - تعمّد إعاقتَهم عن ممارسة حقوقهم
ولا تقتصر الإعاقة على الأفراد بل تتعداها للمجتمعات، فالإعاقة ظرف يمنع من العمل أو يحول بينه وبين إنجاز عمل ما، وتلك الحالة تنطبق على الأفراد وتنطبق على المجتمعات. وقد مر معنى في مقالات السياسيين ورود مصطلح ( أحجاز العثرة ) في معرض الإشارة لحالة اصطناع حالات تعيق العاملين لنهضة الأمة، و/أو أشخاص وضعوا أنفسهم لإعاقة العمل....... ولنا عودة.