http://hafryat.com/en/node/12072
عام 2006؛ بدأت الناشطة الاجتماعية والنسوية، تارانا بيرك، في استخدام عبارة "Me Too"، أو "أنا أيضاً"، على شبكة التواصل الاجتماعي "ماي سبيس"، تحكي فيها وقائع تحرش واعتداء جنسي حدثت معها.
وعام 2017 عادت العبارة لتطفو مرة أخرى، وتجتاح مواقع التواصل، ليشارك المشاهير حول العالم، وبشكل خاص نجمات هوليوود.
اقرأ أيضاً: "النسوية".. المرأة الغربية ماتزال تعاني التمييز
تتبنى العديد من المؤسسات النسوية العربية قضية الجنسانية بشكل عام كمحور لمعاناة النساء، لكنّ السؤال الذي يطرح نفسه؛ هل يمكن أن نختزل معاناة المرأة العربية في التجنيس فقط؟
اتجاهات النسوية
يمكن تقسيم الاتجاهات النسوية إلى حركتين؛ النسوية الليبرالية التي تسعى بدورها للتصالح مع الرأسمالية، واكتساب أكبر حقوق ممكنة للنساء في ظلّ النظام الرأسمالي، والنسوية الماركسية التي تظهر كتيار مضاد لهذا التيار؛ حيث يتبنون قضية المرأة من منظور الصراع الطبقي، ويعملون على تفكيك طبيعة علاقات الإنتاج، المتسببة في امتهان المرأة، هنا يكمن الصراع بين الاتجاهين.
وتُجمل الأستاذة الفخرية بعلم الاجتماع والدراسات النسائية بجامعة نيويورك، جوديث لوربر، في كتابها "البناء الاجتماعي للنوع الجندري"، الحركات النسائية بثلاثة اتجاهات: أولها؛ "نسويات الإصلاح الجنساني"، وتتأصل فلسفتها في السياسة الليبرالية، وتركز في طرحها على الحقوق الفردية، وهناك خطاب النسوية المقاومة للجنس وتتقاطع في خطابها مع الجنسانية، أما الأخريات؛ فهنّ نسويات ثورة النوع الاجتماعي، وترتكز في طرحها على سلوكيات معينة، وديناميكيات المجموعات النسائية، والتي يتم من خلالها إبقاء النساء في وضع التابعات، حتى في الثقافة الفرعية التي تدّعي أنّها تدعم المساواة بين الجنسين، ويسعى الخطاب إلى تعطيل النظام الاجتماعي، من خلال تفكيك مفاهيمه وفئاته، وتحليل التكاثر الثقافي لعدم المساواة.
في واقع الأمر؛ إنّ التيار النسوي مصطلح يحدّد الأيديولوجيات والحركات النسائية التي لا تندرج في معسكر النسويات الراديكاليات، وبشكلها التقليدي، ركزت النسوية السائدة على الإصلاح السياسي والقانوني، وبدأت موجتها الأولى في القرن التاسع عشر، لكن قدّمت الكاتبة الأمريكية ذات الأصول الأفريقية، أنجيلا ديفيس، تعليقاً حول تلك الحركة، خاصة التي برزت عام 2017، واصفة إياها بالنسوية البرجوازية، كونها لا تصطدم بأي شكل مع قضايا العرق والطبقة، وغيرها من القضايا التي لا تهمهن.
أنجيلا الشيوعية، التي ترفض ما تسميه "النسوية البيضاء"، والتي لا تحمل الهموم الحقيقية للنساء، وتهتم بقضايا جزئية، مثل: المشاركة السياسية للمرأة، أو التركيز على تعليم الإناث، وهي قضايا تخطّاها الغرب منذ زمن، لا تجد حرجاً في وصف النسوية السائدة، كما يتجلى لدى تايلور سويفت، بالمتاجرة بالقضايا الفرعية، كما تصفهم بالخضوع للنظام الأبوي الذي تعاني النساء في ظلّه، وتعدّ واحدة من رموز حركة "الفهود السوداء"، في الولايات المتحدة، التي قاتلت لأجل المساواة العرقية، واستمر نضالها بالكتابة عن القضية الفلسطينية، ومقاطعة الكيان الصهيوني، الأمر الذي أدّى إلى إلغاء تكريمها الذي كان من المقرر في تشرين الأول (أكتوبر) 2018، من مؤسسة "برمينغهام لحقوق الإنسان"، وذلك بعد تأييدها لحركة "BDS".
الفردانية الليبرالية
يكمن الخلاف الأساسي بين النسوية الليبرالية والراديكالية، في أنّ الأولى تتحايل على النظام القائم، لمزيد من المكتسبات، التي اختلسها منها النظام نفسه؛ فهي لا تحاول تغيير النظام الذي يفرض سيطرته على النساء، ويعدّ المرأة أداة جنسانية فحسب، بل كون هذه النسوية برجوازية الطابع، تحاول الحفاظ على مكانتها الاجتماعية، عن طريق الحفاظ على جوهر النظام، وغالباً ما تكون المكتسبات السياسية في طور التطبيق على النساء البرجوازيات حصراً، بينما النسوية الراديكالية ماركسية الهوى، تحاول هدم النظام الرأسمالي نفسه، الذي يرون فيه سرّ البلية على وضع النساء الدوني في المجتمع، فهي تخلق طابعاً طبقياً للصراع، أكثر من الطابع الفرداني للنسوية المعاصرة، وهذا أبرز ما قدمّته النسوية الأمريكية، سوزان مولر، في حوارها مع النسوية الأمريكية، أليسون جاغار، في دراسة بعنوان "الاتجاهات الفلسفية للنسوية المعاصرة"، والتي تناولت فلسفة النسويات المعاصرات في تحديد طبيعة اشتباكهن مع الوضع الراهن.
وتتفق مع هذا الطرح النسوية الماركسية وطالبة العلوم القانونية بالجامعة التونسية، هنا عباس، في حديثها لـ "حفريات"، إذ تؤكد أنّ "النسوية المعاصرة الرائجة تعدّ أحد الأذرع الخفية للنظام الرأسمالي الذكوري الأبوي، ويتضح هذا في تحليل النسوية الليبرالية للمجتمع الذكوري وطريقتهم في تحديد مواقع المسؤولية".
وتستطرد قائلة: "في اعتقادي، ومن معطيات الواقع أيضاً؛ إنّ قضية المرأة في المجتمع هي مسألة سياسية بامتياز مرتبطة بوجود نظام قمعي يسيطر على أجساد النساء، ويتحكم برغبات كلّ من لا يخضع لهذه السلطة، ويبرز هذا العنف أكثر في الشقّ الاقتصادي الموجه لكلّ ضحايا العنف المسلط على النساء، بواقع التمييز الجندري والطبقي في الأساس؛ ففي تونس مثلاً وأعتقد أنّ الوضع مشابه في البقاع العربية، لا توجد تنظيمات قوية للماركسيات، تقدم محتوى معرفياً ناضجاً لأجل قضايا المرأة، التي نتبناها على أساس الصراع الطبقي".
قضية المرأة مسألة سياسية مرتبطة بوجود نظام قمعي يسيطر على أجساد النساء ويتحكم برغبات من لا يخضع لهذه السلطة
ونشرت صحيفة "مورنينج ستار" البريطانية، مقالاً حول الصراع القائم بين النسوية الليبرالية والماركسية، فالليبراليات يناضلن من أجل استعادة "الجسد الأنثوي"، والذي يعدّ ساحة المعركة بالنسبة إليهن، لذلك ليس من الغريب أن تتصاعد مطالبات إباحة تجارة الجنس، باعتباره أحد أدوات تحرّر المرأة، على العكس من الماركسيات اللاتي يرين في هذا تجنيساً أكثر للمرأة، وإعاقة للصراع الطبقي الذي تغفله الليبراليات، فالمطالبة بالمساواة في ظلّ نظام رأسمالي، تعدّ تواصلاً لاستغلال الطبقة العاملة، وحتى بحصول النساء على حقوق جديدة، فإنّ القوالب الجنسانية ما تزال قائمة؛ فهنّ بالضرورة ربّات بيوت، وسيقع العنف عليهنّ مرة أخرى.
ما بعد الكولونيالية
نشأ ما نسميه "النضال النسوي البرجوازي"، في الغرب الاستعماري، كأمر حصري على نساء البرجوازية، بينما ظلت نساء المستعمرات في وضع مزرٍ، ومكانة أشدّ انحطاطاً بدورها، وبانحسار الاحتلال العسكري، لدول إفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا، نشأ تيار النسوية ما بعد الكولونيالية، كردّ فعل على النسوية الغربية بتعاليها وانغلاقها على مجتمعها، وبحسب النسوية الإنجليزية، جابريلا كارمان، وفق مقالها في جريدة "الفيمينيزم"، فإنّ هذه النسوية أيضاً اتسمت بالنخبوية، والتعالي على شرائح عديدة من القطاعات الجماهيرية، وترى أنّها لا تقل انغلاقاً عن النسوية البيضاء في أمريكا الأوروبية، والتي تحولّت فيما بعد إلى عمل مؤسسي بامتياز.
في هذا الصدد تحدثت لـ "حفريات" إحدى كوادر الحزب الشيوعي اللبناني، الكاتبة جنى نخالة، حول النسوية العربية الراهنة، حيث أشارت إلى أنه "من الواضح أنّ هناك أزمة في الحراك النسوي العربي عموماً، واللبناني خصوصاً، والأزمة برأيي تبدأ "ولا تنتهي"، فيما يسمّى "أنجزة" (NGO-isation) الحراك النسوي، بتحويل حراك سياسي بامتياز إلى مجموعة من المؤسسات الربحية، ممّا يفرّغه من مضمونه السياسي بالأساس، وعليه أصبح العمل النسوي كغيره، يتحكّم به اقتصاد السوق فيتوجّه بهذا الاتجاه أو غيره تبعاً لمصدر التمويل أو شكل المشاريع المطلوبة أو القضايا التي يُجبَر على العمل عليها".
وتستطرد قائلة: "من ناحية أخرى؛ ما يحصل يشوّه أيضاً مفهوم العمل النسوي في وعي الجماعة؛ إذ يصبح ممأسساً في إطار منظومة المجتمع المدني، ينحصر ليصبح مصدراً للخدمات، مجدّداً علاقة التبعية التي تربط المهمّشات والمهمّشين بالنظام، ومكرّساً لأمرين: (شرعية "الشحاذة" لكلّ من استغلّهن\م النظام، ونفض المسؤولية عن النظام بحدّ ذاته)، فالمنظّمات هذه بمنظورها وبخطابها، لا تلوم النظام ولا تظهّر أنه أساس الأزمة؛ بل تعمل على "تقديم الحلول"، ويتضح أنّ هذه المنظمات لم تستطع أن تقدّم حلولاً جذرية؛ لأنّ حلولها بالأصل مرحلية، وتعتمد على أخذ كلّ حالة بحالتها؛ فهي لا تحاول إيجاد حلول حقيقية، ومقاربتها للمشاكل لا تعتمد على قراءة سياسية للواقع، ولا فهم أسباب الاستغلال ومصادره، مطيلة مرّة أخرى في عمر النظام، ومرسّخة له، بدلاً من تحدّيه، وعلى مستوى المضمون؛ فإنّ المنظمات النسوية استطاعت تفريغ العمل النسوي من أسسه، عبر الاعتماد على العمل الفردي بدلاً من الجماعي، من خلال بتر العلاقة التاريخية مع نضالات الشعوب وتاريخها ومفاهيمها (وما تعابير مثل "تشبيك ومناصرة وحشد" سوى بدائل ركيكة لمفاهيم ثورية؛ مثل "بناء التحالفات والتثقيف غير الهرمي والتنظيم").
خندق المجتمع المدني
صيغ مفهوم المجتمع المدني، للمرة الأولى، من قبل كتاب الثورة الفرنسية من روسو ولوك، لتمييزه عن المجتمع الطبيعي. ووفق مقال نشره موقع "سيسولوجي جايد"؛ فإنّ المجتمع المدني من وجهة نظر علماء الاجتماع، إنّما هو أداة لحماية الدولة نفسها، فالفيلسوف الألماني كارل ماركس، في نقده لهيجل، يرى أنّ أيّ فصل بين مؤسسات المجتمع المدني والدولة، غير حقيقي؛ حيث إنّ تلك المؤسسات تعمل على حماية الدولة من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تهدّد وجودها، هنا تظهر مؤسسات المجتمع المدني التي تتبنى قضايا المرأة، كجزء من خطاب الدولة نفسها، فهي ظاهرياً تحاربه، لكنّها ضمنياً تعزز وجوده. أما نخالة فترى أنّ تلك المؤسسات "تعمل عبر تدعيم الفوارق الطبقية بين النساء، وتظهير الامتيازات كمنطلق ضروري لنشر المعرفة؛ أي إنّ المعرفة أصبحت، وفي سياق نسوي، مملوكة من نخبة طبقية ثقافية، توزّعها بفوقية على بقية النساء الفاقدات للمعرفة.
وتضيف: "أعتقد أنّ ما نحتاج إليه، كنسويات، هو إعادة الحراك النسوي إلى واقعه السياسي، بعيداً عن مطرقة حقوق المرأة التي عفا عليها الزمن أو سندان المجتمع المدني بمفهومه وتعريفه الحاليَّين في مجتماعاتنا، لا بدّ من العمل على حراك نسوي يبدأ من الأطراف، ينظّم في القرى والعشوائيات ومدن الصفيح، ويجعل النساء الأكثر تهميشاً، قائدات له".
https://www.ida2at.com/nancy-fraser-how-feminism-and-capitalism/
«الحركة التي بدأت كنقد لاستغلال الرأسمالية ـ انتهى بها الحال كمساهم في الأفكار الرئيسية التي تتبناها الليبرالية الجديدة (النيو ليبرالية)»
كنسوية، كنت أعتقد دائمًا أن النضال من أجل تحرير المرأة هو نضال من أجل عالم أفضل؛ عالم أكثر مساواة، عدلا وحرية. إلا أنني في الآونة الأخيرة يساورني بعض القلق بأن رائدات النسوية يخدمن الآن غايات مختلفة تمامًا.
ما يقلقني على وجه الخصوص هو أن رفضنا للتمييز الجنسي أصبح الآن يستخدم لتبرير أشكال جديدة من عدم المساواة والاستغلال.
لسوء الحظ، أخشى أن الحركة النسوية مِن أجل تحرير المرأة قد وقعت في شباك السياسات النيوليبرالية الجديدة التي تهدف لبناء مجتمع السوق الحرة. مما يفسر كيف أن أفكار النسوية التي كانت يوما ما تعبيرا عن وجهة نظر عالمية راديكالية أصبح يُعبر عنها الآن في صيغ فردانية.
كانت النسوية يومًا ما ترفض المجتمع المبني على الوصولية، أما الآن فإنها تشجع النساء على «التماهي مع هذا البناء». الحركة التي كانت تعطي أولوية للتضامن الاجتماعي أصبحت الآن تحتفي بأن هناك بعض النسويات سيدات أعمال. الحركة التي لطالما أعطت أولوية لـ«الاهتمام» والارتباط المتبادل تشجع الآن على التقدم الفردي والوصول.
الحركة النسوية التي بدأت كنقد لاستغلال الرأسمالية انتهى بها الحال كمساهم في الأفكار الرئيسية التي تتبناها الليبرالية الجديدة (النيو ليبرالية)
ما يكمن وراء هذا التحول هو ذاك التغيير الهائل الذي طرأ على الرأسمالية. فالرأسمالية التي تبنتها الدولة في فترة ما بعد الحرب فتحت السبيل أمام شكل جديد من الرأسمالية «غير المنظمة»، المعولَمة والنيوليبرالية.
ظهرت موجات النسوية كنقد للرأسمالية في شكلها الأول، إلا أنها أصبحت خادمة للرأسمالية في ثوبها الجديد الذي ظهر بعد الحرب.
بالنظر لتجاربنا السابقة، يمكننا أن نرى كيف أن حركة تحرير المرأة كانت تشير لمستقبلين مختلفين محتملين. السيناريو الأول هو، السعي نحو عالم خالٍ من التمييز الجنسي تسير فيه الديمقراطية والتضامن الاجتماعي جنبًا إلى جنب.
السيناريو الثاني، اتخذت النسوية فيه شكلا من أشكال الليبرالية، تتعامل مع المرأة مثلها مثل الرجل كسلع، كل سلعة بمفردها وعلى حدة، بالإضافة إلى تشجيع التقدم الفردي.
لذلك عانت الموجة الثانية من النسوية مِن تناقض شديد، لأنها كانت محملة برؤيتين مختلفتين للمجتمع، بالتالي كانت عرضة لسرديتين مختلفتين للتاريخ.
كما أرى، فقد تم حل هذا التناقض في النسوية خلال السنوات الأخيرة لصالح الرأسمالية في ثوبها الجديد، سيناريو الليبرالية الفردانية، لكن هذا لم يكن بسبب كوننا ضحايا إغراءات النيوليبرالية. بالعكس، لقد ساهمنا نحن أنفسنا في تطويرها بثلاث أفكار مهمة.
كانت أحد مساهمتنا هي انتقاد «مستوى دخل الأسرة»: فكرة الأسرة التي يعمل فيها الذكر ليعول عائلته والمرأة تعمل كربة بيت والتي كانت مركزية في الرأسمالية التي كانت تنظمها الدولة. نقد النسوية لمستوى دخل الأسرة ساهم في شرعنة «الرأسمالية المرنة».
في النهاية، هذا الشكل من أشكال الرأسمالية يعتمد اعتمادا كبيرا على تسليع المرأة كـ يد عاملة، خاصة عندما تكون هذه اليد منخفضة الأجر في العمل وفي الصناعة، يشمل هذا المرأة العزباء والمتزوجة وحتى التي لديها أطفال، يندرج تحت هذا النساء من كل القوميات والأعراق وليس عنصرا معينا. بذلك، تدفقت النساء حول العالم إلى سوق العمل، فنموذج الأسرة الكامن في الرأسمالية التي تنظمها الدولة يتم استبدالها في الرأسمالية المرنة الأكثر حداثة.
هذا النموذج القديم للأسرة يتم معاقبته على ما يبدو من النسوية بنموذج يعمل فيه ربّا الأسرة.
ناهيك عن أن الواقع المتخفي خلف النسوية بشكلها الجديد هو واقع محبط على مستوى الأجور، قلة التأمين الوظيفي، انخفاض مستوى المعيشة، ارتفاع ملحوظ في عدد ساعات العمل لربّيّ الأسرة؛ بالإضافة إلى الزيادة الملحوظة في عدد الورديات، التي أصبحت تصل الآن إلى ثلاث أو أربع ورديات، ومع ذلك الفقر في ازدياد مستمر، ويظهر هذا بشكل أكبر في الأسر التي تعولها امرأة.
وهكذا، فإن النيوليبرالية تدس السم في العسل عند الحديث عن سردية تمكين المرأة. مبررة استغلالها للمرأة باستدعاء النقد النسوي لمستوى دخل الأسرة، مُسخّرة حلم تحرير المرأة إلى ترس في آلة رأس المال.
هناك أيضًا إسهام آخر للنسوية في بزوغ نجم الليبرالية الجديدة. في الفترة التي كانت فيها الرأسمالية مُنظَمة مِن قِبل الدولة، كُنّا فعلًا ننتقد الرؤية السياسية ضيقة الأفق والتي لطالما ركزت على عدم المساواة والتي اتخذت أشكالا «غير اقتصادية»، مثل العنف الأسري، الاعتداءات الجنسية والاضطهاد المتوارث.
برفض تسييس وتسليع «المسائل الشخصية»، وسعت النسويات من جداول أعمالهن السياسية لتحدي التسلسل الهرمي للتمييز الجنسي في البُنى الثقافية. لذلك، كانت النتيجة المتوقعة هي توسيع رقعة النضال لتشمل كلا من الثقافة والاقتصاد.
لكن على العكس من ذلك، كانت النتيجة الحقيقية هي التركيز على جانب واحد فقط وهو «الهوية الجنسيّة» على حساب مشاكل لقمة العيش. الأسوأ من ذلك، أصبحت سياسات النسوية بشأن الهوية الجنسية مُعشَّقَة ومرتبطة تمامًا بصعود النيوليبرالية والتي لم ترغب في شيء سوى محو كل ذكر للمساواة الاجتماعية.
في الواقع، لقد جعلت النسوية نقد التمييز الجنسي هو الغاية المُطلقة في الوقت الذي اقتضت الظروف إيلاء اهتمام شديد لنقد الاقتصاد السياسي.
أخيرًا، الإسهام الثالث للحركة النسوية في بزوغ نجم النيوليبرالية هو النقد الذي وجهته النسوية لأبوية دولة الرفاه. فكما هو واضح، منذ الوقت الذي كانت فيه الرأسمالية منظمة مِن قبل الدولة، تحول السجال ليأخذ صف النيوليبرالية في حربها على «الدولة المربية» واحتضانها المثير للشفقة للمنظمات الأهلية.
مثال ذلك، «القروض الصغيرة» برنامج القروض البنكية الصغيرة للنساء الفقيرات في جنوب الكرة الأرضية. والذي يجري التسويق له على أنها لتمكين المرأة، هي مشاريع بيروقراطية مِن قبل الدولة، على الرغم من أنها توصف على أنها ترياق الحياة لفقر وخضوع العديد من النساء.
ما لم يُقل هو أنَّ، هناك مصادفة غريبة هي أن: القروض الصغيرة تزدهر بشكل مطرد مع تخلي الدولة عن دورها الهيكلي في محاربة الفقر، على الرغم من أن القروض الصغيرة لا يمكن أن تكون بديلًا عن الدولة في حل مشكلة الفقر.
النيوليبرالية تبرر استغلالها للمرأة باستدعاء النقد النسوي لمستوى دخل الأسرة مُسخّرة حلم تحرير المرأة إلى ترس في آلة رأس المال
وفي هذه الحالة أيضًا، أصبحت النسوية معادلا للنيوليبرالية. وسيلة تهدف لدمقرطة (جعله ديمقراطيا) سلطة الدولة لتوسيع سلطة المواطنين وإضفاء الشرعية على اقتصاد السوق وتخفيض النفقات مِن قبل الدولة.
في كل تلك الحالات، تم حل التناقض الذي ضرب النسوية لصالح فردانية الليبرالية «الجديدة». ومع ذلك، قد يكون سيناريو النسوية التضامنية لا زال حيًا. لذلك، تتيح الأزمة الحالية الفرصة لتولي زمام الأمور وربط حلم تحرير المرأة برؤية لمجتمع متضامن.
ولكي تتحقق هذه الغايات، تحتاج النسوية لقطع علاقتها بالليبرالية الجديدة، واعتماد «الثلاث مساهمات» لخدمة أغراضها الخاصة.
أولا، يجب علينا أن نقطع الصلة الزائفة بين نقد مستوى دخل الأسرة والرأسمالية المرنة، والعمل لخلق شكل من الحياة لا يركز على أسعار/أجور العمل وتعزيز الأنشطة غير المأجورة، بما في ذلك، وليس هذا فقط، أعمال الرعاية.
ثانيًا، علينا أن نغير مسارنا من السجال حول اقتصاد السوق إلى الهوية السياسية، بحيث يتم دمج النضال لتقديم شكل يناهض القيم الذكورية ويسعى لتحقيق العدالة الاقتصادية أيضًا.
أخيرًا، علينا قطع الصلة بين سجالنا حول البيروقراطية وأصولية السوق الحر من خلال استدعاء عباءة الديمقراطية التشاركية كوسيلة لتعزيز السلطات العامة اللازمة لتحجيم رأس المال من أجل عدالة اجتماعية.
https://www.cawalisse.com/123705.html?fbclid=IwAR0R1RQKXCQY4zQwoITBH2yFNmvPJQnXLBsgKUFwUq_RocaELbiXVt3P71Y
زربي مراد
كشفت زعيمة مقطع فيديو “جسدي حريتي”، والذي ظهرت من خلاله نساء وهن يرددن نشيدا منددا بالاغتصاب، خديجة طنانة، أن الحركات النسائية ومنها حركة “خارجات عن القانون” تتلقى الدعم من الغرب.
وقالت طنانة في حوار لها، أن من يقف وراء الحركات والجمعيات النسائية، هن نساء في أوروبا وجهات نافذة تساعدها ماديا للترويج لأفكار وقيم معينة.
وأضافت طنانة، أن الجميع يعلم أن التمويل الغربي لا يعطى مجانا وإنما مقابل أجندة يجب تنزيلها، فهناك جمعيات تستفيد من المنفعة العامة تتلقى وفق إحصائيا رسمية تمويلات أجنية مصرح بها تفوق 12.5 مليار درهم، وأخرى تشتغل “بالنوار” لها أجندات محددة ومعروفة.
يشار إلى أن خديجة طنانة البالغة من العمر 75 سنة، والأستاذة الجامعية المتقاعدة في الفكر السياسي، شعبة القانون العام بفاس، وتزاول اليوم الفن التشكيلي كما أنها ناشطة حقوقية، سبق وأثارت جدلا كبيرا بظهورها في مقطع فيديو يحمل عنوان “جسدي حريتي”، متقدمة نساء وهن يرددن نشيدا منددا بالاغتصاب.
https://www.alukah.net/sharia/0/63319/
الحمدُ لله الكبيرِ المتعالِ، صاحبِ العزِّ والكمالِ، والعظمةِ والجمالِ، والقدرةِ والجلالِ، المُنَزَّهِ عن النقصِ والزوالِ، المعبودِ عند الغدوِّ والآصالِ، منشئُ السحاب الثقال، ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته، وأشهد أنَّ سيدنا محمداً - صلى الله عليه وسلم - خير الخلق والرجال، ورفع عنا الإصر والأغلال، ثم أمَّا بعد...
فإنه يطيبُ لي أنْ أتحدثَ عن فضل ومكانة المرأة في الإسلام؛ لأننا فعلاً ابتعدنا عن منهج الله، ومنهج رسوله - صلى الله عليه وسلم -، خاصةً ونحن في هذه الأيام التي خرج علينا فيها من أقوال الجهلاء ما لا يخرج من أفواه أبي جهلٍ وغيره أيام عداوتهم للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فقد كان التبرج في الجاهلية أن يظهر جزءٌ من رقبة المرأة، وجزء من كعبها لا زيادة على ذلك، واليوم نرى العجب العُجاب، ممن يدعون أنفسهم بفلاسفة العصر، وكذبوا؛ لأنهم يريدون أن يفترسوا المرأةَ، وكأنهم ذئابٌ وحشيةٌ، فلأجل ذلك أردتُ في هذه الكلمات القادمة أنْ أُبيِّن مكانة وتكريم الإسلام للمرأة، فأستعين بالله قائلاً.
تكريم الإسلام للمرأة:
إن الإسلامَ يخاطب الرجال والنساء على السواء ويعاملهم بطريقةٍ شبه متساويةٍ، وتهدفُ الشريعةُ الإسلاميةُ بشكلٍ عامٍ إلى غايةٍ متميزةٍ هي الحمايةُ، ويقدم التشريع للمرأة تعريفات دقيقة عما لها من حقوق ويُبدي اهتماماً شديداً بضمانها، فالقرآنُ والسنةُ يحُضَّان على معاملة المرأة بعدلٍ ورِفقٍ وعَطفٍ.
مما لا ريب فيه أن الإسلام رفعَ شأن المرأة في بلاد العرب وحَسَّنَ حالها، بل إن النبي - صلى الله عليه وسلم - أوصى الزوجات بطاعة أزواجهن، وقد أمر بالرفق بهن، ونهي عن تزويج الفتيات كُرهاً وعن أكل أموالهن، ولم يكن للنساء نصيبٌ في المواريث أيام الجاهلية، بل إنَّ الرجل كان إذا بشَّره أهله ببنتٍ اسودَّ وجهُهُ، وقد حكى القرآن ذلك فقال سبحانه وتعالى: ﴿ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾[1]، ومن صور تكريمها أيضاً قد نزلت سورة خاصة بهنَّ تسمى سورة النساء توضح فيها أحكام المواريث، وكيفية معاملة المرأة في حال نشوزها فقال عز وجل: ﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ﴾[2].
فقد بيَّن الله تعالى صفة المرأة الصالحة في هذه الآية، والمرأة التي في حال نشوزها بأن يعاملها الرجل بتدرج لطيفٍ رحيمٍ بالمرأة، حيث بدأ بالموعظة لها، ثم بهجرها في المضاجع، ثم في المرحلة القصوى بضربها بشرط أن يكون ضرباً غير مبرحٍ، وهذا يعدُّ من التكريم العظيم للمرأة من قِبَل الله الخالق الرحيم الرحمن.
ومن تكريمها أيضاً مساواة المرأة بالرجل في تعدد ألفاظ كل منهما في هذه السورة، وقد بيَّن الله تعالى فيها أحكام المواريث، ووعد فيها بالعقاب لمن خالف حدوده فيها، وجعل هذا التقسيم خاصاً به سبحانه وتعالى، فقال عز وجل: ﴿ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾ [النساء: 13، 14] [3].
ولا شك أنَّ الإسلام أمر بحُسن معاشرة الزوجة، وقد أباح للزوج مفارقة زوجته رغم أنَّه بغض الطلاق، فقال عز وجل: ﴿ ..... وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ﴾[4].
وقد انتهت هذه السورة المباركة أيضاً بتفصيلٍ بديعٍ لمن مات وليس له ولد فيما يسمى بالكلالة، أن يرثه مَن تبقَّى من أهله بالعدل والإنصاف دون ظُلمٍ أو جَورٍ للحقوق، فقال عز وجل: ﴿ يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾[5].
وفي الجاهلية كانوا يقتلون البنات وهنَّ أحياء، ولمَّا جاء الإسلام حثَّ على تحريم وَأْد البنات، فقال عز وجل: ﴿ وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ﴾[6]، وأمر بمعاملة النساء والأيتام بالعدل، وقد حرَّم الله تعالى فيما يسمى بزواج المتعة حديثاً، وحَمْل الإماء على البغاء فيما سمَّاه القرآن الكريم، فقال عز وجل: ﴿ ... وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾[7]، وذلك حرصاً على سلامة المرأة من المخاطر التي تتعرض لها في شخصها، والفتك بالمجتمع إذا سلكت هذا السبيل الذي نهي عنه ربنا، ونهي عنه نبيُّنا -صلى الله عليه وسلم-.
ضعف النساء:
لا شك أنَّ في النساء صورةٌ من صور الضعف، وهو ليس ضعفًا مذمومًا، فإنه من جانبٍ ليس مقصودًا منهن، ومن جانبٍ آخر محمود مرغوب، فأما الجانب غير المقصود فهو ضعف البِنيةِ والجِسم، وهذه لا حيلة لهنَّ فيها، فلا يلومهنَّ أحدٌ عليها، وأما الجانب المحمود فهو في ضعف القلب والعاطفة، بمعنى رقََّة المشاعر، وهدوء الطباع، وهو لا شكَّ أمرٌ محمودٌ في النساء، وكلما زاد - دون إفراط أو تفريطٍ - كان ألطفَ وأجملَ.
استوصوا بالنساء خيراً:
كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يُقَدِّر هذا الضعف في النساء، ويحرص على حمايتهنَّ من الأذى الجسدي أو المعنوي، ويُظهِر رحمته بهنَّ بأكثر من طريقةٍ، وفي أكثر من موقفٍ وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دائمَ الوصية بالنساء، وكان يقول لأصحابه: [ اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا ]، وتكررت منه نفس النصيحة في حجة الوداع، وهو يخاطب أمته، وكان يوقن أنَّ هذه الوصية من الأهمية بمكانٍ حتى يُفردَ لها جزءًا خاصًا من خطبته في هذا اليوم العظيم، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم -: [... وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا، فإنهن خُلقنَ من ضِلَعٍ، وإنَّ أعوجَ شئٍ في الضلَع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزلْ أعوج، فاستوصوا بالنساء خيراً ][8].
ويوضح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جملة بلاغية أنَّ النساء يُماثِلن الرجال في القدر والمكانة، ولا ينتقص منهن أبداً كونُهنَّ نساء، فيقول - صلى الله عليه وسلم -: [ إِنَّما النِّسَاءَ شَقَائِقُ الرِّجَالِ ][9].
صور من رحمة النبي - صلى الله عليه وسلم - بالنساء:
في هذا العصر الذي تكالبت فيه قوى الظلم والبغي والعدوان للنيل من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، نجد الدعوات الصارخة من الحاقدين الحاسدين على الإسلام، والجاهلين بأخلاقياته وآدابه، لمساواة المرأة بالرجل في الحقوق والواجبات دون تفضيل، بل وتمييز المرأة أحياناً بأمور كثيرة عن الرجل، وذلك بدعوى أنهم في القرن الحادي والعشرين، يريدون أن يتقدموا بمثل هذه الأساليب البعيدة عن الإسلام وقيَمِه ومبادئهِ وتعاليمه، وكذبوا ظناً منهم بأنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان منذ أربعة عشر قرناً، فالحضارة الآن في نظرهم هي: التقدم والرقي ومحاكاة الغرب في جميع أفعالهم وأحوالهم، يريدون بالمرأة أن تخرج من خِدْرها، كي تلتهمها الذئابُ البشرية، وهم أول من يريدون التهامها، والهتكَ بعِرْضها، ولكن هيهات هيهات، وأين الثرى من الثريا، فقد جاء الإسلام الحنيف محافظاً على المرأة، آمراً إياها أن تلتزم بيتها، وإنْ خرجت تخرج في إطار ما سمح لها به الشرع، فقال الله تعالى: ﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرً ﴾[10]،كما جاء الإسلامُ كذلك ناصراً للمرأة في كل أحوالها وأعمارها، فقد كرمها الإسلام أُماً، وكرمها زوجاً، وكرمها طفلةً، غير أن الذي يُلفتُ النظرَ بصورة أكبر في رحمة النبي - صلى الله عليه وسلم - بالنساء هو جانب التطبيق العملي في حياته - صلى الله عليه وسلم -، فلم تكن هذه الكلماتُ الرائعة مجردَ تسكينٍ لعاطفة النساء، أو تجمُّلٍ لا حقيقةَ له، بل كانت هذه الكلمات تُمارَس كلَّ يومٍ وكلَّ لحظةٍ في بيته - صلى الله عليه وسلم - وفي بيوت أصحابه رضوان الله عليهم.
فبهذه الصورة الميسرة حول تكريم الإسلام للمرأة، يتحدى كلُّ مسلمٍ موحدٍ بالله تعالى العالمَ أجمع أن يأتي لنا بموقفٍ من حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آذى فيه امرأةً أو شقَّ عليها، سواء من زوجاته أو من نساء المسلمين، بل من نساء المشركين، ويكفي أن نتأمَّلَ بعضَ مواقفه - صلى الله عليه وسلم - مع النساء؛ لندرك مدى رحمته - صلى الله عليه وسلم - بهنَّ.
[ اسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى النبي - صلى الله عليه وسلم - فَسَمِعَ صَوْتَ عَائِشَةَ رضي الله عنها - ابنته- عَالِيًا، فَلَمَّا دَخَلَ تَنَاوَلَهَا لِيَلْطِمَهَا، وَقَالَ أَلا أَرَاكِ تَرْفَعِينَ صَوْتَكِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَجَعَلَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَحْجِزُهُ وَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ مُغْضَبًا، فَقَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم - حِينَ خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ: كَيْفَ رَأَيْتِنِي أَنْقَذْتُكِ مِنْ الرجُلِ ؟، قَالَ: فَمَكَثَ أَبُو بَكْرٍ أَيامًا ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَوَجَدَهُمَا قَدْ اصْطَلَحَا فَقَالَ لَهُمَا: أَدْخِلانِي في سِلْمِكُمَا كَمَا أَدْخَلْتُمَانِي في حَرْبِكُمَا فَقَالَ النبي: قَدْ فَعَلْنَا قَدْ فَعَلْنَا ][11].
فرحمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هنا قد فاقت رحمة الأب، فأبو عائشة رضي الله عنها - هو أبو بكر الصديق- أراد أن يعاقبها على خطئها، ولكن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لرحمته بها حجز عنها أباها!
وأحيانًا تخطئ زوجته - صلى الله عليه وسلم -: خطأً كبيرًا، ويكون هذا الخطأ أمام الناس، وقد يسبب ذلك الإحراج له، ومع ذلك فمن رحمته يُقدِّر موقفها، ويرحم ضعفها، ويعذر غيرتها، ولا ينفعل أو يتجاوز، إنما يتساهل ويعفو.
فقد روى أنس رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - [ كان عِنْدَ بعْض نسائِهِ: فَأَرْسَلَتْ إحدى أمَّهات المؤمنين مع خادِمٍ بِقَصْعَةٍ فِيهَا طَعَامٌ، فَضَرَبَتْ بيَدها فَكَسَرَتِ الْقَصْعَةَ فَضَمَّها وجَعَلَ فِيهَا الطَّعَامَ، وَقالَ:كُلُوا، وحبسَ الرسولَ والقصْعةَ حتى فَرَغوا، فدَفعَ القَصْعةَ الصحيحةَ وحبسَ الْمَكْسُورَةَ ][12].
لقد أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذا الموقف ببساطة، وجمع الطعام من على الأرض، وقال لضيوفه: كلوا، وقد عللَّ غضب زوجته بالغيرة في بعض الروايات الأخرى، فقال: [ غارتْ أمُّكم ]، ولم ينسَ أن يرفع قدرها. فأيُّ رحمة هذه التي كانت في قلبه - صلى الله عليه وسلم -!
تعقيبٌ:
ماذا لو جئنا بأحكم رجلٍ في هذا القرن؟ وماذا لو جئنا بفلاسفة القرن الحادي والعشرين كما يزعمون؟ ماذا لو حدث أمامهم هذا الموقف؟ أو لو كان هذا الموقف معهم، ماذا كانوا يفعلون ؟ وما هو أقل تصرفٍ كان سيحدثُ؟.
في نظري أقل تصرفٍ مع الحكماء والكرماء أنه سيُطَلِّقُ هذه الزوجة بعد ضربٍ مبرحٍ، هذا مع الحكماء فضلاً عن الجهلاء، فما رأيكم بنبي الإسلام أيها الفلاسفة، ما طلقها، ولا ضربها، بل رفع قدرها - صلى الله عليه وسلم.
تكريم الإسلام للمرأة بكونها أماً:
لقد كرَّم الإسلام المرأة بكونها أُماً بأنْ أوصى الأبناء بحُسْن معاملة الآباء، وخاصةً الأم، فقد صوَّر القرآن الكريم هذا الأمر في تصويرٍ بليغٍ ومُعجزٍ في أكثر من موضعٍ، فقال الله تعالى: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ﴾[13].
وقال تعالى في الموضع الثاني: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾[14].
وقال تعالى في الموضع الثالث: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ﴾[15].
وقال تعالى في الموضع الأخير ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ ﴾[16].
وقد ورد في سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - ما يُعَضِّدُ ذلك، [ فقد جاء رجلٌ إلى رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسولَ اللهِ، مَنْ أحقُّ الناسِ بحُسنِ صَحابتي ؟ قال: أُمُّك، قال: ثم مَن ؟ قال: ثم أُمُّك، قال: ثم مَنْ ؟ قال: ثم أُمُّك، قال: ثم مَن ؟ قال: ثم أبوك ][17].
فقد أوصى النبي - صلى الله عليه وسلم - بالأم ثلاث مراتٍ، لِما لها من تكريمٍ ومكانةٍ عظيمة، ورفعةً لشأنها، فما كُرمَتْ المرأةُ في أي شريعةٍ سوى شريعة الإسلام.
وعن طلحة بن معاوية السلمى قال: [ أتيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ إني أريدُ الجهادَ في سبيلِ اللهِ تعالى، فقال: أُمُّكَ حَيَّةٌ ؟ فقلتُ: نعمْ، فقال: الزم رِجْلَها فثمَّ الجنَّة ][18].
تكريم الإسلام للمرأة بكونها زوجاً:
ومما يمكن أن يُذكر في هذا الموضع ما أوصى به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع، إذ أوصى بالنساء، فقال: [... فاتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهنَّ بأمانة الله واستحللتم فروجهنَّ بكلمة الله... ][19].
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [ إِنَّما النِّسَاءَ شَقَائِقُ الرِّجَالِ ][20].
فقد جعلها الإسلام شقيقةً للرجل في كل أحواله وأفعاله، تشترك معه في تربية الأولاد، وتعمل على خدمتهم، واستقرار بيتهم، وباستقرار البيت بالزوجين يخرج بيتاً طيباً على الهدى النبوي، يساهم هذا البيت في بناء المجتمع، لذا يمكن أن يقال أنَّها نصف المجتمع، بل أكثر من نصفه، فالمرأةُ هي الأم، والزوجة، والبنت، والأخت.
تكريم الإسلام للمرأة بكونها طفلةً:
لمَّا جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - كرَّم الطفلة، وجعل لها حقوقاً وعليها واجبات، وحذَّر من قضية وأد البنات التي كانت منتشرةً في الجاهلية، فمنذ ظهر نور الإسلام إذ نزل القرآن الكريم متعجباً من هذه القضية، ومن عدم توريث البنات الذي نراه الآن في مجتمعاتنا المعاصرة، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم.
فعن عائشة رضي الله عنها قالت: [ دخلتْ امرأةٌ معها ابنتانِ لها تسأَلُ، فلم تجدْ عندي شيئًا غيرَ تمرةٍ، فأَعطيتُهَا إيَّاها، فَقَسَمَتْهَا بينَ ابنتيْها، ولم تأكُلْ منها، ثم قامتْ فخرجتْ، فدخلَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - علينا فأخبرتُهُ، فقال: من ابْتُلِىَ من هذهِ البناتِ بشيءٍ كُنَّ لهُ سِترًا من النارِ ][21].
تكريم الإسلام للمرأة بكونها أرملةً:
لقد رفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قدر الذي يرعى شئون الأرملة إلى درجة لا يتخيلها أحد، ومن أفضل ما يمكن ذكره هنا قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: [ السَّاعِي عَلَى الأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ كَالْمُجَاهِدِ في سَبِيلِ اللَّهِ أَو الْقَائِمِ اللَّيْلَ الصَّائِمِ النَّهَارَ ][22]. فأيُّ فضلٍ وأيُّ عظمة هذه، ليس هذا إلا تكريماً وحفاظا على المرأة، فهي كالجوهرة في الإسلام، حيث يدافعُ عنها بكل قوةٍ وشجاعةٍ.
تكريم الإسلام للمرأة بكونها أَمَةً:
إنَّ هناك ما هو أعجب من ذلك، وهو رحمته - صلى الله عليه وسلم - بالإِمَاء، وهُنَّ الرقيق من النساء، فقد روى أنس بن مالك رضي الله عنه إذ قال: [ إِنْ كَانَتْ الأَمَةُ مِنْ إِمَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لَتَأْخُذُ بِيَدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَتَنْطَلِقُ بِهِ حَيْثُ شَاءَتْ ][23].
وقد علَّق ابن حجر رحمه الله على ذلك فقال: "والتعبير بأخذ اليد إشارة إلى غاية التصرف، حتى لو كانت حاجتها خارج المدينة، والتمست منه مساعدتها على ذلك، وهذا دالٌ على مزيد تواضعه وبراءته من جميع أنواع الكِبْرِ.
تعقيبٌ:
هل سمع العالم برئيس دولةٍ، أو قائدِ أمةٍ يذهبُ هنا وهناك ليقضى بنفسه حاجةَ امرأةٍ بسيطةٍ لا تعدو أن تكون خادمةً، بل هي أَمَةٌ مملوكةٌ، لا تملك من أمرها شيئًا؟
إن هذا الذي نراه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في معاملاته، وتكريمه للمرأة لمَن أبلغ الأدلة على نبوته - صلى الله عليه وسلم -، فلا تتأتَّى مثل هذه الأخلاق الرفيعة حقيقةً إلا من نبي، وصدق الله تعالى حيث قال: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾[24].
وأخيراً، أقول: إنَّ الإسلام قد رحم المرأة فأسقط عنها الصلاة والصيام أثناء الحيض والنفاس رحمة بها لما تعانيه من أتعاب حال الدورة والنفاس مع أنَّ الصلاة لا تسقط عن الرجل بأي حال، إلا الصوم فله فيه الرخصة المعلومة.
• الإسلام رحم المرأة فأسقط عنها النفقة فلا تُنفق على ولدها ولا والديها ولا زوجها بل لا تنفق على نفسها هي، ويلزم زوجها بالنفقة عليها.
• الإسلام رحم المرأة فأسقط عنها حضور الجُمَع والجماعات لاشتغالها بزوجها وبيتها.
• الإسلام رحم المرأة فأوجب لها مهراً كاملاً يدفعه الزوج لمجرد الخلوة بها، أو نصفه بمجرد العقد عليها.
• الإسلام رحم المرأة فورثها من زوجها حتى لو مات بمجرد عقده عليها.
• الإسلام رحم المرأة فقال أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك، تكريماً واعترافاً بحقها.
• الإسلام رحم المرأة فأسقط عنها الشهادة في الدماء والجنايات تقديراً لضعفها، ورعايةً لمشاعرها عند رؤية هذه الحوادث.
• الإسلام رحم المرأة فأسقط عنها فريضة الجهاد.
• الإسلام رحم المرأة فأسقط عنها فريضة الحج إذا لم يكن معها محرم يحرسها ويخدمها حتى ترجع.
• الإسلام رحم المرأة فجعل التقصير لها عند تمام النسك حفاظاً على جمالها وإبقاءً على رغبتها ولها أجر الحَلْق.
• الإسلام رحم المرأة فحَرَّم طلاقَها وهي حائضٌ مراعاةً لحالها، وحتى لا تطول عليها العدة.
• الإسلام رحم المرأة فجعل لها ميراثاً من زوجها وإخوانها وأولادها ووالديها رغمَ أنها لا تتحمل شيئاً من النفقة.
• الإسلام رحم المرأةَ فأوجب لها مهراً وحرَّمَ أخذ شيءٍ منه إلا بطيبِ نفسٍ منها.
• الإسلام رحم المرأة فحرَّم نكاحها بلا وليٍ ولا شهودٍ، حتى لا تُتَّهَمَ في عِرضها ونسب أولادها.
• الإسلام رحم المرأة فأوجب على مَنْ قَذَفَها في عِرْضِهَا جَلْدَ ثمانينَ جلدةً، ويُشَهَّر به في المجتمع ولا تُقبلُ شهادته أبداً.
• الإسلام رحم المرأة فجعل من يُقتل في سبيلها ليحافظ على عرضه ويدافع عنها جعله شهيداً.
• الإسلام رحم المرأة حتى بعد موتها فلا يُغسلها إلا زوجها أو نساء مثلها.
• الإسلام رحم المرأة فجعل كفنها أكثر من كفن الرجل فتكفن في خمسة أثواب رعاية لحرمتها.
• الإسلام رحم المرأةَ فأجاز لها الخلع إذا كرهت زوجها وأبى طلاقها.
• الإسلام رحم المرأة حتى عند الصلاة عليها تكون أبعد عن الإمام ويقف وسطها ليستر جسدها ممن وراءه.
هذا وما كان من توفيقٍ فمن الله وحده، وما كان من خطأٍ، أو سهوٍ، أو نسيانٍ، فمني ومن الشيطان، وأعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمدٍ وعلى آله وأصحابه الأطهار الأخيار ومَن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
أسألُ الله أنْ يتقبل منا العملَ الصالحَ، وأن ينفع به المسلمين في كل مكانٍ، وقد انتهيتُ منه بفضل الله وكرمه يوم الاثنين الموافق الحادي والعشرين من شهر الله المحرم لعام ألف وأربعمائةٍ وخمسةٍ وثلاثين من الهجرة المباركة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، الخامس والعشرين من شهر نوفمبر لعام ألفين وثلاثة عشر من الميلاد.
[1] [سورة النحل: 58، 59].
[2] [سورة النساء: 34].
[3] [النساء: 13، 14].
[4] [النساء: 19].
[5] [النساء: 176].
[6] [التكوير: 8، 9].
[7] [النور: 33].
[8] الحديث رواه البخاري في صحيحه رقم ( 5186 ) - كتاب النكاح - باب الوصاة بالنساء.
[9] الحديث رواه السيوطي في الجامع الصغير رقم (2560)، من حديث عائشة وأنس بن مالك.
[10] [الأحزاب: 33].
[11] الحديث رواه النعمان بن بشير، وذكره ابن حجر العسقلاني في كتابه: هداية الرواة إلى تخريج أحاديث المصابيح والمشكاة - تحقيق / علي بن حسن بن عبدالحميد الحلبي رقم ( 400 ) -دار ابن القيم- الدمام - ط الأولى سنة 1422 هـ.
[12] الحديث رواه البخاري رقم ( 2481 ) في كتاب المظالم - باب إذا كسر قَصعةً أو شيئاً لغيره.
[13] [الإسراء: 23].
[14] [العنكبوت: 8].
[15] [لقمان: 14].
[16] [الأحقاف: 15].
[17] الحديث رواه البخاري عن أبي هريرة رقم (5971) في كتاب الأدب - باب مَن أحق الناس بحسن الصُّحْبة.
[18] الحديث رواه ابن كثير في كتاب المسانيد والسنن رقم ( 5529 ) – تحقيق / عبدالملك بن دهيش - مكتبة الأسدي - مكة المكرمة - ط الثالثة 1425 هـ.
[19] الحديث رواه الألباني في كتاب صحيح الجامع الصغير وزيادته رقم (2068) - تحقيق / زهير الشاويش - المكتب الإسلامي - بيروت - ط الثالثة 1408 هـ.
[20] الحديث رواه السيوطي في الجامع الصغير رقم ( 2560 )، من حديث عائشة وأنس بن مالك.
[21] الحديث رواه البخاري رقم (1418) في كتاب الزكاة - باب اتقوا النار ولو بشق تمرة، والقليل من الصدقة.
[22] الحديث رواه البخاري رقم (5353) في كتاب النفقات - باب فضل النفقة على الأهل.
[23] الحديث رواه البخاري رقم (6072) في كتاب الأدب - باب الكبر.
[24] [الأنبياء: 107].
رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/63319/#ixzz6RMF3KM1G
السوبروومان (قبل أن تتأله المسلمة)
Powered by Invision Power Board
© Invision Power Services